النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: وقفه مع ايه

  1. #1
    الصورة الرمزية نور الأمل
    Title
    مشرفة منتدى
    تاريخ التسجيل
    05- 2008
    المشاركات
    2,372

    وقفه مع ايه

    وَ قَالَ الّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْ لا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَئكَةُ أَوْ نَرَى رَبّنَا لَقَدِ استَكْبرُوا فى أَنفُسِهِمْ وَ عَتَوْ عُتُوّا كَبِيراً (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَئكَةَ لا بُشرَى يَوْمَئذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَ يَقُولُونَ حِجْراً محْجُوراً (22) وَ قَدِمْنَا إِلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَهُ هَبَاءً مّنثُوراً (23) أَصحَب الْجَنّةِ يَوْمَئذٍ خَيرٌ مّستَقَرّا وَ أَحْسنُ مَقِيلاً (24) وَ يَوْمَ تَشقّقُ السمَاءُ بِالْغَمَمِ وَ نُزِّلَ المَْلَئكَةُ تَنزِيلاً (25) الْمُلْك يَوْمَئذٍ الْحَقّ لِلرّحْمَنِ وَ كانَ يَوْماً عَلى الْكَفِرِينَ عَسِيراً (26) وَ يَوْمَ يَعَض الظالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يَلَيْتَنى اتخَذْت مَعَ الرّسولِ سبِيلاً (27) يَوَيْلَتى لَيْتَنى لَمْ أَتخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28) لّقَدْ أَضلّنى عَنِ الذِّكرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنى وَ كانَ الشيْطنُ لِلانسنِ خَذُولاً (29)

    سنقف عند آية واحدة من هذه الآيات الشريفة :

    { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً } [سورة الفرقان:27]

    مشهد مهول من مشاهد يوم القيامة, يقف فيها الإنسان الظالمون وقفة هي غاية في الصعوبة.

    يرى الناس المؤمنين قد نالوا جزاءهم , حيث حباهم الله بحلل الكرامات ومن عليهم بالفوز بالجنة والنجاة من النار.

    يرى الظالم المجرم المتجرىء على الله بالمعاصي نفسه, محاطا بأهوال يوم القيامة, فيعتصره الألم, ويعيش حسرة عظيمة ، وندامة أعظم على تقصيره في حق الله وجرأته على الله بالمعاصي, ولكن الندم لا يفيده فقد انتهى كل شيء, حيث كان بإمكانه أن يتفادى وجوده في هذا المازق الخطير, لو أنه اتبع أوامر الله تعالى والتزم بطاعته.

    تاملوا قوة التعبير القرآني

    { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ }

    هذا التعبير يحتاج إلى تأمل.

    هذا التعبير أسلوب بلاغي, وهو كناية عن شدة الندامة وفرط التحسر.

    لم يقل القرآن ( يعض أصابعه ) أو( يعض يده ) بل قال ( يعض يديه ).

    إن الموقف الذي يعيشه هذا المجرم, قد أحدث هلعا عظيما في نفسه, فهو يعيش وسط مشهد مهيب, فتتملكه مشاعر نفسية موغلة في الاضطراب, وهو لهول ما يرى ويشاهد, بات لا يشعر بما يعمل, فهو قد عض يديه معا لهول ما يرى .

    كذلك فإن القرآن الكريم استخدم الفعل المضارع ( يعض ) الذي يفيد التجدد والتكرار, فهو لم يعض يديه مرة واحدة فقط, بل يتكرر منه العض لديه ويتجدد, وهو ينسى الألم النشىء من العض بسسب ما يرى من أهوال يوم القيامة.

    إنه معروف أن العض يحجث ألما, لكن هؤلاء العصاة المجرمين لا يشعرون بهذا اللم, لأن الهول العظيم الذي يعيشونه داخل أنفسهم من مشاهد يوم القيامة, قد انساهم شعورهم بالألم.

    قال صاحب تفسير الأمثل :

    " «يعضّ» من مادة «عضّ» (على وزن سدّ) بمعنى الأزم بالأسنان، ويستخدم هذا التعبير عادة بالنسبة إلى الأشخاص المهووسين من شدّة الحسرة والأسف، كما في المثل العربي، لأن الإنسان في مثل هذه الحالات لا يعض الإصبع دائماً، بل يعض ظاهر اليد أحيانًا، وكثيراً ما يقال ـ كما في الآية الآية مورد البحث ـ «يديه» يعني كلتا اليدين حيث تبيّن شدّة الأسف والحسرة بنحو أبلغ.

    و هذا العمل يصدر من هؤلاء الأشخاص حينما يطلعون على ماضيهم، ويعتبرون أنفسهم مقصرين، فيصممون على الأِنتقام من أنفسهم بهذا الشكل لتهدئة سورة الغضب في نفوسهم والشعور بالراحة."


    أعاذنا الله وإياكم من أهوال يوم القيامة .

