الموضوع: إصدارات عمانية مهمة في معرض مسقط الدولي الرابع عشر

إصدارات عمانية مهمة في معرض مسقط الدولي الرابع عشر
المشاركون: تنظيم جيد والإقبال كمي ونوعي

استطلاع - يحيى الناعبي
معرض مسقط الدولي للكتاب الذي زاره في العام 2008 م حوالي 800 ألف شخص باحث عن معرفة ترى كم سيسجلون هذا العام؟ حيث تعيش مسقط هذه الأيام واحدة من أبرز الفعاليات التي غالبا ما يكون لها، دورها الملموس والشمولي في زيارته، حيث سنويا يتزايد العدد بالنسبة لزواره، نظرا لأهميته وضرورته لدى الانسان العماني معرفيا وبحثا، وهذا من خلال الاستطلاع الذي حاولنا فيه عمل مقارنات بين الأعوام الماضية وهذا العام، وكذلك بحسب المؤتمر الصحفي مع مدير عام الثقافة خالد بن سالم الغساني، في هذا العام تزايدت نسبة المشاركين من دور النشر، سواء على مستوى المشاركات الدولية أو المحلية، إضافة على العديد من المؤسسات الرسمية والتي تعتمد في بعض أقسامها على البحوث والدراسات وهذا دليل مشهود على ما يحدث من تطور في الفكر المحلي ومحاولات الاستمرارية في مواكبة التطور العلمي من الداخل دون الاعتماد على النظريات والبحوث المقدمة من الخارج، وليس لها صلة بالواقع المحلي وقد سلطنا الضوء في هذا الاستطلاع على ثلاثة محاور رئيسية، تعتبر أساسية لقراءة الأيام الأولى للمعرض، من حيث معرفة آراء دور النشر في موضوعة تنظيم المعرض والتسهيلات المقدمة من قبل لجنة التنظيم، كونها احد أسباب القبول أو العزوف عن المشاركة، كذلك قراءة مشهد المتابعة والشغف إلى الحضور مع الأيام الأولى للمعرض فيما إذا كان ملموسا حضور الجمهور المتزايد أم اقل من الاعوام السابقة، كذلك حول أهم الاصدارات الحديثة عند دور النشر وخصوصا، الدور الرئيسية والتي لها باع طويل في مشاركاتها المستمرة في معرض مسقط الدولي للكتاب منذ أعوام طويلة وكذلك بعض دور النشر التي حضرت السنوات القليلة الماضية .
بداية حدثنا نوفل صالح من دار الجمل الصادرة بألمانيا والتي تعتبر من أهم دور النشر التي واظبت على المشاركة سنويا وأيضا لدورها الكبير في انتقاء الكتب الجيدة والمفيدة للقارئ، وكذلك اهتمامها لطباعة أهم الكتب المحلية والتي يمتلكها الشاعر العراقي المعروف خالد المعالي، حيث يقول صالح برغم انني أول مرة ازور فيها السلطنة، إلا انني سعدت بالتسهيلات التي احتضنتنا بها اللجنة المنظمة وبتجربتي في معارض كثيرة وجدت أن معرض مسقط وفر لي الكثير من المصاعب واختصر الكثير من الإجراءات البيروقراطية التي كثيرا ما نواجهها في معارض مختلفة في الوطن العربي، وحول الاقبال الجماهيري ذكر انه معقول بحكم زمن اليوم الأول والذي جاء مع بداية إجازة الاسبوع، كما انه استعرض لنا بعض الاصدارات حديثة العهد والتي جاءت ضمن مجموعة عديدة من المؤلفات، من بينها مؤلف محقق ولأول مرة لديوان ابن الحلاج، وأيضا هناك كتاب «جماليات النص القرآني» لنفيد كرماني، وكذلك كتاب لجوزيف فان اس «علم الكلام والمجتمع» في القرنين الثاني والثالث للهجرة.
