السبت 22 جمادي الثانية 1431هـ . الموافق 5 من يونيو 2010م
خرجت العاصفة المدارية الناتجة عن الإعصار (فت) من أجواء السلطنة لتتجه إلى السواحل الباكستانية فيما يستمر تأثير السحب الركامية على البلاد اليوم بعد أن شهدت السلطنة أمس هطول أمطار غزيرة سالت على أثرها الأودية والشعاب لتحتجز السدود أكثر من 105 ملايين متر مكعب من المياه في حين تم تسجيل 3 حالات وفاة منذ بداية الأنواء كما تم إنقاذ عدد من الأشخاص حاصرتهم المياه كذلك انقطع التيار الكهربائي في عدد من الولايات نتيجة سقوط الأعمدة الكهربائية لتبدأ الجهات المختصة اليوم إجراءات لإعادة الخدمات لوضعها الطبيعي .. كذلك أوقفت السلطنة عمليات تصدير النفط والغاز حتى إشعار آخر.
وقالت المديرية العامة للأرصاد والملاحة الجوية في آخر بيان تلقته (الوطن) حتى مثول الجريدة للطبع إن آخر صور الأقمار الاصطناعية وخرائط الطقس تشير إلى تواجد مركز العاصفة المدارية في بحر عمان على بعد 46 كم من قلهات بولاية صور ويتحرك نحو الشمال الشرقي باتجاه السواحل الباكستانية.
وأضاف البيان أنه من المتوقع أن يستمر تأثير السحب الركامية الممطرة المصاحبة للعاصفة المدارية على المنطقة الشرقية ومحافظة مسقط ومناطق الداخلية والباطنة والظاهرة خلال اليوم وبذلك تستمر توقعات الأمطار الغزيرة مصحوبة برياح نشطة على تلك المناطق.
وأوضحت المديرية العامة للأرصاد والملاحة الجوية أن الأجواء لا تزال غير مستقرة وعلى الجميع أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وتجنب الأماكن المنخفضة ومجاري الأودية .. كما دعت الصيادين إلى عدم نزول البحر إطلاقا حيث إن ارتفاع الموج قد يصل إلى 4 أمتار في العمق وتنصح الجميع بمتابعة آخر المستجدات من مصدرها الرسمي.
وشهدت محافظة مسقط والمنطقة الداخلية والشرقية والباطنة والظاهرة والمنطقة الوسطى ومحافظة ظفار أمس هطول أمطار تراوحت بين الخفيفة والغزيرة مصحوبة برياح شديدة أدت إلى جريان الأودية والشعاب.
ونتيجة لهذه الأمطار احتجزت السدود أكثر من 105 ملايين متر مكعب من المياه حيث سجلت أجهزة القياس والرصد المائي التابعة لوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه أعلى معدل لهطول الأمطار في ولاية صور حيث بلغ أكثر من 439 ملم حسب رصد آخر القراءات مساء امس فيما سجلت تلك الأجهزة 117 ملم في ولاية مصيرة و102 ملم في ولاية دماء والطائيين و100 ملم في ولاية بدية و61 ملم في ولاية الحمراء و55 ملم في ولاية العامرات و40 ملم في ولاية السويق إلى جانب عدد من القراءات الأخرى التي سجلتها أجهزة الرصد المائي في الولايات التي تأثرت بالأنواء المناخية.
وتشير المصادر إلى إمكانية تغير تلك القراءات خلال الفترة القادمة وذلك نظرا لاستمرار هطول الأمطار.
وقد أدت الأمطار الغزيرة إلى تدفق عدد من الأودية والشعاب ووصول المياه إلى بحيرات السدود وفي هذا الإطار تشير البيانات التي تم رصدها من خلال أجهزة الرصد المائي الموجودة في السدود إلى امتلاء سد وادي ضيقة بولاية قريات والذي تبلغ طاقته الاستيعابية 100 مليون متر مكعب من المياه وقد فاضت المياه من فوق بحيرة السد كما بلغت كميات المياه التي احتجزها سد وادي الحواسنة/ بني عمر بولاية الخابورة 3.3 مليون متر مكعب فيما احتجز سد وادي الفليج بولاية صور 0.78 مليون متر مكعب وفاضت المياه من فوق مفيض السد واحتجز سد وادي الفرع بولاية الرستاق 0,152 مليون متر مكعب واحتجز سد وادي تنوف بولاية نزوى 0.68 مليون متر مكعب وقد فاضت المياه من فوق المفيض.
كما احتجز سد وادي مستل1 بولاية نخل 0.180 مليون متر مكعب واحتجز سد وادي مستل 2 بولاية نخل 0.07 مليون متر مكعب وقد امتلأ السد وفاضت المياه من فوق المفيض فيما احتجز سد وادي ثميد بولاية بدبد 0.10 مليون متر مكعب وتشير التقديرات إلى إمكانية ارتفاع كميات المياه التي احتجزتها السدود خلال الساعات القادمة وإمكانية وصول المياه إلى سدود أخرى وذلك نظرا لاستمرار هطول الأمطار وتدفقات الأودية.
وتؤكد وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بأن جميع السدود تعمل بكفاءة عالية في استقبال الكميات الكبيرة من مياه الأودية الجارية نتيجة للأمطار الغزيرة المصاحبة للأنواء المناخية وأن تلك السدود مصممة خصيصا لاسقبال أعلى كميات محتملة من مياه الفيضانات وهناك متابعة مستمرة من قبل المختصين للوقوف على آخر تطورات الأوضاع المائية في تلك السدود وذلك بالتنسيق مع اللجنة الوطنية للدفاع المدني.
وسجلت شرطة عمان السلطانية أول ثلاث حالات وفاة منذ بداية الأنواء نتيجة كمية الأمطار المتساقطة.
ففي ولاية قريات ومنطقة قلهات بولاية صور أدى حادثا ماس كهربائيين إلى وفاة وافدين اثنين و في ولاية ينقل بمنطقة الظاهرة توفي مواطن أثناء محاولته عبور وادي عنص عندما كان قادما من ولاية عبري و متجها الى ولاية ينقل مما أدى إلى جرف مركبته ووفاته بداخلها و قد قام رجال مركز شرطة ينقل بالتعاون مع عدد من المواطنين بانتشاله و نقله إلى مستشفى عبري المرجعي.
وتسببت الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح شديدة في نزول وجريان الأودية وأسفرت عن انقطاع التيار الكهربائي في عدد من الولايات بسبب تحطم الأعمدة الكهربائية كذلك جنوح سفينة في ولاية مصيرة كانت راسية.
كما ورد كثير من البلاغات من مواطنين حاصرتهم المياه بداخل منازلهم يطلبون نقلهم إلى مراكز الإيواء في ولايات محافظة مسقط والمنطقة الشرقية وقد تم نقلهم إلى مراكز الإيواء القريبة منهم.
ونشب حريق بمجمع كهرباء في محافظة مسقط (الغبرة) بالقرب من مسجد التوبة.
كذلك إنهار منزل في وادي بني خالد منطقة العافية ولا توجد خسائر بشرية .
وغمرت المياه منازل 200 شخص بولاية قريات وقد تحركوا إلى مركز الدفاع المدني بقريات و تم توجيههم إلى مدرستي فنس وضباب .
وانهار منزل بولاية جعلان بني بوعلي وتم إنقاذ قاطنيه ونقلهم إلى مكان آمن.
وتدهورت حافلة تابعة للنقل الوطني العماني بقرية الجفنين ما نتج عن إصابة 11 شخصا تم نقلهم بواسطة مركبات الإسعاف .
ونزلت جميع أودية ولاية العامرات ما قطع الشارع العام (وادي عدي/ العامرات).
وسجلت العديد من حالات مجازفة المواطنين للأودية في المنطقة الشرقية وقد تم إنقاذهم .
وتم إخراج 7 أشخاص من وادي عفا بولاية قريات وهم بصحة جيدة.
من جهة أخرى أعلنت السلطنة أمس توقف تصدير النفط والغاز إلى إشعار آخر ، وذلك بسبب ارتفاع أمواج البحر ووصولها لمستويات لا تسمح بإبحار ناقلات النفط وفق نظم الملاحة العالمية التي تمنع تحرك ناقلات النفط في مثل هذه الظروف.