أيُّ المشاعرِ في القلوعِ تدفقتْ
لمّا ارتحلنا بعدَ جمْعٍ مفعَمِ
وغَدا الأنينُ مَزارَنا وحَياتنا
قفرا تنوءُ بكلِّ جُرحٍ مؤلمِ
والصُّبحُ أعلنَ موتهُ بدمائنا
حزنا يلطخُ حرفنا المُتكلمِ
كم من لقاءٍ قد تأوهَ معلنا
موتَ الحُروف على فضاءاتِ الفمِ
فغفتْ دُموعُ البعدِ في نبضاتنا
وهوت على ارض الونا تتحطَمِ
وتدفقَ الوجعُ البغيضُ يَهزني
وبدى شعاعُ الصّبحِ ليلا مظلمِ
يا راحلا لا لا تعذب مُهجتي
فالوهنُ قيدٌ قد تسوّر معصمي
وتعال أقبل للصفاءِ ونادني
حباً نقاءً في شرايين الدمِ
فتعال لا تبخل بشوقك يا دمي
فالكونُ كلّ الكونِ ليلٌ معتمِ
وارأف بقلبٍ قد ملكتَ قيادهُ
يُمسي ويصبحُ غارقا متوهمِ