كلمة د.منيرة فخرو في المهرجان الختامي 28 اكتوبر 2010
منيرة فخرو - عضوة اللجنة المركزية - وعد (سياسي)
«29-اكتوبر-2010»

بسم الله الرحمن الرحيم

أيُّها الشرفاءُ .. أهالي مدينةِ عيسى ومدينةِ زايد
الأعزاء الحضور،، أسعدَ اللهُ مساءَكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
واجبٌ عليَّ أيُّها الشرفاءُ أن أتقدمَ إليكم بِصادِقِ الشُكرِ والتقديرِ على دعمِكم وثِقَتِكم التي عبَّرتُم عنها من خلالِ أصواتِكُم التي أَوصَلَتني إلى الجولةِ الثانية، شكراً لكم على مساندتِكم، وتعاطُفِكم معي، كلُّ التقديِر والاعتزازِ لإِصرارِكم الوطنيِ المخلصِ لإنجاحي لأكونَ صوتَكم في الحقِّ والعدالةِ والمساواةِ في المجلسِ النيابيِ القادم.

أعزائي،،،
في الأسابيعِ الأربعةِ السابقةِ سَمَعتم منِّي الكثيرَ من بَرنامَجي الانتخابيِّ، وقرأتُم آرائيَ وأفكاري، وتفاعُلاتِكم مع هذهِ الندواتِ الكثيرةِ التي أَقَمتُها في هذهِ الخيمةِ الانتخابية، والتي يمكنُ تلخيصُها في الموضوعاتِ التاليةِ والتي تُمثِّلُ لِيَ ولمرشَّحي قائمةِ (وعد) الأولوية.

الأولويةُ الأولى:
ضرورةُ استرجاعِ الأراضي العامةِ التي تم الاستحواذُ عليها بِطُرِقٍ غيرِ قانونية، والعملُ الجادُّ لمحاربةِ الفسادِ حيثُ هو المرضُ الأكبرُ الذي ينتشرُ في جِسمِ هذا الوطن، وهو السببُ في عدمِ حلِّ الكثيرِ من مُشكِلاتِكُم وأهمُّها توفيرُ السكنِ الملائِمِ لكم ولِأبنائِكم.
وهذا يتطلبُ تكاتفَ جهودِ جميعِ النوابِ المخلصينَ من أجلِ زيادةِ الاعتماداتِ عند مناقشةِ ميزانيةِ الدولةِ في مجالِ الإسكانِ والتعليمِ والصحةِ والخدماتِ العامةِ وحقوقِ المتقاعدينِ والأرامِلِ واليتامَى والمرأةِ والشبابِ والمعاقينِ ومكافحةِ تلوّثِ البيئة.
إنَّ التركيزَ على أهميةِ تقليلِ نِسَبِ الفسادِ هو طريقُنا لِتحسينِ مستوى المعيشةِ للمواطنين واستمرارِ دعمِ السلعِ الضروريةِ وعلاوةِ الغلاءِ وزيادةِ الأجورِ والرواتِب.
ولذلك أيُّها الأعزاءُ كان إصرارُنا بالتمسُّكِ بِشِعار قائمة وعد (الوطنُ أمانة .. وبسنا فساد) ولِتأكيدِ صِحَّةِ موقِفِنا مِن وجودِ الفسادِ فإنَّ تقريرَ منظمةِ الشفافيةِ الدوليةِ الذي صدَرَ قبلَ أيامٍ قد كَشَفَ تَراجُعً مركزِ البحرين في مُؤشِّرِ مُدْرَكاتِ الفساد لعامِ 2010 وللعامِ الثانيِ على التوالِي من المركَز (46) في عام 2009 إلى المركزِ (48) في هذا العام، وهو مؤشِّرٌ ليس في صالِحِ البحرين وشعبِ البحرين وحكومةِ البحرين واقتصادِ البحرين وتنميةِ البحرين تنميةً إنسانيةً مستدامة. الأمرُ الذي يَتَطَلَّبُ وَضْعَ قوانينَ وآلياتٍ واضحةٍ لمكافحةِ الفساد، وضرورةَ تشكيلِ هيئةٍ مستقلةٍ لمكافحةِ الفسادِ حَسبَ متطلباتِ اتفاقياتِ الأممِ المتحدةِ التي صادَقَت عليها حكومةُ البحرين.

الأولويةُ الثانية:
ضرورةُ العملِ الجادِّ، وبعدَ مرورِ 8 سنواتٍ من التجربةِ النيابيةِ على إِعادةِ النظرِ في الصلاحياتِ المنقوصةِ للمجلسِ النيابيِ والتي أساسُها وجودُ دستورٍ لَم يُعْطِ المجلسَ النيابيَ الصلاحياتِ التشريعيةِ والرقابيةِ الكاملة، كما هو متعارفٌ عليهِ في الديمقراطياتِ العريقةِ التي أشارَ إليها ميثاقُ العملِ الوطني.
ونعتقدُ أنَّ معظمَ الكُتَلِ النيابيةِ التي تَراجَعَ ثِقلُها في هذه الانتخابات قد وَصَلَت إلى قناعةٍ بأنَّ العمليةَ الانتخابيةَ تَتَحَكَّم فيها السلطةُ التنفيذيةُ، وبالتالي نحنُ بحاجةٍ إلى عملٍ مُخلِصٍ ودءوب مع النوابِ بضرورةِ إصلاحِ النظامِ الانتخابيِ بحيثُ يُصبِحُ أكثرَ عدالةً ويَتَمَكَّنُ من إيصالِ مُمثِّلي الشَّعبِ للمجلِسِ النيابيِ بِصورَةٍ تَعكِسُ التنوعَ السياسيَ والفكريَّ لِكافَّةِ أطيافِ المجتمع، وهُوَ مَطلَبٌ طَرَحناهُ نحنُ في جمعيةِ (وعد) وسَنعمَلُ على تَحقيقِه.

الأولويةُ الثالثة:
بِجانبِ الملفاتِ التي تَمَسُّ حياةَ الناسِ وتَطَوُّرِ مستوى المعيشةِ لهم كأولويةٍ أُولَى، والمسألةِ الدستوريةِ والانتخابيةِ كأولويةٍ ثانية، يجبُ علينا ونحنُ نعملُ ونُجاهدُ في المجلسِ النيابيِ بأن تكونَ بوصلتُنا ومنهجُنا الدفعُ نحوَ المزيدِ من الوحدةِ الوطنيةِ وعدمِ الانجِرارِ وراءَ الملفَّاتِ الطائفية، ومحاربةُ هذه الآفةِ البغيضةِ التي تُفرِّقُ أبناءَ الشعبِ الواحدِ وتُضعِفُ وِحدَتَهم التي هي صمامُ الأمانِ للحصولِ على الحقوقِ والمطالبِ المشروعةِ لشعبِنا، هذه الحقوقُ العادلةُ التي تحتاجُ إلى نُوَّابٍ وطنيينَ يؤمنونَ بمبدأِ المواطنةِ المتساويةِ التي تتقدمُ على الطائفةِ أو القبيلة، نوابٌ يؤمنونَ بالوحدةِ الوطنية..
نوابٌ يؤمنونَ بالعملِ السلمي.. ونحنُ في جمعيةِ (وعد) أَعلنَّاها ونُعلِنُها دَوماً ونُردِّدُ ما قالَه المناضلُ إبراهيم شريف السيد في افتتاحِ خيمتِهِ الانتخابية عندما قال (لِيَكُنْ واضِحاً للجميع فنحنُ أَهلُ سِلْمٍ وإِصلاح، لا نَقبَل الحرقَ ولا التخريبَ أو الاعتداءَ على الممتلكاتِ العامة، فهذه مُمتلكاتُنا ونحنُ نحميها بَل نَشجِبُ ونَستنكِرُ هذه الأعمال، ونقولُ ما نَقولُه دوماً عَمَلُنا مِن جِنسِ مَبادئِنا وقِيَمِنا.. قِيَمُنا نبيلةٌ ومبادؤُنا نبيلةٌ، وكذلكَ سيكونُ عَمَلُنا).
لِذلكَ أُعاهِدُكم أيُّها الشرفاء بأن أتعاونَ وبِإِخلاصٍ مع أيِّ كُتلةٍ تَعملُ على مَلَفَّاتٍ وطنيةٍ خالِصَةٍ لا تفرِّقُ بين جَناحَيّ هذا الوطنِ السُنَّةُ والشيعة ولا تمييزَ بينَهم ونريدُ أن نواصلَ مسيرةَ العملِ الوطنيِ الخالص، نُثَنِّي ونُشجِّعُ الوزراءَ الذين يقومون بواجباتِهم المهنيةِ ويحافظونَ على المالِ العام. ونحاسبُ الوزراءَ الذين يقصرونَ في أداءِ مسؤولياتِهم، ونشكلُ لِجانَ تحقيقٍ للوقوفِ على الحقيقةِ وإصلاحِ الخللِ من أجلِ انتزاعِ الحقوقِ لجميعِ أبناءِ الوطنِ الغالي، ونُشدِّدُ الرقابةَ على أداءِ أجهزةِ وزاراتِ الحكومة، ولا نتهاونُ في انتزاعِ المطالبِ المشروعةِ لشعبِنا وتحسينِ مستوياتِ المعيشةِ لهم. والأهمُّ مِن كلِّ هذا، العملُ الجادُّ لتعديلِ كِثرةِ القوانينِ التي تنتشرُ فيها موادُّ قانونيةٌ بعيدةٌ عن مبادئِ المساواةِ والعدالةِ وصَونِ حمايةِ الحرياتِ العامةِ والخاصةِ للمواطنين.

أيُّها الشرفاء
تلك هي العناوينُ الكبرى التي سأعملُ أنا وأخي المناضل إبراهيم شريف السيد من أجلِ تحقيقِها في حالِ نجاحِنا في الجولةِ الثانيةِ من هذِه الانتخابات، وهو النجاحُ الذي نَحلُم به جميعاً ونعملُ على تحقيقِه، أيها الأعزاءُ المخلصون.
ولكن ...... ولكن أقولُها لكم كنصيحةٍ منِّي بأن هذا النجاحَ يتطلَّبُ منكم جميعاً أن تنفِّذوا جميعَ الخُطُواتِ التي ذكرها عريفُ هذا الحفل أخي رضي الموسوي وأُعيدُ تِكرارَها لِأَهميَّتِها:

الخطوةُ الأُولى: رسالةٌ موجهةٌ إلى المواطنينَ الأعزاءِ الذين قرروا التصويتَ لي الآنَ في الجولةِ الثانيةِ بعد أن كانوا مؤيدينَ للمنافِسَينِ الآخرَين من المرشَّحِين الذين لم يحالِفهم الحظُّ بالنجاح، أقولُ لهؤلاءِ الأعزاءِ أوَّلاً، وأَقولُها لِجميعِ الأعزاءِ من نساءِ ورجالِ وشيوخِ وشبابِ هذه الدائرةِ الذين وَقَفوا مَعي مُنذُ البداية، أقولُها للجميعِ بِأنَّكم أحرارٌ في اختيارِ مَن تُريدون وبإرادتِكم لا بإرادةِ الآخرِين، لكنكم أيضاً أحرارٌ ومستقِلّون في اختيارِكم وقراراتِكم، فاذهبوا يومَ السبتِ القادمِ إلى مدرسةِ مدينةِ عيسى الثانويةِ للبناتِ القريبة من محل (آخر فرصة) Last Chance وَضَعوا علامة ( صح ) على مَن تؤمنونَ بأنَّه صوتُكم في الحقِّ وبإرادتِكم. وأقولُها للأخوةِ العسكريينَ من أبناءِ شعبِي بأنَّ إرادتَكم لا إرادةُ مَن يعطيكم الأوامرَ هي التي توصِّلُ مَن تريدونَه، ففي غرفةِ التصويتِ لا رقابةَ عليكم سِوى رقابةُ اللهِ سبحانَه وتعالى وضمائِرُكم، والقانونُ يحميكم لأنكم لا تخالفونَه، فهوَ يُعطي كلَّ مُواطنٍ حَقَّهُ المستقلَّ والحرَّ في اختيارِ المرشَّحِ الذي يتعاطفُ معه.

الخطوةُ الثانية: وأقولُها بصدقٍ ومِن واقِعِ تجرِبَتي في انتخاباتِ عام 2006، لا تذهبوا إلى المراكزِ العشرةِ الموجودةِ خارِجَ دائرتِكم، اذهبوا للتصويتِ فقط في المركِزِ الموجودِ في مدرسةِ مدينة عيسى الثانوية للبنات، وعندما أَحصلُ على أكثرِ أصواتِكم في هذه المدرسةِ وتزدادُ كثافةُ تواجُدِكم هناك، عندها فقط يمكنُ بإرادِتكم أن تُفْشِلوا أيَّ نِيَّةٍ قد تكونُ موجودةً للتلاعبِ في نتائجِ الانتخاباتِ في المراكزِ العامةِ العشرةِ مِن خلالِ الأصواتِ الطيَّارة.

أعزائي المواطنون
أقولُ لكم لا تَستَسلِموا، واصِلوا رَفْعَ رايةِ الأملِ وشعلةَ الانتصار، والحفرَ في جدارِ الظلامِ لفتح ثَغْرَةٍ للنور.
الخطوةُ الثالثة: التزِموا بِشُروطِ التصويتِ فَلَقد أُلغِيَت مِئاتُ البطاقاتِ نتيجةً لِخطأٍ بسيطٍ من بعضِكم، ضَعُوا علامةَ (الصح) فقط بِجانِبِ صورتي، دونَ أي إِضافات.. لا توقيع ولا اسم، ولا تعليق ولا وضع علامة (الخطأ) على صُور المرشَّحِ الآخَر .. فقط علامة (صح) واحِدة حتى يَبقّى صوتُكم صحيحاً ويُقبَل به.

الخطوة الأهم: تشجيعُكم لأهاليكم وأبنائِكم وأصدقائِكم للذهابِ للتصويتِ هو الذي يحققُ أحلامَكم وأحلامَنا..اتصلوا بهم كلَّ ساعة، نَعَم صوتٌ واحدٌ قد يَقلِبُ الطاولةَ ضدَّ أُمنياتِكم بِفَوزي، فلا تترددوا ولا تتكاسَلوا مع كِبارِ السنِّ مِن الأجدادِ والآباءِ والأمهات، لا تتركوهم وحدَهم أمامَ القاضي خاصةً إذا كان لا يقرأ ولا يكتُب أو عاجِزاً أو مُصاباً بعاهةٍ أو إعاقة، لا تتركوهم أبداً وحدَهم، كونوا معهم وتدخَّلوا لِفَرْضِ طلبِهم وتأكدوا مِن أنَّ المشرفينَ في الدائرةِ قد وضعوا علامةَ (الصح) على مَن يريده وليس للآخر.

أيها الشرفاء
خِتاماً ما أزالُ عِندَ عَهدي معكم، فأنا الإنسانةُ التي آمَنَت بِكم وبالدفاعِ عن حقوقِكم، وأنا الإنسانةُ التي وقَّعَت على ميثاقِ شرفٍ مع الأخوين إبراهيم شريف السيد والمحامي سامي سيادي بأن لا نستلمَ تقاعُد النوابِ لأنه يُميِّزُ النائبَ عن بقيةِ أفرادِ الشعب، فلا يُعْقَلُ أن يستلمَ النائبُ 80% مِن راتِبِه بعدَ 8 سنواتٍ في المجلسِ وأفرادُ الشعبِ يستلمونَ 80% بعدَ (40) عاماً مِن العمل، وتَعاهَدْنا بأن لا نستلمَ علاوةَ السيارةِ الفاخرةِ التي قِيمتُها تساوي قيمةَ راتبِ (10 سنوات) عملٍ لِمواطنٍ فقير. لا أيُّها الشرفاء نحنُ نرفضُ هذه الامتيازاتِ وغيرًها التي تعزِّزُ التمييزَ وتَبتَعِدُ عن العدالةِ وهذه هي مبادئنا .. وهذه هي مناهجُنا في الحياةِ لِنَصِلَ إلى وَطَنٍ آمِنٍ ومُستقِرٍ وشَعبٍ كريمٍ لديهِ عِزَّةُ نَفْسٍ وكرامةٍ وحياةٍ سعيدة، وبَسنا فساد.....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،