المها حيوان المها من جنس البقر الوحشي (Wild Bovidae)، وتسمى المها في اللغات الأجنبية عند الإغريق والرومان (أوريكس) وتعني في اللغة القديمة (المعول) أو الفأس ذات الرأس المدببة. وهذه التسمية لها علاقة بشكل القرون الطويلة، وتسمى بالوضيحي لكونها واضحة الرؤية، حيث لونها أبيض قريب من الفضة في لمعانه. وتسمى ذكور المها بالثيران وإناثها بالنعاج، وصغارها بالغضيض أو الفراقد أو الطلا.
يعيش المها العربي في المناطق الصحراوية، والوديان الجافة، والكثبان الرملية ذات الغطاء النباتي الخفيف بالربع الخالي بين الحدود السعودية العمانية في منطقة تسمى جدة الحراسيس.
مظهر الحيوان جميل، طول الجسم من 140 – 180 سم، وارتفاع الكتف 90 – 120سم، وطول الذنب 19 – 25سم، وله قرنان طويلان، بهما حلقات قرنية من القاعدة حتى الثلث الثاني، بهما انحناء طفيف إلى الخلف وطول القرنان من 70 – 75سم، يغطي الجسم شعر أبيض، أما القائم فهي مغطاة بشعر داكن قريب من السواد المحلى بالبياض، كما يغطي الشعر الداكن بعض مناطق الرأس وطرف الذيل، أما صغار المها فتكون ذات شعر بني رملي عند الولادة يساعدها على التخفي من الأداء، وتبدأ العلامات المميزة بالظهور كما يأخذ لونه بالتحول تدريجياً نحو البياض عند التقدم في العمر حتى يقارب عشر شهور ووزن المها العربي يتراوح بين 80 – 100كلغ، أما الأنواع الأفريقية فيتراوح وزنها ما بين 100 – 150كلغ.
جدول المحتويات
التاريخ والتوزيع
ينتمي المها إلى فصيلة بقر الوحش الذي يماثل الحصان في التكوين الجسماني ، وعلى الرغم من وجود ثلاثة أنواع فقط للمها من حيث الجنس إلا أن المها ينقسم إلى خمسة أنواع من حيث الشكل ، حيث ينقسم المها الموجود في جنوب وشرق أفريقيا إلى ثلاثة أنواع فرعية وهي المها الإفريقي (الغزال) الذي يستوطن صحراء كلهاري في جنوب القارة الأفريقية ، ومها (البيسا) الذي يتواجد في المناطق القاحلة من الصومال وشرق أفريقيا بالقرب من مناطق تواجد المها ذو الأذنين المتهدبة (كالوتيز) الذي يجوب المراعي التي يفصلها نهر تانا بكينيا . أما النوعين المتبقيين للمها فهي أنواع متميزة من حيث الشكل ، فالمها ذو القرن المعقوف (اودما) الذي كان يجوب الصحراء الأفريقية في يوما من الأيام ، يعتبر من الحيوانات البرية المنقرضة في وقتنا الراهن ، و منطقة شبه الجزيرة العربية هي موطن المها العربي أو المها الأبيض (ليوك اوركس) الذي تم إعادته إلى الحياة البرية أول مرة في سلطنة عمان في العام 1982 ثم في المملكة العربية السعودية في عام 1995
جميع أنواع المها سالفة الذكر تستوطن المناطق القاحلة أو المناطق الشبه قاحلة حيث يكون معدل هطول الأمطار السنوية بين 50-250 مليمتر في مناطق تواجد المها الأفريقي (الغزال) ، بينما تحظى مناطق تواجد المها ذو الأذنين المتهدبة (كالوتيز) ومها (البيسا) بغابات السافانا بشرق أفريقيا تحظى هذه المناطق بأمطار سنوية تبلغ حوالي 300 مليمتر ، أما المراعى القاحلة بالمناطق الشمالية من القارة فيوجد بها النوعين الأخرين من المها الأفريقي ، أولها هو المها ذو القرن المعقوف الذي يرعى في المناطق الأكثر جفافا والمتاخمة للصحراء الأفريقية حيث تهاجر قطعان المها موسميا إلي المناطق الصحراوية والغابات والسهول الجنوبية.
أما المها العربي فانه يستوطن المناطق الصحراوية والشبة صحراوية كالتلال الرملية والسهول الصخرية والأودية الجافة ، وتعد مناطق تواجد المها العربي من اكثر المناطق جفافا وحرارة مقارنة بمناطق المها الأخرى بالعالم ، حيث يبلغ معدل الأمطار السنوية اقل من 50 مليمتر في معظم المناطق الداخلية بشبه الجزيرة العربية وربما تمر على المنطقة العديد من السنوات المتعاقبة بلا امطار.
يرتبط حجم وشكل المها في معظم الأحيان بمدى جفاف المراعي التي يعيش فيها ، ويعتبر المها الأفريقي (الغزال) من اكبر أنواع المها حجما حيث يبلغ وزنه اكثر من 200 كيلوجرام بينما يبلغ وزن ذكر المها العربي البالغ حوالي 100 كيلوجرام فقط ، ويكون لون المها الأفريقي مائلا للأسود بينما يكون لون المها العربي ابيض في معظم الأحيان حيث يندر وجود الخطوط المميزة للمها في الخصر أو تكون غير واضحة تماما ، أما الأطراف السفلية للمها فتكون بنية اللون أو سوداء ذلك فيما عدا أنواع المها ذات اللون الأبيض الكامل ، ويكون شكل الذكور والإناث متقارب جدا في معظم الأحوال أما الفرق الوحيد هو أن وزن ذكر المها البالغ يفوق الأنثى بحوالي 10%0 .
تحوى قطعان المها الأفريقي أعدادا متساوية من الذكور والإناث فيما تحوى قطعان المها العربي على العديد من الإناث وذكر بالغ واحد فقط ، وتحوى أيضا قطعان المها العديد من العجول الصغيرة ، يندر وجود قطعان للمها مكونة فقط من الذكور كما هو الحال في قطعان بقر الوحش ، لكن على الرغم من ذلك توجد ذكور بالغة تعيش بمفردها في حالة المها الأفريقي (الغزال) والمها ذو الأذنين المهدبة والمها العربي ، حيث تخضع جميع أنواع المها للتسلسل الهرمي للسيطرة المطلقة على أمر القطيع من قبل الذكور .
يعرف المها بقدرته على العيش في المناطق الحارة والجافة من غير ماء لعدة شهور إن لم تكن سنوات ، ويؤكد على ذلك التوزيع الجغرافي لمناطق تواجد المها بالصحراء الأفريقية وصحراء كلهارى وشرق أفريقيا ومنطقة شبه الجزيرة العربية ، حيث يكون وجود المياه نادرا جدا ، وهو الشيء الذي يؤكد على أن شرب المياه يعد نادرا جدا من قبل المها ، لكن على الرغم من ذلك فان معظم أنواع المها قد تشرب المياه عندما تقدم إليها ، ومثال لذلك أن ذكر المها المولود في البرية العمانية يتناول المياه فقط بعد هطول الأمطار ، حيث تؤكد معظم الأبحاث على أن حاجة المها للمياه ضئيلة جدا مقارنة بحاجة الابل.
الوصف
اللون
لون المها العربي يكون في معظم الأحيان ابيض حيث تكون الخطوط المميزة للمها بالخصر غير واضحة ، أما الأطراف السفلية للمها فتكون بنية اللون أو سوداء فيما عدا أنواع المها ذات اللون الأبيض الكامل ، يتميز وجه المها بالبقع الزرقاء وفي بعض الأحيان تكون هنالك بعض الخطوط اسفل الرقبة أعلى الساقين الأماميتين ، وتكون البقع الصيفية التي يتميز بها المها خفيفة جدا وفي بعض الأحيان منعدمة تماما ، أما عجول المها فتكون بنية اللون.
الوزن
تزن أنثى المها 80 كيلوجرام ويزن الذكر حوالي 90 كيلوجرام وفي بعض الأحيان يصل وزن الذكر إلى 100 كيلوجرام.
العمر وسن البلوغ
تلد أنثى المها عندما يكون عمرها 12 شهرا فقط بعض الأحيان ، أما ذكر المها يصل إلى مرحلة البلوغ عندما يكون عمره عامين ، لكن بوجود المنافسة مع الذكور الآخرين ربما لا يبدأ التزاوج إلا بعد أن يبلغ ثلاثة اعوام.
موسم الولادة
تلد أنثى المها في أي شهر من العام ولكن في معظم الحالات تقوم الأنثى بالولادة في اشهر الشتاء في الفترة من ديسمبر إلى أبريل وذلك بسبب هطول الأمطار في فترة الشتاء التي توفر المرعي الجيد الذي يؤثر بدوره على حدوث الحمل.
معدلات الولادة
تلد أنثي المها سنويا إذا توفرت مصادر الغذاء الجيدة وفي اشهر الجفاف الطويلة التي تستمر إلى 18 شهرا ربما يتعذر حمل أنثى المها أو ربما يتعزز إرضاع عجولها في حالة الولادة . تلد معظم الإناث عجل واحد ، ومنذ أن بدأ برنامج إعادة المها للحياة البرية في عام 1982 تمت حالة ولادة استثنائية واحدة لتوائم.
نسبة الذكور للإناث
تكون نسبة ولارة الذكور للإناث في الغالب متساوية أي ( 50% ذكور و50 % إناث) ، كذلك هو الحال بالنسبة للمجموعات التي تعيش في البرية حيث تكون نسبة الذكور للإناث متساوية ايضا.
فترة الحمل
تكون في الغالب من خمسة الى ثمانية اشهر.
متوسط العمر
في المراعي الجيدة يبلغ متوسط عمر المها 20 عاما وفي أوقات الجفاف يقل متوسط عمر المها.
أسباب الوفاة
في فترات القحط تموت المها بسبب سوء التغذية والجفاف ، أما الأسباب الأخرى للوفاة فتتمثل في الجروح التي تحدث أثناء العراك (بين الذكور) ، و لدغات الأفاعي ، والغرق بعد الفيضانات إضافة للأمراض ، والطبيعة المتوحشة والعدائية للذكور تسبب بعض حالات الوفاة بين العجول.
