المحطــة والخريف
ضمور أصاب قلبي
ذبلت شراييني
جقت عروقي
وتجمد دمي بأوردتي
حل الخريف
ونال الجفاف من شجرتي
هجرتها عصافير الحب
تساقطت الأوراق
وشرعت أغصانها العارية
تقبل تلك الغيوم الباردة
بلونها الرمادي
وتتلاعب بها رياح صفراء
بصفيرها المؤلم
وأنا مازلت في المحطة
أراقب خطواتها المتباعدة
وقد رافقها الدفء
ورحلت معها شمس يومي
حتى هدوء عمري
وبقي لي ذلك الوسام
موشوما على صدري
يوم لامسته حرارة نهديها
وقالت إنه وسام الحرية
فأنت من حررني من أسري
وأيقظ براكين جسدي
وتلذذ بشهدي وعسلي
وثمل من خمر عنبي
ومازالت تبتعد
والرياح تذروا خلفها
حبيبات الطين
فتسد فاه الفراغ بيننا
وتبقى صفارة القطار
تدوي في المحطة
وشعوري بأنفاسها تحرق عنقي
وأناملها تجفف عرقي
وتداعب شفتي
وأنتظر معجزة أو بصيص أمل
ربما يتعطل القطار
أو تكون طريقه كروية
فيعود إلى محطتي
وتعود معه لتغرق في صدري
لكن عصافير الحب
غادرت شجرتي
وتبعت خلفها الدربِ
وتكسرت أنا كالجليد
وذابت شظاياي
هائمة مع إنحدار سكة الحديد
لا تعلم إلى أين تسيل
ربما تعود إلى سريري
لتتعطر من رائحتها
التي مازالت عالقة في أرجاء غرفتي
على وسادتي
ومنشفة وجهي
هل هذا قدري يا سيدتي
ووعدك للبقاء في مجرتي
إنها كذبة
من آلاف كذباتك
ووعد من مئات وعودك
أتذكرين يوم قابلتكِ
وبين أضلعي أويتكِ
وقرأت لكِ ما كتب على جبينكِ
فقلت لي أنني أهذي
من حرارة اللقاء
و الآن قد أدركت وأدركتي
أنه ليس هذيان
بل هو العنوان
فأنت من دائما تنقلتي
ولغير حضني قد أشتقتي
فهنيئا لكِ بما اخترتي
وهنيئا لي بكِ خائنة
لحياتي قد هجرتي
همســة : محطات الحب كثيرة ... وأنا مازلت ألازم محطتي
الغيــــــث