المشهد الأول
في القصر المبني على تلة مرتفعة قرب بحيرة صافية جميلة تحفها اشجار ( غابة النبض ) كما تسمى .. يقف على احدى شرفاته الملك ( ضيف المهاجر ) وهو شيخ كبير في السن يحكم مملكة ( نبض المعاني ) عقله ممتلأ بالحكمة كما ان الشجاعة تلازمه دائما .. يحبه الجميع سواء من خاصة الشعب او عامتهم .. توفيت له زوجتان ويعيش الان مع الثالثة بسعادة .. لديه اربعة ابناء هم ( البرنس و الصراح وعاشق السمراء والباشق ) وابنتان هن ( لؤلؤة الشرق و درة ) .. يحب عائلته وشعبه كل الحب .. لكنه يعاني من مرض لا شفاء منه .. إنها الشيخوخة .. مع انه يحتفظ بشيء من قوته الظاهرة ..
من على تلك الشرفة كان ( ضيف المهاجر ) يناظر الغابة ويتذكر زوجته الثانية التي فقدها في الحرب ..وبينما هو غارق في ذكرياته يقبل من داخل القصر ( الصراح ) وهو الابن الثاني بين أخوته لـ ( ضيف المهاجر ) رزق به من زوجته الثانية والتي توفيت في حرب دارت بين ( ضيف المهاجر ) وملك اخر يدعى ( العاشق المجنون ) من مملكة ( شمس النهار ) الذي جمع حوله جنود من قطاع الطرق والمتشردين من الممالك المجاورة لنبض المعاني وقد طمع فيها وحاول اغتصابها وقتل ملكها لولا شجاعة ( ضيف ) وحكمته استطاع من خلالهما قهر العدو مع انه خسر الكثير في تلك الحرب واهم شيء خسره زوجته الثانية و التي كان يحبها كثيرا ..
( الصراح ) شاب ذكي وذكاؤه هذا يجعله يفكر في اشياء لا يفكر لها اخوته ودائما يحسب حساب المستقبل قبل فعل اي شيء في الحاظر .. يمتاز بأنه يناقش والده في كل شيء لذا فوالده ( ضيف ) يعتمد عليه كثيرا جدا .. ويكلفه بالمهمات صعبة التنفيذ ..
اقترب ( الصراح ) من والده قليلا .. وبهدوء يقول :
السلام عليك يا ابي انت هنا ؟.. لقد بحثت عنك !
ضيف الهاجر : وعليك السلام يا بني .. أحببت ان اخلو بنفسي قليلا .. كيف وجدت الناس في الاسواق ؟
الصراح : الحمد لله يشكرون فضله وفضلك عليهم يا ابي .
ضيف المهاجر : الحمد لله .. اما فضلي عليهم فلا شيء لولاهم لما كنت ملكا .. فهم اساس المملكة .
الصراح : حفظك الله لنا ولهم يا أبي .
ضيف المهاجر : وحفظكم لي جميعا .
الصراح : آمين .
وبعد صمت برهة من الاثنين ونظرهما الى ناحية البحيرة .
ضيف المهاجر : ألم تعد الجميلات من النزهة ؟
الصراح : لا يا مولاي . الظاهر انهن يستمتعن كثيرا عندها .
ضيف المهاجر : نعم . انا اعرف مدى حبهن للتنزه على ضفافها دائما . وخصوصا ( درة ) التي لا تكل من الخروج اليها .. حتى اني اخاف ان تطلب اقامة غرفة لها على ضفتها لتقيم فيها ..
يبتسم الصراح قليلا ..
ثم يقول : ليس بالبعيد على تلك الشقية ان تطلب ذلك .. فلا احد يتوقع تصرفاتها ابدا .
وهاهو ذا الوزير ( رحال ) يقترب من الاثنين بهدوء ..
رحال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يرد الملك ( ضيف المهاجر ) والامير ( الصراح ) السلام ..
ثم يقول ( ضيف المهاجر ) : لقد اطلت الغياب عنا اليوم يا رحال .. هل شغلك المولود الجديد عنا الى هذا الحد .. وكأنك لاول مرة ترزق بطفل يا رجل ؟!
رحال : لا يا مولاي .. ولكن الامر اختلف هذه المرة .
ضيف المهاجر : وكيف ذلك ؟!
رحال : لقد اثرت هذه الولادة على صحة زوجتي .. وحالتها سيئة جدا اليوم .
ضيف المهاجر : انا اسف لسماع هذا يا رحال .. نتمنى من الله لها الشفاء العاجل والعودة الى عافيتها السابقة وأفضل .. ألم تحضر لها طبيبا ؟!
رحال : بلا يامولاي ولكن تأثير الأدوية بطيء جدا .
ضيف المهاجر : لا تقلق .. ستكون بخير قريبا ان شاء الله .
رحال : امين .
رحال هذا هو الوزير والرجل الثاني في المملكة .. يصفه الناس بالداهية .. وهو غير محبوب لدا أغلبهم لخوفهم من ردات فعله .. كان مجرد جندي من جنود الملك .. ولكنه في احدى المعارك التي حدثت بين مملكة ( نبض المعاني ) والممكلمة المجاورة لها ( ألم الجراح ) ابدى شجاعة كبيرة حين قام بالتنكر في زي عدو فتوغل في الجيوش حتى وصل الى قائد الاعداء وقتله اثناء نومه مما ادى الى ضعفهم وتنازع بقية القادة على القيادة .. وهذا ما ادى الى النصر ..
الى جانب دهاء رحال .. كان يتصف بالقسوة .. وكل ذلك باد في ملامحه .. فهو اسمر البشرة .. جاحظ العينين .. ذو شعر متجعد كثيف .. يضع طوقا حديديا حول ساعده الايمن .. ومع كونه ضخم الجثة .. إلا انه سريع الحركة .. ولا يجارا في القتال ..
كان ( الصراح ) يستمع لهذا الحديث .. وهو يفكر في أمر آخر .. قرر أن يخوض الحديث فيه مساء اليوم مع باقي أخوانه
من على تلك الشرفة كان ( ضيف المهاجر ) يناظر الغابة ويتذكر زوجته الثانية التي فقدها في الحرب ..وبينما هو غارق في ذكرياته يقبل من داخل القصر ( الصراح ) وهو الابن الثاني بين أخوته لـ ( ضيف المهاجر ) رزق به من زوجته الثانية والتي توفيت في حرب دارت بين ( ضيف المهاجر ) وملك اخر يدعى ( العاشق المجنون ) من مملكة ( شمس النهار ) الذي جمع حوله جنود من قطاع الطرق والمتشردين من الممالك المجاورة لنبض المعاني وقد طمع فيها وحاول اغتصابها وقتل ملكها لولا شجاعة ( ضيف ) وحكمته استطاع من خلالهما قهر العدو مع انه خسر الكثير في تلك الحرب واهم شيء خسره زوجته الثانية و التي كان يحبها كثيرا ..
( الصراح ) شاب ذكي وذكاؤه هذا يجعله يفكر في اشياء لا يفكر لها اخوته ودائما يحسب حساب المستقبل قبل فعل اي شيء في الحاظر .. يمتاز بأنه يناقش والده في كل شيء لذا فوالده ( ضيف ) يعتمد عليه كثيرا جدا .. ويكلفه بالمهمات صعبة التنفيذ ..
اقترب ( الصراح ) من والده قليلا .. وبهدوء يقول :
السلام عليك يا ابي انت هنا ؟.. لقد بحثت عنك !
ضيف الهاجر : وعليك السلام يا بني .. أحببت ان اخلو بنفسي قليلا .. كيف وجدت الناس في الاسواق ؟
الصراح : الحمد لله يشكرون فضله وفضلك عليهم يا ابي .
ضيف المهاجر : الحمد لله .. اما فضلي عليهم فلا شيء لولاهم لما كنت ملكا .. فهم اساس المملكة .
الصراح : حفظك الله لنا ولهم يا أبي .
ضيف المهاجر : وحفظكم لي جميعا .
الصراح : آمين .
وبعد صمت برهة من الاثنين ونظرهما الى ناحية البحيرة .
ضيف المهاجر : ألم تعد الجميلات من النزهة ؟
الصراح : لا يا مولاي . الظاهر انهن يستمتعن كثيرا عندها .
ضيف المهاجر : نعم . انا اعرف مدى حبهن للتنزه على ضفافها دائما . وخصوصا ( درة ) التي لا تكل من الخروج اليها .. حتى اني اخاف ان تطلب اقامة غرفة لها على ضفتها لتقيم فيها ..
يبتسم الصراح قليلا ..
ثم يقول : ليس بالبعيد على تلك الشقية ان تطلب ذلك .. فلا احد يتوقع تصرفاتها ابدا .
وهاهو ذا الوزير ( رحال ) يقترب من الاثنين بهدوء ..
رحال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يرد الملك ( ضيف المهاجر ) والامير ( الصراح ) السلام ..
ثم يقول ( ضيف المهاجر ) : لقد اطلت الغياب عنا اليوم يا رحال .. هل شغلك المولود الجديد عنا الى هذا الحد .. وكأنك لاول مرة ترزق بطفل يا رجل ؟!
رحال : لا يا مولاي .. ولكن الامر اختلف هذه المرة .
ضيف المهاجر : وكيف ذلك ؟!
رحال : لقد اثرت هذه الولادة على صحة زوجتي .. وحالتها سيئة جدا اليوم .
ضيف المهاجر : انا اسف لسماع هذا يا رحال .. نتمنى من الله لها الشفاء العاجل والعودة الى عافيتها السابقة وأفضل .. ألم تحضر لها طبيبا ؟!
رحال : بلا يامولاي ولكن تأثير الأدوية بطيء جدا .
ضيف المهاجر : لا تقلق .. ستكون بخير قريبا ان شاء الله .
رحال : امين .
رحال هذا هو الوزير والرجل الثاني في المملكة .. يصفه الناس بالداهية .. وهو غير محبوب لدا أغلبهم لخوفهم من ردات فعله .. كان مجرد جندي من جنود الملك .. ولكنه في احدى المعارك التي حدثت بين مملكة ( نبض المعاني ) والممكلمة المجاورة لها ( ألم الجراح ) ابدى شجاعة كبيرة حين قام بالتنكر في زي عدو فتوغل في الجيوش حتى وصل الى قائد الاعداء وقتله اثناء نومه مما ادى الى ضعفهم وتنازع بقية القادة على القيادة .. وهذا ما ادى الى النصر ..
الى جانب دهاء رحال .. كان يتصف بالقسوة .. وكل ذلك باد في ملامحه .. فهو اسمر البشرة .. جاحظ العينين .. ذو شعر متجعد كثيف .. يضع طوقا حديديا حول ساعده الايمن .. ومع كونه ضخم الجثة .. إلا انه سريع الحركة .. ولا يجارا في القتال ..
كان ( الصراح ) يستمع لهذا الحديث .. وهو يفكر في أمر آخر .. قرر أن يخوض الحديث فيه مساء اليوم مع باقي أخوانه