النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الجزء الرابع من قصة احلام تموت ..انتو معايا؟؟

  1. #1
    الصورة الرمزية سمراء الليالي
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    10- 2003
    العمر
    48
    المشاركات
    47

    Unhappy الجزء الرابع من قصة احلام تموت ..انتو معايا؟؟

    اعتزلت احلام .. الحياة .. بقيت حبيسة المنزل لايام عديدة .. تتابع عملها من المنزل ..وكل يوم تتصل بها .. منى .. سكرتيرتها الخاصة لتخبرها باخبار العمل .. وتملي عليها احلام التوجيهات من المنزل .. وكل يوم كانت تخبرها ان هناك شاب يرغب في مقابلتها ويرفض قول اسمه وسبب مجيئه.. لكنه ينتظرها ..

    بقي هذا الشاب على مدار اسبوعين .. لا يكل ولا يمل .. ينتظرها كل يوم .. حتى اضطرت احلام .. ان تذهب إلى الصالون لترى من هو هذا الشاب .. وماذا يريد ..

    دخلت احلام الى مكتبها .. وبدات في احتساء قهوتها .. وطلبت من منى ادخال هذا الشاب الغريب... المصر على رؤيتها ..

    رفعت احلام ناظريها .. لترى .. هيثم.. صورة هيثم .. امام عينيها .. انه نادر .. ابنه .. بادرها بالتحية : كيف حالك يا ماما أحلام ؟
    انصدمت من تحيته: أجابته قائلة : الحمدلله .. كيف حالك يا نادر ..
    نادر : انا بخير والحمدلله .. طبعا انت منصدمة من مجيئي .. ومعرفتي باسمك .. ومناداتي لكي.. اليس كذلك ؟
    اومأت أحلام برأسها موافقة على كلامه وعيناها لا تفارق وجهه الجميل ..

    نادر : بصراحة .. لقد اخبرني والدي كل شئ عنك ..اخبرني بكامل القصة من بداية لقاؤكما لاخر رسالة وصلت اليكي منه..كنت ارى الحب بعينيه .. بنبرات صوته .. بتنهداته عندما كان يتحدث عنكي.. كنت ارى الشوق .. بكل حرف كان يخرج من بين شفتيه .. لقد احبك كثيرا .. واحببتك من كلامه عنكي .. هو كان يراك بمنظار غير منظار البشر .. كان يكلمني عن ملاك يمشي على الارض .. عن قلب يتحرك بين البشر .. عن الاحلام .. التى كان ينتظر تحققها .. لكن الاجل عاجله .. ولم يستطع ان يشعر بالسعادة التى طالما تمنى ان يراها معك..في الاونة الاخيرة .. كنت انا من يكتب رسائله لكي .. لربما لاحظت ذلك .. وكان هو قد وصل للمراحل الاخيرة من المرض.. ومع ذلك كان يحاول جاهدا ان لا يظهر أي من تعبه وألمة من خلال رسائله لك لقد تعب جدا وعانى جدا .. لكنه لم ينساك للحظة .. وكان دائما يوصيني بك .. ويريدني ان اكمل ما بدأه هو بحياته .. لذلك اولا .. اوصاني ان اعطيك هذا التنازل .. وهو تنازل لك عن حصته في الصالون .. وبذلك يصبح الصالون ملكا خاصا لكي .. وثانيا .. لقد اعطاني هذا المظروف قبل وفاته .. وطلب مني ان اوصله لكي شخصيا .. وهو يحوي جميع رسائلك له .. بالاضافة الى رسالة كتبها بنفسه .. قبل وفاته بأسبوع .. لقد اصر بشده على ان يكتبها بنفسه .. برغم التعب والالم والحالة الصحية التى كان بها ..

    بقيت احلام متسمرة في مكانها .. لفترة من الوقت .. لا تدري ماذا تقول .. ولا ماذا ترد .. بقيت تحملق في المكان الذي كان يقف به نادر ..

    نظرت الى المظروف .. تحسسته بيداها .. برفق .. هنا كانت يداه .. تمسكان بالمظروف .. هنا توجد كل المشاعر التي تقاسمها سويا رغم بعد المكان .. هنا توجد حصيلة السنوات الماضية .. التى تقاسمها روحا لروح .. هنا .. كانت اخر لمساته .. هنا .. هنا .. ضمته بقوة الى صدرها .. لتشعر بنبضات قلبه الاخيرة .. التى فارقتها .. واحست بدموعها .. سحابة كثيفة تغطي عيونها .. وتكاد لا ترى شيئا ...

    امسكت بالمظروف.. واتجهت الى النافذة .. وجلست عند اقرب كرسي هناك .. وبدأت بيدان مرتعشتان تفتحان المظروف.. اخرجت جميع الرسائل التى كانت موجودة بالمظروف .. ولكن كان هناك ظرف بلون الورد .. ووردة حمراء .. لازالت تحاول باستماتة ان تتمسك بآخر نبض لها بالحياة ..

    فتحت المظروف بيد مرتعشة ..وبعيون غارقة بالدموع.. فتحت الرسالة .. وبدأت تقرأ:

    وردة عمري .. احلام ..

    أعلم أنني كنت انانيا .. معكي لاقصى الحدود..اعلم انني استغليت قلبك الكبير وعطفك ودفء مشاعرك ..لكنك تعلمين تماما .. بانني لو عدت بالزمان للوراء لكنت اخترت نفس الطريق الذي اخترته .. ليس لانني لا احبك ولا اعشقك ولا اتمناك .. لكن لان هناك احساس بداخلي اكبر مني .. يقتلني كل ليلة .. من اجل ان اسعد غيري .. لا أدري من اين تولد هذا الاحساس .. ولا من هو الذي أوجده بداخلي .. لربما كان بسبب تحملي للمسؤولية منذ صغري .. او لربما كان بسبب نسياني لنفسي .. طوال ايام عمري الماضية قبل ان التقيكي.. وفجأة وجدتك امامي .. فجرت كل الاحاسيس المدفونة بداخلي .. ذكرتني بوجود شخص بداخلي اسمه هيثم .. ولديه قلب .. ولديه مشاعر .. ولديه احاسيس .. ولديه الحق في ان يحب .. وان يُحب .. لكن متى جئت !! لقد جئت في وقت متأخر جدا .. في وقت ما عاد لدي القدرة على التمرد .. ولا القتال ولا الدفاع عن أي شئ يخصني .. اعلم ان هذا ليس ذنبك .. وهو ذنبي .. انا .. من اجل ذلك كنت انانيا معكي.. لكنها مشيئة الله .. هو من جمع بين قلبينا .. وزرع الحب بداخلهما .. ليس بيدنا حيلة .. وليس بيدنا ان نقاوم .. لكن تأكدي يا حلمي الجميل .. انكي انتي .. من عشت معها اجمل ايامي .. واحلى ساعات حياتي .. ولولا وجودك في قلب حياتي ما كنت قد استطعت ان استمر لغاية الان .. فروحك كانت ترافقني بكل مكان .. وتسمعني دائما حين اشكو .. وتمسح دموعي حين ابكي.. لقد كنت بداخلي .. وستبقين بداخلي .. إلى ان تفارق روحي جسدي ..

    لقد حاولت ان اتمرد على الوضع .. واحقق حلمي الذي طالما حلمت به .. وبدأت فعلا في تحقيقه .. الشئ الذي لا تعلمينه انني كنت اخطط جديا للانفصال عن زوجتي وقد كنت اخبرتها بذلك .. وقد أخبرتها برغبتي في الزواج منك .. وانها ستبقى ام اولادي وكنت قد بدأت اعتمد على نادر في جميع اعمالي .. وفي الوقت الذي كنت فيه مستعدا لاخبرك بهذه الانباء السارة .. داهمني هذا المرض .. ليقتل لدي آخر امل للحياة.. وليقضى تماما على آخر حلم لدي..

    ربما الآن وانت تقرأين .. رسالتي .. اكون قد رحلت عن هذا العالم .. وعيناي لن ترى وجهك الجميل مرة اخرى .. لكن تأكدي يا حبيبة عمري .. انك كنت الوحيدة التى تربعت على عرش قلبي .. وأنني على ثقة بأننا سنجتمع في مكان ما خارج حدود هذا العالم القاسي المادي .. الذي ما استطاع ابدا ان يحرم قلبي من حبك ..

    لذا عديني ان تبقي مشرقة .. ومضيئة .. وقوية كما عهدتك دائما ..


    هيثم


    بعد انتهائها من قراءة الرسالة .. رفعت رأسها احلام .. ونظرت عبر النافذة .. ومسحت دموعها المتساقطة .. وهمست بداخلها .. أعدك يا حبيب العمر .. ان ابقى قوية .. كما تريدني انت ..

    بدأت أحلام .. في البدء من جديد .. في التعايش مع فكرة .. عدم وجود هيثم .. في الحياة .. لكنه موجود بداخلها .. بقلبه .. بأحاسيسه .. بمشاعره .. لابد ان تكمل رسالتها بالحياة .. كما أكملها هيثم .. ركزت حياتها .. على أحلام الصغيرة .. وعملها بالصالون .. وعملها في الجامعة .. كدكتورة في علم النفس .. كانت ايامها مليئة جدا .. و مع ذلك كان يتحرك هيثم بداخلها بحرية ..

    وكان نادر .. يزورها بكل اسبوع مرة .. ليطمئن على أحوالها ..واحوال احلام الصغيرة .. فهي قد اعتادت على حضوره .. وتواجده .. بحياتهما..

    وفي يوم من ذات الايام .. أخبرها نادر بخطوبة اخته روز .. لأحد زملائها بالعمل .. وطلب منها وهو متردد ان تقوم هي بتجهيزها في يوم فرحها .. فهو يعلم الان .. ان مكانتها الاجتماعية .. في المجتمع .. قد تمنعها من القيام بهذا العمل .لكن احلام اصرت على ان تقوم بنفسها بهذا العمل .. من اجل هيثم .. الذي يسكن بداخلها ..

    وهاهي الآن بعد عشر سنوات .. تقف بنفس المكان ..تولدت بداخلها مشاعر كثيرة .. واحاسيس متناقضة .. بين الفرح والحزن .. الالم .. والندم .. الامل والحنين .. وهي تنتظر فتح الباب .. لكن هذه المرة لن يطل هيثم من وراء الباب .. لقد كان نادر من فتح لها الباب .. ووقفت لحظة تتأمل وجهه الجميل .. للحظة فقدت احساسها بكل شئ .. وخيل لها ان الماضي قد عاد .. وهيثم يقف امامها .. التصقت عيونها بعيونه .. لكنها صحت من سرحانها على صوت والدته تسأل : هل وصلت مصففة الشعر يا نادر؟؟
    اجابها نادر : نعم يا أمي ...

    ما أقرب الامس باليوم .. دخلت احلام المنزل .. لتلتقي عيناها بعيني المرأة الوحيدة .. التى كانت ترى هيثم بجميع حالاته .. عيناها هي من رأته وهو سعيد .. وهو حزين .. وهو يائس .. يداها هي من لمست وجنتيه .. ويديه .. وكتفيه .. شفتاها .. هي من كانت تحادثه بكل وقت .. أذناها .. هي من كانت تسمعه بكل وقت .. هي هي هي ... اين كنت انا .. كنت دائما مختفية بداخل قلبه .. لا أحد يعلم بوجودي سواه .. لا أحد يراني سواه .. لا أحد يحس بي سواه .. اقتربت منها ام العروس بخطى واثقة .. وابتدأتها قائلة .:

    نعم انتي .. من كنتي تعيشين بداخله .. لقد كنت دائما جثة .. مجرد جثة تعيش معه.. لقد كنت دائما احس بوجودك .. بهمساتك .. بآهاتك .. برائحة عطرك .. بداخله ... لكنه لم يخبرني .. ابدا .. لم يؤكد لي ظنوني .. لقد أخبرني بعد فوات الاوان.. لكنني كنت متأكدة من وجودك.. اراكِ .. أسمعكِ .. اراه وهو يتقلب طوال ليله .. يناجيكِ بداخله .. يشكي إليكِ .. ويبكيكِ حزنه .. ويهديكِ فرحهِ .. لم اكن معه سوى قالبا .. وكنت انتِ القلب.. لاتعتقدي انني حزينة .. ابدا .. كنت اتمنى ان يصارحني بما في قلبه لم اكن لاقف بطريق سعادته .. فهو قد كان لي دوما الزوج المخلص .. وحتى ولو لم يحبني .. وكنت مستعدة أن اقدم له أي تنازلات يطلبها .. لكنه لم يطلب شئ .. لانه شخص يستحق التضحية ... لكنه لم يكن متعودا أن يطلب شئ من أي إنسان... لقد أخبرني بقراره في الاقتران بك.. لكن كان قد فات الاوان .. لقد استمر بعطائه لغيره لاخر يوم في عمره .. عاش ومات وهو يعطي لغيره ..

    اغرورقت عينا احلام بالدموع .. ولم تجد ما تقوله .. اقتربت منها واحتضنتها لتعزيها في مصابهما العميق .. ثم اكملت سيرها لتجد العروس بانتظارها .. ومارست مرة أخرى .. حبها القديم .. مارست عزفها على الملامح الجميلة . لتظهرها .. احلى مقطوعة موسيقية عزفتها بحياتها ..

    بعد انتهائها .. اصر نادر وأمه بإلحاح شديد .. على ضرورة تواجدها بالعرس .. وجلست احلام .. لتستيقظ بداخلها ذكريات قد حسبت انها نسيتها بمرور الايام.. لكن لا شي ينسى .. ولا شي يموت .. الانسان فقط هو من يموت ..

    وبعد ذلك بقليل .. استغلت احلام انشغال الجميع .. وتسللت بهدوء .. حاملة حقيبتها .. السحرية .. تبحث عن باب الخروج .. سمعت صوت اثنتان تتحدثان إحداهما تقول للاخرى : من هذه السيدة التى تغادر الحفل في بدايته ..
    أجابتها الاخرى : لاعليك منها انها ليست سوى مصففة الشعر !!

    التفتت أحلام ونظرت إليهما ثم استدارت باتجاه الخروج .. وسقطت دمعة حارة من عينيها لم تستطع ان تمنعها .. وقالت لنفسها .. نعم لست سوى مصففة شعر !!


  2. #2
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307

    الرد على : الجزء الرابع من قصة احلام تموت ..انتو معايا؟؟

    مساااااااااااء جميل ...
    سمراء الليالي .. !!
    الصمت !!
    هل تكفيك كلمة شكرا يا سمراء الليالي !!
    بحق استمتعت كثيرا بالاحداث .. وكانت احلام المرأة التي سكنت عقلي .. ورسمتها .. وكأنني اعرف احلام جيدا .. !!
    تحية لهذا القلم الجميل ..
    ودعواتي لك بالتوفيق في كتابة القصص .. ويوما ستكونين ذا شأن .. ان شاء الله تعالى .. !!
    موفقة سمراء الليالي !!

  3. #3
    الصورة الرمزية سمراء الليالي
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    10- 2003
    العمر
    48
    المشاركات
    47

    الرد على : الجزء الرابع من قصة احلام تموت ..انتو معايا؟؟

    عاشق السمرا ... اشكرك .. على متابعتك وعلى رأيك ... واتمنى انه هذا يكون دافع لي لاتخلى عن كسلي واشرع بالكتابة ...

    سمراء الليالي

  4. #4
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307

    الرد على : الجزء الرابع من قصة احلام تموت ..انتو معايا؟؟

    همممممممممممم
    ما نبي كسل ..
    نبي عمل .. وابداع .. !!
    موفقة سمراء الليالي !!

  5. #5
    الصورة الرمزية سمراء الليالي
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    10- 2003
    العمر
    48
    المشاركات
    47

    Unhappy الرد على : الجزء الرابع من قصة احلام تموت ..انتو معايا؟؟

    اتمنى:.. ان اخلع الكسل عن اكتافي ... اتمنى من كل قلبي ياعاشق السمرا...


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML