فهل من مغيث
أن ما نقرأه ونسمع به في جميع ما يبث من خلال الأعلام المسموع والمرئي , لا يمثل ولا جزء من حقيقة الواقع المرير الذي يتعرض له وطننا الشقيق من هجمات بدأت قمعيه فتحولت لمجازر وحشيه لا نشاهدها إلا في أفضع حالات الحروب الصليبية الهمجية فهنا قرى تباد وأرواح تزهق بغير ذنب ولا سبق عتاب لم تثني كبيراً ولا صغير حتى الأطفال لم تسلم من بطش تلك الحملات التي تشن على شعب أعزل ليس له ذنب سوء أنه ضاق من الظلم والقمع لسنوات عديدة فلم يستطع تحمل أكثر من ذلك فخرج عن صمته بعد أن كان يصارع ألألمه وأحزنه وظلم أستبد به طول تلك السنين فلم يعد يحتمل ذلك الطغيان الذي تمادى في غيه وضاعف طغيانه بأبشع الجرائم التي يشيب لها الولدان أين نحن هل يعقل
هذا وفي سوريا البلد الحبيب الذي يعرف عنه العالم كله بان بلاد الشام منبع الانبياء والرسل ليتهم يروا ماذا يحدث لشعوب تلك الديار كيف قتل الاخ أخوة وقطع أوصاله , ونكل بالاطفال والشيوخ والنساء لم يرحموا صغيراً ولا حتى من هم في المهد أي قلوب هذه , يبكي الانسان دما بدل الدموع , عند سماع بعض الوقائع فكيف بمن شاهدها من موقع الحدث
قد يقال وكيف حدث هذا إن سوريا تصرخ وتئن وتستجير باخوات لها لم يكن هذا من وليده اليوم ظلت تحت ظلم تئن وتنتظر الفرج ولكن الظلم ظلمات يوم القيامة والسكوت ولد لدي الظالم قوة وغرور ليزيد ظلمه وبطشه فلم تعد تلك الشعوب تحتمل الظلم فخرجت من صمتها بعد إن فاض الكيل وشوهت سوريا بالتدمير وإزهاق الأرواح الطاهر بغير ذنب
فانحن نسمع صراخ واستغاثات نساء ثكلا نساء قهرها العدوان وشوهها نساء قتلت أسرها نساء هتكت أعراضها بقهر وذله فاين نحن حين نساءل عن هولاء المستغيثون السنا مسئولون عنهم يوم ألقيامه
أطفال قتلوا بغير ذنب أو عذبوا فكيف لمن له قلب أن يوقف قلبه عن النبض حين يشاهد طفل يعذب إلا يرحم تلك الطفولة حين يرى عينين ذلك الطفل وهما تدمعان وتستنجدان كيف يعذبه وهو طفل الم يمر بتلك الطفولة أليس له قلب حين يعذب أخيه الذي من جنسه
أين الأخوة بين البلد الواحد
هل يعقل ما نشاهده ونسمع به , إحياء تقصف وقرى تباد تزهق أروح بغير ذنب
او سبق عتاب حتى الأطفال لم تسلم من بطش تلك الحملات الهمجية التي تشن على شعب أعزل
أظنه الظلم والصمت فطفح الكيل فتختاروا الموت على الاستمرار , بالذل وتحت لوا
من ينكر الكتاب ,
أنه مشروع أباده وتصفيات شبيه بالتصفيات العرقية والهمجية البربرية ومن يقوم به ليسوا بشرا بل وحوش أطلقت في الشوارع مسعورة متعطشة لدماء والانتقام من كل من يتصف ببني البشر
لما ترتكب بحقهم تلك المجازر إلا يخفون الله أن ينزل عليهم غضبه وعقابه حتى البهائم نستصرخ لهم لو وعوملوا بتلك الوحشية , أين العالم المنادي بحقوق الإنسان عن تلك المشاهد المرعبة التي لا تحدث الا في قرون البربرية المتوحشة , أليس من يقاتلون من بني جنسهم يحملون نفس الهوية ولهم نفس الوطن قد نشك في ذلك من هولاء ما شاهدنا فلا نصدق بان هولاء الوحوش المرتزقة هم من سوريا ومن يقاتلون أخونهم بني جنسهم إن القلب ليتقطع والعين تدمع دماً لا دمعا
لم يدعوا شي من الوحشية ما ارتكبوها دمروا الديار عاثوا بها بالفساد
حتى الأماكن ألمقدسه لم تسلم من بطشهم
دمرت المساجد ومزقت المصاحف
أذوا وقتلوا رجال الدين , فأين نحن من أستغاثه أهله
سوريا
أين أنتم يا عرب
أين أنتم عن أستغاثة أهلنا وأخوننا في سوريا
أليس فينا من يهب لتلبيه ندا المستغيث
سوريا تدمر
سوريا تباد
سوريا تغتصب
سوريا تستغيث فهل من مغيث
من نزع البسمة من ثغر الطفل
من أدمع عيني الثكلى
من هتك ستر تلك الطفلة
ودمر حقولا وقلع الزرع
من هوله جف الضرع
من وبث الذعر وقتل النفس
من اهلك الحرث والنسل
من ووادي النفس بلا ذنبا
من زعزع الأمن وأمس
الخوف يسري