وجه المفكر الأمريكي جون شيا رسالة شديدة للرئيس الامريكي اوباما قال فيها ان تصوري للسيناريو الخاص بالتغيير الذي سوف يطرأ على العالم سيكون على النحو التالي:
ستفقد الحكومات القومية في بلاد الشرق الاوسط شرعيتها الضعيفة ولن تعود الاوامر تصدر من عواصم هذه الحكومات انما ستصدر من هناك من تلك المنحدرات الجبلية التي يختبئ فيها قادة التنظيمات الجهادية، وقد يكون اهم تغيير هنا هو تحول الشيعة من قم الى طهران الى اتباع لقيادة التنظيمات السنية. واردف جون شيا يقول ان المعركة بين الاسلام والغرب معركة حتمية لا يمكن تجنبها وهي تاريخية ولا بد ان نضع حدا لهذا الصراع وما علينا الا ان نلج في مفاوضات سلام مع الاسلام، فانا اتوقع ان يخبرك البعض من انه من المستبعد تماما ان ندخل في مفاوضات مع عدو متخيل اسمه الخلافة الخامسة، عليك كقائد عسكري ان تعيد برمجة سياستك في التعامل مع الاسلام وان تنبذ فلسفة المدعين بان الاسلام منقسم على نفسه، وقال ان معظم الامريكيين يكرهون التعايش مع حرب طال امدها من اجل ضمان اقامة دولة ديمقراطية مع الاسلام، واخيرا اننا نعيش مرحلة تتسارع فيها العاطفة مع الايديولوجية لهذا فان الامر يتطلب منا احداث توافق مع الاسلام قبل ان تسيل شلالات الدماء من اجساد الامريكيين، وهذا امر قد يحدث قريبا فعلينا ان نصنع مستقبلنا مع عالم ينعم بالسلام لكي نضمن فيه الوظائف لشعبنا وتقدمنا في المجال التكنولوجي والاختراعات، فدعنا يا سيادة الرئيس نحارب من اجل ذلك وليس من اجل حكومات شيطانية.
تلك المقتبسات ادلى بها المفكر الامريكي جون شيا، جاءت حرقة على بلده امريكا وشعبه الذي ينتمي اليه. ما جاء بين طيات رسالة شيا الموجهة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما امر واقعي حدد فيه ملامح الحرب القادمة بين الاسلام والغرب، فرسالته دحضت كل مزاعم المحافظين الجدد على ان الحرب الفاصلة سوف تكون بين الخير والشر، وان الغرب واسرائيل هما الخير، والاسلام هو الشر. آلاف المفكرين الغربيين يعون حقيقة مستقبل الصراع بين الاسلام والكفر المتمثل في الغرب واسرائيل، حتى التوراة افردت فصولا عديدة عن الحرب، وقالت ان الحرب الحقيقية سوف تندلع بيننا وبين المسلمين ستكون الغلبة لهم وهذا التناقض الواضح بين التوراة وبين المتصهينين الجدد فسر خوف الغرب من الاسلام، انه لا سبيل لاصلاح بلاد المسلمين الا اذا طبقت الخلافة الاسلامية وهي المصدر الاساسي للتوجيه السياسي والاجتماعي، وهذا كفيل بتحرير بلاد الاسلام من القوانين والانظمة المستوردة من اوروبا وامريكا واعادة امجاد المسلمين ونشر الاسلام في ربوع العالم وفتح بلدان لم يصلها الاسلام ولم يطبق بها. هذه النظرة دفعت الكثير من مفكري الغرب لرسم سياسات دولهم وحذرت في الوقت نفسه من ان التهاون في ردع المد الاسلامي المتنامي سيقضي حتما على مصالح اوروبا وامريكا ويعيد لهذه الامة الخوف من الاسلام، ففتح الاندلس ووصول الاسلام الى ابواب فرنسا ما زال خالدا في عقولهم حتى هذه اللحظة لم يكن محاربة الحجاب في فرنسا ومنع تشييد المآذن في سويسرا مجرد نزوة فهو من اجل تحجيم الاسلام ومحاولة القضاء عليه، اذن الحرب الدائرة اليوم سواء كانت عسكرية او اقتصادية او كلامية هي عبارة عن حرب ايديولوجية بامتياز، هذا فضلا عن تقويض بلاد الاسلام ونهب خيراتها كما هو حاصل اليوم فلا نفط ولا حدود ولا حتى قرار ينعم به المسلمون، فالوحدة السياسية الاسلامية هي لب الصراع، فالسياسة الغربية تتمثل في محاصرة الفكرة التي تخيفهم، نتيجة ذلك حوصر الاسلام داخل حدود مصطنعة ولم تسلم تلك الحدود ولم تترك بحالها، بل نصب عليها امراء تابعون لامريكا وأوربا وبقيت بلاد العرب والمسلمين ترزح تحت وطأة الاستعمار منذ ان انهارت الدولة العثمانية حتى اللحظة، ورغم الاستقلال الصوري الذي حصلت عليه بلاد المسلمين بعد استعمارها لا يسعنا الا ان نقول ما زالت تئن تحت نار التبعية وخشية الحكام من الحروب وما ينجم عنها.



المصدر القدس العربي
alquds alarabi القدس العربي






منقوع