الغذاء والحركة
المها العربية من الحيوانات العشبية حيث تشكل الحشائش والأعشاب الغذاء الرئيسي للمها ، وبعد فترة هطول الأمطار يرعى المها في مناطق الحشائش ذات الحياة القصيرة أما خلال فترة الجفاف فان المها يتغذى على أوراق الأشجار حيث ينتقل المها بين الشجيرات بحثا عن الأوراق في أشجار مثل السنط.
وخلال مواسم الجفاف التي تستمر إلى اكثر من 18 شهرا يبدأ المها في فقدان وزنه تدريجيا حيث تنفق الحيوانات الضعيفة (الصغيرة والكبيرة ) ، ويساعد الضباب الموسمي والطل على ظهور بعض النباتات والحشائش الموسمية كما يساعد على اكتساء الشجيرات بالأوراق ومثال على ذلك أشجار السلم والسمر.
وبما أن هطول الأمطار يكون غير متوقع من حيث كمية الأمطار ومناطق هطولها ، لذا يقوم المها بالتحرك نحو المناطق التي تكون شهدت هطولا للأمطار لكي يستفيد من فترة هطول الأمطار للحصول على اكبر قدر ممكن من فترات الرعى.
تكون حركة ورد فعل المها سريعة جدا تجاه مناطق هطول الأمطار ذلك في معرض البحث المضني عن مرعى جيد خلال فترة الجفاف ، وبعد فترة هطول الأمطار تقود القطيع أنثى المها المسيطرة إلى المراعي الجديدة ، أما الذكر فانه يفضل عدم مغادرة المنطقة ذلك لعلمه أن في تحركه تجاه مناطق هطول الأمطار سوف يجلب الكثير من المصادمات مع الذكور الأخرى لذا فانه يفضل انتظار إناث المها التى تقوم بعبور منطقة وجوده .
حوالي 70% من قطعان المها تتمكن من إيجاد مراعي جديدة في فترة أقصاها 28 يوما من بدء هطول الأمطار، في عام 1992 قامت أنثى مها وحيدة بالاستجابة لهطول الأمطار حيث قطعت مسافة 150 كيلومتر بحثا عن مرعى جديد.
فترة هطول الأمطار لا تؤثر فقط على حركة قطعان المها فحسب بل تؤثر في غالب الأحيان على حجم القطيع ، حيث تمت مشاهدة قطيع يتكون من 30 حيوان من المها بعد هطول الأمطار ، أما في فترة الجفاف فان من النادر جدا رؤية قطيع يتكون من خمسة حيوانات مها ، و يقل حجم مراعى المها بعد فترة هطول الأمطار .
التكيف على الحياة الصحراوية
التحكم في حرارة الجسم
التغير في درجات الحرارة يحتاج من المها تفادي امتصاص الحرارة أو فقدها خلال اشهر الصيف ، حيث أن درجات الحرارة خلال اليوم في هذه الأشهر الأربعة من السنة تتجاوز درجة حرارة جسم المها التي تكون عادة حوالي 39 درجة ، وهو الشيء الذي يؤدى إلى إجهاد المها من جراء ارتفاع درجات الحرارة ، لكن على الرغم من ذلك إلا أن جسم المها قد طور العديد من الأساليب للتكيف على العيش في هذا الوضع .
ومن هذه الأساليب أولا أن الشعر الذي يغطي المها خلال فترة الصيف يكون قصيرا جدا ومتفرق ويميل لونه للبياض وهو الشيء الذي يساعد على عكس أشعة الشمس ، ثانيا يستظل المها خلال فترة الصيف بالأشجار معظم فترات النهار ، ذلك لتفادى أشعة الشمس المباشرة ، لذا فان المها يبحث عن الطعام خلال الليل ، والعكس تماما يحدث خلال فصل الشتاء ، حيث يأوي المها من موجات البرد خلال الليل ويقوم بالبحث عن الطعام خلال ساعات النهار ، وفي اشهر الشتاء الباردة يقوم المها بترك الشعر في وضع يسمح بتقلقل أشعة الدافئة إلى الجلد الأسود الموجود اسفل الفرو الأبيض ، كما يستجيب المها للتغير المناخي خلال اشهر الصيف بسرعة عالية ، ومثال لذلك عندما تمر سحابة عابرة على قطعان المها المتواجدة تحت ظلال الأشجار تقوم هذه القطعان بسرعة في البدء في الرعي لاستغلال برودة الجو التي وفرته السحابة العابرة ، لذا فان جلد ولون المها إضافة إلى سلوك هذا الحيوان ، كل هذه الأشياء مجتمعة تحافظ على توازن درجات الحرارة في جسم المها وبالتالي توازن كمية المياه الموجودة بالجسم
وضوح رؤية المها
لون المها العربية شديد البياض بحيث تسهل رؤيتها بالعين المجردة لمسافة 3 كلم في حالة وجوده باتجاه الشمس بالأرض المكشوفة ، لذا فان حيوان المها يستفيد من هذه الخاصية عند البحث عن القطيع ، وذلك بالوقوف في منطقة صخرية بارزة للإعلان عن وجوده
وعلى الرغم من ذلك يصعب رؤية المها من على بعد 100 متر فقط في حالة وجوده عكس اتجاه الشمس وذلك بسبب عدم الانعكاس الذي يسببه لون المها ، وذات الشيء يحدث عند وجود المها في الظل وبالأخص عندما يكون الحيوان ارقط الجلد ، ذلك بسبب التأثير المركب للضوء الأبيض بسبب غبار الجو ووميض الحرارة التي تقلل من إمكانية الرؤية والتعرف على المها ، وخلال فترات النهار غالبا ما يكون المها متواجدا تحت ظلال الأشجار الخفيفة بينما تكون أطراف قرونه مختفية عن الأنظار في الظل ، أما عجول المها الصغيرة فتكون بنية اللون في الشهرين أو الثلاثة اشهر الأوائل من حياتها وهو ذات الشيء بالنسبة للحيوانات الأخرى ، حيث يؤدى هذا التكيف اللوني الظاهر مع البيئة إلى التقليل من مخاطر افتراسها من قبل الحيوانات الأخرى خلال فترة عدم حركتها
وعلى الرغم من حدة الأبصار التي يتميز بها حيوان المها والتي تمكنه من رؤية الحيوانات المفترسة من مسافات بعيدة في المناطق المفتوحة ، إلا أن المها عندما يكون في الظل لا يبدى رغبة في مفارقة الظل حتى في أوقات الصيد عندما يكون مصدر الخطر قريبا جدا بحيث يكون في مدى إبصار المها ، وعدم رغبة المها في الحركة ربما يكون مبعثه أن المها يواجه بعض المعضلات عند قيامه بالحركة التي تستوجب تكيف المها على حرارة الشمس عندما يكون موجودا لفترات طويلة تحت ظل الأشجار ، كما أن خاصية اللون الأبيض التي يتميز بها المها تتغلب على العامل السلبي لإمكانية رؤية المها من قبل الحيوانات المفترسة من بعد بالأماكن المفتوحة
النشاط
يقضي المها معظم نشاطه خلال السنة في التغذية
بينما يقضي أقل وقت ممكن من النهار في التغذية خلال الصيف في حين يسترخي في الظلال معظم النهار وذلك لتخفيض حجم الماء الفاقد من جسمه بالتبخر
كما أن المها العربي يقوم بحفر مضجع للراحة تحت الظلال يسمى ( الكِناس ) وهو يتيح وصوله للطبقة الباردة من الرمال .
سجل ازدياد نشاط المها الغذائي خلال الصيف في الشروق وبعد الغروب.وهذا يساعده في حفظ الطاقة والماء وامكانية الحصول على المزيد من الماء من النباتات الندية . ( يقوم العشب الجاف في الصحراء بامتصاص الرطوبة من الهواء البارد خلال الليل نظرا لًلتفاوت الكبير في درجات الحرارة بين الليل والنهار ويؤدي ذلك لإرتفاع الرطوبة ليلاً ) .
تعيش حيوانات المها الطليقة في قطعان مختلطة ذات أفراد قلائل مع ملاحظة وجود قطعان كبيرة أيضاً ويعود ذلك في الغالب إلى تهيؤ الفرص لتشكيل قطعان أصغر حجماً. نادراً ما تستمر القطعان الكبيرة لأكثر من يومين وفي الوقت الحاضر تتكون مجموعات قطعان المها العربي الكبيرة التي شوهدت في محمية محازة الصيد وعروق بني معارض من 71و 28 فرداً على التوالي
يمثل التنظيم الرتبي لدى قطعان المها الكبيرة الحجم عملية حيوية ديناميكية ويعتبر نشوب الصراعات بين الذكور البالغة على السيادة سلوكاً عاماً وتحدث في أحايين معينة إصابات جسيمة قد تصل إلى الوفاة وغالباً ما ينتهي العراك عندما يستسلم أحد الخصمين ويطارد من قبل الخصم المنتصر.
يشكل تناول الغذاء النشاط الأكثر استهلاكاً للوقت لدى المها طوال العام فيما عدا فصل الصيف حيث تمضي الحيوانات معظم وقتها تحت الأماكن الظليلة وتعتبر المها حيوانات متنوعة التغذية وغالباً عاشبة.
تمضي حيوانات المها أكثر من 80% من الوقت خلال النهار تحت الظلال خلال موسم الصيف الحار وتبدي ميلاً واضحاً نحو التجمع عندما تستظل وهذا السلوك يعزز تماسك المجموعة.
تحك حيوانات المها-غالباً-قرونها بالأشجار والشجيرات وربما تستخدم ذلك السلوك لتحديد معالم المقاطعة، وغالباً ما يظهر اللحاء وعصارة أشجار الطلح على قواعد قرونها بلون أحمر داكن.
الحركة والتحمل
الحوافر الكبيرة التي يتميز بها حيوان المها تمكنه من الحركة بكل سهولة في المناطق الرملية والأسطح الصخرية التي غالبا ما يترك بها الحيوان بعض الآثار أي أن الحافر يترك اثر عميقا واضحا ، تكون انطلاقة المها أو بدء حركته عند المطاردة بطيئة جدا ومرهقة ، حيث يمكن مطاردة المها في الأماكن المفتوحة بواسطة السيارة بحيث يسهل أسره ، لا يشكل الركض جزءاً من الحياة الاجتماعية للمها وتفاعله معها بحيث يصعب على المها تغيير حركته من السير إلى الركض
خلال الركض يلاحظ أن مقدرة المها على القيام بذلك ضعيفة جدا ذلك بعكس السير الذي تعودت عليه المها لمسافات كبيرة جدا ، وللاستدلال على ذلك فقد تمت مشاهدة ذكر مها يقوم بالسير لمسافة 93 كلم خلال 24 ساعة فقط ، كما تم أيضا مشاهدة زوجين من المها يقوما بقطع مسافة 70 كلم بين الساعة الرابعة مساء والثامنة صباحا ، وهذه المقدرة على التحمل قد مكنت المها من السير لمسافات كبيرة بحثا عن المراعي ، وربما يلجا المها في بعض الأحيان للسير بحركة بطيئة كنوع من الراحة خلال رحلاته الطويلة . ولقد كان لانعدام التهديد من قبل الحيوانات المفترسة في الصحراء عظيم الأثر في أن تقوم المها بتطوير مقدرتها على السير لمسافات كبيرة ، ذلك من دون إغفال أساليب الهروب من الحيوانات المفترسة . ويقوم المها بالاجترار عند تحركه في المناطق القاحلة دون تأجيل هذه العملية إلى أوقات الراحة كما تفعل الحيوانات المجترة الأخرى ، وتتخلل عملية الحركة والاجترار الرعي في بعض الشجيرات المنعزلة .
التكاثر
متكاثر انتهازي
يعتبر المها العربي متكاثر انتهازي نظراً لاستجابة التكاثر عنده مع الهطول المتقلب للامطار.وفيما يبدو أن التنوع في درجات الحرارة ومعدلات هطول الأمطار والوفرة الغذائية المتاحة تلعب دوراً في بدء موسم التكاثر لدى المها [خيري اسماعيل Ismail ،ملاحظات خاصة ] ،كذلك فان حدوث الولادات على مدار العام لا ينفي وجود قمة في معدلها خلال فصل الشتاء [Strauss, 2002] .
بينما تكيفت معظم الظلفيات الصحراوية على أنماط مواسم تكاثر محددة [ ارتفاع معدلات الولادات خلال الأشهر الباردة يسمح للإناث الوالدات في استثمار المياه المتاحة في إنتاج الحليب لإرضاع المواليد وتخفيض جهد التنظيم الحراري ]. فإن عدم موسمية تكاثر المها العربي الواضحة والتي لوحظت على قطعان المها العربي المكاثرة في الأسر أو المعاد توطينها في محمية محازة الصيد يعد لغزاً للأحيائيين
عندما أعدنا توطين المها العربي في 1995م في محمية عروق بني معارض -الغير مسيجة والواقعة في الطرف الغربي لصحراء الربع الخالي والتي تعد واحدة من أكثر مناطق العالم جفافاً-كنا نتوقع ظروف بيئية قاسية ستؤثر بشدة في اتجاه معدلات منخفضة لاستراتيجيات التكاثر والتكيف للمها في البرية .
وبالتأكيد للمها وليس للباحثين كان ضرورياً محاولة التأقلم على العوامل المؤثرة في التكاثر .كانت حالة المصادر الطبيعية بين 1995-1998م على غير المتوقع جيدة نظراً لارتفاع معدل هطول الأمطار.ونظراً لذلك سجل مارتن سترواس 2002 Maartin Strauss ارتفاع معدلات التكاثر في قطعان المها العربي.
ولم يستطع الباحثون الحقليون في المحمية ،في ذلك الوقت،أن يضيئوا جوانب مهمة في انتهازية تكاثر المها حيث أدت الظروف البيئية الجيدة الى تكاثره على مدار العام.
ولكن بين عامي 1998-2000م ضرب الجفاف المحمية فانهار تكاثر المجموعات المضطرد .
وظهر أن نوعية المصادر الغذائية وامكانية الوصول اليها أثرت بشكل مباشر على خصوبة المها ودفعته لأنماط تكاثرية مؤقته.كما أن الآليات المتبعة من المها للحد من التكاثر لمواجهة قساوة الظروف المناخية لم تحلل بعد.
وقد إفترضنا أن حالة الجسم وارتباطها بالطاقة الفسيولوجية عاملان محددان للحمل . سمح لنا باختبار هذه الفرضية،التحسن الموضعي لأحد أجزاء المحمية بازدياد معدل هطول الأمطار فيها في ابريل 2002م .
ونظراً لملاحظتنا تحسن الوضع الجسدي للاناث مع حلول شهر مايو 2002م توقعنا- تبعاً لفرضية تحسن المصادر الغذائية -إن أعلى معدل للولادات لا بد أن يقع بعد ثمانية أشهر ونصف (مدة الحمل ) بين شهري فبراير- مارس2003م . ومع حلول 15 فبراير 2003م كان 70% من الإناث المعاد توطينها والخاضعة للمراقبات الحقلية قد حصلت على مواليد .
وفي الوقت الذي قمنا فيه باعداد تقرير بذلك كان ثلاثة أرباع الإناث المعاد توطينها من المها في المحمية قد حصلت على مواليد . فيما يبدو أن هذه النتائج الأولية قد أكدت أن الحالة الجسدية للاناث تلعب دوراً مهماً في خصوبتها وقدرتها على استكمال فترة الحمل .
وعلى كل حال فاننا نحتاج مزيداً من المعلومات لفهم لماذا يسلك المها استراتيجية التكاثر الانتهازي بينما أنواع أخرى من الظلفيات الواقعة تحت نفس الظروف البيئية والاتاحة الغذائية تتكاثر موسمياً،إذ تتكاثر غزلان الريم من نوع Gazella subgutturosa marica خلال الأشهر الباردة .
النشاط الجنسي للإناث
تصل الإناث المكاثرات في الأسر في ( المركز ) الى سن النضج الجنسي بين 13-18 شهراً تبعاً لتواجد ذكور في الحظيرة تستحث بلوغها المبكر] ويصل معدل طول الدورة الشهرية للاناث لحوالي 24 يوماً وتعطي الاناث مولوداً واحداً بعد معدل فترة حمل تصل لحوالي 260 يوماً بينما تبلغ معدل طول الفترة بين الحمل والذي يليه 295 يوماً مما يعني أن معظم حالات الحمل تحدث خلال أول دورة شهرية بعد الولادة.وقد سجلت نتائج مشابهة على إناث المها البرية [Strauss, 2002] .
النشاط الجنسي للذكور
تصل الذكور لسن النضج الجنسي بين 7-12 شهراً إذ تظهر لديهم دورة هرمون الذكورة التستوستيرون والتي من المحتمل أنها تتطابق في البرية مع الدورة الشهرية للاناث.وربما كانت هذه السمة نوعاً من التكيف لتخفيض الطاقة الفاقدة في الاتصال الجنسي عندما تكون الاناث غير مهيآت للحمل .
أحد الذكور السائدة في قطيع مها عربي كبير يستعرض سلوك المغازلة مع أنثى في حالة اهتياج جنسي وتستجيب لذلك عن طريق التبول والجثوم عندها يقوم الذكر بتذوق البول والتعبير الوجهي لحالة (فلهمن) للإثارة الجنسية. وفي حالة نجاح اختبار الدورة النزوية عن طريق البول يمارس الشريكان المعاشرة.
على الرغم من أن ولادات الطلا تحدث بوتيرة أعلى خلال أشهر الشتاء فقد لوحظ عمليات التزاوج والولادات طوال العام. توضح الصورة ذكر مولود تحت الأسر يتزاوج مع أنثى مولودة في المحمية في مارس عام 2001م.
سلوك المها عند الولادة
تقوم أنثى المها بالابتعاد عن القطيع عند الولادة وبعد الولادة يدخل عجل المها في مرحلة الاستلقاء أو عدم الحركة التي تستمر لمدة شهر ، خلال هذه المرحلة يقضى عجل المها معظم اليوم متخفيا دون حراك وتكون فترات حركته متقطعة وقليلة جدا.خلال هذه الفترة يكون لأنثى المها رفيقا من الذكور وذلك في حالة حدوث الولادة داخل أو خارج القطيع ، ويكون المرافق من الذكور المسيطرة بالقطيع التي ترغب الأنثى في وجودها خلال فترة استلقاء العجل حديث الولادة، وفترة ملازمة الذكر للأنثى مميزة جدا عند المها العربي وذلك لقيام الذكر بمساعدة الأنثى في العديد من الأوقات ومثالا لذلك عندما ينهض العجل للاقتراب من أمه يقوم الذكر في هذه الحالة بالوقوف خلف العجل ووضع رأسه على الأرض ومن ثم يقوم بإصدار دمدمة وإحداث بعض الأصوات لكي يدل العجل على مكان وجود أمه ، وعند الفراغ من الرضاعة يقوم الثلاثة بمغادرة المكان بحيث تكون الأنثى في المقدمة يتبعها العجل ثم الذكر بحيث يكون قريبا جدا من العجل ، وغالبا ما يكون للذكر القرار حول الوقت المناسب لتوقف العجل عن السير لأخذ قليلا من الراحة ، لذا يقوم بدفعه برفق بمساعدة قرونه وعندما تلتفت ألام وترجع نحو العجل المتمدد بالأرض يقوم الذكر بأبعادها عنه ، ويقوم الاثنان الذكر والأنثى بالابتعاد عن العجل إلي نحو 30 متر ومن ثم يقوما بمراقبة محاولاته للنهوض والبحث عن مكان مناسب للاستلقاء ، بذلك يعرف البالغين الذكر والأنثى مكان استلقاء العجل ويقوما بمراقبة مكان وجوده في أوقات متقطعة ذلك عند ابتعادهم لمسافة كيلومتر أو اكثر خلال ساعات راحة العجل.
وهذا السلوك المتماسك داخل القطيع يزيد من إمكانية حياة العجل كما يعوده على العيش في الصحراء كما يساعد هذا السلوك على تطوير مقدرة الأنثى على حماية العجل من الحيوانات المفترسة بالصحراء ، وتكون فترة ملازمة الأنثى ذات مغزى كبير بالنسبة للذكر والتي ربما لا تكون سلوكياته محببة للغير كما تبدو ، وذلك لان الأنثى يكون لديها نزوة جنسية في الفترة التي تعقب الولادة ، بحيث يمكن أن تحمل الأنثى بعد عشرة أيام فقط من الولادة وهو الشيء الذي يدفع الذكر لمرافقة الأنثى خلال هذه الفترة ، كما يقوم الذكر أيضا باستخدام سيطرته على العجل للسيطرة على الأنثى وهو الشيء الذي يساعد على أن يحصل العجل على فرص عناية جيدة.
يتميز طلا المها الوليد بلون جسم بني رملي فاتح وخالي من العلامات مما يساعده على التخفي خلال الأسابيع الأولى من حياته. والقرون واضحة عند الولادة كنتوءات مغطاة بالشعر توضح الصورة طلا في يومه الأول من الولادة لحظة تعليم أذنه ووزنه بالمركز.
التناقص والانقراض
تجميع المعلومات من المصادر التاريخية عن المها العربي أعطى صورة واضحة لتنامي تناقص نطاق توزيعه الجغرافي [كاثرين تاساجاراكس Catherine Tsagarakis ،تحت الطبع ] . ففي حوالي عام 1800م كان المها العربي يتجول في معظم أرجاء وسط شبه الجزيرة العربية ، ويستوطن البيئات الرملية والحصوية ومحيطها باستثناء تلك البيئات الغير ملائمة لانتشاره كالبيئات الجبلية . وهناك أدلة مادية على انتشار المها العربي وجدت في الاردن وفلسطين وسوريا والعراق والمملكة العربية السعودية وغرب الامارات العربية المتحدة وعمان واليمن ، وكانت مناطق التواجد المركزية لقطعانه تتوزع بين صحراء النفود الكبرى في الشمال وصحراء الربع الخالي في الجنوب ، وعلى كل حال فان الحد الواضح بدقة لتوزيعه الجغرافي غير معروف .
من المحتمل أن المها العربي تركز انتشاره في الشمال في صحراء النفود الكبرى ( في المملكة العربية السعودية ) وقد يكون توزيعه امتد شمالاً حتى شواطىء نهر الفرات في العراق وسوريا ( في الزمن الوسيط في الصحراء السورية ) . أما في الشمال الشرقي فمن غير المتوقع انتشاره شرق نهر الفرات . وربما انقرضت مجموعات المها العربي من الغرب والجنوب الغربي على امتداد شرق الاردن، كما أن انتشارها في صحراء سيناء وفلسطين يظل موضع تساؤل . ويعتقد أن المها كان ينتشر في صحراء الدهناء-وهي عروق الرمال الضيقة التي تربط صحراء النفود بالربع الخالي-بينما يتوفر القليل من المعلومات عن انتشار المها العربي في نجد وسط شبه الجزيرة العربية .
استوطن المها في الجنوب في الحوض الضخم لبحر الرمال للربع الخالي والمناطق الحصوية المحيطة به في المملكة العربية السعودية واليمن ( حضرموت ) وعمان ( ظفار ، جّدة الحراسيس ورمال وهيبة ) . وشوهد في بعض الأحيان على بعد بضعة كيلومترات من شاطيء البحر كما سجل في الامارات العربية المتحدة .
انحسر انتشار المها العربي بشدة في مطلع القرن التاسع عشر 1900م وانعزل في المناطق الرملية النائية صعبة الوصول ، في صحراء النفود والدهناء والربع الخالي . ومع حلول الثلاثينيات من القرن العشرين 1930م انعزلت المجموعات الشمالية عن الجنوبية . وقد لخص دجلاس كارونرز وضع المها في 1935م كالتالي : في الوقت الحالي انقسم المها العربي في الجزيرة العربية الى مجموعتين منعزلتين في الشمال والجنوب ، وهي مجموعات منعزلة في ملاجىء رملية نائية ، في صحراء النفود شمالاً وفي براري رمال الربع الخالي جنوباً . [ …] . وتركزت قطعان المها في الشمال حول غرب النفود بين الجوف وتيماء .ومن غير المؤكد ان المها لا زال ينتشر في الحزام الرملي لصحراء الدهناء أو في أي من الأحزمة الصحراوية الرملية في وسط شبه الجزيرة العربية .
فيما تشكل براري الربع الخالي الممتدة من نجران الى عمان آخر قلاعه الأساسية . ومن المحتمل أيضاً أن يكون المها انحسر انتشاره من أطراف الشمال الشرقي والشمال الغربي للربع الخالي في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على التوالي . وفي نفس الفترة وحوالي 1950م إنقرضت المجموعات الشمالية للمها العربي كما انقرضت المجموعات غرب الربع الخالي ، وظلت بعض مجموعاته فقط في جنوب وجنوب شرق أطراف الربع الخالي من اليمن لعمان . ولكن الانحسار استمر من المنطقتين . وفي مطلع الستينيات 1960م لم يكن هناك أي وجود للمها غرب خط 51º شرقاً . وتبقى فقط في وادي ميتان بين شرق حامية عدن والحدود العمانية . حيث نفذت الجمعية العالمية لصون الطبيعة مشروعاً لإنقاذ المها العربي سمي : (عملية المها العربي ) في 1962م . وفي ظفار وتحديداً في سفوح جبل قارا ،وفي جّدة الحراسيس في عمان يعتقد أن آخر مهاة عربية برية تم اصطيادها وقتلها في 1972م .
من الانقراض الى إعادة التوطين
سجل لي تالبوت Lee Talbot في 1960 في كتابه ( نظرة على الأنواع المهددة بالانقراض ) و المنشور بواسطة جمعية حماية الحيوانات (FPS): يبدو أن المها العربي انقرض من كل مناطق توزيعه الواسعة على الحدود الجنوبية لصحراء الربع الخالي. واعتقد أن عدة مئات من المها ربما لا زالت متبقية سيتم إبادتها خلال سنوات قليلة قادمة، وأوصي بالبدأ ببرنامج تكثيرها في الأسر لحماية النوع من الانقراض [Talbot, 1960].
انطلاقاً من تقرير تالبوت قام مساعد المستشار مايكل كروش Michael crouch في محمية شرق عدن، بلفت نظر جمعية حماية الحيوان أن مجموعات صغيرة من المها العربي ترعى كل ربيع في الأراضي الحصوية الواقعة في الزاوية الشمالية الشرقية لمحمية عدن.حيث اعتقد أن إمكانية أسر بعضها واردة.قاد هذان التقريران جمعية حماية الحيوان للبدء ببعثة لأسر المها العربي في محمية شرق عدن وكانت نتيجة ( عملية المها ) هذه أسر ثلاثة ذكور وأنثى من المها العربي.وفي حين نفق أحد الذكور بعد الأسر بوقت قصير.فقد شحنت الحيوانات الأخرى للعزل البيطري في ايزيولو بكينيا
[Grimwood, 1988; Shepherd, 1965]. وكما هو واضح فإن هذه الثلاثة حيوانات لا يمكن أن تؤسس مجموعة قابلة للاستمرار لتكثيرها في الأسر، وكان مطلوباً المزيد من الأفراد لإنجاح المشروع. تبرعت جمعية علم الحيوان في لندن بأنثى تم ضمها لبقية أفراد القطيع في حديقة حيوان فيونكس بأريزونا بعد فترة حجر صحي أخرى في نيويورك بنهاية عام 1963م، ثم تبرع الشيخ جابر عبدالله الصباح حاكم الكويت بأنثى أخرى ضمت كذلك للقطيع، ثم تبع ذلك تبرع صاحب الجلالة الملك سعود بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية بزوج من المها في ربيع 1964م.وبحلول صيف 1964م كان في حديقة حيوان فيونكس قطيعاً من المها العربي مكون من تسعة رؤوس سمي تجاوزاً : ( بالقطيع العالمي ) .ورغم أن بعض هذه الحيوانات لم تتزاوج إطلاقاً إلا أن القطيع نما باضطراد خلال السنوات التالية وارتفعت بين 1963-1977م أعداد المها العربي في القطيع العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية بمعدل 17.2%سنوياً ليصل الى حوالي 100رأس بحلول عام1977م [Stanley Price, 1989].
وفي هذه المرحلة أصبح من الممكن استعادة بعض المها العربي الى الشرق الأوسط [Stanley Price, 1989; Marshall, 1998].
- 10 رؤوس أرسلت للأردن بين 1978-1990م ( الشومري )
- 12 رأساً أرسلت الى فلسطين بين 1978-1992م ( هاي بار )
- 35 رأساً أرسلت الى عمان بين 1980-1995م ( يعلوني )
- 55 رأساً أرسلت الى المملكة العربية السعودية بين 1982-1992م ( 29 الى الثمامة و26 الى محازة الصيد )
- 18 رأساً أرسلت الى الإمارات العربية المتحدة بين 1983-1987م (16 لأبي ظبي و2لدبي )
تبع ذلك في 1982م إطلاق أول عشرة رؤوس من المها العربي للبرية في محمية جدّة الحراسيس بعمان وهي من نسل القطيع العالمي [Stanley Price, 1989]. قوبلت هذه الخطوة بترحاب بالغ لإعادة المها العربي Oryx leucoryx الى عمان كنموذج لنجاح جهود حماية هذا النوع من الانقراض وتأسيس برنامج لاعادة توطينه كوسيلة للحماية.ثم اطلقت المجموعة الثانية في 1984م. نما القطيع بعدها بإضطراد حتى بلغ في أكتوبر 1995م حوالي 280 رأساً برياً.وعلى أية حال فإنه بحلول شهر فبراير 1996م بدأ التعدي بالصيد على هذا القطيع البري من المها وأسرت بعض أفراده وهرّبت خارج البلاد لبيعها لحدائق الحيوان الخاصة ولجامعي الحيوانات النادرة في الشرق الأوسط.وبصرف النظر عن عمليات تعدي الصيد فإن القطيع البري واصل نموه ليصل في أكتوبر 1996م ما يزيد قليلاً عن أربعمائه رأس.
نظراً لازدياد ضغط التعدي بالصيد خلال 1997-1998م انهار القطيع البري من المها العربي بحلول شهر سبتمبر 1998م. ومن المحتمل أن هناك 138 رأساً فقط تبقّت من قطيع المها البري منها 28 أنثى، ولم يعد القطيع البري صالحاً للتكاثر طبيعياً، وبُدأ بعملية انقاذ بعض الحيوانات المتبقية في البرية لتكوين قطيع في الأسر [Spalton et al., 1999].
أعيد إطلاق المجموعة الثانية من المها العربي للبرية في 1995م في محمية عروق بني معارض في شمال غرب الربع الخالي بالمملكة العربية السعودية ومن المحتمل أن تكون اليوم هي المجموعة البرية الوحيدة في العالم من المها العربي القابلة للاستمرار. ( انظر