أما محمد علي مندوب دار مدبولي الشهير بجمهورية مصر العربية، والتي لها حضور عربي كبير، وهي من أوائل دور النشر العربية المشهود لها بإيصال الثقافة العربية إلى القارئ في مختلف الدول العربية، وهي المكان الذي يقصده المثقف العربي لرؤية الجديد والنادر في عالم الثقافة العربية، وبرغم مشاركاتها المتقطعة في معارض مسقط للكتاب، إلا أنها دائما ما تكون مشاركاتها ضمن دور نشر أخرى رسمية وحضورها مستمر كمؤلفات، يقول محمد: سعدت كثيرا بتنظيم المعرض وكيفية التعامل وكذلك أركان المعرض التي سعت من خلالها اللجنة في تخصيص الأماكن المناسبة لدور النشر المشهورة، حتى تكون بين أنظار الزوار، كما انه على مستوى نقل الكتب، لم يكن هناك صعوبات، حيث تم تسهيل كافة وسائل النقل وترتيبها بشكل مرضى تماما، وبحسب حديثه على خلاف ما سمع من المشاركين في دورات سابقة حول الاخفاقات والصعوبات التي يواجهها الناشر من حيث التنظيم، كما انه لاحظ من خلال زياراته السابقة ان نسبة الزوار افضل من المرات القادمة، وهو يوحي ان هناك من يتطلع إلى الكتاب، بلهفة كون المعرض سنويا، كما اشار الى ان الانتقاء يوحي إلى الإدراك التام إلى نوعية الكتب المطلوبة والمتخصصة، دون العشوائية فسابقا كنّا نلاحظ ان الزائر ينتقي الكتب دون رابط ولم يكن هناك من سؤال ولكن ما ألاحظه في الفترات الأخيرة هو السؤال عن كتب بعينها والاستفسار عن مؤلفين معينين وهذا يدل على أن هناك متابعا جيدا وقارئا متخصصا، وباحثا مركّزا يعي ما يسأل عنه، أما عن الكتب التي صدرت مؤخرا وهي كثيرة جدا طبعا لمكتبة مدبولي، وقد استعرض لنا كتبا ذات طابع تاريخي وديني من بينها كتابا للدكتور العماني سالم بن هلال الخروصي حول الفكر السياسي عند الاباضية والزيدية وكذلك كتاب حدود الجزيرة العربية «قصة الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء» لمؤلفه وليكنسون وترجمة مجدي عبدالكريم، كما أن هناك مؤلفا من ثلاثة أجزاء حول تاريخ اليمن.
كما قدم إياد حسن من دار الفرقد انطباعا جيدا حول التنظيم، وانه أفضل من السنوات الماضية من حيث السهولة في التعامل، أي انه دائما ما تكون هناك تسهيلات مستمرة ولكنها تتغير مع كل عام بحسب تغيير طريقة التعامل نحو الأفضل، وتحدث عن إقبال الزائر، على انه أفضل نوعا ما من الأعوام الماضية وعلى كل فالتزايد مستمر سنويا وأيضا هناك من يتمتع بالنوعية من حيث الاختيار ،وقد استعرض مجموعة من الكتب العمانية كإصدارات حديثة من بينها عمل للمسرحية آمنة الربيع بعنوان «المحب والمحبوب» وللقاص أحمد الزبيدي بعنوان «إعدام الفراشة» كذلك هناك عمل للشاعر زهران القاسمي بعنوان «أغني وأمشي»، كما تحدث عن كتاب اعتبره مهما للقارئ على أن يطلعه وهو كتاب « بؤس البنيوية (الأدب والنظرية البنيوية) لمؤلفه ليونارد جاكسون وترجمة ثائر ديب.
أما عن دار الساقي وهي من دور النشر المعروفة عربيا، فقد أبدى حسن فواز ملاحظته حول الركن الذي اختير للدار وتناسبه مع دار نشر مستمرة الحضور سنويا في معارض مسقط الكتاب مبديا استياءه من التوزيع موضحا ان هناك مزايدة في الأسعار من حيث المواقع، ولكنه تحدث عن أن التنظيم جيد منذ الوصول، وكعادة اللجنة المنظمة في محاولاتها المستمرة لإنجاح المعرض وتبسيط كافة المعوقات، وهو يشيد كثيرا بالإقبال من القارئ، وخصوصا ان علاقة الدار بالاديب العربي عموما والعماني خصوصا كبيرة ومتجذرة عبر الإصدارات التي نشرتها دار الساقي، وحول الإصدارات التي اختارها فواز للقارئ كونها حديثة وضرورة الالتفات إليها هي كتاب «مصر ضد مصر» لدلال البزري، وكتاب «حروب كلامية« لمأمون فندي وكتاب «تاريخ القراءة» لآلبرتو مانجويل وكتاب «سقوط المحرمات» لوطفاء حمادي، وكتاب «الإسلام والتحريم النفسي» للتونسي رجاء بن سلامة.
بينما أبدت دار إتحاد كتّاب العرب والتي اشتركت معها دار أرسلان، اعجابها بالتنظيم، برغم ضيق المساحة والضغط الذي لاقاه الناشرون في المكان من حيث السعة، حيث أن كثرة دور النشر المشاركة قلّصت من المساحة المتاحة لدور النشر، وبالتالي يطالبون بإعادة دراسة هذا الوضع في المعارض المقبلة وهم كما تعودوا على التنظيم الجيد من قبل معارض الكتاب السابقة في السلطنة، وقد حدثتنا عبير عقل المندوبة للدار، ان أكثر من 100 عنوان جديد في مختلف العلوم والمجالات، ومن بينها إصدار للأكاديمي العماني بجامعة السلطان قابوس الدكتور عبدالله الكندي بعنوان «تغطية الصحافة العربية للحروب « رؤية إعلامية حول التغطيات، كما أن هناك كتاب « إستمالة العاطفة « لأحمد عبدالمجيد، وكتاب« أزمة نظام الراأسمالية والعولمة في مأزق« للدكتور عبدالحي زلوم، وكتاب «مذكرات بغداد منذ عام 672 م وحتى 2007 م« لجميل أبو طبيخ، ومن حيث الكتب الأدبية فهناك الكثير من بينها «المنامات في الموروث الحكائي العربي» وكتاب «التعليم على العمل» للدكتور عيسى الأنصاري .
وكان لنا لقاء مع فدوى البستاني من دار البستاني للنشر والتي أبدت إعجابها بمسألة التنظيم وكذلك من حيث أجنحة المعرض وترتيبها بصورة أفضل عن الأعوام الماضية، كما أن الإقبال جيد مقارنة بالأعوام الماضية، وكذلك مع تزامن أيام المعرض الأولى بالإجازة الاسبوعية والتي دائما ما يكون فيها اغلب القاطنين في العاصمة مسقط، ذاهبين إلى ولاياتهم ومدنهم الأخرى، وهي ترى ان الزائر كثير الحرص في انتقاء كتبه بعناية، وقد عددت لنا مجموعة من الكتب والإصدارات الحديثة من بينها كتابان مهمان للكاتب المصري محمد جبريل وهما كتاب (كوب شاي بالحليب) وكذلك «دراسة حول سقوط دولة الرمل»، كما أن هناك رواية جديدة لرأفت الميهي بعنوان «هورجادا.. سحر الشرق» بالاضافة إلى مكتبة من المؤلفات لعالم الأطفال وأيضا كتب مهمة لذوي الإعاقة.
وأخيرا حدثنا عمر توفيق من دار العالم العربي بمصر، عن انطباعه الجيد حول التنظيم، ولم تتوان اللجنة المنظمة عن بث التعاون مع دور النشر، وكذلك عبر عن إعجابه بالزائر العماني برغم تجربته الثانية في معرض مسقط الدولي للكتاب، إلا أن هناك من هو متابع للكتاب بصورة صادقة وبمضامين بحث حقيقية نحو المعرفة، ومن بين الكتب التي استعرضها توفيق هي عن الحربين العالميتين الأولى والثانية وكذلك كتاب «شمس الله تشرق على الغرب».