الشافعي وزوجة الشيخ
كان المكتب يضج حركة فهناك الكثير من الموظفات يدخلن الى غرفة السيدة سميرة وبيد كل واحدة منهن تقريرا عما فعلته بهذه المهمة،بعد ثلاثة أسابيع سيكون لقاء هام تحضره زوجة مالك الشركة والأكاديمية التي ترأسها،الشيخ سعد العبدالكريم رجل الأعمال المشهور صاحب المعارض الضخمة لبيع السيارات وشركات العقار،الذي تقدر ثروته بحوالي العشرين مليار دولار،كان مشروع السيدة سميرة في غاية الذكاء! كيف نجعل طبقة المجتمع المخملي تأتي إلى الأكاديميةالتي هي في الأساس لتعليم اللغات ،لبناتهن وأولادهن فقط،كانت الفكرة في تشجيعهن ببرامج مميزة تدعو للتفكير الإيجابي أو التعامل مع الأولاد أو المراهقين أو الطلاق العاطفي وكل ما يتعلق بالشخصية ونموها.أو لنقل البرمجة اللغوية العصبية .
إن المركز درة في جبين أهم شوارع العاصمة،،ضخما جدا يضم مئات الموظفات ،برواتب مغرية ،تلك هي فلسفة الشيخ سعدأكرم الموظف يكرمك أعطه ما يستحق فيعطيك حياته،كان تعامله مع جميع من يعمل معه أكثر من رائع وطالما افتخر أمام أصدقائه أن من تحت عباءته خرج ألوف الموظفين ومعهم الملايين، أما زوجته السيدة سعاد فحدث ولا حرج عن مدى رقتها وأناقتها .
دخلت مها وجلست على طاولة الاجتماع قالت السيدة سميرة: حسنا سنقسم العمل من يكتب أبرز ما قمنا به مندورات وكل قاعات المركز ويقوم بإحصاء كل ما قمنا به ويعمل على إجراء لقاءات سريعة معأبرز سيدات المجتمع اللواتي حضرن دورات المركز وأثر ذلك على حياتهن؟؟ نظرت لمها قائلة انت يا مها قومي بذلك،كانت المهمة صعبة وتحتاج الكثير من الوقت والاتصالات والطريقة الفعالة في جمعالمعلومات ثم توجهت لندى قائلة: وأنتمع زميلتك نورة عليكم بتصوير كل أجزاء المركز والتعليق على كل دورة أقيمت بها،سألت ندى: ولكن كيف نعرف ماذا نصور؟؟المركز كبير جدا؟؟أجابتها سميرة :عليك يامها ان تقومي بجولة بكل أجزاء المركز واختيار أماكن التصوير وكتابة تقرير ،هل ترغبين بالكلام عن قسمك المميز وأعماله الرائعة؟؟
ردت مها بكل هدوء بعد تفكير قائلة : ساكتفي أن تتكلم صديقتي مريم عن ذلك.
سألتها بحب :ألا تريدين الكلام أنت؟ أجابت: لالالا ستتكلمين أنت وتشيرين لعملي وستتكلم ايضا المديرة المالية عن تلك الدورات وأرباحها يكفي ذلك أريد من صديقتي مريم أن تطرح تجربتها .

بدأالعمل استغرق منها ساعات وساعات كانت،تعود للمنزل حتى أنها لا تستطع أن تمشي على قدميها وتصلي فرضها وهي واقفة متعبة، أما السنة وبقية الصلوات فتصليها جالسة وهي تشعر بخجل شديد أمام الله فلوأن السيدة سميرة من استدعتها لقامت إليها مسرعة ولو في متصف الليل ؟ هل أنا منافقة هل الدنيا أكبر؟؟همي لالالاوالدليل أن الكل يطمح للكلام أمام زوجة الشيخ المهاب وأنا رفضت رفضت!! هل أنت غبية لالالا لست غبية ولكني تمثل قول الشافعي( ليت لي عملا ينشر ولا يذكر فيه اسمي) هل عملت من أجل زوجة الشيخ أم من أجل الله؟؟نعم ولكن الشهرة جميلة جدا وحلوة وكل الموظفات يتسابقن للسلام على زوجة الشيخ ووسائل الإعلام ستتكلم عنكن وتقوم بتصويركن؟؟ لالا اهدئي يا مها ياإلهي ان الأمر صعب لالا ستكونين قوية كل هذا الحوار يدور في رأسها وهي تشاهد زميلاتها يعرضن أعمالهن بفخر شديد !!
وبدأت بروفات التدريب على الكلام أمام زوجة الشيخ وكل كلمة لا تستغرق ثلاث دقائق ،دب الصراع بقوة بين أربع موظفات كانت كلمتهن تتجاوز الخمس دقائق طلبت منها المديرة التكلم معهن لاختصار الكلمة،وافق الجميع باقتناع وعندما وصلت لزميلتها مريم صرخت في وجهها: لن أختصر إنك تطلبين مني ذلك لغيرتك فلانة وفلانةلم تفعلا شيئا ويقلن مقالات وأنا بعد كل الذي قلته لالالا لن اختصر تفاجأت مها من ردة فعلها أنا اغار منك؟؟ هي تعلم جيدا أنها هي من رشحتها للكلام وأن المديرةتريد من مها الكلام وليس مريم وأنها من أصرت على مريم رغم خوف مريم في البداية وشعورها بالرعب من مجرد الفكرة وانسحابها بقوة ورفض مهاواصرارها وتشجيعها على الكلام وأنها فرصة ذهبية لتبرز عملها وعمل قسمها،،،تكون هذه ردت فعلها!!!
ظلت مريم تصرخ بغضب وتتكلم ومها لا تسمع شيئا فقط تنظر لها بعيون لا تحمل أي معنى فقط هي مذهولة ما الذي غيرك يا مريم ولم هذا الصراخ من أجل كلمات تقال أمام زوجة الشيخ،،سكتت ولم تعلق وقالت إنها رغبة الإدارة وخرجت.

في االمساء اتصلت بهاكل الزميلات ماذا ستلبسن أمام زوجة الشيخ؟؟معظمهن سيذهبن للكوافير إكراما لتلك الضيفة الرائعة وكلهن يشعرن بفخر شديد للكلام أمامها وكأن أحلامهن ستحقق وأي حلم.
في تلك الليلة ا كانت تشعر بحزن شديد ممزوج بفخر عارم وقوة ، مشاعر متضاربة، ندم!ثبات ،مبادئ مؤلمة ،قيم موجعة ،تلت أذكار النوم ،ثم نامت كالأطفال .

بدأالحفل الجو مشحون والسيدة سميرة لا تهدأ ،معظم الحاضرات ارتدين الملابس الفاخرة ،فتلك قميصا من الباربري المخطط، وهذه شانيل، وتلك ليون فيتون، وهذه سترة فاخرة من غوتشي ،وكأننا في عرض أزياء عالمي.
جاءت زوجة الشيخ وكل العيون تراقبها ،ترتدي فستانا بسيطا جدا ،مثل أي امرأة باكستانية أو أفغانية قروية بتطريزات تلك المناطق الريفية،عم الصمت المكان!!لكنها جلست بهدوء الملكات.
وبدأت الكلمات تتوالى ،وجاء دور صديقتها مريم ،ما بدأت الكلام حتى التفت زوجة الشيخ لزميلتها التي تجلس بجوارها، تسألها وتجيب ،وتستمع طوال ثلاث دقائق مبينما كانت مريم تلقي كلمتها التي حفظتها جيدا عن ظهر قلب ،و زوجة الشيخ تتحدث ،ثم صفقت ، لقدانتهت الكلمة، ضحكت مها في سرها !!لقد صدق الشافعي !!