[align=right][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"][frame="7 80"] جلس في زاوية من الحديقة يرتشف كوبا من عصير الليمون الذي أخذت قطعة الثلج فيه تذوب شيئا فشيئا، ينظر في ساعته ، الوقت يكاد يقترب وقلبه يخفق من شدة الوله .. الوله في لقاء الحبيبه .. ويداه مبتلتان من كثرة ما تنزف من العرق ، وجهه يبدو عليه اثار القلق لكل من رآه ، لانه وللمرة الاولي ، يأخذ منها موعداً وفي هذا المكان والزمان ..
لا يعلم ، ماذا سيقول ،يجمع الأفكار ليصيغ الكلام ، يلملم الحروف ليؤلف كلمة يبدأ بها اللقاء، ماذا سيقول عندما يراها ، كيف سيلقاها، ما الذي ستلبسه ، كيف سيتعرف عليها، كلها اسئلة حائرة في رأسه تبحث عن إجابة.. لكن عقله المشلول من كثر التفكير وتزاحم الأفكار يكاد يتوقف ، حتى عن ايجاد ولو حل واحد لسؤال من هذه الأسئلة ...
يمر شريط ذكرياته في عقله ، وأمام عينيه ، يحاول جاهدا أن يتجاهل تلك الأحداث ، لكن هيهات ، لا يستطيع أن يفعل شيئا لهذا. كل تلك الأفكار أتت في هذا الوقت بالذات كانها لم تجد الا هذا الوقت بالتحديد لتعبر في خياله المتزاحم بالأسئلة والأفكار..
ماذا يفعل، يتذكر مره ، ويحاول الإجابة مرة أخرى ، يتذكر كيف كان ، ويبادره سؤال جديدز كلها أمور متراكمه مترابطة.. لا يعرف فيما يفكر ,,,
وحتى يطرد شبح تزاحم الأفكاروكثرة الأسئلة من عقله وفكره ، أخذ ينظر في عيون الماره، لعله يرى حبيبته او من اسماها كذلك ,, وايضا لعله يجد في عيون من يراهم حلاً لإسئلته الحائرة .. تدق الساعة ، إعلان الموعد المحدد .. ينظر الى هاتفه الخليوي .وكأنه يحادثه ، تكلم يا هاتفي ، رن قل شيئا ، ما بال الصمت يطبق عليك، مرة يقلب الهاتف بين يديه ، ومرة أخرى يضعه في جيبه، يخرجه تارة ثالثه، يتفحص الإرسال وإشارة البطاريه ، كلها تشير الى قوتها,
الوقت يمر سريعا وهو قابع في مكانه،،، ينتظر الحبيبه او من تخيلها وأسماها الحبيبه ..لم تأت يقف من مكانه ... يمشي مبتعدا عن الكرسي بإتجاه باب لعله يلمح طيفها، يرجع الى مكانه ، يجلس ، يتأهب ، يغير من وضعية جلوسه على الكرسي.
لم تأت الحبيبه، مرت ساعة على الموعد ، أخذ يختلق لها الأعذار، لعل المانع خيراً، لعلها لم تجد وسيلة نقل، ولعلها ، ولعلهـــا ، كلها أعذار قام بإختلاقها لها، وتبرئتها من الخطأ . مرت ساعة واثنتين وثلاث ، وهو لا يزال ينتظر ، أخذ الشك يتخلل الى عقله وفكره، والافكار السوداء تهيمن عليه،،
مرت الساعات الطوال تلو الساعات وهو ينتظر ملهوفا والقلق يكاد يحطم قلبه، وبدأ يضطرب لعل مكروها أصابها، حادثا لا قدر الله الم بها ، صدمتها سيارة مسرعة لسائق متهور ، إعترض طريقها امرٌ مفزع، ربما تعرضت لللإختطاف او سقطت سيارتها في البحر نتيجة السرعه، وبينما هو كذلك في افكاره وتقلبات عقله وقلبه، إذ أطلت عليه حبيبته كالنجمة الحالمه في فستانها الأبيض اللؤلؤي والبسمة الشفافة على محياها، وما ان رأته حتى ، اعتذرت بلطف قائلة ، عذرا حبيبي ، فقد كان لتأخري سبب قهري. فقد انتهيت من تصفيف شعري إستعداداً للقاءك قبل قليل.
هنا ؛ إبتسم بعد أن إطمئن عليها وقال: " الحمد لله انك بخير.." ولكن حسبك فلا حاجة لي بحبيبة تصفيف شعرها أهم عندها من لقائي. فودعها وغادر المكان ، وبقيت هي منالك تنتظر أن يعود الثلج الذائب في كأس الليمون الى التجمد.
شكرٌ وعرفان الى اخي " رسام الغرام " على ما اولاه من اهتمام في اضفاء الجديد في قصتي المتواضعه وعلى غربشاته التى اعطت الروح لهذه الوليده . [/frame][/grade][/align]