تكملة ............
::::::
المساحة الثالثة ...
الله جل جلاله
خلق الملائكة والجن والأنس وبقية المخلوقات وأعطي كل
ذي حق حقه , هو المعبود ولا معبود سواه
هو الملك بيده ملكوت السماوات والأرض , ملك الملوك
يوم ينادي لمن الملك اليوم فلا يجيب احد فليس هناك
ملك حقيقي سواه ,
كل إبن آدم وإن طالت سلامته ... يوما على آلة حدباء محمول
هو الملك والمالك ...
في قراءة ( ملك يوم الدين ) وفي قراءة ( مالك يوم الدين ) , فالملك
من يحكم وربما لا يملك شيئا مما يحكم , والمالك من يملك شيئا وربما لا يحكم ..
الملك ربما يحكم ولا يملك ولكن له حدود في مملكته ربما يمنحك الملك
أرضا أو عدة أراضي أو سيارات أو منازل أو أشياء تطلبها منه ولكن
يبقى له حدود وإمكانيات لما يمنحك فلا يستطيع أن يمنحك أشياء كثيرة
أنت تطلبها فتبقى هناك محدودية لما يمنح
الوالد أيضا ملك أو راعي في أهل بيته ربما تطلب من والدك مبلغا
من المال فيمنحك في حدود وربما تطلب ضعف ذلك فيمنحك ولكن تبقى
له محدودية في العطاء
والله ليسه له محدودية فيما يشاء وفيما يمنح أو يمنع
هو المانع وليس بمخلوق له القدرة على المنع بدون إذنه
وهو المعطي وليس لمخلوق القدرة على العطاء بدون إذنه
يهب لمن يشاء الذكور والإناث أو يجعل من يشاء عقيما
يهب لهذا الأموال الكثيرة ويمنعها عن ذاك وكل هذا وذاك إبتلاء منه
جل جلاله ليمحص المؤمن من الكافر الشاكر من الجاحد الساخط من
قضاء الله والراضي بقضائه ..
المالك ربما يملك ولا يحكم يملك منزل أو منازل أو سيارات أو أي
شيء في حدود ما وهبه الله له ولكن لا يملك ما يزيد على ذلك
ولكن الله له ملك كل شيء ولا يستطيع كائن من كان أن يخرج عن
حدود ملكه العظيم مالك كل شي ونتوقف عند عبارة ( كل شيء )
فلا يستطيع احد كائن من كان بأن يقول أنني أملك كل شيء ربما يملك
أشياء مما يملكها البشر ولكنها تبقى محدودة
إذا هناك نقص في إمكانيات الخلق وحدود يتوقف عندها كل مخلوق
يملك بهبة من الله جل جلاله يحكم بهبة من الله يمشي يتكلم يسمع ينهض
يركض يمارس حياته بكيفيتها التي قدر الله له إذا هو ناقص القدرة والقدرة
المطلقة لله تعالى ....
العظيم هو من يمنحك بقدر عظمته ما يشاء لا ينازعه في ذلك أحد ..
في قصة لطيفة سمعتها .. أن أحد الخلفاء طلق زوجته واشترط في طلاقها
خروجها من حدود مملكته ليتوقف تنفيذ الطلاق .. قال لها :
أنتي طالق إن بقيتي في حدود ملكي حتى ساعة غروب الشمس
وكان في وقت العصر أي لم يتبقى على الغروب سوى ساعات قليلة والمملكة
واسعة وقد ندم الملك على تسرعه في قراره فأشار عليه الحكماء أن تدخل
زوجته في أحد المساجد حتى غروب الشمس وبهذا تكون خارج حدود ملكه ...
بالنظر لهذه القصة يتبين قصر نظر البشر وعجزهم حتى عن اتخاذ قرار تتعدى
أبعاده حدود ما يملكون .. لماذا ؟!!
هناك نقص في العقلية بمعنى أنها ليست كاملة وغير نافذة ونقص في القدرة
المطلقة لأن الواهب القوي لم يفلتها من يده ولم يمنحها لغيره إلا بقدر حتى يتمكن
بني البشر من استعمالها فيما يخدم الأرض التي جعله خليفة له فيها
ولنا لقاء جديد إن شاء الله