الموضوع: ضعف تدريجي للمنخفض وتأثيره مستمر حتى غد

وسط ملحمة وطنية لشباب عُمان لإزالة المخلفات التي علقت بمستشفى النهضة بعد أن غمرته مياه الأمطار نتيجة المنخفض الجوي العميق الذي تتواصل تأثيراته على محافظات السلطنة وأدى إلى وفاة 11 شخصًا حتى أمس، ووسط عمليات بحث وإنقاذ ونقل مساعدات نفذتها اللجنة الوطنية للدفاع المدني واللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الكوارث ولجانها الفرعية، أشارت آخر صور التوابع الاصطناعية وخرائط الطقس إلى بداية ضعف المنخفض المداري العميق مع استمرارية تأثيره على أجواء السلطنة وتحوله تدريجيًّا إلى منخفض جوي، وقد أدى امتداد السحب الركامية والمصاحبة للمنخفض إلى هطول أمطار متفاوتة الغزارة وجريان العديد من الأودية في مختلف محافظات السلطنة. ومن المتوقع استمرار تأثير المنخفض المباشر على أجواء محافظتي ظفار والوسطى بأمطار غزيرة تكون رعدية أحيانًا مصحوبة برياح نشطة حتى يوم غد السبت. كما يستمر تأثير المنخفض على محافظات جنوب الشرقية وشمال الشرقية ومسقط والداخلية وجنوب الباطنة وشمال الباطنة والظاهرة والبريمي بأمطار متفاوتة الغزارة قد تكون رعدية أحيانًا، على أن ينحسر تأثيره تدريجيًّا اليوم. وأصدرت شرطة عمان السلطانية أمس بيانًا أشارت من خلاله إلى وفاة 11 شخصا في عدد من محافظات السلطنة نتيجة عبور هؤلاء الأشخاص بمركباتهم في الأودية بعد هطول الأمطار.
ومع استمرار تأثير المنخفض، هطلت على ولاية شليم وجزر الحلانيات بمحافظة ظفار أمطار غزيرة سالت على أثرها الأودية والشعاب، حيث أدت الأمطار إلى جريان وادي "هركات وعيننة ومخارط وشليم وعارة وهرويل وانضور". وأدت الأمطار الغزيرة إلى محاصرة عدد من الأسر والسيارات، حيث قام رجال الشرطة بالإدارة العامة للدفاع المدني بالتعاون مع مكتب الوالي بإنقاذ عدد من المواطنين بعد أن حاصرهم عدد من الأودية نتيجة غزارة مياه الأمطار ونقلهم إلى مكان آمن.
وتواصل هطول الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح في معظم الحالات في ولاية سدح ومناطقها الساحلية والجبلية والتي أدت إلى جريان كل الأودية والشعاب.
وقام طيران سلاح الجو العماني بنقل أسرة كانت محتجزة في وادي حدبين وتم نقلها إلى منطقة حدبين. وتواصل اللجنة الوطنية الفرعية للدفاع المدني بمحافظة ظفار اجتماعاتها حيث ناقشت في اجتماعها أمس كافة الاستعدادات والإجراءات اللازمة في جوانب الدفاع المدني وضمان استمرار الخدمات في القطاعات المختلفة وسبل مواجهة الظروف الطارئة التي تنجم عن الحالة المناخية والتدابير الاحتياطية الواجب اتخاذها.
في هذه الغضون، قام عدد من المتطوعين من قادة وجوالة السلطنة في حملة لإزالة المخلفات التي علقت بمستشفى النهضة بعد اقتحام مياه الوادي له أمس نتيجة المنخفض الجوي العميق الذي تأثرت به محافظات السلطنة، وقد قامت فرق الدفاع المدني بنقل المرضى وإخلاء المستشفى.
وقد شارك في الحملة أكثر من 70 شابًا من قادة وجوالات السلطنة حيث قاموا، منذ الصباح الباكر، بالتجمع أمام مستشفى النهضة وتم توزيعهم على مجموعات عمل لتسهيل انسيابية السير بالشارع الفرعي وإزالة كافة المخلفات الخشبية والإسمنتية والبلاستيكية التي أحدثتها الأمطار في تلك المنطقة وإصلاح ما أتلفه الوادي من أضرار.
وقام معالي وزير الصحة بالوقوف على أضرار مبنى المستشفى، حيث تم نقل المرضى إلى المستشفى السلطاني ومستشفى خولة. وذكر معاليه: نطمئن الجميع بأن كافة المرضى والعاملين الصحيين بالمستشفى بخير، وقد تم تشكيل لجنتين الأولى يرأسها سعادة الدكتور وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية للنظر في إيجاد بدائل للعناية بالمرضى في مستشفيات أخرى من المراجعين والمرقدين في مستشفى النهضة لمتابعة حالاتهم، ولتفعيل غرفة عمليات بالوزارة للرد على استفساراتهم.
واللجنة الثانية وهي لجنة تقييم الأضرار والتي لحقت بالمستشفى من قبل فريق عمل من المديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة مسقط برئاسة المديرة العامة للخدمات الصحية بالمحافظة، وستقوم بتحديد حجم الأضرار التي لحقت بالمستشفى وحصر الأجهزة المتضررة بقسم الأشعة والعمليات وعلى ضوئها سيتم تحديد الوقت الملائم لمواصلة المستشفى لعمله بشكل اعتيادي.
وقررت وزارة الصحة توفير بدائل مؤقتة لمستشفى النهضة، حيث نصحت مرضى العيون والأنف والأذن والحنجرة والأسنان في محافظة مسقط بالتوجه إلى مستشفى جامعة السلطان قابوس في حالة الضرورة. أما مرضى الأمراض الجلدية والمرضى الآخرون فعليهم التوجه إلى مجمع صحي بوشر.
هذا وتفعيلاً لخطط اللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الكوارث واللجان الفرعية في مختلف أسلحة قوات السلطان المسلحة والخدمات الهندسية بوزارة الدفاع تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات في إطار عمليات البحث والإنقاذ ونقل المساعدات في مختلف محافظات وولايات السلطنة، حيث سخر الجيش السلطاني العماني كافة إمكانات ومقدرات ألويته وتشكيلاته ووحداته للقيام بالمهام والواجبات اللازمة حيال التعامل مع تداعيات الأحوال الجوية التي تمر بها السلطنة حاليا ففي وادي (سيروت) بمنطقة جفاء جنوب صلالة قام منتسبو كتيبة الجبل بلواء المشاة (11) ـ والذي تغطي كافة كتائبه ووحداته محافظة ظفار ـ بإنقاذ مواطن عماني غمرت مركبته بالمياه حيث كادت أن تجرفه مياه الأودية شديدة الجريان، وفي وادي (صوب) جنوب صلالة تم تنفيذ عمليتين لإنقاذ مواطن عماني ومواطنين من الجنسية الإماراتية والذين قد غمرت مركباتهم بمياه الأودية.
من جانب آخر قام سلاح الجو السلطاني العماني بتسخير مجموعة الطائرات العمودية بمختلف أنواعها لخدمة عمليات البحث والإنقاذ في كافة محافظات وولايات السلطنة والأجزاء الجنوبية بمحافظة الوسطى، هذا إلى جانب طائرات النقل العسكرية والتي كانت ومنذ الإعلان الأول للحالة الجوية قد جهزت لأي متطلبات لنقل المؤن ومعدات الإغاثة.
وفي ذات السياق قام سلاح الجو السلطاني العماني بعملية إنقاذ لعدد(14) شخصا بوادي (حدبين) بولاية سدح بعد أن تقطعت بهم السبل في عبور المياه الجارفة التي شكلتها الأودية.
كما قامت الطائرات العمودية التابعة للسلاح بإنقاذ ونقل (4) مواطنين (بالشويمية) و(3) آخرون من ولاية شليم بمحافظة ظفار ومجموعات أخرى في نيابة (الشويمية) كانت قد حجزتهم مياه الأودية.
وفي ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة نفذت الطائرات العمودية التابعة للسلاح عمليات نقل وتقديم المساعدات ومعدات الإغاثة لأهالي بعض القرى التابعة للولاية إلى جانب إسناد بعض المؤسسات الحكومية والخاصة لمجموعة من الواجبات التي يتطلب تنفيذها بالطائرات العمودية.
كما قامت البحرية السلطانية العمانية بتسخير مجموعة من سفن أسطولها في كل من بحر عُمان وبحر العرب لتنفيذ أعمال الإنقاذ والإغاثة في عرض البحر وفق الموقف والتواصل مع السفن التجارية التي قد تتعرض لتداعيات الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة قبالة محافظتي ظفار والوسطى.
من جانب آخر قامت الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع بتقديم الإسناد الهندسي والفني لعدد من الجهات الحكومية والخاصة والمواطنين والمقيمين، ووضع الخطط اللازمة لإعادة فتح آبار المياه فيما لو تطلب الموقف ذلك، إلى جانب الإسهام في إعادة تمهيد الطرق التي تأثرت جرّاء سيلان الأودية الجارفة. هذا وما زالت اللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الكوارث في انعقاد مستمر بالتنسيق مع كافة الجهات الأخرى ذات العلاقة

.