النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الإبداع التصويري في القرآن

  1. #1
    الصورة الرمزية ضيف المهاجر
    Title
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    6,428

    الإبداع التصويري في القرآن

    [ALIGN=JUSTIFY]
    ان القرآن يرسم صورا ويعرض مشاهد .. فينبغي أن نقول إن هذه المشاهد وتلك الصور يتوافر لها أدق مظاهر التناسق الفني في ماء الصورة، وجو المشهد، وتقسيم الأجزاء، وتوزيعها في الرقعة المعروضة،
    انه الإعجاز التصويري في القرآن .. هذا اللون من التناسق هو مفتاح الطريق إلى التناسق الذي نعنيه هنا بالذات,
    والذي نعنيه هو:
    أولا: ما يسمى (بوحدة الرسم). وحتى المبتدئون في القواعد يعرفون شيئا عن هذه الوحدة، يكفي أن نقول إن القواعد الأولية للرسم تحتم أن تكون هناك وحدة بين أجزاء الصورة، فلا تتنافر حزئياتها.
    ثانيا: اللون الذي ترسم به والتدرج في الظلال بما يحقق الجو العام المتسق مع الفكرة والموضوع. والتصوير بالألوان يلاحظ هذا التناسق كما يلاحظه التوزيع في المشاهد السينمائية والمسرحية، والتصوير في القرآن يقوم على أساسه وإن كانت وسيلته الوحيدة هي الألفاظ، وبذلك يسمو الإعجاز فيه على تلك المحاولات:

    مثلا نأخذ سورة من السور الصغيرة التي ربما يحسب البعض أنها شبيهة بسجع الكهان أو حكمة السجاع. سورة الفلق ، فما الجو المراد إطلاقه فيها؟ إنه جو التعويذة بما فيه من خفاء وهيمنة وغموض وإبهام فاقرأ وإسمع:
    (((( قل أعوذ برب الفلق ، من شر ما خلق ، ومن شر غاسق إذا وقب ، ومن شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد )))).

    فما الفلق الذي يستعيذ بربه؟ نختار من معانية الكثيرة معنى الفجر ، لأنه أنسب في الاستعاذة به من ظلام ما سيأتي: مما خلق، ومن الغاسق ، والنفاثات ، والحسد ، ولأن فيه إبهاما خاصا سنعلم حكمته بعد قليل.

    يعوذ برب الفجر "من شر ما خلق" هكذا بالتنكير وبما الموصولة الشاملة ، وفي هذا التنكير والشمول يتحقق الغموض والظلام المعنوي في العموم.

    "ومن شر غاسق اذا وقب" الليل حين يدخل ظلامه إلى كل شيء، ويمسي مرهوبا مخوفا.

    "ومن شر النفاثات في العقد" وجو النفث في العقد من الساحرات والكواهن كله رهبة وخفاء وظلام، بل هن لا ينفثن غالبا إلا في الظلام.

    "ومن شر حاسد إذا حسد" والحسد انفعال باطني مطمور في ظلام النفس غامض كذلك مرهوب.

    الجو كله ظلام ورهبة، وخفاء وغموض، وهو يستعيذ من هذا الظلام بالله، والله رب كل شيء، فلم خصصه هنا "برب الفلق"؟ لينسجم مع جو الصورة كلها، ويشترك فيه، ولقد كان المتبادر إلى الذهن أن يعوذ من الظلام برب النور، ولكن الذهن هنا ليس المحكم، إنما المحكم هو حاسة التصوير الدقيقة. فالنور يكشف الغموض المرهوب، ولا يتسق مع جو الغسق والنفث في العقد، ولا مع جو الحسد، و"الفلق" يؤدي معنى النور من الوجهة الذهنية ثم يتسق مع الجو العام من الوجهة التصويرية، وهو مرحلة قبل سطوع النور، تجمع بين النور والظلمة، ولها جوها الغامض المسحور.

    ثم ما هي أجزاء الصورة هنا أو محتويات المشهد؟
    هي من ناحية: "الفلق" و"الغاسق" مشهدان من مشاهد الطبيعة.
    ومن ناحية: "النفاثات في العقد" و"حاسد إذا حسد" مخلوقان آدميان
    وهي من ناحية: "الفلق" و"الغاسق" مشهدان متقابلان في الزمان.
    ومن ناحية: "النفاثات" و"الحاسد" جنسان متقابلان في الانسان.

    وهذه الأجزاء موزعة على الرقعة توزيعا متناسقا، متقابلة في اللوحة ذلك التقابل الدقيق، وكلها ذات لون واحد، فهي أشياء غامضة مرهوبة يلفها الغموض والظلام، والجو العام قائم على أساس هذه الوحدة في الأجزاء والألوان.

    ليس في هذا البيان شيء من التمحل، وليست هذه الدقة كلها بلا هدف ، وليس هذا الهدف حيلة عابرة ، فالمسألة ليست كلها ألفاظ أو تقابلات ذهنية، إنما هي مسألة لوحة وجو وتنسيق وتقابلات تصويرية تعد فنا رفيعا في التصوير، وهي إعجاز إذا أداه مجرد التعبير ………

    " سيد قطب "
    ,, التصوير الفني في القرآن ,,


    فسبحان الله وتعالى عما يقول الكافرون [/ALIGN]
    <div style=text-align: center;><b><span style=font-family: Courier New><font size=4><a href=http://www.sultanqaboos.net target=_blank>موقع السلطان قابوس</a>
<a href=https://hmhaitham.om/ target=_blank><b><span style=font-family: Courier New><font size=4>موقع السلطان هيثم</font></span></b></a>
<a href=http://www.alrasby.net target=_blank>الراسبي نت</a>
</font></span></b>

</div>

  2. #2
    الصورة الرمزية حـــور
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    04- 2003
    المشاركات
    1,040
    القران الكريم معجزه
    فسبحان الله سبحان الله سبحان الله
    و الحمد لله على نعمت الايمان التي أنعمنا لنا أياه الله سبحانه و تعالى

  3. #3
    قال رسول الهه صلى الله عليه وسل في وصف القرآن

    هو الذي لا تنتهي عجائبه

    نعم فكل يوم نكتلشف شئ لم نعرفه قبل في آية مرت علينا الف مره واتنتجنا منها الحكم الكثير والمعجزات الكبيرة ولكن لا زالت لم تنضب

    وتصور انك تقرأ كتاب كل شهر مره واحده الا تمل من قرآته

    إلا القرآن لا يمل ابدا مع انه متكرر في الفاظه ولكن متجدد في معانيه

    تسلم اخي ضيف على هذا الموضوع الجميل الرائع

  4. #4
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307
    بحق انه معجزة !!

  5. #5
    القران .. انه كنز كبير بين أيدينا ولا نعرف هذا والله ولا نستفاد من احرفه في ألدنيا قبل الاخرة

    انه معجزة وخير وشفاء وسعادة وفرح

    الله يجعلنا من قارئيه يارب

    تحياتي عزيزي الغالي ضيف اتمنى تكون بخير عيوني

    مشتاق لك وشكرا على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML