صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 21

الموضوع: دعونا نحارب الفساد ح ( 1 ) بعنوان الغرور والعجب ولقاء مع رسام الغرام

  1. #1

    دعونا نحارب الفساد ح ( 1 ) بعنوان الغرور والعجب ولقاء مع رسام الغرام

    الغرور والعجب *

    صباح الخير لمن اصبح

    مساء الخير لمن امسى

    ومع اولى حلقاتنا في حلقة دعونا نحارب الفساد والتي كنا قد وعدناكم بها سابقا
    ومع ضيف عزيز على قلوبنا وهو رسام الغرام
    من خلال هذه الحلقه نأمل مشاركاتكم الهادفه وتلقي الآراء والافكار حول هذا الموضوع
    ومن خلاله سنتحاور ونحاور ضيفنا الكريم والذي اشكر له سرعة استجابته لهذا النداء

    موضوع جديد يتعلق بالغرور ولقاء مع ضيف عزيز دخل قلوبنا من اوسع الابواب .

    نبدأ موضوعنا عن صفة الغرور التي تلازم بعض من الناس وهي وان لم تكن وليدة
    العصر ولكنها صفه زلزلت اناس كانوا في مراتب العلا الى ادنى المستويات سواء اكانوا من الناس العاديين ام من المشاهير فحسبوا انهم بوضعهم
    وتفكيرهم فوق مستوى البشر ولا يتداركوا انفسهم الا بعد فوات الاوان وتغلب عليهم صفة الانا بمعنى انا فعلت وانا فعلت وتراه رافعا انفه الى السماء وكانه المخلوق الوحيد ,ويعتبر الانسان المغرور انسان غير سوي
    . قال تعالى
    " إن الله لا يحب كل مختال فخور "
    وان كنا لا نسيء الى صفة الانا باعتبارها صفة حميده في بعض الاحيان فلربما يقول قائل انا اؤيد او انا ساحضر فلان بمعنى انه يريد ان يثبت
    شيئا انجزه فعلا دون ان يداخله الغرور وهي تختلف عن الانا المريضه " المغروره "
    التي ذكرناها انفا ومعي اخي رسام الغرام سيحدثنا عن هذه الصفه ولربما يزيدنا ببعض الامثله لحاله من الناس تملكهم الغرور
    .... رســــــــام الغــــــــرام ....

    بدايةً أشكر أخي رحال على الاستضافة , وهذه ثقةٌ جميله أولاني إياها , وأتمنى أن أكون عند حسن ظنه وظنكم , وأن أكون ضيفاً خفيفاً عليكم .

    الغرور :

    قبل الخوض في هذا الحديث دعونا نتوقف للحظة مع المعنى اللغوي لهذه الكلمة , والمصدر المشتقة منه .
    الغرور كلمة مشتقةٌ من الأصل ( غرَّ ) أي جهل الأمر وغفل عنه , ومن هنا نلاحظ أن كلمة الغرور مبنية على مصدر معناه الجهل , وكأننا نفهم
    أن الغرور , به شئ من الجهل , وهو جهل المرء بنفسه , ومنحها بأكثر مما تستحق .
    وهناك رابط وثيق بين الغرور والعجب ( أي الإعجاب بالنفس ) وكأنهما وجهان لعملة واحدة , والمعنى الاصطلاحي للعجب هو الكبر والزهو بسبب
    الإعجاب بالنفس أو بالعمل أو بالنسب , وما إلى ذلك .
    وفي الحديث عن الغرور يرتبط معنا ذهنياً وبشكل تلقائي الكبر , لأن الغرور بوابة الكبر , وهو الطريق الحتمي إليه بل إنه أقصر الطرق إلى
    الكبر وهو حق الله فلا يجوز الكبر للناس فالله سبحانه وتعالى سمى نفسه بالمتكبر فهذه صفة لله لا تنبغي لسواه .
    والمسلم يحذر العجب والغرور , ويجتهد أن لا يكونا وصفاً له في أي حالةٍ من الحالات إذ هما من أكبر العوائق عن الكمال , ومن أعظم المهالك
    في الحال والمال , فكم من نعمةٍ انقلبت بهما نقمة , وكم من عزٍ صيراهُ ذلاً , وكم من قوةٍ أحالها ضعفاً , فكفى بهما داءً عُضالاً , وكفى
    بهما على صاحبهما وبالاً , وحسبك بقارون مثلاً حيث آتاه الله مالاً وكنوزاً ما آتاها أحدٌ من قبله فعوضاً عن شكر الله على نعمه أصابه
    الغرور فتكبر وبغى : قال تعالى : [ إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وءاتينه من الكنوز مآ إن مفاتحهُ لتنوأُ بالعصبةِ أولي القوة إذ
    قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين ] وحين نصحه قومه وذكروه بأنعم الله عليه أنكر ذلك وجحد فضل الله عليه فقال تعالى على لسانه
    : [ قال إنما أُتيته على علمٍ عندي … ] بل إنه خرج متفاخراً بكامل زينته , وحشد الناس وأخذوا ينظرون إليه ويتمنون مكانه إلا المؤمنون
    منهم , فماذا كانت نهايته : [ فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئةٍ ينصرونهُ من دون الله وما كان من المنتصرين ] فضرب الله بقارون
    أروع مثل على الغرور والعجب والنهاية الحتمية له , فأين قارون الآن , وأنظر أخي المسلم من أعظم مالاً وجاهاً وسلطاناً أنت أم قارون ؟ هل
    تحب أن يمنحك الله ما منح قارون من النعيم , فيكسوك ما كساه من الغرور فتنتهي كيفما انتهى أم إنك تفضل ما أنت عليه من نعيم يكفيك وقناعة
    يكسوها التواضع و طيب النفس فتنعم بحب الناس وتنعم من الله بالرضوان في الدنيا والآخرة .
    والغرور كما أسلفنا من المهلكات المضيعات للإنسان فقال سبحانه : [ وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور ] وقال الرسول صلى
    الله عليه وسلم : " ثلاثٌ مُهلكات : شحٌ مُطاع , وهوىً متبع , وإعجاب المرء بنفسه " وقال : " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ,
    والأحمق من أتبع نفسه هواها , وتمنى على الله الأماني " .

    ولك عزيزي القارئ أمثلة لذلك :

    - أعجب إبليس لعنه الله بحاله , واغتر بنفسه وأصله فأصابه الكبر فقال : خلقتني من نار وخلقته من طين . فكانت أول معصية يُعصى بها الله
    سبحانه وتعالى نتج عنها طرد إبليس من رحمة الله .
    - أعجب قارون بنفسه وقال : أتيته على علمٍ عندي , فخسف الله به الأرض .
    - أعجب فرعون بسلطانه فتطاول على ربه فقال : أنا ربكم الأعلى . فأغرقه الله في البحر وخلد جسده ليكون للناس عضة وعبرة .
    - أعجبت عاد بقوتها واغترت يسلطانها وقالوا : من أشد منا قوة , فأذاقهم الله عذاب الخزي في الحياةِ الدنيا وفي الآخرة .
    - أعجب أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم يوم حنين بكثرتهم وقالوا : لن نغلب اليوم من قلة ! فأُصيبوا بهزيمةٍ مريرةٍ , حتى ضاقت عليهم
    الأرض بما رحبت , ثم ولوا مدبرين , لولا ثبات النبي صلى الله عليه وسلم وكبار أصحابه عليهم رضوان الله أجمعين .

    ومن مظاهر الغرور ما يلي :

    1- في العلم : قد يعجب المرء بعلمه , ويغتر بكثرة معارفه , فيحمله ذلك على عدم الاستزاده , وعلى ترك الاستفادة , أو يحمله على احتقار
    غيره من أهل العلم , واستصغار سواه , وكفى بهذا هلاكاً له .
    2- في المال : قد يعجب المرء بوفرة ماله , ويغتر بكثرتها فيبذر ويسرف , ويتعالى على الخلق , ويغمط الحق فيهلك .
    3-في الشكل واللون : قد يعجب المرء ( خاصة النساء ) بالشكل من جمال وحسنٍ ولون فيغتر بذلك فينظر إلى غيره بازدراء , فيتعامل مع الناس
    بغلظة يكرهونه بسببها , وكفاه شهادة الناس عليه لينبذ .
    4- في القوة والسلطان : قد يعجب المرء بقوته ويغتر بعزةِ سلطانه , فيعتدي ويظلم ( خذها وأنا إبن الأكرمين ) , فيكون ذلك هلاكه ووباله .
    5- في الشرف : قد يعجب المرء بشرفه ويغتر بنسبه وأصله فيقعد عن اكتساب المعالي ويضعف عن طلب الكمالات " من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه
    " فيحقر ويصغر ويذل ويهون .
    6- في العبادة : قد يعجب المرء بكثرة عبادته وطاعاته , فيحمله ذلك على الإدلال على ربه , والإمتنان على نعمه , فيحبط عمله , ويهلك بعجبه
    , ويشقى باغتراره .
    وحسبكم قصة الرجل العابد الذي قال له الله : أدخل الجنة برحمتي , فقال لا يا رب , أنا رجل عابد زاهد في دنياي أريد أن أدخل الجنة بعبادتي
    , فأمر الله أن توزن أعماله , وتقارن مع نعم الله عليه , فلم تبلغ نعمة البصر , فقال سبحانه : أدخلوه جهنم , فقال الرجل العابد : لا يا
    رب أريد أن أدخل الجنة برحمتك , فأدخل الجنة .

    سنكمل لكم الحلقه بعد فاصل قصير

  2. #2

    رد : دعونا نحارب الفساد ح ( 1 ) بعنوان الغرور والعجب ولقاء مع رسام الغرام

    ونعود اليكم من جديد ومع ضيفنا الكريم


    قال تعالى في الحديث القدسي " العظمة ردائي والكبرياء ازاري فمن نازعني فيهما
    قصمته ولا ابالي " او كما ورد في الحديث القدسي .

    ونسأل ضيفنا الكريم :

    كيف يستطيع الانسان تجنب صفة الغرور في رايك ؟

    وهل هناك علاج له ؟

    رســـــــــام الغــــــــــرام :

    يستطيع الإنسان أن يتجنب صفة الغرور والإعجاب بالنفس بأن يتذكر أن هناك من هم أفضل منه مثلما هناك من هم دونه , وأن العزة بيد الله يهبها
    لمن يشاء وينزعها عمن يشاء , فلا ينبغي عليه أن ينظر إلى غيره بنظرة من هم دون مثلما يأبى أن ينظر إليه من هم أفضل منه بمثل تلك النظرة
    الغير محببة .
    وأحب أن أذكركم بقصة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما هتف بالناس وهوأميرهم : " الصلاة جامعة الصلاة جامعة " فاجتمع الناس , فصعد
    فيهم خطيباً فقال : " أيها الناس : لقد رأيتني وأنا أرعى غنم خالاتٍ لي من بني مخزوم نظير قبضةٍ من تمر " .
    ثم نزل من فوق المنبر , فارتفعت همهمات الدهشة : لماذا جمعنا عمر ؟! وما هذا الكلام الذي يقوله ؟! والله ما فهمنا منه شيئا !!ً .
    فتقدم عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قاطعاً هذا الهمس , وجلس بين يدي عمر رضي الله عنه سائلاً : ماذا أردت إلى هذا يا أمير المؤمنين ؟!
    حرك عمر رضي الله عنه شفتيه المرتعشتين : ويحك يا ابن عوف خلوت بنفسي , فقالت أنت أمير المؤمنين , وليس بينك وبين الله أحد , فمن ذا أفضل
    منك ؟! فأرتُ أن أعرفها قدرها .

    ونحن بذكرنا لهذه القصة لا نطلب من القارئ الكريم أن يصعد المنبر أو أن يعلن للملأ قدر نفسه و وضاعتها , فأين نحن من عمر رضي الله عنه ,
    فما استطاع فعله رضي الله عنه لا يستطيع فعله إلا من شابهه فأين نحن من مثل ذلك الشبه , نحن هنا نستذكر سيرة العظماء وكيف أنهم كانوا
    يهذبون أنفسهم بشتى الطرق , ولكل منا يتخيل الطريقة التي بها يستطيع أن يهذب نفسه , وأن يقومها ويوجهها نحو السلوك الحسن ( فرحم الله من
    عرف قدر نفسه ) .

    العلاج :

    وعلاج هذا الداء في ذكر الله تعالى بالعلم ( لا الجهل ) بأن ما أعطاك الله من علم أو من مال أو من قوة ٍ أو من جمالٍ أو من عزةٍ أو من
    شرفٍ قد يسلبه غداً لو شاء ذلك , وأنَّ طاعة العبد للرب مهما كثرت لا تساوي بعض ما أنعم الله به عليه , وأن الله تعالى هو مصدر كل فضل ,
    وواهب كل خير , وأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " لن ينجي أحداً منكم عمله , قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن
    يتغمدني الله برحمته " .


    متى نتفق على غرور شخص معين ؟ بمعنى لو قال لي شخص ما انا لا ارتاح للمكان الفلاني او انا لا ارتاح لفلان وانا على عكسه تماما باعتبار ان
    هذه احاسيس في اي شخص قد لا يجد لها تفسيرا معينا ؟


    دائماً الشخص المغرور يبدي استياءه من بعض الأشخاص كأنهم لا يتناسبون معه من جميع النواحي , وقد يبدي المغرور استياءه من مكان معين بيت
    شخص ما أو سيارة معينة لا تروق لمكانته أو ما إلى ذلك , وقد يبدي استياءه من بعض أنواع الأطعمة ونحوها , وهناك مظاهرٌ كثيرة يظهرها
    المغرور بين الحين والحين , وتؤثر مثل تلك الأمور على تكوين شخصيته فيكون دوماً شخص غير راضي عن نفسه من جهة , وعن المجتمع المحيط به من
    جهة ثانية , ويشعر بنفسه , وكأنه وضع في زمان ومكان لا يناسبانه , مما يجعله يتسم دوماً بالعبوس والضيق , كما ينعكس عليه التعلق بالدنيا
    , وحب المظاهر الكذابة , مما يدفعه للتعلق بمن هم أفضل منه فيحاول التقرب منهم , والتودد والتلطف معهم , وهو بذلك يحاول أن يسد النقص
    الذي يعانيه .


    أخي رسام الغرام سعدنا بلقائك وقبل الختام هل من كلمه تود قولها .


    أشكر لك أخي رحال هذه الاستضافة وأتمنى أن أكون قد وفيت الموضوع حقه , وأسأل الله لي ولكم أن يُحلينا بطيب الصفات وأن يبعد عنا العجب
    والغرور والكبر , وغيرها من الصفات الذميمة .

    أجمل المنى لكم مني وتقبلوا تحياتي :

    أخوكم :

    رســـــــــــام الغـــــــــــرام

    شكرا اخي رسام الغرام واعود اليكم بسؤال اطرحه

    هل يخلق الانسان مغرورا ؟
    وبمعنى ادق هل للبيئه والمجتمع والاهل دور في خلق
    انسان يمتاز بالغرور ؟

    نتمنى نسمع ردودك وتحاوركم مع ضيفنا الكريم .


    قالها كاتب :
    رأيي صواب يحتمل الخطأ

    ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب

  3. #3

    رد : دعونا نحارب الفساد ح ( 1 ) بعنوان الغرور والعجب ولقاء مع رسام الغرام

    هليخلقالانسانمغرورا؟



    قبل الإجابة على هذا التساؤل الخطير , لي معه وقفة وتنبيه .



    أولاً الوقفة : أن الإنسان يخلق بالفطرة قال صلى الله عليه وسلم في ما معناه : " يولد الإنسان على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه "



    ثانياً التنبيه : لا يجوز مطلقاً أن نقول بخلق الإنسان بخلاف الفطرة , والفطرة هنا في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم هي الإسلام , فلا يصح أن نقول يخلق الإنسان مغروراً , أو كذاباً , أو منافقاً أو أي صفة من صفات النقص الخلقي ( الرذائل ) , بل إن ذلك اتهام خطير في حق الخالق البارئ جل وتقدس عن تلك النقائص , فتنزه سبحانه عن خلق عباده بصفاتٍ غير سوية بل إنه خلق عباده على الإسلام وخلق الإسلام الأكمل .



    ودعونا الآن نعود إلى السؤال :



    هليخلقالانسانمغرورا؟



    لا مطلقاً لا يخلق الإنسان مغروراً بل يخلق سمحاً متواضعاً ودوداً محباً (( بريئاً )) مزداناً بخلق الإسلام كما فطره الله سبحانه وتعالى , وهذا لأطفال المسلمين وغيرهم على سواء .



    هلللبيئهوالمجتمعوالاهلدورفيخلقانسانيمتازبالغرور؟



    وهنا أيضاً أحب أن أشير إلى كلمة " خلق "

    فالخلق لغةً : هو الإيجاد من العدم , وهذا لله سبحانه وتعالى

    ويستخدم هذا اللفظ للأسف كثيراً لغير الله وهو من الأخطاء الشائعة في استخداماتنا اليومية , كأن يقول معلق رياضي ( رائع هذا اللاعب له المقدرة على خلق مساحات واسعة في الملعب ) ومثل هذا لا يصح فالمساحات أصلاً موجودة فأين الخلق إذاً , وفي سؤالك أخي رحال الإنسان أصلاً مخلوق من قبل الله والغرور صفة أوجدها الله فليست البيئة أو المجتمع أو الأهل هم من قاموا بذلك , ولكنهم ساعدوا على إكساب ذلك الإنسان تلك الصفة , ولفظ الخلق لا يطلق مطلقاً على البشر بعكس بعض الصفات فمثلاً نقول : الله رحيم , وفلان رحيم , الله كريم وفلان كريم وغيرها ولكن لا نقول مطلقاً : فلان خالق , ولم يرتبط اسم إنسان بهذا اللفظ إلا بعد كلمة عبد فيكون عبدالخالق .



    ورداً عن السؤال :



    أقول نعم لهم دور على تكوين إنسان مغرور , فالبيئة المحيطة والمستوى المعيشي للإنسان يضعه في محك قد لا يتقبل كل ما هو دون ذلك , وخروجه إلى بيئة أخرى قد لا ترضي عنده ذلك الغرور .



    أما المجتمع المحيط بما فيه من أصحاب وأقران وزملاء ومعلمين , وكل من يحتك بهم الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر قد يؤثر على تركيبته , مما يكون ذلك عاملاً مساعداً على إكسابه تلك الصفة أو صفات أخرى , وتجدر بنا الإشارة هنا , لتعامل الناس مع بعضها البعض وفق مستويين مختلفين , وللإيضاح إليكم المثال التالي :

    نجد الرجل الفقير يطأطأ الرأس ويقبل الأيدي , ويكبر ويعظم الغني , مما يكسب الأخير هذه الصفة ( الغرور ) فلو أتى فقير آخر ولم يفعل كصاحبه الأول , لقام الغني بزجره وتوبيخه , وربما بضربه أيضاً .

    ولو نظر أبناء هذا الرجل لما أقدم عليه أباهم لأكسبهم هذه الصفة من باب القدوة والمثل الأعلى الذي غالباً ما يكون الأب لأبنائه .



    أما الأهل فلهم كبير الأثر في إكساب مثل تلك الصفة , فتفضيلهم لأبنائهم على غيرهم من أبناء جيرانهم مثلاً يجعل من أطفالهم يشعرون بأنهم الأفضل ويكسبون الإعجاب بالنفس , وكذلك بالنسبة للتفريق في المعاملة بين أبناء البيت الواحد, كأن تفضل الأم في معاملتها أبناءً على آخر يجعل من الأول يحتقر بقية أخوته ويحاول أن يتعالى عليهم دوماً .

    أتمنى أن أكون قد وفيت السؤال حقه

    وأعتذر عن خروجي قليلاً عن محور السؤال



    تحياتي للجميع



    رسام الغرام

  4. #4

    رد : دعونا نحارب الفساد ح ( 1 ) بعنوان الغرور والعجب ولقاء مع رسام الغرام

    هل يخلق الانسان مغرورا ؟
    وبمعنى ادق هل للبيئه والمجتمع والاهل دور في خلق
    انسان يمتاز بالغرور ؟



    ورداً عن السؤال :
    أقول نعم لهم دور على تكوين إنسان مغرور , فالبيئة المحيطة والمستوى المعيشي للإنسان يضعه في محك قد لا يتقبل كل ما هو دون ذلك , وخروجه إلى بيئة أخرى قد لا ترضي عنده ذلك الغرور .



    تفاعل رائع اخي رســـــــــــــام الغرام
    وبصراحه كفيت ووفيت في الموضوع
    ولكن دعني امسك بيدك لنتجول في تعريفك للخلق
    وإن كنت اتجنب الخوض في هذا الامر وخصوصا فيما يتعلق
    في جلال الله سبحانه وتعالى , ولكن استوقفتني كلمة الخلق
    فأنا اتفق معك أن الانسان يولد على الفطره كما ورد في حديث النبي .
    ولكن المغزى من تساؤلي ليس الخلق بمعناه الواضح اي التكوين
    وانما هو تعبير مجازي لبيان معنى العباره بصوره ادق وحاشا لله
    ان نخوض في غير ذلك , فهناك من التعابير المجازيه الكثير التي
    لا تتناقض مع الدين في شيء مثل " سأحاول ان اخلق فرصه لأقابلك
    في يوم ما " ومثل " لقد ابدعت في رسم هذه اللوحه " والله هو البديع
    او " انت ودود بطبعك " فهذه كلمات بتعابير مجازيه يراد بها اشعار
    شخصا ما بمفهوم ما يستشعر في جنبات القائل دون ان يكون في ضميره
    خلاف ذلك , وإذا كانت نيته الاشراك بالله والعياذ بالله فأمره الى الله .

    وبمعنى ادق هل للبيئه والمجتمع والاهل دور في خلق
    انسان يمتاز بالغرور ؟


    هذا تعبير مجازي خارج عن نطاق التكوين . ولله الامر من قبل ومن بعد .


    اعتقد اننا قد خرجنا عن الموضوع
    ومشكور اخوي رسام الغرام واسمح لي اسجل اعجابي
    باسلوبك على هذه الصفحه وسلمت


    بأنتظار ردود الاخوه على الموضوع وتساؤلاتهم


  5. #5
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307

    رد : دعونا نحارب الفساد ح ( 1 ) بعنوان الغرور والعجب ولقاء مع رسام الغرام

    ما شاء الله ..

    وكأني اتابع احد اللقاءات على الشاشة الملونه .. ونجماها المتألقان رحال ورسام الغرام .. فعلا حوار جميل وقضية اجمل .. محتاجة للكثير من التمعن .. والمناقشة والحوار .. !!


    ونعود للاسئلة المطروحة ..

    هل يخلق الانسان مغرورا ؟


    لا اظن الغرور ينولد مع ولادته .. ولكن هناك دوافع واسباب تجعل من هذا الشخص يظن نفسه انه فوق الجميع .. وانه الصواب .. وانه الرجل الذي لا يكون مثله .. والاغنى .. والاعلى .. حتى تحين اللحظة التي ينكشف بها القناع .. وينزاح من ابصاره ذلك الستار الاسود .. ليعرف انه مجرد بشر .. ولا حول ولا قوة له .. ولكن .. بعد أن يفوت الاوان .. !!


    وبمعنى ادق هل للبيئه والمجتمع والاهل دور في خلق
    انسان يمتاز بالغرور ؟




    ربما يكون هناك من يساعد هذا المغرور على الاستمرارية بالطيش والبطش والتكبر .. وذلك بأن يجد من حوله في مدح مستمر لاعماله وافعاله .. مما يزرع في اعماقة بذرة تدعى الغرور الاكبر .. ويواصل المغرور طريقه وبنفس الصورة وربما تزداد اكثر واكثر .. ولكن ان وجد هناك من يقول له منذ البداية انت في نهاية متهالكة .. وفي طريق مظلم فلا تمضي وعد .. وهكذا فربما يجد هذا المغرور ضالته .. ويعود لرشده قبل فوات الاوان .. !!


    قال تعالى .. أنك لا تهدي من احببت .. ولكن الله يهدي من يشاء.. صدق الله العظيم !!



    لا اخفيك أنني استمتعت حقا بهذا الحوار .. فعلا حوار له الايجابيات الكثيرة .. والشكر لضيف هذه الحلقة .. رسامنا المتألق !!


    وتحية شكر وتقدير للمشرف القدير .. رحال

  6. #6

    رد : دعونا نحارب الفساد ح ( 1 ) بعنوان الغرور والعجب ولقاء مع رسام الغرام

    وها هو عاشق السمراء
    يتحفنا من جديد بردوده المتميزه
    وتفاعل جميل سيدي العزيز

    يقال ان الغرور مقبرة الانسان
    يا ترى هذه المقوله في محلها الصحيح ؟
    واذا كانت فهل تطلق على كل من داخله الغرور
    في حالات معينه وبسيطه ؟
    وما الفرق بين من يريد ان يثبت ذاته امام الناس
    ويفتخر باعماله وبين المغرور .

  7. #7

    رد : دعونا نحارب الفساد ح ( 1 ) بعنوان الغرور والعجب ولقاء مع رسام الغرام

    فهناك من التعابير المجازيه الكثير التي
    لا تتناقض مع الدين في شيء
    أخي رحال

    أشكر لك حسن التواصل وهذا بديهياً من رحال

    والحقيقة أنا لا أتعارض معك في قضية التعابير المجازية

    وإنما هي وجهات نظر قد يصيب أحدنا وقد نصيب كلنا في ذات الوقت أو نخطأ

    فلا تعارض بيننا , ولا نمشي في تيارين متضادين ولله الحمد

    وما أحب أن أشير هنا به هي لفظ ( الخلق ) دون سواه

    ولو عدت لمثالك يمكننا أن نقول : إنك يا رحال رجل ودود ( وهذه حقيقة )

    وهذا طبع يستطيع الإنسان أن يتحلى به , وكذلك الإبداع , أما لفظ الخلق

    فلا يمكن أن يصل إليه أحد .......

    عموماً هي قناعات ببعض المجازيات التي قد لا يتفق عليها الكثيرين

    وهذا إختلاف بالرأي لايفسد للود قضية

    بل يفتح بيننا آفاقاً جديدة للحوار , خاصة إنني أحاور رجل أعرف من هو

    إنه : رحال , وكفى بالجميع هذا الإسم اللامع في سماء نبض المعاني .

    تحياتي لك ولتواصلك

    ودعنا ننطلق لعاشق السمراء

  8. #8

    رد : دعونا نحارب الفساد ح ( 1 ) بعنوان الغرور والعجب ولقاء مع رسام الغرام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق السمراء
    ما شاء الله ..

    وكأني اتابع احد اللقاءات على الشاشة الملونه .. ونجماها المتألقان رحال ورسام الغرام .. فعلا حوار جميل وقضية اجمل .. محتاجة للكثير من التمعن .. والمناقشة والحوار .. !!


    ونعود للاسئلة المطروحة ..

    هل يخلق الانسان مغرورا ؟


    لا اظن الغرور ينولد مع ولادته .. ولكن هناك دوافع واسباب تجعل من هذا الشخص يظن نفسه انه فوق الجميع .. وانه الصواب .. وانه الرجل الذي لا يكون مثله .. والاغنى .. والاعلى .. حتى تحين اللحظة التي ينكشف بها القناع .. وينزاح من ابصاره ذلك الستار الاسود .. ليعرف انه مجرد بشر .. ولا حول ولا قوة له .. ولكن .. بعد أن يفوت الاوان .. !!


    وبمعنى ادق هل للبيئه والمجتمع والاهل دور في خلق
    انسان يمتاز بالغرور ؟




    ربما يكون هناك من يساعد هذا المغرور على الاستمرارية بالطيش والبطش والتكبر .. وذلك بأن يجد من حوله في مدح مستمر لاعماله وافعاله .. مما يزرع في اعماقة بذرة تدعى الغرور الاكبر .. ويواصل المغرور طريقه وبنفس الصورة وربما تزداد اكثر واكثر .. ولكن ان وجد هناك من يقول له منذ البداية انت في نهاية متهالكة .. وفي طريق مظلم فلا تمضي وعد .. وهكذا فربما يجد هذا المغرور ضالته .. ويعود لرشده قبل فوات الاوان .. !!


    قال تعالى .. أنك لا تهدي من احببت .. ولكن الله يهدي من يشاء.. صدق الله العظيم !!



    لا اخفيك أنني استمتعت حقا بهذا الحوار .. فعلا حوار له الايجابيات الكثيرة .. والشكر لضيف هذه الحلقة .. رسامنا المتألق !!


    وتحية شكر وتقدير للمشرف القدير .. رحال
    [align=center]عاشق السمراء

    ما هذا الظهور الرائع الذي سلب منا الأضواء

    والحقيقة بدأت ألوم أخي رحال بأن استضافني دونك

    فعلاً رد رائع يليق بأسم رائع هو

    عاشق السمراء

    تحياتي لك دوماً

    وكل عام وأنت بخير

    أخيك المرسومي :

    رسام الغرام
    [/align]

  9. #9

    رد : دعونا نحارب الفساد ح ( 1 ) بعنوان الغرور والعجب ولقاء مع رسام الغرام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحــــــــــــال
    وها هو عاشق السمراء
    يتحفنا من جديد بردوده المتميزه
    وتفاعل جميل سيدي العزيز

    يقال ان الغرور مقبرة الانسان
    يا ترى هذه المقوله في محلها الصحيح ؟
    واذا كانت فهل تطلق على كل من داخله الغرور
    في حالات معينه وبسيطه ؟
    وما الفرق بين من يريد ان يثبت ذاته امام الناس
    ويفتخر باعماله وبين المغرور .
    [align=center]هلاً بك مجدداً أيها الرحال الرائع

    نعم أنا أوافق على هذه المقولة
    لأنني اراها سبباً غير مباشرة لقتل القلب
    فهي باب الكبر , والكبر هو من يقتل القلب

    لا يمكن أن نعمم الغرور ونجعل الحكم بشكل مطلق لسبب هام

    وهو إننا جميعاً يداهمنا الغرور بين الحين والحين أو على أقله الإعجاب بالنفس

    أو بما نصنع أو بحسبنا أو بمالنا أو بأبنائنا , فالكل يزوره الغرور

    وتبقى الدرجة , وهل يسيطر عليه الغرور أم لا .

    كذلك هل يصل به الغرور إلى درجة الكبر ,

    فقال صلى الله عليه وسلم فيما معناه :
    " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر "
    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    الفرق بين المغرور , ومن يريد أن يثبت ذاته
    النية : فإنما الأعمال بالنيات
    وسأقدم مثالاً بسيطاً ولكنه ( عذراً ) بعيداً عن الموضوع
    ولكنه سيساعد على الإيضاح .
    وهو : أنه تفضل الصدقة سراً حتى لاتعرف يسارك ما تنفق يمينك
    كما وردت في حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام
    ولكن : هل يجوز التصدق علناً
    والجواب : نعم إذا كانت النية سليمة , وهدفها تحفيز الآخرين مثلاً .

    وكذلك بالنسبة للغرور فالمرء يعرف نوايا نفسه , وعليه أن يقيمها
    وإثبات الذات أمر مشروع لكل فرد , بل هو مطلب أساسي .

    تحياتي لك سيدي

    رسام الغرام
    [/align]

  10. #10

    رد : دعونا نحارب الفساد ح ( 1 ) بعنوان الغرور والعجب ولقاء مع رسام الغرام

    رسام الغرام :

    عموماً هي قناعات ببعض المجازيات التي قد لا يتفق عليها الكثيرين

    وهذا إختلاف بالرأي لايفسد للود قضية

    بل يفتح بيننا آفاقاً جديدة للحوار

    فعلا اخي رسام هي قناعات وتختلف باختلاف تفكير الشخص
    ذاته في حدود ما ترسم النيات في قلب كل انسان .

    اعتقد اني احسنت اختيار الضيف
    واهنيء نفسي على ذلك
    كما انني اعتذر لنفسي عن غياب الردود
    كما اعتذر لك اخي
    وكان المحاوره بين عاشق السمراء ورسام الغرام ورحال

    تحياتي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML