بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ



قوارير ماء ورد لعزة ابراهيم قائد الثورة العراقية

شبكة البصرة

صلاح المختار
قارورة ماء الورد الاولى : التكريم

في خطابه التاريخي يوم 30/7/2010 لمناسبة ثورة 17 – 30 تموز تعمد قائد الثورة العراقية المعتز بالله عزة ابراهيم ان يوجه خطابه لرفيق له بالاسم، وهو شخصي المتواضع، تثمينا لدور اعلام المقاومة الباسل في تحطيم موجات الهجمات المتواترة والعنيفة التي تشنها جهات عديدة معادية للثورة العراقية المسلحة ضد الاحتلالين الامريكي والايراني، والقائمة على شيطنة البعث بصفتها المقدمة الحتمية لاجتثاثه والرد بهجمات مضادة على معسكر الاعداء عمادها طرح الحقائق التي تبدد ظلام الاكاذب. لم وجه هذا التكريم لشخص بعينه؟

بعيدا عن الاراء المغموسة بكل امراض الانا والدوافع الذاتية الصغيرة يجب ان نثبت النقاط التالية التي تدحض افكارا خاطئة :
1- ان هذا التكريم تكريم للعمل وليس لشخص مجرد، فقائد الثورة اراد ان يلفت النظر الى ان من يعمل في هذا الظرف الصعب جدا هو من يستحق التكريم والتقدير، اما القاعدون، ومنهم من كان كاتبا او اعلاميا او اكاديميا معروفا بكتاباته واسهاماته قبل الغزو ويجلس في غرف مكيفة ويمارس اللغو او الصمت وشعبنا يذبح ووطننا الجميل يدمر، فانهم يبقون في دائرة الظل ولا يكرمهم احد، وحينما سيسألهم اطفالهم غدا ماذا قدمتم للعراق حينما كان محتلا؟ سوف يجدون انفسهم في احضان الوضاعة.
قائد الثورة عزة ابراهيم يخاطب هؤلاء بصورة غير مباشرة، المقعدون وليس القاعدون فقط، مثلما يخاطب فرسان الكلمة المقاومة، فالاوائل مطلوب منهم الاستيقاظ والعودة لممارسة جهاد القلم وهو جهاد لا يقل اهمية عن جهاد البندقية لانه يرسم طريق التحرير لحامل البندقية بفضل ثقافته وخبرته، والثواني مطلوب منهم توسيع نطاق جهادهم وجهدهم وعدم الاكتفاء بما تحقق حتى الان.

2 – ان هذا التكريم ليس للشخص الذي وجه له فقط بل هو عبارة عن رمز لحالة موجودة وصنعتها عشرات الاقلام فتحقق نصر بارز على الاعلام المعادي التابع للاحتلال واتباعه المباشرين وغير المباشرين. ولهذا حيا الرفيق قائد الثورة كل حملة القلم وناحتوا الكلمة المقاتلة (من خلال الرفيق ابو اوس)، فالتكريم لجمع مؤمن من المقاتلين الذين ابوا الا ان يواجهوا الاحتلال واعلامه وبنادقه وادواته البشرية بصدور مكشوفة للرصاص والتصفيات، فتحقق لهم كسب معركة الاعلام والتي تجلت اوضح ما تجلت في حرمان الاحتلال من ترويج اكاذيبه واساطيره حول الديمقراطية وحقوق الانسان حينما كشفوا جرائمه في العراق وسلطوا الاضواء عليها بنجاح مذهل اعترف به الاحتلال حينما اكد مرارا بان المقاومة كسبت معركة الاعلام وهي اهم من معركة الرصاص، رغم كل النواقص الكبيرة في امكانيات المقاومة والبعث المادية والفنية ورغم عمليات التعتيم المتعمدة التي مارسها ويمارسها الاعلام العربي والفضائيات بشكل خاص وحرمان المقاومة خصوصا الفصائل الوطنية والقومية والاسلامية الحقيقية من ايصال صوتها عبرها الى عشرات الملايين.

3 – ان هذا التكريم هو للعمل الجماعي ولقيم العمل الجماعي، فمن جاهد بالقلم كثر بعضهم كتب باسمه الصريح وبعضهم كتب باسم مستعار ولكنهم كلهم ساهموا في تسليط الضوء على جرائم الاحتلال وكشفوا دور المقاومة في الدفاع عن العراق ارضا وهوية وشعبا وثروات...الخ. لذلك فان تكريم قائد الثورة لفرد انما هو تكريم لرفاقه معه في العمل وليست له حصرا.

4 – ان التكريم كان تثمينا للدور الوطني لنخبة من رجال الاعلام الذين وقفوا ضد الاحتلال وفضحوا خططه وافشلوا سياسة الاجتثاث الفاشية، ولذلك جاء ثناء على دور وطني وقومي بصيغة الاشهار امام الراي العام ليعرف دور نخبة من الرجال اختارهم الله ليكونوا خدمه في مواجهة اخطر مؤامرة على الامة العربية، وهذا الاشهار هو تكريم معنوي كبير واهم وافضل من اي تكريم مادي، لان التجربة اثبتت ان التكريم المادي في اثناء حكمنا قد افسد كثيرين وحول بعض المناضلين من مناضلين الى متسولين ينتظرون بلهفة التكريم وهكذا فقد البعض بوصلته وتراخى وصار عالة على الثورة والمجتمع. اليوم لا توجد دولة وطنية ولا نظام حكم وطني ومن يناضل ضد الاحتلال يضع حياته على كفه من هنا فان اعظم مكافئة لهذه النخبة من مجاهدي القلم هو تسليط الضوء على موقفهم الشجاع وقول كلمة صريحة وواضحة حول دورهم في تحرير الوطن. انه تحريك لمشاعر الاعتزاز بالنفس والتي تفولذ عزة النفس لدى المناضلين بدل اضعافها بمكافئات مادية ترهن المناضل لموعد التكريم المادي!

5 – ان التكريم يأتي من قائد الثورة ضد الاحتلال المعتز بالله عزة ابراهيم، وهو رجل ليس ككل الرجال لانه رجل الاقدار الذي اختاره الله في لحظة تاريحية قاسية جدا من تاريخ الامة ليقود الثورة المسلحة ضد الاحتلال داخل العراق المحتل، وهو وضع يجعله مشروع شهادة دائم كرفيقه سيد شهداء ا لعصر صدام حسين. رجال كعزة ابراهيم يواجهون الموت برحابة صدر وشجاعة نادرة لا ينطقون بالهوى بل بالحق كل الحق، لذلك فان تكريمهم لمجاهدي القلم من خلال احد رجال اعلام المقاومة والثورة، هو شرف رفيع لمن يكرم ولاولاده واحفاده من بعده.
ان التكريم المعنوي يعزز المعنويات ويعمق ها ويجذرها في حين ان التكريم المادي يفسد النفوس.

قارورة ماء ورد ننثرها على الوجه الكريم لقائد الثورة عزة ابراهيم.يتبع
10/8/2010