المحور الثالث : الإبل في الأدب العربي
أسماء الناقة بعد الولاده (الرضاعة والطاقة لإنتاج الحليب )
ويكمننا تصنيف الطاقة الإنتاجية للناقة بما يلي :
أولاً - أسماء الناقة غزيرة الإنتاج
صفي – غريرة – خوارة – مجمعة – مري – ذخور – جلد – درور – حلوب – حرشاء – دروس .... إلخ
ثانياً – أسماء الناقة ضعيفة الإنتاج
بكيه (بكيء )- ضهول - دهين- صرماء – يبس - شخص ....إلخ.
ثالثاً - أسماء الناقة التي لا تحلب
غارز - جماد – جذاء – خفوت - شعوص – حافة ....إلخ
المحور الرابع : لماذا أغفلنا حليب الابل؟!
يعتبر حليب الابل من النعم العظيمة التي أنعم الله بها سبحانه وتعالى على أهالي الصحراء. فهو الغذاء المتكامل لأصحاب الابل في الحضر والسفر فلو ألقينا نظرة إلى محتوياته فإننا نجد انه يحتوي على 2,9 بروتينات سكريات (اللاكتوز) 4,45 فيتامينات أ، ب1، ب2، ب12 وفيتامين ج، أملاح ماء 88,54 وطاقة 592، وهو مفيد للمواليد الصغيرة ولإنسان الصحراء معاً وفقاً لظروف الصحراء القاسية إضافة إلى أنه متغير في نسبة التركيب على حسب الأجواء فنجد في حالة ارتفاع حرارة الجو تصل نسبة الماء إلى نسبة 91٪ وفي حالة انخفاض درجة الحرارة فإن نسبة الماء تتراوح إلى 80٪ كذلك نسبة الدهن متغيرة حيث ينخفض من حوالي 3,4٪ إلى حوالي 1,2٪ في ارتفاع حرارة الجو في الصحراء حيث ان الدهن يعطي طاقة عالية والتي تكون غير مرغوبة في جو الصحراء الحار الذي يحتاج إلى شراب منعش ومرطب.
وفي الماضي على زمن الآباء والأجداد في المملكة العربية السعودية كانوا يتناولون الحليب مع التمر. وفي الوقت الحاضر وبعد انتشار تربية النحل في أنحاء متفرقة من المملكة العربية السعودية،وبعد توفر أنواع من العسل أمثال - عسل السدر والطلح والسمر والبرسيم في المنطقة الوسطى والشمالية والأعسال الصيفية والشتوية على امتداد جبال السروات ابتداء من منطقة محافظة الطائف وحتى منطقة أبها. فإنني أنصح مربي الابل وعشاق حليب النوق أثناء شربهم للحليب ان يضعوا في الكأس أو الكوب ملعقة واحدة من العسل الطبيعي وخلطه بالحليب بتحريك الملعقة حتى يصل إلى الطعم المرغوب.
وفي حالة تناول الحليب بالغضارة أو الطاسة أو القدح فيوضع 2 ملعقة من العسل وتحريكه حتى يتجانس بالحليب وبالصحة والعافية إن شاء الله.
ويمكن ان نستخلص من هذا المزيج حليب النوق المخلوط بالعسل بالفوائد التالية:
1- مفيد شربه بعد الأكل للهضم المريح ويقضي على الأرق ويجلب النوم المريح عند المساء.
2- مفيد شربه للجهاز التنفسي والمشاكل الصدرية من ربو وكحة.. وخلافه.
3- مخفض للسكر إذا ما خلص مع عسل القيصوم أو الطلح أو السمر.
4- من المعتقد ان حليب الابل له أهمية علاجية لبعض الأمراض وقد يكون السبب في ذلك إلى كون الابل غالباً ما تتغذى على أعشاب ونباتات طبية في المراعي البرية إضافة لاحتواء الحليب على نسبة عالية من بعض المركبات التي تمنع نمو البكتيريا. ومن العجيب انه في آسيا الوسطى والهند ان حليب الابل يستعمل لمعالجة داء اليرقان.. والاستسقاء وأمراض الطحال والسل والربو والأنيميا (فقر الدم) والبواسير ومرض السكر والسرطان.
ومن المعروف أنه في بعض دول الشرق الأوسط علاج كثير من الأمراض بحليب الابل المضاف إليه بعض الأعشاب والنباتات أمثال: مقلي نبات الشيح وأزهار البابونج وأزهار القيصوم والمرامية وحكيم الصحراء واليانسون والحلبة.. والأعشاب الرعوية المعروفة بصفاتها العلاجية وذلك كأحد وسائل العلاج الشعبي، وكذلك العسل الذي قال الله سبحانه وتعالى فيه: {فيه شفاء للناس} سورة النحل آية (67).
وفي الختام يقول الله سبحانه وتعالى: {افلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت} سورة الغاشية آية (16/17).
ناصر إبراهيم الغصن
باحث تربية النحل ونباتات العسل
المحور الخامس : الغربيون والإبل
- يقول الغربيون / إن الإبل رمز التخلُّف , وبالمقابل نحن نقول / الإبل رمز الحضارة والتقدم , و رمز الخير والعطاء .كيف لا وهي مخزون احتياطي غذائي كبير (مخزون احتياطي من البروتين الحيواني عالي الجودة –الحليب واللحم – في مستقبل تزداد فيه أزمة الغذاء العالمية بسبب الإنفجار السكاني العالمي ) .
- ويقول الغربيون أيضاً / إن الإبل ضارة في البيئة, وبالمقابل نحن نقول /الإبل مفيدة للبيئة بشكل عام وللصحراء بشكل خاص ( تأكل النباتات التي لا تأكلها الحيوانات الأخرى , وتأكل الأعشاب اليابسة والنباتات الشوكية (أي تحسِّن البيئة الرعوية لكل الحيوانات .
- والإبل لا ترعى رعياً جائراً , وأقدامها طرية (الخف طري مرن ) لا تضر في جذور النباتات , كل ذلك لتترك للحيوانات الأخرى مراعي مفيدة , مراعي خالية من النباتات الغريبة والأشواك إلخ وأكبر دليل على أنها مفيدة للبيئة , أن خبراء اللبيئة يوصون بتربية الإبل وبحمايتها وتنميتها بعد أن تأكَّد لهم أن الإبل هي الحيوان المثالي الوحيد القادر على التكيف مع البيئة القاسية في الصحراء الواسعة وتحسين المراعي .
- ويقولون / الإبل ليست اقتصادية , ونحن بالقابل نقول / إنها اقتصادية بكل معنى الكلمة / اقتصادية في طعامها (طعامها رخيص تأكله مجاناً من الصحراء الواسعة ) , إقتصادية في أمراضها (مناعتها قوية وهي أقل الحيوانات تعرضاً للأمراض ) إقتصادية في تربيتها ( لا تحتاج إلى مباني وحظائر وتكاليف إدارية , ومستلزمات إنتاج إلخ )
- إقتصادية في انتاجها (إنتاجها من الحليب واللحم أكثر كمية و أقل كلفة من جميع أنواع الحيوانات المنتجة للحليب واللحم ) فالناقة الحلوب يمكن أن تعطي أكثر من (30) كيلو غرام حليب في اليوم إذا أعطيت العناية الكافية من غذاء ورعاية صحية , وذلك بفضل ما أعطاها الله من سعة في الجهاز الهضمي وكبر في الضرع , فالإبل مخزن استراتيجي للغذاء . والرسول الأعظم يقول (( الإبل عز لأهلها )) وهو الذي عاش مع الإبل وعرف أهميتها الإقتصادية , وشرب من حليبها , وأكل من لحمها .
- والغربيون يصفون الإبل بأوصاف ذميمة فيقولون / إنها غدَّارة – عصبية – عنيدة- شرسة- عدوانية – إلخ من أسماء هي منها براء , وربما يضيفون عليها اسم ارهابية. ونحن بالقابل نقول / إن الإبل أليفة بطبعها , مطيعة لأصحابها , عصيَّة على من يظلمها ويضربها ويؤذيها , وقد وصفها الرسول الأعظم محمَّد صلى الله عليه وسلَّم ((المؤمنون هيِّنون ليِّون كالجمل الأليف , إذا سقته انساق وإذا أنخته استناخ )) صدق رسول الله .
- ويقولون /إن شكلها بشع , أي لايعجبهم منظرها وشكلها ,والله يقول في كتابه الكريم (( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت , وكان أحد الصالحين يقول خذوني إلى الإبل لأتمتع بمنظرها .
يقولون هذا كله وأكثر للأسباب التالية :
- أولاً –
إنهم بصراحة يحبون أنفسهم , و لا يحبُّون (أهل الإبل ) ومن كَرِه شيئاً , كَرِه كل ما يتعلق به , وعلى سبيل المثال , إذا اشترى رجلاً سيارة حديثة جميلة , لونها أحمر أو أسود أو أصفر ومهما كان اللون جميلاً , ورأى تلك السيارة شخص يكره صاحب السيارة , يقول له , ما هذا اللون ؟ إنه لون بشع , لون غريب غير مناسب وغير مألوف , وهذا الشخص , لا يقصد في الحقيقة اللون بذاته , ولكن يحب أن يهين صاحب السيارة ويسيء إليه , من خلال أنه غشيم لا يحسن الإختيار , وأن ذوقه غير سليم إلخ .
- وثانياً –
إن الإبل لا توجد في بلادهم , فهم لم يعيشوا معها , ولم يتعرفوا على صفاتها الحسنة وطباعها الجيدة , ولم يأكلوا من لحمها , ولم يشربوا من حليبها ويتذوقوه , ونحن من عرف الإبل وطباعها وشرب حليبها وأكل لحمها , والمثل يقول / من ذاق عرف .
د/ محمد مصطفى مراد
خبير بيطري ومستشار الثروة الحيوانية
صنعاءDrmm_mur@hotmail.com
المحور السادس : العرب والإبل إسمان متلازمان
- الجمل رمز العرب بكل معنى الكلمة ونحن نفتخر بذلك , وعندما يشاهد الجمل في الصحراء واقفاً أو نائماً أو في أي مكان في العالم , يقال على الفور الجمل العربي , وصورة الجمل في أي مكان وجدت / في مجلة أو صحيفة أو في فلم سينمائي أو على البضائع , أو الملصقات في أي بلد من العالم , وفي أي زمان , تربط الصورة بالعرب , ولا يستطيع أحد إنكار ذلك .
- وكثير من الصفات التي تطلق على الجمل وخاصة / القوة والشجاعة والحرية والذكاء والغيرة على الإناث إلخ هي نفسها التي تطلق على العرب عامة , وعلى العربي الحر الأبي خاصة , فما أمتن هذا الإرتباط وأقرب هذا التلازم .
- هذا ولا يوجد في العالم كله شخص واحد ينسب الجمل وحيد السنام إلى غير العرب .
كل هذا دليل على التلازم والترابط الوثيق والأبدي إلى يوم القيامة , وعبَّر أحد الفنانين عن هذا التلازم أحسن تعبير , عندما صمم هذه الصورة الرائعة .
بقلم د/ محمد مصطفى مراد
المحور السابع : ما هي أوجه الشبه بين الجمل والسفينة ؟
هناك تشابه كبير بين الجمل والسفينة ، وتجدر الإشارة إلى القول أن الجمل يتمييز على السفينة , بأن الجمل / بر مائي / أي أنه يسير على اليابسة (أراضي رملية أو ترابية أو جبلية إلخ ) وله قدرة عظيمة على السباحة في الماء .
أما السفينة فهي /مائية فقط / أي لا تستطيع الحركة إلا في الماء , وإذا خرجت إلى اليابسة لاتتحرك بل تتلف وتفنى . فسبحان الله ما أعظم الإبل ؟
وهناك مقارنة توضح التشابه الكبير بينهما فإلى الجدول:
د/ محمد مصطفى مراد الحموي
خبير بيطري ومستشار الثروة الحيوانية
صنعاء / ص.ب (13467) مكتب بريد معين
Drmm_mur@hotmail.com
المحور الثامن : وسم الإبل
الوسم :
عبارة عن وضع علامة مميزة على الإبل بطريقة الكي غالباً أو القطع أو الحز.
يقول النووي:(إن وسم الآدمي حرام،وأما غير الآدمي فالوسم في وجهه منهي عنه،وأما غير الوجه فمستحب في نعم الزكاة والجزية وجائز في غيرها،وإذا وسم فيستحب أن يسم الغنم في آذانها والإبل في أصول أفخاذها لأنه موضع صلب يقل فيه الألم،وتكمن فائدة الوسم في تمييز الحيوان بعضه من بعض)أ.هـ.
والوسم تقليد عربي قديم أقره الإسلام،والعمل به سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان العرب يتوارثونه جيلاً بعد جيل، ويحرصون عليه وعلى معرفته ،كحرصهم على معرفة الأنساب.
والغرض من وسم الإبل هو تحديد صاحبها ومعرفتها من قبل الآخرين ،لأن الإبل تذهب بعيداً عن أصحابها ومواطنها بحثاً عن الكلأ(العشب) والماء،وكذلك التمييز بين إبل القبائل وعشائرها بعضها عن بعض ومعرفتها إذا حدث خلاف حول ملكيتها أو اختلطت في المرعى مع غيرها من الإبل أو نٌهبت في الغزو لذلك يتم وسمها.
ويتم وضع الو سم على عدة أماكن بارزة من الجسم كالرقبة أو الخد أو إحدى اليدين أو إحدى الفخذين.
ولكل قبيلة وسم معين ، ولكل فخذ من القبيلة وسم مختلف أيضاً يسمى (شاهد) يشهد بأن هذه إبل آل فلان من القبيلة الفلانية.
و للوسم أشكال عديدة،سهلة الفهم، استنبطها الراعي من بيئته الرعوية متفق عليها بين أهلها وسميت بمسميات دارجة مثل: المغزل ،المشط، الباكورة ، الحلقة، الهلال ، المشعاب ،الدامع،العمود..... وغيرها .
وهذه الأشكال والرموز يعرفها العام والخاص من أبناء كل قبيلة رجالاً ونساءً.
يتم وسم الإبل بإحماء حديدة بالنار في الوقت الذي يتم فيه تعقيل البعير وشد وثاقه ثم يرسمون وسم القبيلة في الموضع المناسب من أعضاء الإبل البارزة كأن يوضع على أحد جوانب رقبتها اليمنى أو اليسرى حسب عرف وسم القبيلة.
وقد تضع بعض القبائل الوسم في أكثر من موقع، وغالباً يقوم صاحب الإبل أو من يتولى إدارة رعايتها وشؤونها بعملية الوسم.
يقول الشاعر:
الرابح الرابح خذا منها قسوم والإبل تاسمها القبائل بالوسوم
بقلم / ســـــــــند السبيعي
ترقــــبوا التـتـمـــــــــــــــــــــــــه