استمر فرعون في قتل بنو اسرائيل وترك نساءهم احياء، ولما اشتد البلاء قابله الله سبحانه وتعالى على المصريين، فجاء البلاء تلو البلاء على فرعون والمصريين، وبدأ القحط، واشتدت المجاعة، فعرف فرعون أن هذا من فعل موسى وطلب منه أن يرفع عنه ربه هذا الجفاف، فإن فعل سيتوقف عن ايذاء بني اسرائيل فوافق موسى، ودعا الله بأن يوقف الجفاف وتعود المياه إلى النيل، لكن رجع فرعون إلى تعذيب بني اسرائيل مرة أخرى، فجاء فرعون عذاب آخر، ونقص من الثمرات والفاكهة.
بدأت الشجرة العظيمة التي تخرج الثمار الكبيرة ما تخرج إلا حبة واحدة، والنخلة لا تخرج إلى بلحة واحدة، وبساتين العنب لا تخرج إلى قطوف واحد.
بلاء مقابل بلاء .. فاستدعى فرعون موسى مرة أخرى قال له ادع ربك أن يكشف البلاء واترك بني اسرائيل يخرجون معك.
فدعا موسى ربه فعادت الثمار، لكن رفض فرعون أن يترك بني اسرائيل يخرجون، يعني إذا جاء الخير قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة قالوا إنها من موسى ويتشاءمون منه رغم ان السبب هو كفرهم بالله عز وجل.
جدول المحتويات
آيات العذاب تنزل بفرعون وهامان وجنودهما والمصريين
وبدأت الآيات:
الطوفان: فاض النيل وبدأ يغرق مصر إلا ديار بني اسرائيل.
الجراد: أي مزارع للمصريين تهلك بالجراد ومزارع بني اسرائيل لا يمسها شيء.
القمل: قيل السوس أو القمل الذي يوجد في الرأس لدرجة أن الرجل إذا اقترب من زوجته يقفز عليه القمل ولا يصيب بني اسرائيل ذلك بل المصريين فقط.
الضفادع: انتشرت الضفادع بين المصريين ولا تصيب المصريين يفتح الرجل الاناء يجد ضفدع ويأكل يجد ضفدع يقفز في فمه.
الدم: آخر الأيات التي استسلم لها فرعون وهي حاسمة فإذا كانوا يسقون من النيل الاسرائيلي يغرف يجد ماء، أما المصري لو أخذ منه يتحول إلى دم، ولو ذهبوا للابار الاسرائيلي يخرجها ماء، والمصري يخرجها دم، فذهبوا يطلبون الماء من بني اسرائيل فإذا صبها للمصري تتحول دم كمعجزة للمصريين واتباع فرعون، ورغم كل ذلك استكبروا ولم يؤمنوا، وكانوا قوما مجرمين ولما وقع عليهم العذاب جاءوا لموسى ليدعوا الله لو كشف عنهم العذاب ليؤمنون له ويرسلون معه بني اسرئيل فلما كشف عنه العذاب إذا هم لا يوفون بوعدهم.
وبهذا كان لفرعون وقومه 9 أيات اظهرها موسى عليه السلام وهي العصا، واليد التي تنير، والآية الثالثة السنين القحط، والاية الرابعة نقص من الثمرات وخمس ايات ذكرناها.
وكلما نزلت آية يستعينون بموسى للدعاء فيرتفع البلاء ثم يعود فرعون وجنوده لظلم بني اسرائيل فيبتلون مرة أخرى.
موسى يخرج من مصر مع بني اسرائيل
فأمر الله موسى أن يخرج من مصر مع بني اسرائيل في المساء وبدأ يطرقون على الابواب الخاصة ببني اسرائيل ليهاجرون، وانطلق 600 الف انسان في هجرة عظيمة من مصر نحو فلسطين.
ولما صار الصبح انتبه فرعون كيف سمح لبني اسرائيل أن يذهبوا إذًا من سيكون خدم للمصريين ولفرعون، وبعدما اعطى المواثيق بالسماح نكث على عهده.
وبدأ يتتبع بني اسرائيل وخرج فرعون وجنوده من جنات وعيون، واتبعوا بني اسرائيل وقت الشروق وبدأت المطاردة بعد تجهيز الجيش فوصل موسى عليه السلام ومن معه إلى البحر الأحمر بحر القلزم أحد جناحي البحر الأحمر والتفتوا ورائهم إذا فرعون مقبل بجيشه، فخاف اصحاب موسى من أن يتم ادراكهم، فقال لا إن الله معي سيهدين.
وفاة فرعون وجنوده وهامان غرقا
وهنا معجزة جديدة لموسى عليه السلام حيث ضرب بعصاه البحر فانقسم البحر الى قسمين كالجبل العظيم وجفف الله سبحانه وتعالى الطريق في البحر، وأمنهم الله.
فاتبعهم فرعون بجنوده ثم إن الله أقحم فرسه فتقدم فتقدم وراءه كل الجيش فبدأ يخوض البحر ولما عبر موسى ومن معه ونجا آخر واحد منهم، وهنا انطبق البحر على فرعون وجنوده بالكامل.
ولما شعر فرعون بأنه سيغرق ويموت قال : ” آمنت بأنه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين”.
والتوبة لا تقبل عند الموت فرد الله عليه قال: ” آلان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك ” – يعني بقى جسده مومياء يراها الناس على مدى التاريخ حتى يعتبر به الناس.
في الحديث أن جبريل عليه السلام يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: ما كرهت أحد كرهي لفرعون، ولو تراني يا رسول الله وأنا آخذ الماء وأرميه في فمه حتى لا يشهد الشهادة فيرحمه الله.
لكن رغم انه شهدها ما قبلها الله ونجا بنو اسرائيل وتجاوزوا البحر.
يقول الله في سورة الأعراف
وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَٰذِهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ ۗ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131) وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ۖ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137).
ويقول الله في سورة يونس
۞ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ
الأحداث التي جرت بعد غرق فرعون، وهذه الأحداث جرت في سيناء وفي فلسطين ( الأرض المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين)، فلما جاوز موسى عليه السلام وبنو اسرائيل البحر واتجهوا إلى سيناء ونجوا، جاءت الأوامر لموسى عليه السلام من ربه سبحانه وتعالى أن يأتي مع قومه إلى جبل الطور حيث واعده الله سبحانه وتعالى هناك أن ينزّل عليه التوراة لتكون شريعة له ولقومه.
موسى يستعجل ويذهب إلى الوادي المقدس
ووعده الله سبحانه وتعالى أن يأتي إلى جبل الطور ويقضي 30 ليلة ( شهر كامل ) يتلقى فيها التوراة وبدأ الناس يتحركون واستعجل موسى عليه السلام ليسبق قومه إلى جبل الطور ليرضي الله، وحرصا على أن يأخذ التوراة بسرعة.
عدد بنو اسرائيل كان 600 ألف تقريبًا وهو عدد كبير وحركته بطيئة فتحرك موسى وسبقهم عليه السلام، ووصل إلى جبل الطور وهناك وللمرة الثانية عند الشجرة المباركة يكلم الله دون أن يراه، وفي هذا المكان المقدس اسمه الوادي المقدس طوى، وهناك بدأ يتلقى التوراة.
وموسى عليه السلام أخبر قومه أنه سيرجع إليهم بعد ثلاثين يوما ولما انتهت الثلاثين يوما كان يصوم موسى ارضاء لله ثم شعر أنه من كثرة الصيام أن رائحة فمه تغيرت فأفطر حتى ترجع الرائحة طبيعية فعاتبه الله عز وجل قال له لما افطرت؟
قال تغيرت رائحة فمي قال أما علمت أن رائحة فم الصائم أطيب عندي من طيب المسك؟ صم عشرة.
موسى يقضي 40 ليلة في الوادي المقدس
فصام عشرة أيام، وأتم ميقات ربه اربعين يومًا هذا بعدما قال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين، حيث ترك قومه حاكما عليهم يدير شؤونهم نبي الله عليه السلام هارون، وفي أثناء هذه الاربعين يوما موسى عليه السلام كان يتكلم مع الله مباشرة دون وحي ولذلك يقال على موسى ( كليم الله ) أي ليست مرة واحدة بل مرات كلمه عز وجل.
موسى يطلب من الله أن يراه
وطمع موسى عليه السلام في حب الله له وتكليمه له فقال يارب أرني أنظر إليك، أي أنه طمع أن ينظر إلى الله سبحانه وتعالى، فرد عليه قال ( لن تراني ) وفي حديث الاسراء والمعراج لما سألت السيدة عائشة النبي صلى الله عليه وسلم قال ( نورٌ أنى أراه) أي لم ير الله عز وجل.
وفي الحديث ( حجابه النار) ورواية أخرى ( النور) فإذا ازاله أحرق ما أمامه لن يتحمله أحد.
فأمر الله عز وجل موسى عليه السلام بأن ينظر إلى الجبل ولو استقر مكانه فسوف يراه، فأخذ موسى ينظر إلى الجبل، فلما تجلى ربه للجبل أي ظهر للجبل.
يقول ابن عباس ( والله ما ظهرت منه إلا أنملة الخنصر ) أي تجلى الله عز وجل بمقدار أصغر من الأصبع الصغير، وانهار الجبل من نور الله عز وجل فصار ترابا، ففقد موسى عليه السلام الوعي ولما أفاق قال له سبحانك ياربي تبت إليك وأنا أول المؤمنين.
فرد الله أنه فضله برسالته وبالكلام المباشر معه فخذ التوراة وكن من الشاكرين، وكانت مكتوبة من ألواح من حجر، وتلقى موسى أوامر الله عز وجل في التوراة لمدة أربعين يومًا.
يقول الله عز وجل في سورة (الأعراف)
وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَىٰ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ۚ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ۚ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَٰؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَٰهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۖ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) ۞ وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ (144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145) سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147) وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ ۚ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا
يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ۘ اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148) وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (149)