النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: اللغة العربية ومكانتها بين اللغات المعاصرة

  1. #1
    الصورة الرمزية ضيف المهاجر
    Title
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    6,428

    اللغة العربية ومكانتها بين اللغات المعاصرة

    حسبُ اللغةِ العربيةِ تشريفاً وتكريماً ورفعة أن يصطفيها الله عزَ وجلَ ويتخذها لغة للقرآن الكريم الذي يحوى في ثناياه تعاليم وشرائع الإسلام ؛ تلك الرسالة الخاتمة الموجهة للخلق أجمعين انسهم وجنهم سواء ، والى الناس كافة على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ، وعلى اختلاف عصورهم وأزمانهم " ولقد أرسَلناك للناس كافة بشيراً ونذيراً " وعلى اختلاف بلدانهم وأوطانهم (وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير) . وحسب العربية تشريفاً وتعظيماً أن يصفها الله سبحانه بالوضوح والإبانة دون سائر لغات العالمين حيث يقول الحق وهو اصدق القائلين (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مُبين): وأن قمة ما تبلغه لغةٌ ما ، هو أن تكون لغة مبينة قادرة على الاشفاف والإفصاح عما في نفس المتحدث وان تكون معقولة ومفهومة من قبل السامع أو المتلقي (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) .
    فما هي إذن تلك السمات والمميزات التي خصّ الله سبحانه وتعالى بها اللغة العربية وميّزها بها حتى تبوأت هذه المكانة السامية ، وبلغت ذلك المقدار الذي لم تبلغه لغة أخرى في تاريخ البشرية ؟ ولماذا ظلت هذه اللغة ، رغم قصور الجهد المبذول لحفظها ، لم تتبدل ولم تتغير ؟ بل ولماذا لم تمت حيث ماتت أو تحورت جميع اللغات المعاصرة لها والتي كان المتحدثون بها اشدُّ قوة وأقوى شكيمةً واتلدَ حضارة من العرب ؟ فقد ماتت اللاتينية واندثرت وقبلها الإغريقية وقبلها ماتت الهيروقلوفية لغة بناة الأهرام – ثم ماتت العبرية لغة اليهود وهم اشدَّ خلق الله دهاءً وأعظمهم مكراً ، وأكثر الناس حرصاً على تراثهم وثقافتهم . وماتت من قبلها الارامية لغة المسيح عليه السلام ، وهي لغة الإنجيل . والعبرية والارامية هما أختا اللغة العربية وشقيقتاها المنتميتان إلى السامية أصل العربية وأرومتها الراسخة .
    تحت هذا العنوان، إن شاء الله ، سوف أحاول أن أسلط الضوء على بعض خصائص اللغة العربية وسماتها البارزة ومقارنتها بخصائص وسمات اللغات الأخرى المعاصرة عسى أن يهدينا ذلك على إدراك مكانة اللغة العربية المتميزة وحقيقة كونها لغةً معدةً ومجهزةً ومصممةً لتبقى ، وتقاوم كل عوامل الفناء والانقراض ، أو حتى التبديل والتحريف – وعسى أن يمثل ذلك الفهم الجديد المرتكز على مبادئ فقه اللغة دافعاً لنا جميعاً لان نولي العربية ما تستحقه من اهتمام وان نبذل قصارى جهدِنا لتعلمها وتعليمها لأجيالنا القادمة ونشرها بين الناس أجمعين، فهم ونحن محتاجون لها وهي في غنى عن الجميع، حيث تكفل بحفظها الله القوي العزيز إذ هي لغة الذكر الحكيم والقرآن الكريم المحفوظ بحفظ الله إلى يوم الدين (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) .صدق الله العظيم

    <div style=text-align: center;><b><span style=font-family: Courier New><font size=4><a href=http://www.sultanqaboos.net target=_blank>موقع السلطان قابوس</a>
<a href=https://hmhaitham.om/ target=_blank><b><span style=font-family: Courier New><font size=4>موقع السلطان هيثم</font></span></b></a>
<a href=http://www.alrasby.net target=_blank>الراسبي نت</a>
</font></span></b>

</div>

  2. #2
    الصورة الرمزية ضيف المهاجر
    Title
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    6,428

    رد: اللغة العربية ومكانتها بين اللغات المعاصرة

    نشأة اللغة العربية وتاريخها المتميز

    اللغة العربية هي إحدى منظومة اللغات السامية ، وهي أحدثها نشأة وتاريخاً . ويرى بعض الباحثين أنها هي الأقرب للمصدر ، وأكثر اللغات السامية نقاءاً ، وذلك لاحتباسها في جزيرة العرب ، فلم تتعرض لما تعرضت له باقي اللغات السامية من اختلاط أو تحور أو تبدل أو انقراض أو ذوبان في لغات أخرى .
    • ومن اللغات السامية المعروفة ، اللغة الارامية لغة المسيح ابن مريم عليه السلام ولغة الإنجيل المقدس . وكذلك العبرية لغة اليهود ولغة التلمود ، واللغة الامهرية لغة بلاد الحبشة القديمة . وقد ماتت الارامية، وماتت العبرية ، وتحورت الامهرية بصورة كبيرة بحيث انطمست معالمها الرئيسية حتى غدت في عصرنا الحاضر ابعد ما تكون عن الأصل . ولكن العربية لم تتبدل ولم تمت .
    • أما فيما يختص بنشأة اللغة العربية ، فان المصادر المختلفة تعطي تفسيرات مختلفة لذلك. فبعض قدامى اللغويين يذهب إلى القول بان يعرب كان أول من أعرب في لسانه ، وتكلم بهذا اللسان العربي المبين، فسميت هذه اللغة باسمه .
    • ويرى البعض الآخر أن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام كان أول من فُتق لسانه بالعربية المبينة وهو ابن أربع عشرة سنة ونسى لسان قومه من جرهم .
    • ولكن نظرية نشأة اللغات لا تؤيد أياً من الفرضيتين السابقتين ؛ إذ المعلوم أن اللغة هي عبارة عن نظام تواصل اجتماعي ينشأ عفواً من خلال تفاعل أفراد المجموعة اللغوية المعينة ، وتستغرق المسألة سنين عدداً وربما قرون لينشأ ويتطور نظام تواصل شفهي متكامل يطلق عليه اسم اللغة . وهذا الأمر لا ينطبق على أي من التفسيرين الذين سبق الإشارة لهما .
    • أما إذا صح القول بأن أول من نطق بالعربية وفُتق بها لسانه كان إسماعيل عليه السلام وهو ابن أربع عشرة سنة ، فان الأمر لا يعدو أن يكون معجزة إلهية أجراها الله على فم ذلك البني العظيم ، ولتبقى العربية معجزة ظاهرة باقية إلى يوم الدين .
    • ترجع أقدم الآثار الموجودة عن اللغة العربية إلى الألفية الثانية قبل الميلاد ، حيث وجدت نقوش في بلاد اليمن تحمل العديد من العبارات العربية الواضحة ، وذلك مثل ما وجد على احد الشواهد هناك "هَذا القَبرِ لإِمريِ القَيسِ" طبعاً دون نقاط لان النقاط أضيفت إلى نمط الكتابة العربية في مرحلة متأخرة جداً من تاريخ تطور اللغة العربية. ومن هذا الشاهد الذي يبلغ عمره أربعة ألف سنة يمكن القول بان اللغة العربية تكاد تكون واحدة من أقدم اللغات المكتوبة الحيَّة أن لم تكن الأقدم على الإطلاق .
    • يميز الباحثون في تاريخ اللغة العربية بين لهجتين أساسيتين في اللغة العربية هما : لهجة عدنان وهي السائدة في شمال الجزيرة العربية ، ولهجة قحطان وهي المتداولة في جنوب الجزيرة وبلاد اليمن . واللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم تنتمي إلى لغة عدنان ويسميها البعض لغة مَضر ، وبعض المتأخرين يسمونها لغة قريش . وهذا الرأي الأخير رغم شيوعه وتبنيه من قبل الكثير من الباحثين ، لا يتفق تماماً مع نظريات علم اللغة الاجتماعي ، فما هو متاح من مصادر يؤكد أن الفصحى التي انزل بها القرآن الكريم ، هي لغة معيارية تجمع مكونات من لهجات عربية مختلفة وان غلبت عليها مسحةً قرشيةً ظاهرة.
    • فإن صحت هذه النظرية أو تلك فإن مما لا شك فيه أن اللغة العربية قد مرت بأطوار مختلفة حتى بلغت قمة نضجها قبيل بعثة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.
    • وبحلول القرن السابع الميلادي يجد الباحث نفسه أمام ظاهرةٍ لغويةٍ فريدةٍ ، ولغةٍ مكتملةٍ مبنى ومعنى ، وجاهزةً تماماً لحمل تكاليف الرسالة الخاتمة الموجهة للناس كافة عربهم وعجمهم سواء ولتبقى على مدى الأزمان لساناً ناطقاً برسالة التوحيد وشرائع الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
    • ثم انداحت العربية مع فتوحات الإسلام لتبلغ أقاصي الكون المعروفة في ذلك الزمان ، لتكون اللسان الرسمي للدولة الإسلامية الممتدة من بلاد الصين شرقاً إلى بلاد الأندلس غرباً ، ولتكون لغة التواصل والتعامل والتجارة على جانبي البحر المتوسط ولتقبل الشعوب التي دخلت تحت راية التوحيد لتتبنى اللغة العربية طوعاً واختياراً . فهي لسان دينها الجديد ، الذي أخرجها من ظلمات الجهالة وغياهب الضلالة إلى نور الإسلام واستقامة الإيمان .
    • وهنا لا بد أن نشير إلى أن اللغة العربية حلت ببيئات معمورة يتكلم أهلها بلغات غير عربية مثل لغات الفرس ، والرومان والأقباط وغيرها من اللغات السائدة في ذلك الزمان . والعربية رغم سيادتها إبان دولة الإسلام لم تسع لطمس تلك اللغات أو
    تحقيرها بل أثرتها وأضافت إليها . حيث استعارت كثير من لغات الشعوب الإسلامية مفردات عربية كما استعارت أنمطها الكتابية من العربية .
    • ثم نشأت لهجات عربية محلية من اللغة العربية المعيارية السائدة في تلك البقاع ، وظلت اللغة العربية الفصحى أو اللغة المعيارية ، تمثل القاسم المشترك الأعظم بين متحدثي تلك اللهجات . فاللغة العربية الفصحى هي لغة العبادة والسيادة والمعاملات الرسمية والفقه والعلوم ، والى جانب ذلك يستخدم الناس لهجاتهم المحلية للتعبير عن مقاصد حياتهم اليومية نثراً وشعراً في اتساق وتناغم عجيب مع اللغة الفصحى .
    وظلت الفصحى محفوظة بحفظ الله للقرآن الكريم على مر الزمان
    لم تتغير ولم تتبدل ولم تمت ولن تمت.

    <div style=text-align: center;><b><span style=font-family: Courier New><font size=4><a href=http://www.sultanqaboos.net target=_blank>موقع السلطان قابوس</a>
<a href=https://hmhaitham.om/ target=_blank><b><span style=font-family: Courier New><font size=4>موقع السلطان هيثم</font></span></b></a>
<a href=http://www.alrasby.net target=_blank>الراسبي نت</a>
</font></span></b>

</div>

  3. #3
    الصورة الرمزية ضيف المهاجر
    Title
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    6,428

    رد: اللغة العربية ومكانتها بين اللغات المعاصرة

    مقارنة تاريخ العربية بتاريخ اللغات معاصرة

    • أما إذا قارنا هذا التاريخ التليد للغة العربية بتاريخ كثير من اللغات المعاصرة نجد ان البون شاسع ، والفرقَ عظيمُُ جداً . فما يعرف بالغات الرومانسية حالياً مثل الفرنسية الايطالية والاسبانية وهي لغات متفرعة من اللاتينية لا يتعدى تاريخها القرن السادس الميلادي . فقد نشأت هذه اللغات كلها بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية وموت اللغة اللاتينية .
    • أما اللغة الانجليزية المعروفة اليوم أو ما يعرف باللغة الانجليزية الحديثة Modern English فلا يتعدى تاريخها القرن الرابع عشر الميلادي أما أشكال اللغة الانجليزية المستخدمة فيما قبل هذا التاريخ أو ما يسمى باللغة الانجليزية القديمة فقد ماتت ولا وجود لها الآن ولا يعرفها احد البتة . واللغة الانجليزية القديمة تكونت في البدء من خليط من ثلاث لغات وفدت إلى الجزر البريطانية لأول مرة في منتصف القرن الخامس الميلادي على يد ثلاثة مجموعات تتحدث لهجات متباينة من اللغة الجرمانية هم الجوت والانجليز والساكون. جاءت هذه المجموعات من أوروبا وطردت السكان الأصليين من الولش الاسكتلنديين والايرلنديين وسموهم الغرباء . ثم جاءت مجموعات أخرى من اسكندوفيا هم مجموعات الفايكنق وسموا برجال الشمال وامتزجوا مع أسلافهم من الجوت والانجليز والساكون . وهكذا تكونت اللغة الانجليزية القديمة من خليط أربع مجموعات من اللغات الجرمانية في بادئ الامر.
    • ثم خضعت بريطانيا لحكم النورمانديين في عام 1066م وهم اناس يتحدثون الفرنسية القديمة ، والتي اتخذوا منها لغة الحكم والدولة والقانون في بريطانيا . وبقيت الانجليزية لغة للعامة والدهماء.
    • استمر حكم النورمانديين زهاء قرن ونصف من الزمان . ثم انفصلت بريطانيا عن نرومانديا وانحسر تدريجياً اثر الفرنسية واستخداماتها ، لتعود الانجليزية لغة للبلاد ولكن بعد أن استعارت حوالي نصف مفرداتها من الفرنسية القديمة تقريباً لتكون ما يسمى باللغة الانجليزية الوسيطة . وأفضل مثال لها يتمثل في أعمال الشاعر Chaucer الذي كتب مجموعة قصص كانتر بري وهي مجموعة من القصص والأساطير والأشعار التي كتبت في منتصف القرن الرابع عشر .
    • تعرضت اللغة الانجليزية وفي بداية القرن الخامس عشر الميلادي لظاهرة غريبة جداً وهي الظاهرة التي تعرف بـ Great Vowel Shift أي تحول الأصوات المتحركة الكبير . وبموجب هذا الحدث تبدلت كل الأصوات الطويلة إلى أصوات قصيرة ، وأصبحت كل الأصوات الخلفية أصوات أمامية ، وألقى نهائياً صوت حرف " e " الواقعة في نهاية الكلمة . وبموجب هذا التحول تغير نطق اللغة الانجليزية تماماً . وإذا كان بالإمكان فهم بعض مفردات Chaucer المكتوبة ، فإنها إذا نطقت فسوف تكون غير مفهومة أبداً لدى عامة الناطقين بالانجليزية وخاصتهم في عصرنا هذا . ومن ذلك كلمة (LYF) التي كانت تنطق Leef وأصبحت تنطق "Life" في اللغة الانجليزية المعاصرة . وكلمة (name) التي كانت nama ، و five كانت تنطق feef ، و down كانت تنطق doon .
    • حدث هذا الأمر فجأة وفي فترة وجيزة واستمر التبدل والتحول في نطق اللغة الانجليزية ليس فقط في أصوات المد وحروف العلة ، بل ليشمل بعض الأصوات الساكنة حيث أسقطت أصوات بأكملها من اللغة الانجليزية . فقد اسقط صوت "الخاء" والذي يمثله الحرفان (gh) في مثل كلمة (light) والتي كانت تنطق "Likht" وقد كان هذا الصوت موجوداً في اللغة الانجليزية حتى القرن السابع عشر تقريباً . وفي الانجليزية المعاصرة اختفى صوت "R" إذا لم يكن في بداية الكلمة أو بين صوتين متحركين مثلما هو الحال في لفظ "Teacher" و "Doctor" و "urban" .
    • في نهاية القرن السادس عشر الميلادي وبداية القرن السابع عشر ظهر للوجود ما يسمى باللغة الانجليزية الحديثة "Modern English" مع مجيء شكسبير الذي كتب مجموعة من المسرحيات والقصائد والتي اعتبرها الانجليز أعظم ما كتب في التاريخ . واللغة الانجليزية حقيقة مدينة بالشيء الكثير لهذا الرجل الذي صاغ من عنده أكثر من 2000 مفردة وادخلها في قاموس اللغة الانجليزية بالإضافة إلى عدد لا يحصى من العبارات السمعية (idioms) والأمثال والاكلشيهات والتعابير الشكسبيرية التي تردد في كثير من المناسبات ." To be or not to be"
    • وبمجيء عصر النهضة ، ونشأة القوميات المختلفة ، ودخول عصر التنوير والمعرف العلمية لجأت اللغة الانجليزية إلى اللغة اللاتينية القديمة والإغريقية واستعارت كل المصطلحات العلمية من تلك اللغات ،لأن الانجليزية كانت خالية تماماً من المفاهيم العلمية فالمتحدثون بها كانوا أهل زراعة ورعي وبداوة ، ولم يكن لهم من المعرفة العلمية نصيب .
    • ثم جاءت مرحلة الإمبراطورية البريطانية والتي تمددت لتغطي ثلاثة أرباع الكرة الأرضية لتستمر اللغة الانجليزية في الاستلاف من اللغات الأخرى أي لغات الشعوب التي غزتها وتتبنى مفرداتها وتدخلها في قاموسها ، حتى بلغ عدد اللغات التي استعارت منها اللغة الانجليزية اثنين وثمانين لغة .
    • ولما لم يكن للغة الانجليزية ميزانُ صرفيُ محددٌ فقد أصبحت قضية الاستلاف من اللغات الأخرى تمثل مشكلة حقيقية لم يفطن لها علماء اللغة الانجليزية حتى اليوم . إذ أصبحت المفردات الوافدة ترد على صيغ تصريف لغاتها الأصل، ولم تستطع اللغة الانجليزية هضم تلك المفردات أو إعطائها أية مسحة انجليزية لان اللغة الانجليزية ذاتها لا تملك صيغاً صرفية ثابتة .
    • والأعجب من ذلك أن بعض المفردات التي أستلفتها الانجليزية من اللغات الأخرى تكتب بنفس الطريقة التي تكتب بها في لغاتها الأم دون مراعاة لأسس الكتابة الانجليزية . فمثلاً كلمة etiquette الفرنسية تكتب حسب قوانين كتابة اللغة الفرنسية . وهي تخالف تماماً معايير الكتابة الانجليزية . ليكون الناتج في خاتمة المطاف مزيجاً غير متجانس وفوضى لغوية عارمة ولغة أشبه ما تكون بمرقوعة الدراويش.
    <div style=text-align: center;><b><span style=font-family: Courier New><font size=4><a href=http://www.sultanqaboos.net target=_blank>موقع السلطان قابوس</a>
<a href=https://hmhaitham.om/ target=_blank><b><span style=font-family: Courier New><font size=4>موقع السلطان هيثم</font></span></b></a>
<a href=http://www.alrasby.net target=_blank>الراسبي نت</a>
</font></span></b>

</div>

  4. #4
    الصورة الرمزية ضيف المهاجر
    Title
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    6,428

    رد: اللغة العربية ومكانتها بين اللغات المعاصرة

    نظام اللغة العربية الصوتي نظام فريد

    يعرف اللغويون اللغة على أنها نظام عفوي يستخدم أصوات الكلام الصادرة عن جهاز النطق في الإنسان بهدف تحقيق التواصل بين أفراد المجموعة اللغوية الواحدة. ويقولون أن اللغة بمجملها هي عبارة عن نظام صوتي بحت تمثل الأصوات الركيزة الأساسية فيه بعبارة أخرى أن الأصوات تمثل مادة اللغة ولحمتَها وسداسيَتها .
    • فالصوت هو عبارة عن تيار الهواء الخارج من الرئة عبر الحنجرة ، ويتم التحكم فيه من خلال أعضاء النطق مثل الحبال الصوتية واللسان واللهاة والأسنان والشفتان الأنف لتشكيل وحدات متمايزة تسمى أصوات الكلام . والأصوات عموماً تنقسم إلى أصوات ساكنة consonants وأصوات متحركة vowels . كما تنقسم الأصوات الساكنة إلى نوعين : صامتة وصائتة وذلك حسب حركة الحبال الصوتية الكائنة في الحنجرة . وتنقسم الأصوات المتحركة إلى طويلة وقصيرة . وتكون الأصوات حلقية ، ولهوية ، وأسنانية ، وشفهية ، وأنفية حسب العضو المسئول من إنتاج الصوت .
    • واللغات المختلفة تختلف في عدد أصواتها ، فبينما يصل عدد الأصوات في بعض اللغات إلى أكثر من ستين صوتاً ، ينحصر عدد أصوات بعض اللغات في خمسة عشر صوتاً أساسيا مثلما هو الحال في بعض اللغات الإفريقية المعاصرة ولغات شرق آسيا . أما اللغة العربية فهي لغة وسط من حيث عدد أصواتها . فمجمل الأصوات المستخدمة في اللغة العربية الفصيحة هو واحدٌ وثلاثون صوتاً ، منها خمسةٌ وعشرون صوتاً ساكناً وستة أصوات متحركة: ثلاثة منها طويل وثلاثة قصيرة . فالأصوات الطويلة هي أصوات (أ) (ي) (و) ، والأصوات المتحركة القصيرة هي صوت الفتحة وصوت الكسرة وصوت الضمة .
    • ومن أهم ميزات الأصوات العربية أنها ثابتة ولم يطرأ عليها ولم يعترها ما اعترى أصوات اللغات الأخرى من تبديل أو تحول . ولم ينقص منها شيء ولم يضف إليها شيء . ولو أن ذلك حدث ، لا سمح الله ، لتبدلت اللغة وتغيرت معانيها . وهذا مستحيل في حق اللغة العربية لان ذلك يعني تبديل القرآن الذي تولى الله سبحانه وتعالى أمر حفظه إلى يوم الدين .
    • وكون أن أصوات اللغة العربية لم يطرأ عليها تبديل أو تحويل أو حذف أو إضافة على مدى القرون الماضية مثلما هو الحال في اللغات الأخرى، فان هذا يحمل دلالات اعجازية لغوية بيّنه تضاف لمعجزات القرآن الذي لا تنقضي عجائبه .
    • ونتأكد من ذلك أن نحن قارنا ذلك بما حدث في اللغة الإنجليزية والتي سبق القول بأنها فقدت عدداً من أصواتها وتبدلت جملة أصواتها المتحركة حيث قصرت كل الأصوات الطويلة وأصبحت كل الأصوات الخلفية أمامية وفقد حرف (e) المتطرفة قيمته الصوتية ، واسقط صوت الخاء كما اسقط صوت الراء عدا في المواقع الابتدائية أو حالة التوسط بين حرفي علة .

    <div style=text-align: center;><b><span style=font-family: Courier New><font size=4><a href=http://www.sultanqaboos.net target=_blank>موقع السلطان قابوس</a>
<a href=https://hmhaitham.om/ target=_blank><b><span style=font-family: Courier New><font size=4>موقع السلطان هيثم</font></span></b></a>
<a href=http://www.alrasby.net target=_blank>الراسبي نت</a>
</font></span></b>

</div>

  5. #5
    الصورة الرمزية ضيف المهاجر
    Title
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    6,428

    رد: اللغة العربية ومكانتها بين اللغات المعاصرة

    تميز الكتابة والهجاء في اللغة العربية

    تعتبر الكتابة ظاهرة "طارئة" في تاريخ اللغات ، وهي محاولة تمثيل الأصوات برموز يتفق عليها أهل المجموعة اللغوية المعنية ، وهذه الرموز تسمى حروفاً . وقد ظهرت الكتابة أول ما ظهرت في شكل ما يسمى بالكتابة التصويرية "picture writing"، ثم تطورت لما يسمى بالكتابة المقطعية syllabic writing . ثم الكتابة الصوتية ، وهي التي تستخدم حروفاً محددة لترمز لأصوات اللغة المختلفة . وهذا الأمر يعتبر نموذجاً متطوراً في تاريخ تطور اللغات .
    • ومن المدهش حقاً أن نجد أن الكتابة العربية والتي عرفت قبل أربعة آلاف سنة تتبع هذا النمط أي نمط الكتابة الصوتية . وأن ما وجد من نقوش في بلاد اليمن يمثل شكلاً ناضجاً من أشكال الكتابة الصوتية التي تستخدم الحرف للدلالة على الصوت. وبهذا فان اللغة العربية تكون من أقدم اللغات المكتوبة الحية أن لم تكن أقدمها على الإطلاق وهذا يضاف إلى ما تفردت به اللغة العربية من سمات .
    • ولكن الأهم من ذلك أن الكتابة العربية تمثل نموذجاً فريداً لأسلوب الكتابة الصوتية
    phonetic writing ، وتتمثل سمة التفرد الأساسية في هذا النظام في التطابق شبه التام ما بين المكتوب المنطوق في اللغة العربية .
    • ولنوضح هذا المفهوم ، نذكر بما قلناه سابقاً بان اللغة العربية الفصحى تحوي واحداً وثلاثين صوتاً تمثلها ثمانية وعشرون حرفاً وثلاث حركات . وإذا أخذنا مجموع الحروف والحركات فأننا نجد نظاماً كتابياً يتألف من واحدٍ وثلاثين رمزاً ، لتمثل واحداً وثلاثين صوتاً . ومن هنا نجد أن العلاقة بين الرمز والصوت هي علاقة واحد إلى واحد في اللغة العربية : بمعنى أن هناك رمزاً واحداً لكل صوت ، فلا يوجد في العربية مثلاً حرفُُ له أكثر من قيمة صوتية واحدة ، كما لا يوجد صوت ُيمَثَّلُ بأكثر من رمزٍ واحدٍ . فهذا التطابق بين الحرف والصوت هو ميزة فريدة تجلت بوضوح في نظام الكتابة العربية . وهذا النمط قلما يوجد في اللغات المعاصرة خصوصاً الانجليزية والفرنسية .
    <div style=text-align: center;><b><span style=font-family: Courier New><font size=4><a href=http://www.sultanqaboos.net target=_blank>موقع السلطان قابوس</a>
<a href=https://hmhaitham.om/ target=_blank><b><span style=font-family: Courier New><font size=4>موقع السلطان هيثم</font></span></b></a>
<a href=http://www.alrasby.net target=_blank>الراسبي نت</a>
</font></span></b>

</div>

  6. #6
    الصورة الرمزية ضيف المهاجر
    Title
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    6,428

    رد: اللغة العربية ومكانتها بين اللغات المعاصرة

    مقارنة النظام الكتابي في العربية بنظام الكتابة الانجليزية

    ففي الانجليزية مثلاً هناك ثمانية وأربعون صوتاً هي جملة أصوات اللغة الانجليزية الحديثة حسب لغة الملكة ، وهذه الأصوات يمثلها 26 حرفاً . هذا الوضع يحتم أن يكون للحرف الانجليزي أكثر من قيمة صوتية واحدة فالحرف (c) مثلاً يمكن أن ينطق "س" وقد ينطق "ك" وقد ينطق "ش" وقد يأتي في موضع لا تكون له أية قيمة صوتية .
    • انظر مثلاً إلى كلمة "CIRCLE" التي تكون الـ "C" فيها في "س" وفي منتصفها "ك" وانظر إلى كلمة " APPRECIATE " والتي تنطق الـ "C" فيها "ش" ثم انظر إلى كلمة "BACK" حيث أن "C" هنا لا تحمل أية قيمة صوتية .
    • ثم دعنا نتأمل عكس هذا الوضع حيث نجد أن صوت "الفاء" قد يمثله الحرف "f" مثل ما في كلمة "fan" وقد يمثله حرفان هما "ph" مثلما هو الحال في "phone" و "elephant" ، وقد يمثله "gh" مثلما هي الحال في كلمة "enough" و "laugh"، ونفس هذان الحرفان أي "gh" قد يأتيا في الكلمة ولا تكون لهما أية قيمة صوتية كما هو الحال في كلمة "light" .
    • أما إذا نظرنا إلى مجموعة الأصوات المتحركة في اللغة الانجليزية "vowels" ، فان المسالة تكون أكثر تعقيداً . إذ أن هناك خمسة حروف متحركة ""vowels تستخدم لترمز لأكثر من خمس وعشرين صوتاً ، بمتوسط خمسة أصوات للحرف الواحد ، ولا توجد أية قواعد ثابتة للربط بين الحرف والصوت .
    فالحرف "a" مثلاً له دلالات صوتية عديدة :
    فهو تارة :
    (أ) مرققة كما في " cat "
    أو (أ) مضخمة كما في " father "
    أو آي كما في " hate "
    أو ضمة كما في " call, peristalsis "
    وقد لا تكون له أية قيمة صوتية كما في "head و road" .
    • ويزيد المسالة تعقيداً أن هناك أصواتاً تمثل بأكثر من حرف واحد مثل صوت الـ "ك" والتي يمكن أن تمثل بالحرف "k" أو الحرف "c" أو الحرف "Q" أو الحرفين "ch" .
    • ثم هناك أصوات يرمز الواحد منها بأكثر من حرف مثل صوت "ش" ويرمز له بالحرفين "sh" كما في "shop" "tio" كما في "dictionary" و "tu" كما في "picture" و "s" كما في "sure" . وهناك عدة أصوات يرمز لها بمركب حرفي واحد وذلك مثل الـ "th" والتي تنطق "ذ" كما في كلمة "the" وتنطق "ظ" كما في كلمة "other" وتنطق "ث" كما في كلمة "throw" و "thanks" .
    • وتتعقد المسألة أكثر حينما نضيف لهذا النمط المضطرب لتمثيل الأصوات بالرموز عدداً غير محدود من الحروف المكتوبة والتي لا تنطق silent letters"" كما هو الحال في "e" المتطرفة التي سبق ذكرها مثل ما هو الحال في كلمة "live" وصوت الـ "gh" كما في كلمة "light" و "night" و "right" و "w" في كلمة "wrist" و "where" و "when" .
    • والأغرب من هذا كله هناك أصوات تنطق دون أن يكون لها تمثيل حرفي أو رمزي في الكلمة . فانظر مثلاً كلمة "touch" فهناك صوت "ت" منطوق في وسط الكلمة غير مكتوب وصوت الـ "د" "cage" و "page" و "village" وصوت (ج) معطشة في "Luxury" .
    • هذا الوضع يجعل كتابة اللغة الانجليزية أمراً معقداً لأنه لا يقوم على نظام هجائي ثابت ولا يتطابق فيه المكتوب مع المنطوق . وبذلك تمثل كتابة اللغة الانجليزية تحدياً كبيراً لدارسيها إذ يضطر الدارس للجلوس لساعات طويلة لحفظ حروف كل كلمة كوحدة قائمة بذاتها إذ لا توجد قواعد ثابتة يمكن أن تتبع للكتابة .
    • فإذا سمعت شخص يقول لك مثلاً أن اسمه "راندلوف" فأنت لن تستطيع أن تكتب هذا الاسم إلا بعد أن تسأل صاحبه كيف يتهجاه . فأنت لن تكون متأكد عما إذا كانت هناك "w" في بداية الاسم وهل ينتهي الاسم بـ "gh" أم "f" أو "ph" ناهيك عن الاختلاف الذي قد يقع في تمثيل الأصوات المتحركة الواقعة داخل هذا الاسم .
    • هذه الإشكالية للأسف موجودة في معظم اللغات الغربية ولا سيما اللغات الرومانسية مثل الفرنسية والايطالية . ففي الفرنسية يمثل الهجاء إشكالية كبيرة إذ لا يوجد تطابق بين المكتوب والمنطوق بتاتاً ، ويسقط من نطق الكلمة غالب الحروف المتطرفة بصورة شبه مضطردة بحيث يمكن ان يبلغ عدد الحروف التي لا تنطق في نهاية الكلمة الواحدة ثلاثة أو أربعة حروف في الفرنسية . خذ مثلاً كلمة "Renualt" و "peugoet" وهي من ماركات السيارات الفرنسية المشهورة .
    • أما إذا رجعنا إلى اللغة العربية نجد أن نمطها الكتابي مبرأ لحد كبير من هذه العلل التي تشكل عقبات كأداء في سبيل تمثيل تلك اللغات كتابة ، ومن ثم في سبيل تعلمها وإتقانها وسلامة قراءتها ونطقها . فنظام الكتابة العربية هو نظام صوتي بحت يتطابق فيه المنطوق مع المكتوب بصورة شبه تامة . أقول شبه تامة لان هناك حالات محدودة محصورة يخالف فيها المكتوب المنطوق . وحتى هذه الحالات تحكمها قواعد ثابتة . فهناك مثلاً الألف التي تعقب واو الجماعة – فكل واو جماعة تعقبه ألف تثبت كتابة وتسقط لفظاً ، لنفرق بينه وبين واو الفعل المضارع كما هو الحال في يرجو وينمو . وهكذا تحسم المشكلة بصورة نهائية بقاعدة ثابتة . ثم هناك صوت (أ) في أسماء الإشارة وهو صوت يثبت لفظاً ويحذف رسماً . وهذه أيضا قاعدة ثابتة تنطبق على أسماء الإشارة مثل هذا وذلك و أولئك وهذا وأيضا لكن .
    • ثم هناك اللام الشمسية وهي لام تسقط لاعتبار تجاور بعض الأصوات ، وهي محكومة بعدد محدد من الأصوات بواسطة قاعدة ثابتة ولا مزيد على ذلك أبدا . بمعنى انه بدراسة تلك القواعد الثابتة يمكن للشخص مهما تواضعت حصيلته المعرفية باللغة العربية يمكن أن يكتب أية كلمة أو يقرأها دون إشكالية . وهذا نقيض ما هو يوجد في اللغات الغربية حيث لا يوجد تطابق البتة ما بين المكتوب والمنطوق. ومن ثم لا يستطيع الشخص أن يتنبأ بطريقة كتابة كلمة ما، ما لم يكن قد حفظها من قبل.
    • ناقش بعض علماء اللغة الغربيين النموذج الكتابي المعقد في اللغة الإنجليزية وكان من أوائل الباحثين في هذا المجال العالم الأمريكي بلومفيلد صاحب النظرية البنائية في علم اللغة في عام 1934م ، حيث انتقد نظام الكتابة في اللغة الانجليزية وزعم انه نظام غير منطقي ودعا قومه إلى تبني النظام الصوتي لكتابة اللغة الانجليزية . ورغم أن دعوة بلومفيلد لم تلق استجابة كافية لتعديل نمط الكتابة الانجليزية ، إلا أن هذا النظام الصوتي في الكتابة والذي يتطابق فيه المكتوب مع المنطوق قد تم تبنيه في المعاجم الحديثة – حيث تكتب كل كلمة كتابة صوتية بعد أن تكتب بالطريقة التقليدية وذلك للمساعدة على نطقها بصورة صحيحة . ولتطبيق هذا النظام درست أصوات الانجليزية فوُجِد أن بها 48 صوتاً . ومن هنا تبين أن الأبجدية اللاتينية المكونة من 26 حرفاً والمستخدمة الآن في كتابة اللغة الانجليزية ، لا تكفي لتمثيل هذا العدد الضخم من الأصوات ؛ وعليه فقد اقترح بلومفيلد نظاماً أبجديا آخرا يمثل فيه كل صوت بحرف أو قل برمز يكون خاصاً به ولا يمثل غيره ، ومن ثم اقترح 48 رمزاً لتمثل ثمانية وأربعين صوتاً بحيث تكون العلاقة احادية بين الصوت والحرف . وبذلك تمكَّن من كتابة كل كلمة كما تنطق ، وسميت هذه الرموز بالالفبية الصوتية العالمية . وحسب هذه الألفبية فان كلمة "cat" تكتب /kaet/ ، وإذا تضمنت الكلمة حرفاً مكتوباً غير منطوق ، فهو لا يثبت في هذه الكتابة الصوتية. وعليه فان كلمة "write" تكتب /rait/ دون حرف "w" وإذا كان هناك صوتٌ منطوقٌ غيرُ مكتوب كما الحال في بعض المفردات الانجليزية مثل touch ، فانه يثبت في الكتابة الصوتية وتكتب /T٨TS/. وتُمثل "الفاء" بحرف /f/ بغض النظر عما يمثلها في النظام التقليدي وصوت "الكاف" يمثل بالرمز /k/ وهكذا .
    • وإذا اعتبر هذا النمط ثورةً واكتشافاً فريداً عند علماء اللغة الغربيين عرفوه في منتصف القرن العشرين ، فان من المدهش حقاً أن ندرك أن اللغة العربية عرفت هذا النظام وتبنته نموذجاً لكتابتها منذ أربعة آلاف عام . فالكتابة العربية كتابة صوتية محضة وهذا جانب آخر من جوانب تفرد اللغة العربية وتميِّزها على لغات العالم الغابرة والحاضرة .
    <div style=text-align: center;><b><span style=font-family: Courier New><font size=4><a href=http://www.sultanqaboos.net target=_blank>موقع السلطان قابوس</a>
<a href=https://hmhaitham.om/ target=_blank><b><span style=font-family: Courier New><font size=4>موقع السلطان هيثم</font></span></b></a>
<a href=http://www.alrasby.net target=_blank>الراسبي نت</a>
</font></span></b>

</div>

  7. #7
    الصورة الرمزية ضيف المهاجر
    Title
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    6,428

    رد: اللغة العربية ومكانتها بين اللغات المعاصرة

    تمييز اللغة العربية بميزان صرفي دقيق

    * إن من الميزات العظيمة التي حباها الله للغة العربية هو ذلك الميزان الصرفي الدقيق الذي بواسطته يستطيع الفرد أن يشتق عدداً غير محدود من المفردات من صيغة الفعل الماضي أو المصدر . فهذا النظام قائم على صيغ مخصوصة يستطيع المتحدث بواسطتها تصريف الكلمة وإيجاد صيغة الفعل الماضي والمضارع والأمر ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبهه ، واسم المكان واسم الزمان واسم الآلة وغير ذلك من أجزاء الكلام . والمعلوم أن الصرف يستخدم صيغاً افتراضية قائمة على صيغتي الفعل الثلاثي والفعل الرباعي وصيغ ومزيديهما لتوليد المفردات التي يحتاجها المتكلم – وعن طريق استخدام هذا المنوال يمكن لمتحدث العربية أن يستنتج مفردات جديدة ويتعرف عليها دون أن يكون قد سمع بها من قبل .
    • مثال ذلك تأمل كلمة "اسلنطح" التي لم يسمع بها كثير من الحاضرين ، فتدرك أن هذه الصيغة صيغة فعل ماضي والمضارع منها "يسلنطح" والأمر "اسلنطح" ، واسم الفاعل "مسلنطح" واسم المكان "مسلنطح" .
    وعليه فأن معرفة الميزان الصرفي تساعد في اختصار زمن تعلم اللغة ، إذ يكفي أن يتعلم الفرد جزئية واحدة من الكلمة مثل فعلها الماضي مثلاً أو مصدرها ، وبالقياس يمكن أن يتعرف على باقي أجزاء الكلمة . فيكفي مثلاً أن يدرس الفرد كلمة "كتب" ، ومن بعد يستطيع الدارس التعرف بنفسه على صيغة المضارع "يكتب" والأمر "اكتب" واسم الفاعل "كاتب" ومكان الكتابة "مكتب" واسم المفعول "مكتوب" والاسم "كتابة" و "كتاب" و "مكاتبة" وغيرها مما يمكن أن يشتق من صيغة "كتب" . وبهذه الطريقة يختصر الوقت لتعلم العربية .

    نقطة للمقارنة

    • وإذا قارنا نفس الكلمة بما هو موجود في اللغة الانجليزية في كلمة "write" فان أقصى ما يمكن أن يشتق منها فهو الفعل الماضي غير المنتظم "wrote" والتصريف الثالث غير المنتظم "written" واسم الفاعل "writer" . ويلاحظ أن هذه التصريفات لهذه الكلمة لا تتبع نسقاً ثابتاً يمكن أن يطبق على جميع الأفعال التي تشبه الفعل "write" مثل "light" والماضي منها "lit" والتصريف الثالث "lit" ايضاً .
    • ففي اللغة الانجليزية لا يقوم بناء المفردات على نسق صرفية ثابتة – وكثيراً ما نجد أفعالا لا علاقة لفعلها الماضي بالفعل المضارع . وقد يأتي الفعل الماضي والفعل المضارع والتصريف الثالث على نسق واحد مثال ذلك كلمة put والتي يكون فيها المضارع والماضي والتصريف الثالث هو نفس كلمة put والفعل cut وماضيه cut وتصريفه الثالث cut. وتسمى هذه بالأفعال غير المنتظمة – والغريب في الأمر أن مجمل عدد الأفعال المسماة غير منتظمة تقارب في مجموعها عدد الأفعال المسماة منتظمة .
    • ثم أن هناك حالات تخالف فيها صيغة الفعل الماضي مضارعه تماماً بحيث لا يكون بينهما أي اشتراك لا في الحروف ولا في الأصوات ، وذلك مثل الفعل الحاضر "go" والفعل الماضي منه "went" وأعجب من ذلك أن يرد الفعل والاسم بصيغة واحدة مثل:
    Water اسم و water فعل
    و contact و contact اسم وفعل
    و view و view اسم وفعل
    و touch و touch اسم وفعل .
    • عموماً فان كثيراً من الأفعال تستخدم كأسماء والعكس صحيح . ونسبة لهذا الاضطراب الواضح في الصيغ الصرفية ، فانه يصعب جداً على دارس اللغة الانجليزية أن يصرف فعلاً مهماً كان بسيطاً لأنه لا توجد صيغ وقوانين ثابتة يسترشد بها الدارس لتصريف كلمة ما . كما لا يمكن للدارس أن يحدد ماهية الكلمة خارج سياقها . فأنت لا تعرف حقيقة أن كانت هذه الكلمة فعلاً أو اسماً أو حرفاً من مجرد هيئتها حيث لا توجد صيغ معينة تميز الفعل عن الاسم أو الحرف. فكلمة "see" وهي فعل يعنى يرى وهي تشبه صيغة الكلمة "sea" وتعني بحر وهي اسم وكلمة form هي فعل بمعنى يكون وكلمة form وهي اسم بمعنى استمارة . أما في اللغة العربية فللاسم صيغة خاصة وهيئة تميزه عن الفعل وللحرف صيغة صرفية تميزه عن كليمها.
    • وأبدع من ذلك أن لهيئة الفعل آو صيغته الصرفية دلالة على المعنى . ففعل يفعُل بضم عين المضارع تدل على الهدوء السكون مثل سكت وسكن وهجد .
    وفعل = يفعِل بكسر عين المضارع تدل على الحركة والاضطراب مثل وثب وقفز كما تدل على الصفة القبيحة مثل خاب يخيب .
    وفعِل = يفعَل بكسر عين الماضي وبفتح عين المضارع تدل على الشبع والعطش والعيب الخلقي مثل عطش يعطش ، وحوِل يحوَل ، شبع يشبع .
    وفعَل ، يفعَل بفتح عين الماضي والمضارع تدل على الصوت مثل صرخ يصرخ ونبح ينبح .
    وفعِل = يفعَل بكسر عين الماضي وفتح عين المضارع تدل على اليأس والحزن مثل يئس وتعِس .
    وفعُل = يفعُل بضم عين الماضي والمضارع تدل على أفعال الغرائز أو ما يجري مجراها مثل شرُف وكرُم ولؤم .
    ومن الصيغ الصرفية المزيدة ما يدل على المشاركة والاضطراب والتحول وغيرها من الدلالات التي يمكن أن تشتق من صيغة الكلمة وهيأتها .
    • وهذه أيضا سمة تميز العربية دون غيرها ، وتدعم نظرية هامة ينكرها اللغويون المحدثون وهي نظرية دلالة الصوت على المعنى "onomatopoeia" أو الارتباط بين الصوت والمعنى . فأصوات الكلمة العربية تحمل في كثير من الأحيان دلالات ولو غير مباشرة على معناها .
    فهذه الصيغ الصرفية الثابتة ودلالاتها المعنوية تقرب إلى الأذهان فهم العربية والتفاهم بها وتعطي فرصة كاملة لان يستخدم الفرد المنطق والحدث وقدراته في الاستنباط والاستنتاج في التعامل مع اللغة العربية مما يعين على اختصار الوقت المطلوب لتعلمها وإتقانها .
    • وأهم من ذلك أن اتساق الصيغ الصرفية في اللغة العربية وثباتها وبناءها على قواعد ثابتة يمكن أن يسهل عمليه حوسبتها – فالحاسب يتعرف بسهولة شديدة مع الصيغ الثابتة . وقريباً جداً إنشاء الله سوف تتم حوسبة اللغة العربية ، وتصبح حدثاً فريداً يلفت نظر العالم كله ويرشدنا إلى معرفة المزيد من أسرار هذه اللغة العظيمة ويثبت أنها لغة عالمية بحق وليس مرتبطة بعنصر بشري معين. والعالم الآن يبحث عن مثل تلك اللغة وفي حاجة ماسة لها.

    تميز النحو العربي وشموليته

    النحو هو احد فنون اللغة وآلياتها التي تساعد على معرفة قواعد استخدام اللغة وتراكيبها المختلفة . فالمتأمل للنحو العربي ودقته يتصور أن قواعد اللغة العربية قد وضعت أولا ثم تبعها استخدام اللغة . والحقيقة عكس ذلك ، إذ أن النحو جاء كاكتشاف متأخر جداً في تاريخ علوم اللغة العربية ، ويندهش الإنسان حقيقة حينما يعلم أن العرب طوال جاهليتهم وفي عهود صدر الإسلام كانوا يتحدثون اللغة العربية الفصيحة المعربة سليقة . وجاءت مرحلة التقعيد في عهد خلافة سيدنا علي كرّم الله وجهه بعد أن كثر اللحن وانطمست السليقة نسبياً فظهرت الحاجة إلى آلة لتقويم اللسان العربي ورده إلى أصوله فظهر علم النحو .
    • ومن عجب فقد كان معظم علماء النحو العربي من غير العرب ، الذين راعهم اتساق الأنماط العربية ودقة تراكيبها فاستخرجوا من ذلك سلسلة من القواعد الذهبية
    التي تحكم استخدام العربية وهذا الأمر أيضاً يثبت عالمية العربية وعدم ارتباطها بقومية أو عنصر معين.

    نقطة للمقارنة

    وان وجد علم النحو أو ما يماثله في كثير من لغات العالم ، إلا أن علم النحو العربي يقوم على سلسلة من القوانين الثابتة ، ويشتمل على كثير من الآليات التي تساعد على ضبط استخدام اللغة وإيضاح معانيها ، وإزالة الغموض الذي يعتبر ظاهرة متأصلة في كثير في لغات العالم.
    • فالنحويون يقسمون الكلام العربي إلى أجزائه الأساسية
    كلامنا لفظ مفيد كاستقم واسم وفعل ثم حرف الكلم
    واحده كلمة والقول عم وكلمة بها كلام قد يؤم
    ثم يأخذوا كل قسم من أقسام الكلام ويفصلون فيه القول تفصيلاً دقيقاً شافياً فالاسم
    يقسم إلى معرب ومبني .
    ومعرب الأسماء ما قد سلما من شبه الحرف كأرض وسماء
    ثم يفصل القول في الأفعال والحروف
    • وفي اللغة العربية لا تحدد وظيفة الكلمة من مجرد موقعها في الجملة فقط كما هو الحال في كثير من اللغات الحية ، ولكن هناك معايير إضافية مثل استخدام الحركات وما ينوب عنها كمعايير اضافة لتحديد وظيفة الكلمة أو موقعها من الإعراب .
    • ندرك أهمية هذه الإجراءات الإضافية إذا أخذنا في الاعتبار أن اللغة العربية تنتهج أساليب مرنة في ترتيب الكلمات في الجملة وذلك لتحقيق إغراض بلاغية وبيانية معروفة. ففي قوله تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) تلعب علامات الإعراب "inflections" دوراً أساسيا في تحديد المفعول وان تقدم وتحديد الفاعل وإن تأخر .
    • * من سمات اللغة العربية النحوية التطابق التام فيما بين مكونات الجملة فهناك التطابق بين الفاعل وفعله والتطابق بين الصفة والموصوف والضمائر الظاهرة والمستترة وما تنوب عنه من ذوات وهذا الأمر يضيِّق هامش الغموض ويجلى المعنى المقصود، فالتطابق بين الفعل وفاعله والموصوف وصفته اسم الإشارة والمشار إليه يكون تطابقاً تاماً من حيث الإفراد والتثنية والجمع ومن حيث التذكير والتأنيث . فنقول مثلاً :
    اسلم هذا الرجل القوي .
    استملت هذه المرأة الصالحة .
    هذان الولدان المطيعان يعبدان الله .
    هاتان البنتان الصادقتان تعبدان الله .
    هؤلاء الرجال المخلصون يتحدثون العربية بطلاقة .
    تلك النساء المخلصات يتحدثن العربية بطلاقة .
    وهذا التفصيل الدقيق للتطابق في اللغة العربية يقابله اجمال مخل في اللغة الانجليزية حيث يختصر في ظاهرة التطابق بين الفعل الحاضر مع فاعله في حالة الإفراد والجمع حيث لا تجد تطابقاً بين الفعل مع فاعله في الأفعال الأخرى ولا تطابقاً بين الفاعل المؤنث وفعله ولا بين الفاعل المذكر وفعله ولا بين الموصوف ووصفته حيث تأتي الصفة ملتزمة صيغة المفرد مع الموصوف المثنى والموصوف الجمع والموصوف المؤنث والموصوف المذكر وكذلك الحال بين اسم الإشارة والمشار إليه.
    مثال ذلك :
    The good man embraced Islam .
    The good woman embraced Islam .
    The good men embraced Islam .
    The good women embraced Islam .
    • ومن ظواهر العربية المميزة العاصمة لها من الغموض أنها ترصد ألفاظا مختلفة للتعبير عن الضمائر التي تعبر عن ذوات مختلفة . ومن تلك ضمير:
    المخاطب المخاطبة المخاطبين المخاطبين المخاطبات
    أنتَ أنتِ أنتما انتم انتن
    الغائب الغائبة الغائبين الغائبين الغائبتان
    هو هي هما هم هن
    بينما تختصر هذه الضمائر بصورة مخلة في كثير من اللغات حيث يستخدم ضمير مخاطب واحد للدلالة على كل ذوات المخاطبين . ففي الانجليزية مثلاً يستخدم الضمير You ليعنى أنتَ ، أنتِ ، وأنتما ، وانتن وانتم . وبذلك يزيد احتمال حدوث الغموض المعنوي بصورة كبيرة جداً .
    • وإذا استصحبنا ظواهر القصور الأخرى في اللغة الانجليزية كعدم تطابق الذوات والصفات من حيث التذكير والتأنيث والإفراد والتثنية والجمع وعدم التطابق الكامل بين الفاعل وفعله ومحدودية الضمائر المستخدمة لطيف واسع من الذوات ، فان الغموض يكون أمرا حتمياً لا محالة :
    فالجملة التالية توضح هذه الدوامة الرهيبة التي قد يقع فيها مستخدم اللغة الانجليزية
    You saw the old school bus driver .
    والتي يمكن أن يكون لها عدة معاني فهي قد تعني :
    أنتَ رأيتَ سائق باص المدرسة القديمة - العجوز - القديم - القديمة
    أنتِ رأيتِ سائق باص المدرسة القديمة - العجوز - القديم - القديمة
    انتم رأيتم سائق باص المدرسة القديمة - العجوز - القديم - القديمة
    وأنتما رأيتما سائق باص المدرسة القديمة - العجوز - القديم - القديمة
    وجملة بسيطة مثل :
    I want you to come .
    قد تعنى :
    أريدك أن تحضر .
    أريدكِ أن تحضري .
    أريدكما أن تحضرا .
    أريدكم أن تحضروا .
    أريدكن أن تحضرن .

    <div style=text-align: center;><b><span style=font-family: Courier New><font size=4><a href=http://www.sultanqaboos.net target=_blank>موقع السلطان قابوس</a>
<a href=https://hmhaitham.om/ target=_blank><b><span style=font-family: Courier New><font size=4>موقع السلطان هيثم</font></span></b></a>
<a href=http://www.alrasby.net target=_blank>الراسبي نت</a>
</font></span></b>

</div>

  8. #8
    الصورة الرمزية ضيف المهاجر
    Title
    المدير العام
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    6,428

    رد: اللغة العربية ومكانتها بين اللغات المعاصرة

    الحلقة الأخيرة

    تميُّز اللغة العربية بثراء المفردات

    تتميز اللغة العربية بذخيرة ضخمة من المفردات . ولا يوجد مفهوم عرفه الإنسان معنوياً كان أو مادياً إلا وفي العربية مندوحة للتعبير عنه . فالعربية تذخر بثروة هائلة من المفردات وأضادها ومرادفاتها وتعبر عن الذوات المختلفة ولو كان فيها اختلاف يسير بألفاظ مختلفة . فالبرد والصقيع والثلج والجليد تعبِر عن أطوار مختلفة لمفهوم واحد . التبسم الضحك والقهقة ألفاظ مختلفة للتعبير عن حالات مختلفة لهذا الانفعال الوجداني . وكذلك الحب والوله والغرام والهيام. ثم هناك النظر والرؤية والبصر للتعبير عن أطياف مختلفة عن هذه الحالة الإدراكية المعقدة. كما يستخدم العرب مفردات غاية في الدقة للتعبير عن بعض الأشياء في حالات صيرورة مختلفة فهناك الحر والهجير والقيظ – وللحيوانات نجد البعير والجمل والناقة الحاشي وبنت الليون والحوري للتعبير عن أطوار مختلفة لهذا الحيوان الأليف.
    • بهذه الكفاءة وبهذا الثراء استطاعت اللغة العربية التعبير عن كل المفاهيم الإنسانية بدقة متناهية ووضوح وبيان . فعبرت العربية عن شرائع الإسلام كافة وعباداته وتعاليمه السامية وعن الحضارة الإنسانية والقيم والعلوم والفنون بصورة لم يسبق لها مثيل وانعكس ذلك إيجابا على ذهنية الأوائل الذين استخدموا هذه اللغة وفهموا مقاصدها وأبدعوا من خلالها نماذجاً من العلوم والفنون الراقية وحققوا نهضة علمية فريدة وترجموا كافة علوم الفرس والرومان والإغريق إلى العربية . فما ضاق صدر العربية الرحيب عن التعبير عن تلك العلوم .
    • وهكذا حفظت اللغة العربية تراثاً إنسانيا ثراً أفادت منه البشرية فيما بعد وبنت عليه نهضتها الحديثة ولولا العربية وحركة الترجمة التي شهدها العصر العباسي لضاعت تلك الثروة العلمية ولتأخرت البشرية قروناً عديدة .
    • وفي هذا المضمار ينبغي أن نذكر أن الحضارة العربية لم يقف دورها في نقل علوم السابقين من خلال ترجمتها للعربية كما يزعم البعض ولكن كان هناك إبداعا عربياً علمياً أصيلا تشهد عليه مكتبات أوربا المعاصرة .
    • ففي ألمانيا وحدها وفي جامعاتها توجد العشرات من مؤلفات الإمام جعفر الصادق وتلميذه جابر ابن حيان في الكيمياء وفي علم الفلك والرياضيات والأحياء والعلل
    الأسقام والأمراض والأِشربة والأبخرة والدهانات والتشريح .
    • وفي العصر الحديث قام علماء مصر المؤمنة الإجلاء في عصر محمد علي باشا بترجمة عدد غير قليل من علوم الغرب من حساب وهندسة وكيمياء وفيزياء إلى العربية واستخدمت العربية لتدريس تلك المواد في جامعات مصر العريقة . وقد أفاد العالم العربي كله من ترجمة تلك العلوم في مراحل تالية .
    • وحديثاً قامت سوريا بعمل جاد في تعريب العلوم الطبية وتبنت اللغة العربية لغة لتدريس تلك المواد في جامعاتها دون أن يؤثر ذلك إطلاقا على مستوى الطالب السوري أو الطبيب السوري إلا ايجابيا .
    • واللغة العربية والعلماء العرب والقدماء أسهموا مع غيرهم في تطوير كافة العلوم وبصماتهم موجودة في تلك العلوم وظاهرة للعيان حتى الآن . فجابر بن حيان صاحب علم الجبرة – والخوارزمي صاحب اللوقرزمات – وابن سيناء وابن رشد والفاربي وابن النفيس الذين تدرس نظرياتهم في ارقي جامعات أوربا وأمريكا كانوا قد قدموا نظرياتهم تلك بالعربية . وهناك مصطلحات بالمئات في علوم الطب تجد الأثر العربي فيها واضح حتى هذه اللحظة .
    فهناك على سبيل المثال مصطلح legamets وهي الالجمة والأنفلونزا وهي انف العنزة ، wrest أو الرسق syrub أو الشراب ومئات المصطلحات الأخرى المستخدمة الآن في عالم الطب والتي تشهد بان العربية والعرب لم يكونا على هامش الحياة العلمية في تاريخ العلوم والطب .
    • ومما يدهش المرء في مجال مفردات اللغة العربية ، أن كل لغات الدنيا تتقاصر عن التعبير عن مستجدات العصور المختلفة . أي انه كلما تطورت الأمم نجد لغاتها تضيق عن الإيفاء بحاجات هذا التطور مما يجعلها تضطر للاستلاف من اللغات الأخرى . إلا العربية فقد كانت وما زالت توفر ذخيرة لغوية تغني أهلها عن الاستلاف والتسول . واللغة العربية تملك من القدرات الذاتية ما يعينها على اشتقاق مفردات جديدة تعبر بها عن احتياجات العصر .
    فكل اللغات تضيق عن التعبير عن مستجدات العصور. واللغة العربية دائماً تحمل في طياتها أكثر مما تحتاجه الشعوب المتعاقبة .

    القيم الجمالية في اللغة العربية

    لم تقف قيم التميز في اللغة العربية على كونها لغة مكتملة مبنى ومعنى ولا عند تميزها بميزان صرف ذهبي ولا عند نحوها الذي يمثل قيمة إضافية تضمن العصمة من الخلط وغموض المعنى ولا عند سعة مفرداتها وثرائها اللغوي . ولكن اللغة العربية أيضا تحقق أعلى قيم الجودة الشاملة وذلك من خلال قدرتها في استخدام أساليب البيان والبلاغة والبديع لتقريب المعنى للأذهان وذلك عن طريق تجسيد غير المحسوس والتجريد وإثارة الصور الذهنية والعقلية والجمالية التي تعين على الإدراك والفهم والإمتاع معاً .
    • فاللغة العربية لا تقدم المعنى كاملاً فحسب بل تقدمه في صورة جمالية تسترعى الانتباه وتشد السامع وتحقق متعة التواصل ، وتحافظ على الذوق الرفيع والآداب المرعية . انظر إلى قوله تعالى ( وإذا لامستم النساء .... ) واللغة العربية الغنية بتشبيهاتها وكنايتها واستعارتها وصفاتها ومحسناتها البديعة تسمو بصاحبها إلى مراقي الكمال والجمال وتغذي الوجدان والعقل معاً وتكسر حاجز الرتابة فتحقق حاجة الإنسان العقلية والعاطفية والوجدانية والاجتماعية مجتمعة.
    • ثم إن مبدأ الأسلوبية الذي يتحدث عنه اللغويون المحدثون كثيراً هو مبدأٌ رعته العربية ورعاه مستخدموها الأوائل بدقة متناهية منذ عهود قديمة. وكان مبدأ خطاب كل بما يفهم مبدأ مرعياً أيضا والعربية معدة لذلك تماماً قادرة على القيام به دون تقصير .
    انظر قول بشار بن برد الذي وجد في العربية أساليب مختلفة يخاطب بها كلاً بما يفهم ويعقل فهو القائل :
    ربابة ربة البيت تصب الخل في الزيت
    لها عشر دجاجات وديك حسن الصوت .
    وهو نفسه القائل :
    إذا غضبنا غضبة مغرية هتكنا حجاب الشمس أو قطرن دما
    وحينما يخاطبه احد معاتبا على هذا الاختلاف الأسلوبي أن يا أبا معاذ مالنا نراك تضع الشذرة ثم تأتي وتضع إلى جوارها بعرة فيجيب بشار العارف بأسرار العربية انه يخاطب كلا بما يفهم .
    <div style=text-align: center;><b><span style=font-family: Courier New><font size=4><a href=http://www.sultanqaboos.net target=_blank>موقع السلطان قابوس</a>
<a href=https://hmhaitham.om/ target=_blank><b><span style=font-family: Courier New><font size=4>موقع السلطان هيثم</font></span></b></a>
<a href=http://www.alrasby.net target=_blank>الراسبي نت</a>
</font></span></b>

</div>

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML