بقبلات على الجبين وعناق حار... مشاركون يتحلقون حول والد الشهيد علي مشيمع
السنابس - سعيد محمد


والد الشهيد علي مشيمع كان من الصعب على والد الشهيد الأول، الذي سقط مساء يوم الإثنين (14 فبراير/ شباط 2010) علي عبدالهادي مشيمع ذي الواحد والعشرين ربيعاً برصاصة غادرة، أن يتمالك نفسه أمام ما لمسه من مشاعر دفاقة تترجمت إلى قبلات على جبينه وعناق حار ودموع من قبل المشاركين في مسيرة الأمس، فما أن عرفه أحد المشاركين حتى نادى بصوت عال: «يا جماعة الخير، هذا والد الشهيد علي مشيمع».


--------------------------------------------------------------------------------

«شهيدنا... أنت الذي حررتنا»

تلك العبارة كانت كافية لأن تعيد مشاعر الفرح بنعمة فوز ابنه بمرتبة الشهادة من أجل وطن كريم وشعب وفيّ عريق، أكرمه الله جل وعلا بها، ليتلقى الوالد التهاني بهذا الفوز والشرف في مسيرة تاريخية شعارها «وفاءً للشهداء»، ولعل العيون التي اغرورقت بالدموع ممزوجة بابتسامة مشرقة كافية لأن تجعل الوالد يشعر بالفخر ويقول: «جزاكم الله خير، ما قصرتم، كفيتم ووفيتم»، فيما كان شعار قوي يدوي في الأرجاء: «شهيدنا شهيدنا أنت الذي حررتنا»، ليعكس صدق الموقف والعرفان لمن قدموا دمهم من أجل هذا الوطن الغالي في انتفاضة سلمية أذهلت العالم بأسره. الزميل المصور عبدالرسول الحجيري، وبعد أن التقطت عدسته لقطات للمشاركين وهم يقدمون العرفان بالجميل العظيم لأب بحريني أصيل شعر بأعلى مراتب الفخر وهو يحاط بمشاعر المحبة والتضامن والوفاء، احتضن والد الشهيد معبراً بالقول: «أنت شرفتنا... دماء ابنك الطاهرة شرفتنا».


--------------------------------------------------------------------------------

زهور العشرين وثمرة الفؤاد

أما مجموعة من الشباب، وهم في العشرين من العمر، فكان وقع التفافهم حول الوالد مؤثراً، فكأنما ذكّروه وهم يعانقونه ويقبلونه بثمرة فؤاده الذي رحل في ربيع شبابه، وعلى أنهم يدركون أن عناقهم وقبلاتهم لا يمكن أن تكون تماماً كما هو عناق وقبلات ابنه الشهيد، لكن هل هناك أعلى مرتبة من الشهادة؟ «كلنا عيالك يا والد الشهيد.. أنت والدنا الذي نتشرف به.. ابنك رفع رأسنا.. هنيئاً لك وله هذه الكرامة». وليس هذا حال والد الشهيد فحسب، بل هناك مشاهد أخرى مؤثرة سجلت حضورها هنا وهناك كلما عرف المشاركون أن هذا والد شهيد، وهذا شقيق شهيد، وهذا قريب شهيد بل وهذا صديق شهيد، فكانت كلمات التعازي التي قيلت أثناء التشييع ومجالس العزاء سابقاً، تستبدل بعبارات التهنئة والتقدير والوفاء والمحبة، لكن أجمل ما في الصورة ككل، أنها أصدق صورة على تلاحم وتكاتف وتعاضد الأسرة البحرينية الكريمة، فقد فاز الشهيد، ونال العز والشرفا، ولا أصدق من ذلك الشعار الذي أصبح على كل لسان: «بالروح... بالدم... نفديك يا بحرين».




صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3092 - الأربعاء 23 فبراير 2011م الموافق 20 ربيع الاول 1432هـ