صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: سلام....

  1. #1
    الصورة الرمزية جاردينيا
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    12- 2003
    المشاركات
    67

    سلام....

    ســـــلام
    0000000
    (الجزء الأول )

    بعد أن انتهت سلام من ارتداء ثيابها و الاستعداد للخروج.....وقفت أمام المرآة و هي تنظر الى نفسها بكل اعجاب.... ثم نظرت نظرة سريعة الى الغرفة التي تملأها الفوضى لتتأكد ان كانت قد نسيت أي شيء... و بسرعة وضعت حقيبتها على كتفها و أخذت مفاتيح السيارة من على مكتبها الذي تتناثر عليه الأوراق و الكتب و الأقلام...خرجت من غرفتها....و بدأت في النزول على الدرج و هي تقفز و تغني كعادتها...و فجأة توقفت عن الغناء عندما سمعت والدتها تتحدث على الهاتف......

    " ألو أهلا خالد....
    ........
    الحمد لله....بخير..
    ...........
    .ماذا عنك أنت....
    ...........
    .و أخيرا خطرت عمتك على بالك و ستأتي لزيارتها ....أهلا و سهلا بك عزيزي ..أنا بانتظارك...."

    توقفت سلام عند نهاية الدرج...و بدا السرور على وجهها.... و هي تقول لنفسها: ..".خالد سيزورنا...ابن خالي خالد سيزورنا..لا بد أن أبقى ...أريد أن أراه"......و بسرعة مثل البرق صعدت الدرج و دخلت الى غرفتها و أمسكت بجهاز الموبايل لتعتذر لصديقتها أمل عن الخروج معها اليوم الى النادي.....ووضعت حقيبتها على السرير ...ووقفت أمام المرآة و ارتسمت على وجهها ابتسامة اعجاب بنفسها و كأنها تقول....لا يستطيع أحد مقاومة هذا الجمال...

    نزلت سلام الى الطابق السفلي...و اتجهت الى الصالون لتجلس مع أمها....و بكل بساطة سألت أمها: " هل تنتظرين أحدا يا أمي"...
    نظرت اليها أمها باستغراب..."أما زلت هنا يا سلام....كنت أظن أنك قد خرجت الى النادي" .
    أجابتها سلام بكل مكر: "ممم...لقد غيرت رأيي....شعرت أن الأمر سيكون مملا"....
    بدا الاستغراب و التعجب باديان على وجه أمها و هي تقول: "مملا...معقول...بعد كل ما فعلتيه من أجل أن تقنعي والدك أن يسمح لك بالذهاب!!!...لن تذهبي؟؟!!..لا تقولي لي أنك اقتنعت بكلام والدك أن هذه الأمور تشغلك عن دراستك و امتحاناتك...لن أصدقك"....
    أجابتها سلام و هي تبتسم: "لا أدري لماذا يعتقد الجميع أنني أهمل دراستي......و لكني غيرت رأيي و فقط...ابنتك مجنونة......كل لحظة برأي...."
    أجابتها أمها: "مجنونة...هذا أمر لا أشك فيه"...و ضحكتا معا....
    و بكل مكر و خبث أعادت سلام على أمها سؤالها" أراك و كأنك تنتظرين أحدا"..و قبل أن تجيب أمها على سؤالها...رن جرس الباب.....فأشارت أمها الى الباب و كأنها تقول.."ثواني و ستعرفين من أنتظر"...و ما ان رأت سلام الخادمة تتجه نحو الباب لتفتحه...حتى صرخت بطريقة أثارت استغراب أمها و دهشتها:
    " ليزا...توقفي..أنا سأفتح الباب"...و نظرت الى أمها لتجيب على دهشتها قائلة: " أحب أن أعرف من تنتظرين بنفسي"..... و ذهبت بسرعة لتفتح الباب..و بقيت أمها تنظر اليها و هي تقول " مجنونة"...

    أخذت سلام نفسا عميقا...و كأنها ستفتح الباب لأمير من الأمراء...أميرها الذي لم تره منذ فترة طويلة.....و ما ان فتحت الباب حتى شعرت بسعادة كبيرة.......كان خالد بقامته الطويلة و أناقته الدائمة يقف منتظرا...كانت خيوط الشمس المتسللة من بين أغصان الأشجار ترسم خيوطا فضية على وجهه.....أما سلام فقد ساعدتها خيوط الشمس أن تبحر في خيالها....لترى خالد يمتطي حصانا أبيضا....يمد له يده لتمسكها و يحملها على حصانه الساحر...الذي يطير بهما بين الغيمات...محلقا بعيدا بعيدا...أفاقت سلام من خيالها عندما شعرت بألم في يدها...فقد كان خالد يمسك يدها بشدة حتى تترك يده....
    خالد: "سلام..ماذا بك...أهكذا تقابلين ضيوفك"
    سلام: "آسفة...آسفة خالد...جعلتك تنتظر...تفضل..تفضل..."
    خالد: ".يبدو أن الدراسة الجامعية بدأت تؤثر عليك....هذا و أنت ما زلت في السنة الأولى"...وأطلق ضحكة كبيرة...
    بدا الانزعاج واضحا على وجه سلام و هي تحدث نفسها " هل يظن أنه وحده قد كبر.....و ان كان في الثانية و الثلاثين من العمر...أنا أيضا كبرت....و سأثبت له ذلك.."
    ثم قالت له و هي تقوم بايصاله الى الصالون: " لقد صممت أن أفتح لك الباب بنفسي"...
    أجابها مبتسما: "حقا..يا لي من انسان محظوظ"...

    دخلا الى الصالون...و سلم على عمته بحرارة....و جلس الى جانبها ..أما سلام فقد جلست على المقعد المقابل للأريكة التي جلس عليها خالد...و كأنها تريد أن يبقى أمام عيونها التي ما زالت البراءة تشع منهما...بدأت والدته تسأله عن حاله...و عن أسباب غيابه..
    خالد: "أعرف أني مقصر في زيارتكم.........و لكن تعرفين عمتي أن العمل يأخذ كل وقتي...."
    الأم: " اتمنى لك التوفيق دائما عزيزي"
    خالد: "تعلمين عمتي ..منذ أن تخرجت و أنا أعمل في هذا المكتب...و أنا هدفي في الحياة أن أفتح مكتبا هندسيا خاصا بي "...
    الأم: " ان شاء الله سيكون ذلك قريبا"...
    خالد :"شكرا عمتي" ...ثم التفت الى سلام التي لم تحرك عيناها عن خالد...و قال:
    "ما شاء الله لقد كبرت سلام....و أصبحت عروسا...ألن تزوجيها يا عمتي؟؟
    و قبل أن تنطق أمها بكلمة واحدة...قالت بكل اندفاع : "أنا أريد أن أكمل دراستي؟؟؟"
    ضحكا عليها هما الاثنين: و قالت أمها و هي تطلق تنهيدة كبيرة:" تدرسين...اتمنى ذلك حبيبتي...."
    فالتفت خالد الى سلام و سألها: "هل أنت مقصرة في دروسك"
    فأجابته: "ممم..... أحيانا.."
    و بدا الانزعاج مرة أخرى باديا على وجهها..." لماذا يصر دائما أن يشعرني دائما أنني طفلة صغيرة"...

    و بعد أن أمضى خالد ساعة مع عمته و ابنتها سلام ....نهض من على الأريكة التي كان يجلس عليها قائلا...
    خالد: "لقد مر الوقت بسرعة...أسمحو لي...يجب أن أغادر.."
    الأم: "و لماذا الاستعجال...أبعد كل هذا الغياب تأتي لتجلس معي ساعة واحدة"...
    خالد: "أعذريني عمتي....فأنا لا أستطيع أن أتأخر عن المكتب.... يجب أن أعود بسرعة...وكما تعلمين الى أن أصل الى الى الشارع الرئيسي و أجد تكسي ينقلني الى المكتب أريد ربع ساعة أخرى"...
    فنظرت اليه سلام بدهشة و سألته: "أنت لا تملك سيارة حتى الآن؟؟؟"..
    ...فتظر اليها خالد قائلا: "الله كريم"...

    و فجأة برقت عينا سلام...فقد خطرت لها فكرة توصيل خالد الى مكان عمله...و بالتالي ستضرب عصفورين بحجر واحد....ستحصل على فرصة أن تكون معه لوحدها...و ستثبت له أنها ما عادت صغيرة و أنها تملك سيارة و تقوم بقيادتها بمهارة.....فقالت بسرعة و دون تفكير طويل:
    "مممم...خالد.......ما رأيك أن أوصلك؟؟؟...
    ثم شعرت أنها قد تكون قد تسرعت...و أنها يجب أن تبرر موقفها....فأضافت:
    "حتى لا تتأخر عن عملك...و قد لا تجد تكسي يوصلك........ما رأيك أمي..."
    فنظر خالد الى عمته و كأنه ينتظر جوابها...فأجابته عمته مبتسمة...."اذا كنت مستغني عن حياتك ممكن أن تذهب معها"......
    فأجابها خالد: "أعرف أنها ستقود بكل حذر ..فأنا معها..أليس كذلك سلام"..
    ارتسمت على وجه سلام ابتسامة مشرقة و هي تقول:" طبعا...طبعا".....

    يتبع....

    ...........................
    جاردينيا





  2. #2
    الصورة الرمزية جاردينيا
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    12- 2003
    المشاركات
    67

    رد : سلام....

    الجزء الثاني
    ------------------

    في السيارة...كانت سلام تشعر بسعادة غامرة.....كانت تقود السيارة بسرعة كبيرة و تدندن مع تلك الأغنية التي كان صوتها يغطي على صوت أي شيء آخر...
    سلام: "ما رأيك بقيادتي؟؟"
    خالد: "ماذا لم أسمع.؟؟.."
    سلام: "كيف ترى قيادتي؟؟"...
    خالد: "جيدة و لكنك مسرعة"...
    ضحكت سلام قائلة:" بدأت تخاف.....لا بد أن تشعر بأمان.... فأنا سلام"....
    .............
    خالد: "أليس صوت المسجل عاليا؟؟؟!!!"ا....
    سلام: "ألا يعجبك هذا النوع من الأغاني؟"..
    خالد: "أسمعها أحيانا و لكني أفضل الأغاني الهادئة مثل أغاني فيروز أو أم كلثوم"...
    سلام و باندفاع: "و لا يهمك المرة القادمة سأملأ السيارة بأغاني أم كلثوم"
    خالد باستغراب: "المرة القادمة!!!!!"....
    سلام: "أقصد اذا حدث و زرتنا مرة أخرى و أنت لا تملك سيارة و اضطررت أن تركب مع سائقة مجنونة مثلي"..

    أشار خالد الى شارع فرعي.....ثم طلب منها أن تتوقف...
    خالد: "شكرا لك..لا أعرف كيف أشكرك."..
    سلام: "أنا أعرف......عندما تشتري سيارتك...أريد أن أكون أول من يركبها...أقصد أن تأخذني فيها في جولة "....
    خالد: "حسنا...سأعتبر هذه الجولة هي أجرة توصيلك لي...الى اللقاء"....نزل خالد من السيارة ثم اتجه الى مدخل المجمع التجاري...
    لم تتحرك عينا سلام عن خالد حتى دخل الى المجمع الذي يوجد فيه المكتب الهندسي الذي يعمل به...
    و بقيت جالسة في السيارة للحظات تشعر بسعادة ماحدث...فارس الأحلام يجلس الى جانبها ...و يحلقان معا...ثم ابتسمت ساخرة و هي تحدث نفسها:
    ربما كان ما حدث مختلفا عن ما حلمت به.....فأنا من أخذته معي....و بدل الحصان الأبيض ..كنا في سيارة بيضاء..و ما يهم هذا ...يكفي أن نكون معا"..

    أدارت محرك السيارة و استعدت للانطلاق ...لكنها وجدت مفاتيحا على المقعد الذي كان يجلس عليه خالد....
    "لقد نسي مفاتيحه...سأذهب لأعطيه اياها.....و ستكون فرصة أن أرى مكان عمله...."

    اتجهت سلام الى باب المجمع...و سألت الحارس عن الطابق الذي يوجد فيه المكتب الهندسي....صعدت الى الطابق الثاني بسرعة....وهي تفكر بسعادة خالد عندماسوف تعطيه المفاتيح.....
    دخلت الى المكتب.....و ما كادت أن تطرق الباب حتى....سمعت صوت خالد يتحدث على الهاتف...

    "أهلا حبيبتي.."
    ...................
    "أعذريني تأخرت عليك...كنت أزور بيت عمتي....و بمجرد أن وصلت رفعت السماعة لأكلمك..."
    .................
    "متى سأراك..."
    ................
    "اتفقنا.....الساعة السادسة مساء بالضبط سأكون عندك..."
    ...............
    "سأشتاق لك....مع السلامة...."

    شعرت سلام أنها لم تعد قادرة على الحركة...تجمدت يدها و لم تستطع طرق الباب...بدأت الدموع تنهمر من عينيها....و ألقت المفاتيح على الأرض بقوة....نهض خالد مسرعا و فتح الباب ليرى سلام تنظر اليه بغضب و عصبية و الدموع تملأ وجهها...فقال بدهشة:
    "سلام..ماذا بك..ماالذي أتى بك الى هنا..."
    قالت و هي تبكي: " لا أدري ...لا أدري...ليتني لم آتي"...
    و ركضت باتجاه الدرج و نزلت بكل سرعتها...لحقها خالد..وما ان وصل الى باب المجمع التجاري..حتى رآها تركب سيارتها..
    أمسك باب السيارة قائلا...".سلام ماذا بك.....اهدأي..."
    "أرجوك دعني و شأني..."
    حاول أن يخفف من عصبيتها قائلا: "سلام ...تذكري أنك سلام...يجب أن تهدأي...."
    "فعلا أنا سلام....و لذلك سادعك بسلام...."
    و انطلقت بسرعة جنونية......بدت ملامح الخوف على وجه خالد و هو يقول: "المجنونة....قد تؤذي نفسها بهذه السرعة....."

    ------------------
    يتبع

  3. #3
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307

    رد : سلام....

    مساااااااااااء جميل ..


    هنا ينصت رجلٌ .. بكل جوارحه
    جاردينيا .. انتظر القادم !!

  4. #4
    الصورة الرمزية جاردينيا
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    12- 2003
    المشاركات
    67

    رد : سلام....

    عاشق السمراء...

    يسعدني تواجدك.....

    أخيرا شعرت أن هناك من يتابع قصتي و ينتظر نهايتها ...

    شكرا لك.....

    تحياتي

    جاردينيا

  5. #5
    الصورة الرمزية جاردينيا
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    12- 2003
    المشاركات
    67

    رد : سلام....



    الجزء الثالث

    بعد ثلاثة أسابيع كان خالد يشعر بالقلق.....فعمته لم تتحدث معه منذ مدة....فقد اعتاد أن تحدثه كل أسبوع تسأل عن أخباره و أحواله...كان يخشى أن يكون قد حدث مكروها لسلام بعد ما حدث بينهما.....فقرر أن يتحدث مع عمته ليطمئن....

    خالد: "مرحبا عمتي..."
    العمة: "أهلا... أهلا خالد....."
    أحس خالد أن صوت عمته ليس كما اعتاد أن يسمعه فسألها مستغربا:: "كيف الحال؟؟..ماذا بك..صوتك متغير!!..."
    فأجابته عمته بصوت حزين: "سلام يا خالد سلام ...."
    ازداد قلق خالد ...."سلام..ماذا بها "
    "متعبة جدا.... وأنا لا أدري ما ذا أفعل؟؟"
    صمت خالد قليلا ...ثم سألها: "هل هي في البيت؟؟"
    فأجابته عمته : "نعم.."
    "حسنا سآتي حالا...."

    بدأت الأفكار تدور في ذهن خالد : "هل معقول أن تكون سلام قد عملت حادث في ذلك اليوم....صحيح أنها كانت كانت غاضبة و قادت بسرعة كبيرة....و لكن لو كان هذا حدث لأخبرتني عمتي فورا....مستحيل..و لكن ماذا بها الآن؟؟ ....و لم هي متعبة....هل ممكن أن تكون متعلقة بي الى هذه الدرجة....لم يخطر لي أبدا أن ارتباطي بأخرى ممكن أن يسبب لها أي نوع من الألم!!!!!......"

    وصل خالد الى بيت عمته...فتحت له الخادمة باب البيت و أوصلته الى الصالون حيث كانت تجلس عمته....كانت مظاهر الحزن بادية على وجهها...فمشى مسرعا باتجاهها...
    خالد: "ماذا حدث؟؟.....ماذا حدث لسلام؟؟!!!...."
    العمة: "لقد أصابها انهيار عصبي"....
    خالد: "انهيار....و لماذا ؟؟"
    العمة: " آآآه....سأخبرك....قبل أيام علم والدها أنها على علاقة مع شاب...وأنها تخرج معه و تلتقي به...و لقد جن جنونه عندما عرف......لذلك و بخها بعصبية.....و ضربها...و أنت تعرف كم هي سلام مدللة.....و لم يحدث أن عاملها أحد بهذه الطريقة....و فجأة وقعت على الأرض و أغمي عليها...فأحضرنا لها الطبيب..و قال أن ما حدث لها كان انهيارا عصبيا....و منذ ذلك الوقت و هي لا تخرج من غرفتها و لا تحدث أحدا......وقليلا ما تأكل....." ...و بدأت الدموع تتساقط من عيون عمته...

    ثم أكملت قائلة: "هل تعرف...نحن السبب فيما حذث...أنا و أبوها أفرطنا في دلالها...كانت كل طلباتها مجابة....حتى السيارة التي طلبتها بعد نجاحها في الثانوية العامة أحضرناها لها.....نحن السبب.. نحن السبب..."

    وضع خالد يده على كتف عمته طالبا منها أن تهدأ....و هو يقول في نفسه " بل أنا السبب....لقد غضبت كثيرا عندما سمعتني أتحدث مع أخرى....و يبدو أن تعرفها على هذا الشاب كان كوسيلة للانتقام أو النسيان....و لكن لماذا؟؟...هل كانت متعلقة بي الى هذه الدرجة...كنت أعاملها كأخت صغيرة مدللة....و لن أتوقع أن هذا سيحدث"

    "عمتي هل ممكن أن أراها.."
    "طبعا...فهي تحب التحدث معك دائما و تسمع كلامك.....و قد تستطيع اقناعها بالخروج من غرفتها..."
    و طلبت من الخادمة أن تذهب لتخبر سلام أن خالد سوف يصعد لرؤيتها....
    بعد دقائق جاءت الخادمة تخبرهما أن سلام ستنزل بنفسها الى الصالون...
    بدا الاستغراب باديا على وجه أمها....و في نفس الوقت شعرت بالارتياح......فقد تكون سلام فعلا تحسنت...
    و قف كل من خالد و عمته و هما ينظران الى سلام و هي تنزل على الدرج...كانت جميلة و أنيقة كعادتها....و ان بدت بعض آثار الارهاق على وجهها....
    قالت بصوت هادئ :"مرحبا خالد...."
    "أهلا سلام....الحمد لله على السلامة...جئت للاطمئنان عليك.."
    فأجابته دون أبداء أي اهتمام لكلامه: "حقا!!!!...اطمئن ..أنا بخير...."
    ثم التفتت الى أمها قائلة: " أمي أريد أن أخرج قليلا في السيارة...أرغب في استنشاق هواءا نقيا"
    فأجابتها أمها:"و لكنك متعبة عزيزتي....هل تعتقدين أنك تستطيعين القيادة؟؟!!..."
    فأجابتها سلام: " لا تقلقي أمي أنا بخير..."
    فسألتها أمها: "هل تمانعين عزيزتي لو ذهب خالد معك؟؟؟....هكذا سأطمئن عليك أكثر ...و في نفس الوقت تقومين بإيصاله الى عمله..."
    فأجابتها سلام: "و لم لا...ان كان مستعدا ان يركب معي مرة أخرى..."...
    فأجاب خالد دون تردد: "طبعا....صحيح أنك متهورة..و لكنك بارعة..."

    .كانت سلام تتحدث بكل هدوء....لم يظهر عليها أبدا أي نوع من السعادة أو الاندفاع كما حدث في المرة الماضية ....و هذا ما زاد قلق خالد...أما أمها فكانت تريد من وراء ذلك أن تترك فرصة لخالد أن يحدثها...و قد يستطيع التأثير عليها و يقنعها بالخروج من الحالة التي هي فيها......

    يتبع........

    جاردينيا

  6. #6
    الصورة الرمزية جاردينيا
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    12- 2003
    المشاركات
    67

    رد : سلام....

    الجزء الرابع و الأخير
    ....
    في السيارة...كان خالد مترددا كيف يبدأ الحديث .....كان صمت سلام و هدوئها يزيد من تردده و حيرته....كان لا يريد أن يؤذي مشاعرها بأي طريقة...
    و بعد صمت استمر طويلا....قال لها محاولا أن يكسر الصمت الذي طال: "أراك لا تستمعين لأي من الأغاني التي تحبينها"...
    فأجابته بكل هدوء و دون أن تحرك رأسها: "أعرف أنك لا تحب هذا النوع من الأغاني....و أعذرني لم أستطع تحضير الأغاني التي تحبها أنت...و لذلك لن أزعجك و أجبرك على سماع ما لا تحب"
    شعر خالد بالخجل.......و تمنى لو أنه لم يوجه لها هذا السؤال.....و قرر أن يبدأ بالحديث عن ما حصل في آخر لقاء بينهما...فقال:
    "سلام.......بالنسبة لما حدث....."
    و قبل أن يكمل...قاطعته سلام بقولها:

    "أعرف.....أعرف..... لا تكمل...أعرف أنني المخطئة....أنا من خان ثقتك...و ثقة أهلي ..و ثقة الجميع....كان يجب أن أعرف أن هذا لن يرضي أهلي أبدا...أحيانا لا ألوم والدي على ما فعل...بالرغم أنه كان قاسيا.....و لكن...و لكن هذا ما حدث....أنا ندمت على كل ما فعلته...و قطعت كل ما كان مع هذا الشاب الذي تعرفت عليه"

    تفاجأ خالد من كلامها....فهو لم يرد أن يحدثها عن ما فعلته و عن ما حدث بينها و بين أهلها....كان يريد أن يوضح لها ما كان بينه و بين تلك الفتاة......و زاد تعجبه أنها تتعامل معه و كأنه لم يفعل شيئا...و كأن شيئا لم يكن...و أن ما حدث هو فقط ما قامت به من تصرفات و ما دار بينها و بين والديها......هل معقول أنها ما زالت متمسكة به؟؟؟.....معقول!!!...هي تتحدث عن نفسها أنها هي من خانت الثقة....و لكن ماذا عنك يا خالد...هنا أيقن خالد أنه لا يتحدث مع فتاة مدللة كان يعتبرها دوما طفلة لا تعرف الا اللهو و اللعب.....و شعر أن موقفه أصبح أصعب......

    "اسمعي سلام.....أنا لا يهمني هذا الشاب أبدا....أنا حتى لم أعرف عنه أي شيء...أو حتى اسمه......كل ما أتمناه أن أرى سلام التي اعتدت رؤيتها...سلام التي تنبض بالحيوية... و النشاط و السعادة....."

    أوقفت سلام السيارة و قطعت حديثه قائلة: " لقد وصلنا....تستطيع النزول الآن....فأنا لا أحب أن تتأخر عن عملك بسببي..."
    هنا شعر خالد أنه انسانا غير مرغوب فيه......و مهما قال فهي لن تتقبل أي شيء منه....ففضل أن يغادر السيارة قائلا بهدوء....
    "شكرا لك سلام...أراك قريبا"....و اتجه الى المجمع التجاري..و قبل أن يصل الى مدخل المجمع...سمع سلام تناديه .....فرجع ووقف بجانب باب السيارة...
    فقالت له: "على فكرة....ذلك الشاب.....لقد كان اسمه خالد...و صدقني سأنساه......سأنساه...."
    و أدارت محرك السيارة و انطلقت.....

    تمت

    جاردينيا

  7. #7
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307

    رد : سلام....

    [align=center]
    مسااااااااااااء جميل ..


    جاردينيا ..

    منذ نعومة اظافري وأنا احب قراءة القصص ..
    وخاصة القصص التي بها احداث عاطفية رائعة ..
    تجد نفسك ان تعيش القصة ..
    وتدور في رحى احداثها ..
    دائما ندرك اننا في قصة نمضي ..
    نعم لا نعلم متى تنتهي وكيف فصولها ..
    وما هية هذه القصة ..
    لكن يبقى ان نعرف ..
    أننا قصة واقعية ............!!


    سعدت بحق وانا انتقل بين اجزاء قصتك ..
    يا جاردينيا ..!!


    تحية لهذا العطاء الجميل ..!!



    وكم يسرني ان استمع لك الاف المرات .. !!
    [/align]

  8. #8
    الصورة الرمزية جاردينيا
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    12- 2003
    المشاركات
    67

    رد : سلام....

    [align=center]عاشق السمراء...

    أسعد الله صباحك بكل خير.....

    في البداية أود أن أشكرك أنك تحملت عناء قراءة قصتي بجميع أجزائها.....

    و يسعدني أن أسمع رأيك فيما أكتب آلاف و آلاف المرات....

    تحياتي لك..

    جاردينيا[/align]

  9. #9

    رد : سلام....

    جاردينيا
    ايتها المبدعة ، ايتها الساحرة بقلمك الذي دوما وابدا يضيء من هنا من هذا النبض ، قلما يعرف كيف يصل حرفه للقاريء ، ويجعله يتحاور مع احرف تتقافز هنا وهناك فرحه ، قلما مبدعا بحق ، وقصة تتحدث عن نفسها ، فهنيئا لنا بهذا القلم الواعد ، والقصة اكثر من رائعه فاستمري باتحافنا بالكثير من مكنونات العقل يا جاردينيا ..

  10. #10

    رد : سلام....

    قصة فعلا جميلة
    شكرا لك
    واتمنى لك التوفيق

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML