ونص الإمام احمد على انه لا يجوز شهود أعياد اليهود والنصارى واحتج
بقول الله تعالى(والذين لا يشهدون الزور) قال الشعانين وأعيادهم.
وقال عبد الملك بن حبيب من أصحاب مالك في كلام له قال
فلا يعاونون على شيء من عيدهم لان ذلك من تعظيم شركهم وعونهم
على كفرهم وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك
وهو قول مالك وغيره لم اعلم انه اختلف فيه.
فهذا تحذير شديد من مشابهة النصارى في أعيادهم.
يقول الذهبي في رسالة عظيمة رد فيها على من شابه النصارى
في بعض أعيادهم وأسم الرسالة ( تشبيه الخسيس بأهل الخميس ).
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم ).
فإن قال قائل: أنا لا نقصد التشبه بهم
فيقال له: نفس الموافقة والمشاركة لهم في أعيادهم ومواسمهم حرام
بدليل ما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها
وقال صلى الله عليه وسلم
( إنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار )
والمصلي لا يقصد ذلك، إذ لو قصده كفر لكن نفس الموافقة
والمشاركة لهم في ذلك حرام.
وقفة مع من يصفون الأمور بغير حقيقتها ويسمونها بغير اسمها.
متى كان الكرم والسخاء والبذل والعطاء في تعليم أبنائنا
المسألة ( والشحاذة و الطرارة ) وقرع أبواب الناس
( أعطونا الله يعطيكم ) ( عطونا من مال الله ). ·
ثم وقفة مع من يرون التسول تكافل ؟. ما هو مفهوم التكافل؟
بل أين وجه التشبيه بين كونها من التكافل الاجتماعي والترابط الأسري
وفيها هذا الإذلال لأطفال يأخذون المسالة على أنها نوع من المرح
وحقيقتها السؤال بعينه.
وأي تكافل وهو تغافل وتجاهل لأحاسيس الأطفال.
ثم إنه لمن التناقض أن يحث الأبناء على المسالة وقرع أبواب الناس؟
ثم ينهى عن أن يسال الناس شيء بعد ذلك!!! ·
ثم لماذا نمرر لبعض البدع والمخالفات الشرعية.
تحت ستار ما يسمى بالفلكلور الشعبي، أو العادات، أو بالموروث عن الأجداد.
إن ما سار عليه الأجداد من أمورٍ حميدة حث عليها الشرع
لا بأس بالإقتداء بهم لحث الشرع عليها و أما ما هو مخالف
لا عذر لنا في تركه وقد تبين لنا حكمه عفا الله عنا وعنهم.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى العيد ما يعتاد مجيئه وقصده من
زمان ومكان مأخوذ من المعاودة والاعتياد.
ومما جعلته لا يجوز: لإن هذه الساعة التي ينشرون فيها صبيانهم
هي من ساعات الشياطين التي يخشى على الأطفال أن يصيبهم أذنً فيها
بل امرنا أن نحبس الصبيان هذه الساعة.
فقد ورد في صحيح البخاري: عن جابر رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ثم إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل
فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من العشاء
فخلوهم وأغلق بابك واذكر اسم الله وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله
وأوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئا.)
ولمسلم في صحيحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ثم إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشيطان ينتشر
حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا
اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا وأوكوا قربكم واذكروا اسم
الله وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئا
وأطفؤا مصابيحكم.)
يقول ابن حجر : وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح
بابا مغلقا قوله ( وأكفتوا ) بهمزة وصل وكسر الفاء ويجوز ضمها بعدها
مثناة أي ضموهم إليكم والمعنى امنعوهم من الحركة في ذلك الوقت قوله
ثم المساء في هذا الباب إذا جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم
قوله ( فإن للجن انتشارا وخطفة ) بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة
والفاء في الرواية الماضية فإن الشياطين تنتشر حينئذ وإذا ذهبت
ساعة من الليل وفي رواية الكشميهني فإذا ذهب وكأنه ذكره باعتبار الوقت.
وقال النووي: قوله ( جنح الليل ) هو بضم الجيم وكسرها لغتان
مشهورتان وهو ظلامه يقال أجنح الليل أي أقبل ظلامه وأصل الجنوح
الميل قوله صلى الله عليه وسلم فكفوا صبيانكم أي امنعوهم من الخروج
ذلك الوقت قوله صلى الله عليه وسلم فإن الشيطان ينتشر أي
جنس الشيطان ومعناه أنه يخاف ذلك الوقت من إيذاء الشياطين لكثرتهم.
ومما يجعله لا يجوز: لأنه مسالة ؟؟!!
أقول هل يجوز أن نحتفل بالمسألة ؟ ( الطرارة والشحاذة ).
باسم مهرجان التسول؟ أو التسول الجماعي ؟ أو مسيرة التسول!؟
أو بدعة التسول.
إن قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم علمنا عزة النفس، وعدم سؤال الناس.
بل إن بعض الصحابة بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم
على ألا يسأل الناس شيئا لدرجة أن أحدهم ليسقط سوطه
في زحمة الحجيج فينزل من على ظهر دابته فيأخذه
دون أن يسأل الناس أن يناولوه.!!
قال شيخ الإسلام: وفى المسند أن أبا بكر الصديق
(كان يسقط السوط من يده فلا يقول لأحد ناولني إياه ويقول
إن خليلي أمرني ألا أسأل الناس شيئا ).
وفى صحيح مسلم عن عوف بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم
( بايع طائفة من أصحابه وأسر أليهم كلمة خفية ألا تسألوا الناس
شيئا قال عوف فقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط السوط من يده
فلا يقول لأحد ناولني إياه.)
فكيف بنا ندفع أبنائنا يقرعون أبواب الناس يسألونهم فيقولون لهم.
( أعطونا الله يعطيكم ). و ( أعطونا من مال الله ).
ومما يجعله لا يجوز: لأن هناك بعض الأقوال التي لا تجوز يرددها
هؤلاء الأطفال وهم لا يدركون معانيها: هل يجوز لنا أن نسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاعة مباشرة بعد موته ؟
أم نسال الله أن يرزقنا شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم.
بعد كل ما تقدم أقول وبالله التوفيق:
الحمد لله أنه لا تزال طائفة من الأمة على الحق ظاهرين لا يضرهم
من خالفهم ولا من خذلهم إلى يوم القيامة بالدليل يهتدون، وإليه يدعون
وعن ضده يحذرون، وبه يعرفون وغيرهم به لا يعرف وعنه لا يدافع
وبه لا يعمل بل عن العاملين به يحذر.
وكما قال الأول: سارت مشرقة وسرت مغربا شتان بين مشرق ومغرب
إن تلقي الأحكام الشرعية لا يكون من الدهماء والعامة ولا من الجرائد
والتواريخ والعادات والتقاليد ولا من الآباء والأجداد.
بل إن الله حذر من هذا كله كما قال عز وجل فاضحا دعواهم
( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ).
إنما الأحكام تتلقى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
ومن أهل العلم بكتاب الله وسنة رسوله الذين يستنبطون منها.
قال عز وجل ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ).
وما أجمل ما قاله القرطبي معلقا على هذه الآية حيث قال
( فذمهم بتقليدهم آباءهم وتركهم إتباع الرسل كصنيع أهل الأهواء
في تقليدهم كبراءهم وتركهم إتباع محمد صلى الله عليه وسلم في دينه ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية محذرا من إتباع من لا يقول بالكتاب والسنة
و أقوال السلف الصالح ( إذا كان ما قاله لم يقله أحد من أئمة المسلمين
لا الأربعة ولا من قبلهم من الصحابة والتابعين وإنما يقوله مثله وأمثاله
ممن لا علم لهم بالكتاب والسنة وأقوال السلف والأئمة وإنما يحكمون
بالعادات التي تربوا عليها كالذين قالوا
( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون)
وكما تحكم الأعراب بالسوالف التي كانت لهم وهى عادات كما يحكم
التتر بالياساق الذي جرت به عاداتهم.
وأما أهل الإيمان والإسلام والعلم والدين فإنما يحكمون بكتاب الله وسنة رسوله.
كما قال عز وجل ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر
بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ).
وقال عز وجل ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) .
انتهى. وأتى عن الشافعي رحمه الله أنه قال (من استحسن فقد شرع ). ذكره الغزالي.
وقال ابن قدامة في الروضة ( أن العالم ليس له حكم بمجرد هواه وشهوته
من غير نظر في الأدلة.
والاستحسان من غير نظر حكم بالهوى المجرد فهو كاستحسان
العامي وأي فرق بين العامي والعالم غير معرفة الأدلة الشرعية
وتمييز صحيحها عن فاسدها ولعل مستند استحسانه وهم وخيال إذا
عرض على الأدلة لم يحصل منه طائل.) .
من أقوال أهل العلم لقد سمعت شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه
في أكثر من مرة ينهى عن مثل هذا الفعل ويعده من البدع.
وهناك فتوى صادرة من الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية
والإفتاء والدعوة والإرشاد.
الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء فتوى رقم (155532 )
وتاريخ 24/11/1413هـ هذا نصها:
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى
سماحة الرئيس العام من المستفتي / مدير مركز الدعوة بالدمام بالنيابة
والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء
برقم (5054 ) وتاريخ 6/10/1413هـ. وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه:
( انه جرت العادة في دول الخليج وشرق المملكة أن يكون هناك
مهرجان ( القريقعان ) وهذا يكون في منتصف شهر رمضان أو قبله
وكان يقوم الأطفال يتجولون على البيوت يرددون أناشيد ومن الناس
من يعطيهم حلوى أو مكسرات أو قليل من النقود وكانت لا ضابط لها
إلا انه في الوقت الحاضر بدأت العناية به وصار له احتفال في بعض
المواقع والمدارس وغيرها.
وصار ليس للأطفال وحدهم وصار تجمع له الأموال ؟
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء المذكور أجابت عنه بان الإحتفال
في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما
يسمى مهرجان القريقعان بدعة لا اصل لها في الإسلام ( وكل بدعة ضلالة )
فيجب تركها والتحذير منها ولا تجوز إقامتها في أي مكان لا في المدارس
ولا في المؤسسات أو غيرها.
والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام
وتلاوة القران والدعاء. والله الموفق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
عضو : عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ .
عضو : عبد الله بن عبد الرحمن الغديان . عضو : صالح بن فوزان الفوزان .
عضو : بكر بن عبد الله أبو زيد .
وكفى بقول هؤلاء الخمسة من علماء المسلمين تحذيرا من هذا العمل
المشين وان راءه الناس حسنا فكم من فعل أو قول ربا عليه الصغير
وشاب عليه الكبير وهو بحاجة إلى تغيير لأنه من المنكر.
وهناك أيضاً فتوى للشيخ عبد الله بن جبرين مختومة منه
بتاريخ 13/9/1413هـ أجاب فيها على سؤال حول هذا الإحتفال فقال:
هذا العيد لا اصل له في الشرع… ثم قال: فانه يصبح بدعة محدثة يجب
إنكاره والقضاء عليه ولا يجوز إقرارها ولا المساهمة فيها.
وكذلك أحد علماء الإحساء وهو الشيخ احمد بن عبد الله السلمي
كما في كتابه( أخطاء شائعة ) وذكر بعض مفاسد هذا الإحتفال فليرجع إليه.
الخاتمة: خاتمة القول أنه من خلال ما تقدم يتبين لنا أن هذا
الإحتفال بدعة لا يجوز المشاركة فيه من أطفالنا ولا التهيئة له أو إحياءه
لأسباب كثيرة منها الآتي: ·
مشابهة النصارى في عيد الهلوين - الحلوين - الباربارا.
· مشابهة اهل البدع في موالدهم والذي يظهر أنهم سببه وما أكثر بدعهم.
إفتاء أهل العلم بعدم جوازه وانه من البدع المحدثة.
صدور بعض الألفاظ الشركية كقولهم ( يا شفيع الأمة).
الابتهاج المماثل لفرحة العيد بالثياب والطعام.
تخصيصه بيوم معين كل سنة يفعل فيه.
إعتباره من أعياد الأطفال ولا أصل لذلك.
الإحتفاء به لكونه عندهم من المناسبات الدينية.
إن الساعة التي يمارس فيها ساعة منهي عن الخروج فيها.
بل أمرنا أن نحبس الأطفال عن الخروج خشية عليهم من الشياطين.
الاهتمام به على أنه من أحد أهم مظاهر شهر رمضان.
تحديده بألبسة معينة وأطعمة معينة ومكسرات معينة في أزمنة معينة.
التذلل للناس بعبارات المسألة ( أعطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم ) ·
نهي المسلم عن المسألة إلا من حاجة وفاقة.
إعتباره مهرجان جماعي.
فيه تنشئة أولاد المسلمين على حب هذه الأعياد البدعية.
تعويد الأبناء على حب المسألة. إعتباره ليلة مفتوحة
لا عتاب على أحد فيها وهذا منافي للدين.
فيه إحياء للبدع الجاهلية و تقليد الأجداد.
صرف الأموال في غير محلها وهذا نوع من الإسراف.
إشغال الناس واشتغالهم بالإعداد والاستعداد لهذا العيد الباطل.
وقت الصيام للعبادة وقراءة القران وليس للعبث واللعب.
مظاهاته للأعياد الشرعية وذلك بلبس الجديد وغيره من الاستعدادات.
إعتقاد البعض أن في التوسعة على الأطفال فيه سبب في بسط الرزق له.
الظن أن لياليه ليالي مباركة.
حصول الاختلاط فيه.
تعريض الأطفال للسوء لأن مراسيم هذا العيد تبدأ بعد مغيب الشمس
إلى منتصف الليل. وعلى هذا فلا يجوز للمحلات التجارية أن
تجهز لهذه المناسبة أي إعداد أو مواد.
وكذلك الفنادق يجب عليها أن لاتهيئ لهذه المناسبة البدعية أي
إعداد أو تعلن لها أي إعلان.
ولا يجوز للجرائد والصحف الإشادة بهذه البدعة بل الواجب عليهم
أن يحذروا من مثل هذه الأعمال القبيحة وإن استحسنها الناس.
كما لا يجوز للأندية ولا المدارس والجمعيات النسائية أن تقيم هذا
الإحتفال تحت أي مسمى سواءً كان باسم فلكلوراً أو منشط تراثي
أو مهرجاناً فكل هذه الأسماء لا تخرجه عن كونه بدعة لا يجوز.
ونسأل الله أن يوفق ولاة أمور المسلمين لمنع هذا
الإحتفال البدعي أعانهم الله على ذلك اللهم آمين.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله الطيبين
وصحبه الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وعنا معهم يا رب العلمين.
منقول