الحياة بدون الناس لا طعم لها ولا معنى .. وعلاقات الناس ببعضها تزيد عمقاً وقوة وإذا توافر لها الحد الأدنى من الثقة والتي بدونها تتصدع العلاقات وتتبخر المودة .
ونحن جميعاً محتاجون إلى قدر معقول من الثقة في مختلف العلاقات الإنسانية .. في الأبوة .. في الأخوة.. في الصداقة.. في زمالة العمل.. وهذا القدر في الثقة هو بدون شك صمام الأمان في حياتنا ..
ولكن للثقة حدود ومن الخطأ أن نبعثر ثقتنا على الناس دون دراسة ودون اختبار .. أو أن نفتح قلوبنا للآخرين دون حرص ونأتمنهم على أسرارنا وسعادتنا لمجرد انجذابيه سريعة لا ترتكز على دعائم قوية من التقارب الاجتماعي والبيئي والثقافي ثم ندين بعد ذلك مبدأ الثقة لأن هؤلاء خذلونا .. ذلك أن الثقة الممنوحة للآخرين يجب أن تكون في موضعها الصحيح وحتى يتحقق ذلك لا بد أن تقوم على أسس واضحة .
وعلى سبيل المثال .. أنا أثق بإنسانة لأنها في أكثر من موقف معي ومع غيري قد أثبتت بالفعل أنها جديرة بالثقة ، أما أن أغدق ثقتي على انسانه لمجرد أنها تقربت مني وأودعتني بعض أسرارها .
الثقة إذن ليست أمراً مفروضاً ، وليست إحساسا فطرياً ولكنها خبرة تكتسب حصاد يجمع .. ولا يمكن أن يتم ذلك بين يوم وليلة وإنما بعد تجارب عديدة .