  2. #2
    الصورة الرمزية بسمة الصباح
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    07- 2006
    المشاركات
    1,241

    رد: وقفه مع ايه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الأمل مشاهدة المشاركة
    وَ قَالَ الّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْ لا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَئكَةُ أَوْ نَرَى رَبّنَا لَقَدِ استَكْبرُوا فى أَنفُسِهِمْ وَ عَتَوْ عُتُوّا كَبِيراً (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَئكَةَ لا بُشرَى يَوْمَئذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَ يَقُولُونَ حِجْراً محْجُوراً (22) وَ قَدِمْنَا إِلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَهُ هَبَاءً مّنثُوراً (23) أَصحَب الْجَنّةِ يَوْمَئذٍ خَيرٌ مّستَقَرّا وَ أَحْسنُ مَقِيلاً (24) وَ يَوْمَ تَشقّقُ السمَاءُ بِالْغَمَمِ وَ نُزِّلَ المَْلَئكَةُ تَنزِيلاً (25) الْمُلْك يَوْمَئذٍ الْحَقّ لِلرّحْمَنِ وَ كانَ يَوْماً عَلى الْكَفِرِينَ عَسِيراً (26) وَ يَوْمَ يَعَض الظالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يَلَيْتَنى اتخَذْت مَعَ الرّسولِ سبِيلاً (27) يَوَيْلَتى لَيْتَنى لَمْ أَتخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28) لّقَدْ أَضلّنى عَنِ الذِّكرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنى وَ كانَ الشيْطنُ لِلانسنِ خَذُولاً (29)

    سنقف عند آية واحدة من هذه الآيات الشريفة :

    { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً } [سورة الفرقان:27]

    مشهد مهول من مشاهد يوم القيامة, يقف فيها الإنسان الظالمون وقفة هي غاية في الصعوبة.

    يرى الناس المؤمنين قد نالوا جزاءهم , حيث حباهم الله بحلل الكرامات ومن عليهم بالفوز بالجنة والنجاة من النار.

    يرى الظالم المجرم المتجرىء على الله بالمعاصي نفسه, محاطا بأهوال يوم القيامة, فيعتصره الألم, ويعيش حسرة عظيمة ، وندامة أعظم على تقصيره في حق الله وجرأته على الله بالمعاصي, ولكن الندم لا يفيده فقد انتهى كل شيء, حيث كان بإمكانه أن يتفادى وجوده في هذا المازق الخطير, لو أنه اتبع أوامر الله تعالى والتزم بطاعته.

    تاملوا قوة التعبير القرآني

    { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ }

    هذا التعبير يحتاج إلى تأمل.

    هذا التعبير أسلوب بلاغي, وهو كناية عن شدة الندامة وفرط التحسر.

    لم يقل القرآن ( يعض أصابعه ) أو( يعض يده ) بل قال ( يعض يديه ).

    إن الموقف الذي يعيشه هذا المجرم, قد أحدث هلعا عظيما في نفسه, فهو يعيش وسط مشهد مهيب, فتتملكه مشاعر نفسية موغلة في الاضطراب, وهو لهول ما يرى ويشاهد, بات لا يشعر بما يعمل, فهو قد عض يديه معا لهول ما يرى .

    كذلك فإن القرآن الكريم استخدم الفعل المضارع ( يعض ) الذي يفيد التجدد والتكرار, فهو لم يعض يديه مرة واحدة فقط, بل يتكرر منه العض لديه ويتجدد, وهو ينسى الألم النشىء من العض بسسب ما يرى من أهوال يوم القيامة.

    إنه معروف أن العض يحجث ألما, لكن هؤلاء العصاة المجرمين لا يشعرون بهذا اللم, لأن الهول العظيم الذي يعيشونه داخل أنفسهم من مشاهد يوم القيامة, قد انساهم شعورهم بالألم.

    قال صاحب تفسير الأمثل :

    " «يعضّ» من مادة «عضّ» (على وزن سدّ) بمعنى الأزم بالأسنان، ويستخدم هذا التعبير عادة بالنسبة إلى الأشخاص المهووسين من شدّة الحسرة والأسف، كما في المثل العربي، لأن الإنسان في مثل هذه الحالات لا يعض الإصبع دائماً، بل يعض ظاهر اليد أحيانًا، وكثيراً ما يقال ـ كما في الآية الآية مورد البحث ـ «يديه» يعني كلتا اليدين حيث تبيّن شدّة الأسف والحسرة بنحو أبلغ.

    و هذا العمل يصدر من هؤلاء الأشخاص حينما يطلعون على ماضيهم، ويعتبرون أنفسهم مقصرين، فيصممون على الأِنتقام من أنفسهم بهذا الشكل لتهدئة سورة الغضب في نفوسهم والشعور بالراحة."


    أعاذنا الله وإياكم من أهوال يوم القيامة .


    السلام عليكم يا غالية
    موضوع مؤثر...جدا جدا..
    وبالفعل هذه الآية مؤثرة جدا أيضا..وكلما أصل إليها بقرائتي للقرآن أكررها وساعتها لاينفع ندم...
    لأنه كل شيء قد توقف..
    وكل بني آدم سندم على كل دقيقة مرت ولم يذكر فيها الله سبحانه وتعالى...
    موضوعك يقشعر له البدن ويحثتنا على التمسك أكثر بكتاب الله واتباع سنة الحبيب المصطفى صلى الله الله عليه وسلم...
    غاليتي الطيب العزيزة القريبة من قلبي...
    أسال ربي أن يبارك فيك ويطول عمرك في طاعته ..
    ولا عدمنا مواضعيك التي تفيدني وتشدني دائما إلى الدار الآخره...
    ربي يسعدك ويفتح لك أبواب الجنه

    محبتك في الله

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML