السيد الحسني يحذر قبل عام
-من المتوقع ان مصانع الضلال في أي مكان ان تدعم شخصا او عنووانا ما لاعطاءه الاجتهاد وتصوره على انه مجتهد او على انه مرجع او على انه اعلم وحينذاك تبدأ الطامة في قبول او رفض ذلك الفقيه اذ ان الاعلام سيكون له الدور الفاعل في التصعيد من شخصيته وسط غياب الاخذ بالدليل والاثر العلمي وانما التاثر للعواطف وللاعلام والبهرجة ومايقال ويكتب ويعلن عنه في الصحافة والاعلانات ، وبامكان ان يصدق الناس لا اقول كل الناس بل نسبة كبيرة بتلك الدعاوى وتلك الاحرافات لكننا فلنقرأ هنا التقييم العلمي والمنطقي والعلاج لكل الدعاوى التي تظهر سواء من ملك الدليل بحق او المدعي الضال المضل فالمقياس والقانون واحد لاثبات اهل الحق وتمييز اهل الباطل ولنأخذ تطبيقات عملية من كلام السيد الحسني دام ظله الشريف

1- عندما يكون الكلام في الاعلم وعنتحديد وتشخيص الاعلم , فانه يعني وجود اكثر من طرف أي اكثر من عالم نريد المقارنةوالمفاضلة بينهما او بينهم و معرفة من هو الأعلم ,فإننا نسأل ونبحث عن الطريقةوالوسيلة المناسبة الصالحة للمفاضلة و الترجيح كي نكون بريئي الذمة امام الله تعالىمجده وجل ذكره .
2-
الخطوة الأولى إننا نبحث عن آثار كل عالم منهم , فالعالمالذي لايمتلك الدليل والاثر العلمي فانه لا يدخل في هذه المناقشة والمفاضلة ([1]) وعليهلا يصح القول (( ان من أكمل دورة اصولية يكون ارجح او اعلم ممن لم يكمل دورةاصولية)),([2])لان هذا القول يمكن الطعن به كبرويا وضغرويا ,
أما الكبرى :
فلانهليس (( كل من اكمل دورة اصولية يكون اعلم ممن لم يكمل دورة اصولية )),
وذلكلأنه ينقض على القول :
أ- بأنه لو أكمل زيد (مثلا) دورة اصولية لكنه لم يفهمشيئا اصلا او انه فهم (25%) من المطالب والبحوث الاصولية , وفي المقابل اكمل خالدفقط نصف الدورة الاصولية لكنه فهم المباحث التي حضرها بنسبة (100%) وهذا يعني انهفهم (50%) من مجموع المباحث الاصولية,وفي مثل هذا الفرض لايوجد عاقل يقول ان(زيدا) اعلم من (خالد) ,
ومعرفة وفهم المطالب الاصولية وعدمها يعرف من الاثار والادلةلكل عالم , فصاحب الاثر والدليل الاصولي التام بالتاكيد هو ارجح من الآخر الذي لاأثر له او كان اثره ودليله غير تام ,وتكون المسألة أوضح وأجلى , فيما اذا اصدرالاول اثرا ودليلا وتحدى به الثاني( الذي اكمل الدورة الاصولية ) وطلب منه الردعليه وابطاله, لكن الثاني بقي ساكتا ولم يحرك ساكنا والاكثر وضوحا وجلاء عندما يصدرالثاني اثرا ودليلا يتحدى به , فيتصدى الاول ( الذي لم يكمل دورة اصولية) للاثروالدليل فيبطله جملة وتفصيلا فلم يبق للثاني اي اثر ودليل.
ب – وينقض عليها فيمالو ان زيدا اكمل دورة اصولية عند عالم كانت كل او جل مبانيه الاصولية غير تامةومردودة وباطلة , وكان خالد قد حضر واكمل فقط نصف دورة اصولية عند عالم مبانيهالاصولية كلها او جلها تامة وصحيحة ,
اما الصغرى : فيمكن مناقشتها بوجوه منها :
ان اكمال الدورة الاصولية , لا يشترط فيها حضور درس الاستاذ مباشرة وسماع البحثمنه بالمشافهة , بل يمكن ان يكون (مثلا ) بالمراسلة باي وسيلة كانت, او يكون بسماعالتسجيل الصوتي للبحوث, او يكون بالاطلاع على البحوث الاصولية المطبوعة , ونحوها.
1-
وإتماما للنقطة السابقة لابد من الالتفات الى ان مجرد الادعاء الشخصيعلى اكمال دورة وعلى فهم المطالب والبحوث ومعرفتها فان هذا الادعاء المجرد لا يفيدفي مقام حلبة المنافسة والمفاضلة بين العلماء فلابد من الدليل والاثر العلمي .
قلنا إن الخطوة الأولى هي البحث عن الاثر والدليل لكل عالم ,
والخطوةالثانية هي المقارنة و المفاضلة والترجيح ,
فهل يحصل عندنا اليقين بترجيح احدهمعندما نحضر ونشاهد ونسمع المناظرة والنقاش بينهما مشافهة في مكان خاص او عام عقد مناجل هذا النقاش والحوار والمناظرة ..... او عندما نحضر ونشاهد ونسمع المناظرةوالنقاش بينهما مشافهة خلال الدرس والبحث وكما يحصل بين الأستاذ وطلبته , او عندمانستمع الى تسجيل صوتي لأحدهم ونستمع الى تسجيل صوتي لآخر يرد على الاول ويناقشمطالبه ومبانيه ويبطلها وهكذا نستمع للاول مرة آخرى اذا كان عنده ما يرد به علىالثاني ويدافع عن مبانيه ويثبت تماميتها وهكذا .... او عندما نطلع على بحث اصوليمطبوع لاحد العلماء ونطلع على بحث آخر مطبوع لآخر وكان فيه رد على الاول وابطاللمبانيه , ثم نرجع للاول لمعرفة ردوده على الثاني ومناقشاته ومبانيه وهكذا ,
اذنالكلام في الوسيلة التي نرجح فيها اطروحة واثر ودليل احد العلماء على غيره , بغضالنظر عن اسمها وعنوانها مناظرة او محاججة او مجادلة او مباحثة او مناقشة او غيرها , واذا ثبتت عندك ارجحية اطروحة ودليل واثر احد العلماء على الاخرين ولو بنسبة ( 1%) فتكون اطروحة هذا العالم هي الحجة والتي فيها ابراء الذمة .
3-
وللتأكيد علىما ذكرناه في نهاية النقطة السابقة , اقول ان الكلام والمفاضلة والمقارنة والترجيحليس بين المعصومين (عليهم السلام) وبين غيرهم بل هي مفاضلة بين اشخاص قاصرين مقصرينعاصين مذنبين ولهذا يكفي في الحجية لاحدهم ترجحه على الآخر ولو بنسبة (1%) , وعليهفلو دخل احدنا في نقاش ومناظرة وحوار مع خصم وذكر عدة ادلة , وانتخب الخصم احدالادلة وناقشه وعلق عليه ولنفرض ان مناقشاته وتعليقاته تامة ومبطلة لذلك الدليلالذي ذكرناه فانه في مثل هذه الحالة يسقط فقط هذا الدليل عن الحجية اما باقي الادلةفهي تبقى على حجيتها مادام لم يتبين الخلاف , فالمفروض اننا نرجع ونناقش ونناظرالخصم ونحاججه بباقي الادلة حتى لايشتبه ويتوهم الخصم ( او من يطلع على المناظرةوالنقاش) ويتصور ان الغلبة للخصم وان دليله تام.
4-
في كل مناظرة ومناقشةومحاورة ومجادلة ...... لابد من الاحاطة المناسبة في ظروفها واحوالها وغرضهاوثمرتها ولابد من كشف و معرفة شخصية الخصم واسلوبه وغرضه , وعلى ذلك عليك انتخابالاسلوب المناسب للحوار والنقاش والجدال والمناظرة , فالاسلوب يختلف من قضية الىآخرى ومن وقت الى آخر ومن مستوى الى آخر , وكشف تناقضات الخصم ومغالطاته ضروري جدافي الالزام والحجة , ولابد من الالتفات الى الجهة التي يمكن ان تتأثر بالمناظرةوالمناقشة والجدال فكما يمكن ان يتاثر الخصم المناظر والمناقش ... وكذلك يمكن انيتاثر المتفرج والمستمع سواء كان من اصحابك والمعتقدين بما تعتقد به ام كان مناصحاب الخصم والمعتقدين بمعتقده ام كام من غيرهما , والخصم يمكن ان يكون غرضهالتاثير على اصحابك , كما يمكن ان يكون غرضه التاثير على اصحابه او غير ذلك.
5-
الثابت والواضح ان الراد على الله (تعالى مجده وجّـل ذكره) وعلى رسوله (صلى اللهعليه وآله وسلم) وعلى الامام المعصوم (عليه السلام) , فهو من اعداء اهل البيت وجدهمالمصطفى (عليهم الصلاة والسلام) , وهو من المشركين لانه اطاع واتبع وعبد هواه ونفسهالأمارة وقرينه الموسوس وابليس اللعين,والثابت أيضا إن الراد على العالم الفقيه حجةالامام ونائبه بنص الامام (عليه السلام) هو راد على الامام (عليه السلام) وعلى جدهالمختار(صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله) وعلى الله (تعالى مجده وجل ذكره) وهو منالمشركين ,والقدر المتيقن من الرد هو الرد على الفقيه الاعلم , وهذا ما يعتقده علىالاقل احد طرفيالمناقشة والمحاورة والمخاصمة والمجادلة مورد الكلام في منتدىالمركز الاعلامي .
6-
دعاوى كثيرة وكثيرة , فدعاوى الاجتهاد كثيرة , ودعاوىالاعلمية كثيرة , ودعاوى النيابة الخاصة والعامة كثيرة , ودعاوى الإمامة والمهدويةكثيرة , وكذلك دعاوى النبوة كثيرة , وهذا ما يحصل ألان وسيحصل لاحقا , فكيف نميّزبين الحق والباطل ؟ وكيف نميّز بين الصادق والكاذب ؟
والجواب بيّنه الشارعالمقدس واسسه واحكمه ورسخه في الاذهان والنفوس وهو المحاججة والمجادلة والمحاورةوالمناظرة , والذي نعتقده ونتيقنه ان كل ما أسسه وذكره الشارع المقدس في القرآنوالسنة وما جعله من مدركات العقل , اقول كل ذلك يصب من اجل المجادلة والمحاججةوالمناظرة الحقيقية الصادقة الحقة الالهية التي يدعوا اليها الامام المنتظر بقيةالله(عليه الصلاة والسلام) وهو ينادي (( .... فمن حاجّني ...)) , انها المحاججةوالمناظرة الكاملة التامة الشاملة المقدسة وعليها تتم الحجة والبيان وتؤسس دولةالعدل والإحسان ,وعندما يختلط الأمر على المسلمين عموما وعلى اتباع مذهب الحق خصوصا , اقول عندما يختلط الامر عليهم لكثرة دعاوى الامامة والمهدوية , فهل نترك الجميعونرفض الجميع ونفسّق ونكفّر الجميع ؟, او نقول ان المكلف مخيّر في اختيار واتباع أيمن المدعين ؟, فهل ان علماء الامة وفقهاءها ورموزها الدينية يوجّهون الناس ويفتونلهم ويلزموهم ترك الجميع او اختيار من تشاء , تحت حجة ودعوى ان المحاججة والمناظرةغير شرعية لعدم وجود رواية تشير لمشروعيتها ؟! او لوجود رواية على عدم مشروعيةالمحاججة والمناظرة بين علماء المذهب ؟! او ان المدعين لم يكملوا دورة اصولية ؟! اوانهم غير معروفين في الحوزة ؟! او ان اتباعهم قليلون ؟! او ان اموالهم قليلة ؟! اوانهم لايملكون الشياع بين الناس ولابين الفضائيات ووكالات الاعلام والانباء ؟! اواننا نحتاج الى من هو اعلم من الجميع حتى يقيّم المحاججة والمناظرة ويحكم بارجحيةودعوى صاحبها على غيره ؟! او ان المحاججة والمناظرة فيها مفسدة ؟!



[1] - فلو افترضنا ان متصديا تصدى اعلاميا على انه مجتهد او على انه مرجع ولايملك أي اثر يثبت ذلك مجرد دعاوى واقاويل فمثل هذا يقصى من المفاضلة من البداية لاننا نريد ترجيح بين اثار فمن لايمتلك اثار فكيف نرجحه على غيره او نرجح غيره عليه وهو لايملك شيئا أي كيف لنا ان نرشحه

[2] - لان القياس ليس طول الدورة او مدتها او قصرها وانما المقياس هو مقدار الفهم لتلك الدورة او النسبة من الحضور في الدورة فقد يدعي شخص انه اكمل دورة او دورتين ...!
لكن ا الفائدة اذا كنت اما لا تملك اثرا يدل على انك فهمت من الدورة شيئا او انك اظهرت اثارك فثبتت لدى الجميع انها لا تساوي شيئا بل انها تعني شيئا انك لم تفهم شيئا من مطالب تلك الدورة التي ادعيت حضورها