شاعرنا هو محمد بن أحمد العناني الدمشقي أبو الفرج.
عاش 385 هـ 995 م ( العصر العباسي)
شاعر حلو الألفاظ: في معانيه رقة، و شفافية و الق جميل ينتقي المعاني بعناية كان مبدأ أمره منادياً بدار البطيخ في دمشق. و يعرف بلقبه الشهير الوأواء الدمشقي
اخترت هذا الشاعر ليكون في البداية لان لي معه قصة تعود بي الى ما قبل خمس سنوات من الان أي الى السن الثانية لي في الجامعة حيث اني في احد الايام سمعت احد ابياته و الذي اتخذته في توقيعي و الذي يقول:
وَأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤأً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ ===== وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَد
حينها سألت عن قائل هذا البيت فأجابني احدهم انه للفرزدق و قال الاخر انه لجرير و قالوا انه للمتنبي و لم يذكر لي احد اسم القائل الحقيقي. و بينما انا اطالع احد الكتب مر بي هذا البيت نفسه و اسم شاعره الحقيقي هذا الذي دعاني الى اقتر ان نقوم بالتعريف بهؤلاء الشعراء:
قال:
يَطُوفُ بِراحٍ رِيحُها وَمَذَاقُها == = == نَسيمُ الصَّبا وَالعَيشُ في زَمَنِ الصِّبا
و له ايضاً
ظَلَمَني والظُّلْمُ مِنْ عِنْدِهِ ===== وَجازَ في الظُّلْمِ مَدى حَدِّهِ
ظَبْيٌ غَدا طَرْفي لهُ ناظِراً ===== لَمَّا رأى قَلْبيَ مِنْ جُنْدِهِ
فَدَيْتُ مَنْ صَبْري عَلى جَوْرِهِ ======= أَحْسَنُ مِنْ صَبْري عَلى فَقْدِهِ
انْظُرْ إِلَيْهِ وَإِلى خَدِّهِ ======= والعارِضِ المُثْبَتِ في خَدِّهِ
و له ايضاً
وَمِنَ البَلِيَّةِ أَنَّني بِكَ مُغْرَمٌ ======== دَنِفٌ وَأَنَّكَ مُعْرِضٌ مُتَجَنِّبُ
هَرَبي إِلى الإِنْصافِ مِن خَوْفِ النَّوى ======= وإِليْكَ مِنْكَ وَمِنْ فِراقِكَ أَهْرُبُ
و له ايضاً:
أَبدى هواهُ ولم يَزَلْ محجوبا ====== دمعٌ غدا في خدِّهِ مسكوبا
بانَ الحبيبُ فبانَ عنه صبرُهُ ======== بعد الحبيبِ وما رأى محبوبا
سكنَ الجوى والشوقُ بينَ جَوانحي======= وغَدا الكرى في مقلتيَّ غريبا
[/poem]
و له:
نَالَتْ عَلى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي ======== نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِي
كأَنَّهُ طُرْقُ نَمْلٍ في أَنامِلِها ======== أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْها السُّحْبُ بِالْبَرَدِ
كأَنَّها خَشِيَتْ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِها ====== فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعاً مِنَ الزَّرَدِ
مَدَّتْ مَوَاشِطَها في كَفِّها شَرَكاً ======= تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ داخِلِ الجَسَدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِها مِنْ كلِّ نَاحِيَةٍ ====== وَنَبْلُ مُقْلَتِها تَرْمِي بِهِ كَبِدِي
وَعَقْرَبُ الصُّدْغِ قَدْ بَانَتْ زُبانَتُهُ====== = وَنَاعِسُ الطَّرْفِ يَقْظانٌ عَلى رَصَدي
إِنْ كانَ في جُلَّنارِ الخَدِّ مِنْ عَجَبٍ ====== فَالصَّدْرُ يَطْرَحُ رُمَّاناً لِمَنْ يَرِدِ
وَخَصْرُها ناحِلٌ مِثْلِي عَلى كَفَلٍ ====== مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكى الأَحْزَان في الخَلَدِ
إِنْسِيَّةٌ لَوْ بَدَتْ لِلْشَّمْسِ ما طَلَعَتْ ======== مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِها يَوْماً عَلى أَحَدِ
سَأَلْتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ أَنْتَ تَعْرِفُنا ======== مَنْ رَامَ مِنَّا وِصالاً مَاتَ بِالكَمَدِ
وَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا في الحُبِّ مَاتَ جَوىً = =======مِنَ الغَرامِ وَلَمْ يُبْدِئْ وَلَمْ يُعِدِ
فَقُلْتُ أَسْتَغْفِرُ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ ======== إِنَّ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِ وَالجَلَدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينا لَوَاحِظُها ======== مَا إِنْ أَرى لِقَتِيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ
قَدْ خَلَّفَتْنِي طَريحاً وَهْيَ قَائِلَةٌ ======= تَأَمَّلوا كَيْفَ فِعْلُ الظَّبْيِ بِالأَسَدِ
قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَني وَمَضى ====== بِاللَهِ صِفْهُ وَلا تَنْقُصْ وَلا تَزِدِ
فَقَالَ أَبْصَرْتُهُ لَوْ مَاتَ مِنْ ظَمَأ ====== وَقُلْتِ قِفْ عَنْ وُرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ
قَالَتْ صَدَقْتَ الوَفَا في الحُبِّ عَادَتُهُ ====== يَا بَرْدَ ذاكَ الَّذي قَالَتْ عَلَى كَبِدِي
وَاسْتَرْجَعَتْ سَأَلَتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَا ======== مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقَّتْ يَداً بِيَدِ
وَأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤأً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ ======= وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَد
وَأَنْشَدَتْ بِلِسَانِ الحَالِ قَائِلةً ======== مِنْ غَيْرِ كُرْهٍ وَلا مَطْلٍ وَلا جَلَدِ
وَاللَهِ مَا حَزِنَتْ أُخْتٌ لِفَقْدِ أَخٍ ======= حُزْني عَلَيْهِ وَلا أُمٌّ عَلَى وَلَدِ
فَأَسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجْرِي عَلَى عَجَلٍ ====== فَعِنْدَ رُؤْيَتِها لَمْ أَسْتَطِعْ جَلَدِي
وَجَرَّعَتْنِي بِرِيقٍ مِنْ مَرَاشِفِها ====== فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
هُمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِي فَوا أَسَفِي====== = حَتَّى عَلَى المَوْتِ لا أَخْلوُ مِنَ الحَسَدِ
و له:
دُونَ المُنى في الهَوى يا نَفْس آفاتُ ======== كَأْسُ الهَوى حُلْوَةٌ فيها مَراراتُ
إِنَّ المُحِبّينَ إِنْ أَخْفَوا مُحاذَرَةً ======= هَواهُمُ فَلَهُمْ فيهِ عَلاماتُ
لا آخَذَ اللَهُ مَنْ قَلْبي بِهِ كَلِفٌ ======= صَبٌّ قَدِ اسْتَحكَمَتْ فيهِ الصَّباباتُ
لِكُلِّ شَيْءٍ نِهاياتٌ تَبيدُ وَما ======= لِلَوْعَةِ الحُبِّ في قَلْبي نِهاياتُ
لَها مِنَ الماءِ كَفٌّ في أَنامِلِها ====== إِذْ صافَحَتْني بِهِ نارٌ عَلَى وَهَجِ
تَكادُ مِنْ لَمَعانِ الحُسْنِ تَسْتُرُهُ ======== كأنَّما طَرَّفَتْهُ مِنْ دَمِ المُهَجِ
لا أَرَّقَ اللَهُ عَينَي مَنْ يُؤَرِّقُني ======== وَلا مَلا مثل قلبي قَلْبَهُ بُرَحَا
قَدْ سَرَّني أَنَّهُمْ قَدْ سَرَّهُمْ سَقَمي ======== فَازْدَدْتُ سُقْماً لِيَزْدادوا بِهِ فَرَحا
يا ساكِتاً عَن كلامي لا يكلمُني ========= تِيهاً أَلا كلُّ فعلٍ منكَ مَبْرُورُ
إِذا سَكَتَّ فمنكَ الدُّرُّ مُنْتَظِمٌ ======= وإِنْ نَطَقْتَ فمنكَ الدُّرُّ مَنْثورُ
ناولَني مِنْ كَفِّهِ قَهْوَةً ======== تُضيءُ منْ نارٍ ومِنْ نُورِ
ضِياؤُها في الكأَسِ ياقوتَةٌ ======= تَضْحَكُ في أَحشاءِ بَلُّورِ
صَفَتْ وَرَقَّتْ فهي في كأسِها ====== كأَنَّها دَمْعَةُ مَهْجُورِ
يا شاهِراً مِنْ طَرْفِهِ مُرْهَفاً ======== دَمِي عَلى مَضْرِبِهِ يَجْري
وَمَنْ إِذا أَبْصَرْتُهُ مُقْبِلاً ========= طارَ إِلَيْهِ القَلْبُ مِنْ صَدْري
قَدْ آنَ أَنْ تَرثي ونارُ الهَوى ======= تُوقَدُ في أَحْشايَ كالجَمْرِ
أَكْثَرْتَ لَوْمِي بِغَيْرِ تَنْفيسِ ========== مَا أَنْتَ إِلا رَسُولُ إِبْلِيسِ
جَفني مِنَ الدَّمعِ موسِرٌ ومِن السَّلـ ======= وَةِ قَلبي مِنَ المَفاليسِ
مَنْ لامَني في الحَبيبِ كانَ كَمَنْ ======== يَضْرِبُ في مَسْجِدٍ بِناقُوسِ
نَرْجِسُ عَيْنَيْكَ عَطَّلَ النَّرْجِسْ ======== لَمَّا تَوَطَّى وذَلَّ في المَجْلِسْ
أَبْصَرَ عَيْنَيْكَ فانْثَنى خَجِلاً ======== مِنْكَ بِفَرْطِ الجَمالِ قَدْ أُبْلِسْ