بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على ما أولى وأنعم، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
أعضاء مجلس عمان الكرام ،،،
أيها المواطنون الأعزاء ،،،
ها نحن نلتقي مرة أخرى، بفضل الله وتوفيقه، في هذا الاجتماع السنوي، الذي نستعرض فيه معكم جوانب من مسيرة نهضتنا المباركة، التي شقت طريقها، بخطى ثابتة، نحو آفاق التنمية الشاملة، وسعت منذ بزوغ فجرها بعزم راسخ إلى فتح أبواب التطور والتقدم والرقي في مختلف مجالات الحياة العصرية، متيحةً الفرص المتكافئة لكل المواطنين دون تمييز أو تفرقة، لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم، ورؤية الآمال التي تجيش بها صدورهم حقيقة ماثلة أمام أعينهم، تثبتها وقائع حياتهم اليومية وما تم إنجازه من أجل تيسيرها وتطويرها خلال المرحلة المنصرمة وتؤكدها ما تستشرفه الدولة من أبعاد متنوعة للمستقبل، تعمل لخدمة المواطنين، وتطوير قدراتهم وزيادة خبراتهم ومهاراتهم، وإتاحة مزيد من الفرص لهم في مجالات العمل المتعددة، وذلك لكي يتمكنوا من تحقيق الكسب لأنفسهم وأسرهم ويساهموا في تنمية مجتمعهم.
وكما أشرنا في كثير من المناسبات فإن المستقبل المشرق المحقق للتقدم والنماء، والسعادة والرخاء لا يبنى إلا بالهمم العالية، والعزائم الماضية والصبر، والإخلاص والمثابرة. ونحن واثقون بأن أبناء وبنات عمان يتمتعون بقسط كبير من تلك الصفات السامية، يشهد بهذا ماضيهم، وحاضرهم، ونحن لا ريب لدينا بأنهم قادرون على بناء مستقبل سعيد بإذن الله.
أعضاء مجلس عمان الكرام ،،،
أيها المواطنون الأعزاء ،،،
إن مشروعات التنمية الشاملة ماضية في طريقها المرسوم في مختلف أرجاء البلاد، خاصة في مجالات البنية الأساسية، والصناعة والسياحة.
وإذا كانت الدولة هي التي تقوم بمعظم هذه المشروعات فإننا ندعو المستثمرين من مواطنين وأجانب، إلى المشاركة فيها بما يحقق الفائدة للجميع، وسوف يجد هؤلاء كل التسهيلات اللازمة.
أعضاء مجلس عمان الكرام ،،،
أيها المواطنون الأعزاء ،،،
لقد أولينا، منذ بداية هذا العهد اهتمامنا الكامل لمشاركة المرأة العمانية، في مسيرة النهضة المباركة فوفرنا لها فرص التعليم والتدريب والتوظيف ودعمنا دورها ومكانتها في المجتمع، وأكدنا على ضرورة إسهامها في شتى مجالات التنمية، ويسرنا ذلك من خلال النظم والقوانين التي تضمن حقوقها وتبين واجباتها، وتجعلها قادرة على تحقيق الارتقاء بذاتها وخبراتها ومهاراتها من أجل بناء وطنها، وإعلاء شأنه.
ونحن ماضون في هذا النهج، إن شاء الله، لقناعتنا بأن الوطن في مسيرته المباركة، يحتاج إلى كل من الرجل والمرأة فهو بلا ريب، كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السماوات، فكيف تكون حاله إذا كان أحد هذين الجناحين مهيضًا منكسرًا؟ هل يقوى على هذا التحليق؟!
وفي هذا المقام لا بد أن نشير إلى ندوة المرأة العمانية التي عقدت بسيح المكارم بولاية صحار، في أكتوبر المنصرم والتي خرجت بجملة من التوصيات باركناها واعتمدناها، ونعتقد أنكم تابعتموها، ومن بينها تخصيص يوم السابع عشر من أكتوبر من كل عام يومًا للمرأة العمانية، يبرز منجزاتها خلال عام مضى، ويلقي الضوء على إسهاماتها في خدمة مجتمعها، وينشر الوعي الصحيح بدورها ومكانتها، ويعزز تطلعاتها نحو المستقبل وهنا نود أن نوجه كلمة إلى المرأة العمانية ندعوها من خلالها إلى الاستفادة من كافة الفرص التي منحت لها لإثبات جدارتها، وإظهار قدرتها في التغلب على ما يعترض طريقها من عقبات.
أعضاء مجلس عمان الكرام ،،،
أيها المواطنون الأعزاء ،،،
لقد استضافت السلطنة في ديسمبر الماضي الدورة التاسعة والعشرين لقمة مجلس التعاون، وترأست العديد من اجتماعات المجلس خلال هذا العام، ولا يخفى على أحد أننا نسعى جميعًا
إلى تحقيق المزيد من العمل المشترك القائم على المصالح المتبادلة لما فيه خير شعوبنا ومنطقتنا.
إن سياستنا الخارجية معروفة للجميع، وهي مبنية على ثوابت لا تتغير، قوامها العمل على استتباب الأمن والسلام والسعادة للبشرية كافة.
ربنا عليك توكلنا، فاكتب لنا التوفيق والنجاح في أعمالنا وهيئ لنا من أمرنا رشدًا، فأنت نعم المولى ونعم النصير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وفقكم الله وكل عام وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".