الانسان و العلم

انه شيئ مؤلم و غريب و فى بعض الاوقات يوجد روح اليأس , اننى اسمع من رجال الدين انك عندما تتعبد و تكون قريب الى الله سبحانه و تعالى سوف يأتى اليك كل خير و تكون من اوائل الداخلين الى الجنه , و رؤى لى الكثير من القصص التى عاشها الانبياء و الصحابه كيف عاشوا و كيف كانت نهايتهم هى الجنه .
و لكنى فى حيره !!!
اننى اعيش فى زمن مختلف تماما عن الوقت الذى عاشوا فيه و متطلبات الحياه الان مختلفه تماما ,
و السؤال المحير هو , ان رجال الدين لماذا لا يتكلمون عن مشاكل اليوم و مشاكل القرن ال 21 فهم دائما ما يضربون امثالا مثل الطير عندما يولد و يكون سعيد و هو صغير و لكن عندما يكبر سوف يبحث عن طعامه .
و سألت نفسى : هل هؤلاء العلماء لم تصادفهم مشاكلى ام هم ولدوا ولاده مختلفه عنى و حياه مختلفه
و وقفت !!!
عندما ولدت كان والدى من عائله بسيطه و كان يملائه الطموح بغريزة النجاح و المستقبل الناجح .
فوالدى كان موظف متوسط الحال و والدتى كانت سيدة منزل , و لكن كانوا يعطونى دائما الطموح الذى لم يحققوه لانفسهم ليصنعوا منى انسان ذكى , و كان يجب ان احصل على اعلى الدرجات العلمية و التقديرية و المركز المرموق بالمجتمع .
و كانوا دائما ما يقولون لى (( هل رأيت ابن فلان او ابنة فلانه انظر كم ناجحون و متفوقون )) و كنت اشعر بشيئ يهدمنى كطفل و كأنسان و اتسأل :
ان كل انسان خلقه الله سبحانه و تعالى و له قدراته .
و بدأ والدى يجمع الاموال و يعمل ليلا و نهارا لكى يوفر لى الدروس الخصوصيه لكى اكون (( طموحه ))
و والدتى تطعمنى و تعطينى كل ما احتاج اليه ليلا و نهارا لكى اكون (( طموحها )) و اصبحت انا الاله التى تحقق طموح الاخرين و ليس لها طموح .
اين انا ؟
من انا ؟
و مشيت فى هذا المدار حتى الثانوية العامة و لكن بذكاء طموح والدى و ذكاء و طموح والدتى حصلت على 75 % و كانت الكارثة و الحرب بالمنزل .
انك فاشل فنحن صرفنا عليك و لم نبخل بشيئ و فى النهايه جعلت الجميع يشمت بنا و نظرت اليهم مشفقا على كبريائهم الذى جسدوه فى طفل و انسان ليس له ذنب بحياته .
و طبعا دخلت الجامعه التى تقبل ب 75 % و لم يسألنى احد :
ماذا احب ؟
ماذا اريد ؟
حتى الجامعه نفسها و النظام ووضعت فى طريق لم اريده .
و بعد سنوات من الكفاح لاحصل على الشهاده التى تؤمن مستقبلى و للاسف كان دائما الرفض , الرفض انك لم تحصل على مجموع جيد .
و كان سؤالى :
هل الانسان بالمجموع الذى يحصل عليه ؟
هل الانسان هو الشهادة التى يمتلكها ؟
هل الانسان يجب ان يعمل كما يريد الاخرين ؟
و فكرت تفكير جيد !!
اننى انسان اولا و لى حرية الحياه و الاختيار و اننى مسئول مسئوليه كامله عن حياتى .
اننى لا اضر احد و لا يريد منى احد شيئ سوى ان اكون فى احسن اخلاق .
و توجهت الى الله سبحانه و تعالى و قلت له :
(( ربى اننى فعلت كل شيئ كما يريد المجتمع منى و لكن الصفقة الاخيرة جعلت منى فاشلا ليس لى طموح و لا تقدير حتى الاحترام فقدته ))
و نمت و فى الصباح سألت نفسى :
ماذا تريد من الحياه ؟
ماذا تفعل فى الحياه ؟
ماذا تريد ان تصل اليه لك و للاخرين ؟
ان المجموع لا يفيد المجتمع و ان عملى وحده لا يفيد المجتمع فى شيئ عندما اكون اله بدون احساس .
و فكرت تفكير كبير !!!
و ذهبت مرة اخرى الى الجامعه و قابلت مدير الجامعه و قلت له :
ان هذه الشهاده لا تساعدنى بشيئ اننى اريد ان اكون نفسى و ان ادرس الشيئ الذى احبه و لكن والدى و
والدتى كانوا يريدون منى ان اكون شيئ غير الشيئ الذى تمنيته و اريده .
و كان فعلا حديثا جيدا بينى و بين مدير الجامعه .
فقال لى :
ابنى ان الوقت لم يمر و انك لازلت صغير و شاب قوى عليك ان تعيد حساباتك و تعمل لارادتك النفسيه و الروحيه حتى اذا قمت بعمل صغير يفيد المجتمع و يعود عليك بالراحه الروحيه و العقلية عليك الان ان تدخل المدرسه ثانيا لتحصل على المجموع الذى يؤهلك الى الدراسة التى تحبها .
هل الطبيب بالمجموع ؟
هل المهندس بالمجموع ؟
هل كل مهنه فقط بالمجموع الذى يحصل عليه الطالب و لا توجد اى اهميه الى موهبته او حبه لدراسته التى يدرسها ؟
نحن نعيش ثلاث فترات بحياتنا :
الفترة الاولى : الطفوله .
الفترة الثانية : الشباب .
الفترة الثالثة : الكبر .
كل انسان يعلم عندما يتحول من طفل الى شاب هذه فترة لها مشاكلها النفسية الكثيرة و عندما يعيش الانسان فى مجتمع يضغط علية و يقول له
( لازم , لازم , لازم )
اننى اعيش بحريه روحى و نفسى , اننى لا اؤذى احد و لا اريد الاذى لاى شخص , و لكنى اريد و لو لمرة واحدة بحياتى ان اصنع مستقبلى بنفسى و حبى لعملى و عندما احب عملى احب عائلتى و احب كل انسان يرافقنى .
لماذا تصعب الحياه للشباب و لا نعطيهم الفرصة لاظهار تفكيرهم ؟
لماذا لا نعطيهم الادوات التى تساعدهم فى حمل المسئولية ؟
عندما يكون الانسان سعيد سوف يسعد الاخرين ,
و عندما يكون الانسان حزينا سوف يحزن الاخرين .
و الله معنا و نطلب منه التوفيق لنا جميعا لما نريده .
مع تحياتى
الدكتور
سمير المليجى