كيف تعيش وقتك
إن محاولة المرء أن يعيش وقته الحاضر بكل لحظاته ليس بالمسعى الغامض أو المستحيل .فكل ما يتطلبه ذلك هو
أن تقلل من اهتمامك بالأمور التي تثير القلق والندم ، وألا تركز على الأخطاء ،وبما يجب فعله وألا تهتم بالأشياء
التي تثير ضيقك بالمستقبل لو الماضي. والعيش في اللحظة الحاضرة يعني مجرد التركيز على اللحظة الراهنة دون
أن تسمح لعقلك بالاهتمام بأمور بعيده كل البعد عنها . وعندما تقوم بذلك ،فإنه لا يعود عليك فحسب بالاستمتاع
باللحظة الحاضرة إلى أكثر درجة ممكنة ، بل وكذلك إلى إخراج أفضل درجة من الإبداع وحسن الأداء ، ويرجع
ذلك قله انشغالك برغباتك ، واحتياجاتك والأمور التي تثير قلقك .
ويعرف من يشعرون بالسعادة انه بصرف النظر عما حدث في الماضي أو سيحدث في المستقبل ، فأن اللحظة
الحاضرة هي الوقت الوحيد الذي يمكن أن تجد فيه السعادة . ومن البديهي أن هذا لا يعني عدم تعلمك أو تأثرك
بالماضي ، ولا ألا تخطط للمستقبل ، بل يعني مجرد أن تفهم إن اكثر طاقة لها فاعلية وقوة وإيجابية هي طاقة
اليوم ، أي طاقة اللحظة الحاضرة . وفي العادة يرجع شعورك بالضيق إلى شيء مر وانقضى وأصبح ماضياَ ،
أو أمر لم يخرج بعد إلى الوجود.
وعندما تتقن ممارسة هذه الاستراتيجية بصورة تامة ،ستكشف أن القدرة على الانغماس في اللحظة الحاضرة هي
صفة تستحق ما يبتذل من عناد لأجل الحصول عليها . فهذه الصفة تمنحك القدرة على أن تعيش اللحظات العادية
بصورة غير عادية .وسيقل ما تقضيه من وقت في القلق بشأن متاعب الحياة ، في حين سيتسنى لك وقت اكبر
للاستمتاع بها . كما سيقل ما تستهلكه من طاقة في إقناع نفسك بسوء حالك في الوقت الراهن ، في حين سيزيد ما
تقضيه من وقت في الاستمتاع باللحظات الخاصة في حياتك ، ألا وهي اللحظة الحاضرة .
فعـش وقتـــــــــــــــك الحاضــــــــــر بكل لحظاتــــــــــــــــــــــــه