النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: المجاهد القسامي الشهيد "صابر أبو عاصي"

  1. #1
    الصورة الرمزية جعفر الخابوري
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    07- 2004
    العمر
    54
    المشاركات
    882

    المجاهد القسامي الشهيد "صابر أبو عاصي"

    المجاهد القسامي الشهيد "صابر أبو عاصي"

    "كنت أخبز الخبز وبجانبي إخوته الصغار.. عبد الله وإسراء، وعندما أراد صابر الخروج وودعني وطلب مني الدعاء له وودعته وكان آخر ما سمعه مني (الله يرضى عليك يا صابر)، ثم أخذت أردد أحب أنشودة لديه وأقول: زفوا الشهيد وخلوا الزفة عَ السنة..الله الله.. ثم انتقلت إلى أنشودة أخرى تقول: "حبيبي يما من وين أجيبه... راح ويا خوفي يما يكون اسلاحهُ في إيده" وبينما كنت أردد تلك هذه الأنشودة أحسست بفراقه.. وعندما سمعت الانفجار عصراً أحسست أن أحداً من أحبابي قد استشهد.. فسجدت لله سجود شكر وعرفان بالمنة التي منّ الله بها عليّ، ثم طرق ابني باب البيت وأخبرني باستشهاد صابر فحمدت الله واسترجعت وصليت لله ركعتين حمداً له بأن قبل مني هذه الهدية البسيطة، ودعوت الله أن يلحقني وإخوته به في الجنة إن شاء الله رب العالمين"، تلك كانت كلمات أم المجاهد القسّامي الشهيد صابر أبو عاصي حين كانت تصف لنا مشاعرها لحظة تلقيها نبأ استشهاد ابنها صابر.

    الميلاد والنشأة
    ولد صابر محمد ناصر أبو عاصي في 23/3/1983 لأسرة متدينة في حي الزيتون بمدينة غزة، تربى صابر منذ نعومة أظافره على حب المسجد وعشق الصلاة وقراءة القرآن، ووهبه الله عقلاً نيراً وجسداً متيناً وقلباً طاهراً ودوداً يحب الجميع ولا يكره أحد، وتلقى تعليمه الأساسي في مدرسة خاصة، ثم أكمل المرحلة الإعدادية في مدرسة الإمام الشافعي والمرحلة الثانوية في مدرسة الكرمل الثانوية للبنين، وأخيراً أنهى صابر تعليمه الجامعي وحصل على شهادة الدبلوم في تخصص برمجة الحاسوب من كلية علوم المجتمع المهنية والتطبيقية قبل عام فقط من استشهاده، وعمل بعدها في إحدى الشركات.
    تربى صابر منذ صغره على حب الإسلام والعمل له، مما جعله محبوباً من جميع أهله و أصدقائه خاصة وأنه متفتح العقل مرح وودود.
    وكما كل أبناء فلسطين فقد تربى صابر منذ صغره على حب الجهاد والشهادة وعظم أجر الشهيد، فكان منه أن تمسك بالجهاد وانتظر الشهادة بشغف وصبر حتى اصطفاه الله شهيداً نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد.

    الانتماء لحركة حماس
    التزم صابر بأداء جميع الصلوات في مسجد الفاروق القريب من بيته في حي الزيتون، وبرز في نشاطات الأشبال في المسجد أثناء انتفاضة المساجد الأولى عام 1987، ولحبه للعمل في سبيل الله كان يشارك إخوانه في الكتلة الإسلامية (الذراع الطلابي لحركة حماس) في كل الفعاليات والأنشطة في المدرسة وفي الجامعة الإسلامية بغزة كذلك.
    ومع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 انطلق صابر مرة أخرى بعزيمة وصلابة وقوة إيمان، ونشط في صفوف حركة حماس، وما لبث أن التحق بصفوف الجيش الشعبي التابع للحركة -قبل أربعة أعوام- مجاهداً ومرابطاً على الثغور المقدسة في أطراف حي الزيتون بالقرب من مغتصبة "نتساريم".

    عضو "وحدة التصنيع"
    وقبل عامين اختارته وحدة التصنيع في كتائب الشهيد عز الدين القسام ليكون أحد جنودها، وهي وحدة لا تضم في صفوفها إلا رجالاً يحملون مواصفات خاصة.. وعمل صابر مع مجموعة من المجاهدين في صناعة صواريخ القسام تحت قيادة الشهيد القسامي القائد نضال فرحات، وانتقل بعد استشهاده إلى العمل مع الشهيد القائد مهدي مشتهى وأخيراً عمل مع الشهيد القائد عادل هنية الذي استشهد معه في عملية الاغتيال الصهيونية الجبانة.
    وعمل صابر مع الكثير من الشهداء في هذه الوحدة أمثال الشهيد القائد تيتو مسعود و الشهيد القائد سهيل أبو نحل والشهيد القائد ناصر أبو شوقة والشهيد المجاهد صلاح الحية والشهيد خميس أبو عصر الذي سبقه للشهادة بفترة ليست بالطويلة.
    وقد شارك الشهيد في عمليات إطلاق صواريخ القسام وقذائف الهاون على المغتصبات الصهيونية في قطاع غزة، ولكنه كان يطالب بأن يشارك في عمليات التصدي للاجتياحات والتوغلات، وهو ما كان محظوراً على وحدة التصنيع لحساسية أفرادها وخطورة عملهم.

    ووصفه أحد أصدقائه في العمل الجهادي بـ "السري" و"الكتوم" وهو ما دفعه (قبل أشهر من استشهاده) للتردد قبل أن يحمل سلاحه الشخصي المسدس حتى لا يكشف أمره، رغم أنه معروف لدى قوات الاحتلال بسبب مراقبتها للعديد من القادة الذين عمل معهم، وهو ما كان يجعله ينتظر الشهادة في أي لحظة وقد كان له ذلك.
    تقول أمه: "كنت أدعو له ولإخوانه المجاهدين أن يكرمهم الله بالشهادة وها قد اصطفاه الله لها ونالها"، وتضيف "لم أر وصيته ولكني عايشتها فقد كان دائم الطلب مني أن أفرح لاستشهاده ولا أجزع عند فراقه وكان يوصيني أن أعلم إخوته القرآن الكريم".

    فاكهة البيت
    خلال لقاء جرى مع أهل الشهيد وأصدقائه لم يكفوا عن وصفه بفاكهة البيت لمرحه وبشاشة وجهه، وتقول أمه: "كان رحمه الله فاكهة البيت.. فلم يكن يرى أحداً في البيت إلا ويحاول أن يسعده ويضحكه"، وكان يردد باستمرار حبه للشهادة وطلبه لها، وتمضي أمه فتقول: "كان دائماً يوصيني أن لا أحزن عند فراقه ويردد الدنيا ساعة والنفس طماعة فعلمها القناعة.. ويقول أنا صابر وسأظل صابراً حتى أنال الشهادة إن شاء الله".
    وأكملت تقول: "الحمد لله كان صابر مرضياً من والديه كما هم جميع أولادي"، وتصفه أخته بـ:" الودود والطيب ورحيم القلب، ولا أذكر يوماً أنه زعل أحد في البيت".
    وكانت أمه تتمنى أن تزوجه وتفرح به في عرس يجمعه مع إخوانه الثلاثة ولكن الله اختار له أن تزفه الحور العين إلى الجنة مع ثلاثة من المجاهدين.

    محباً للعلم والدين
    تقول أمه: "كنت أحرص على أن أعلمه كل شيء وأحب أن يقرأ الكتب" وهو ما كان لها حيث عرف الشهيد بحبه للقراءة وخاصة ترتيل آيات القرآن الكريم، وتقول أخته: "كان دائما يحثني على حفظ القرآن الكريم ويهديني الكتب الإسلامية لأقرئها"، وأضافت وقد أجهشها البكاء: "أهداني في إحدى المرات كتاب رجال ونساء حول الرسول وسألني إن كنت قد قرأته، وكان يشجعني على قراءة كتاب الإمام الغزالي الذي أهداني إياه أيضاً"، وقد انضم صابر قبل عام من استشهاده لجماعة الإخوان المسلمين.

    وأخته الصغيرة إسراء أحبت أن تنبه أمها إلى أنها تريد أن تنشد أنشودة (جددوا البيعة للرسول الهادي) وتهديها لروح صابر الذي علمها إياها.
    أما أخوه الصغير عبد الله (11 عاما) فذكر أن صابر أخذه إلى المسجد وجعله يحفظ القرآن وهو الآن يحفظ أربعة أجزاء، ويقول بسعادة أنه فرح لاستشهاده لأنه نال ما تمنى، ومعتز أخوه الآخر يحفظ من القرآن خمسة أجزاء حتى الآن ويتمنى أن يكمل حفظ القرآن.

    وأثناء عمله العسكري الذي يتطلب أن يكون خارج البيت ليلاً كان يعود في الفجر ليوقظ أهله لصلاة الفجر، ثم يذهب للمسجد فيصلي ويقرأ القرآن حتى الصباح، وكان يحزن حزناً شديداً إن فاتته صلاة الفجر في أحد الأيام.
    وكان بعد صلاة المغرب يحفظ أشبال مركز تحفيظ القرآن ويعلمهم الأناشيد الجهادية، وقد حباه الله بصوت عذب شجي يأسر القلوب ويفعل بها الأعاجيب.

    أخر عهده بالدنيا
    وعن أخر أيام الشهيد يقول محمد صديق الشهيد: "كان صابر دائم الدعاء لله أن يكرمه بالشهادة، وقد تأثر كثيراً لفقد إخوانه المجاهدين.. وفي العام الماضي كان أخر من ودعه الشهيد مهدي مشتهي وشرب منه شربة ماء ثم خرج مع الشهيد خالد العمريطي واستشهدا بعد لحظات، حيث أطلقت عليهم طائرة استطلاع صهيونية صاروخاً واحداً مزق جسديهما وحولهما إلى أشلاء"، وهو ما أثر كثيراً في نفسه وأصبح يحس بالغربة بعيداً عن إخوانه الشهداء.
    وقبل شهر من استشهاده رأى في منامه أنه يجتمع في الجنة مع الشهيد مهدي مشتهى ويتسامرون مع بعضهم وهم فرحين مسرورين ويأكلون بعض الفواكه، وقبل أسبوع من استشهاده رأى رؤيا صالحة لأحد إخوانه وقد تحققت.
    وفي يوم الخميس ـ قبل يوم واحد من استشهاده ـ أصبح لديه ساعات معدودة ليقضيها في الدنيا وكان قلبه قد أحس بدنو الأجل وقرب اللقاء، كان الشهيد صائماُ كعادته بصيام أيام الاثنين والخميس، أفطر على شربة ماء صغيرة ودعا الله أن يتقبله شهيداً، ثم خرج ليكون مع إخوانه في عملهم الجهادي حتى صلاة فجر الجمعة.. يوم الشهادة.

    ودع الدنيا راضياً
    تقول أمه وهي تحاول عبثاً حبس العبرات في عينها: "في فجر الجمعة عاد صابر وأيقظنا للصلاة ثم ذهب وصلى الفجر بالمسجد ثم عاد ونام وكنت قد صليت الفجر ثم رأيته في منامي يشع نوراً ساطعاً، فأفقت وذهبت أتفقده وهو نائم ورأيته كالملاك يشع منه النور".

    وعند الظهر صلى صابر صلاة الجمعة في مسجد الفاروق وقد كانت مساجد حي الزيتون وفلسطين بأسرها تغلي لهباً وتعلن رفضها لما أقدمت عليه قوات الأمن الفلسطينية من إطلاق النار على المواطنين وأنصار حماس مما أدى لاستشهاد ثلاثة فلسطينيين وجرح 16 شخصاً آخرين من أهالي حي الزيتون وتدعو لوأد الفتنة ومحاسبة المجرمين، وبعد الصلاة ودع صابر إخوانه في المسجد وعانقهم من غير علم منه أن هذا العناق هو العناق الأخير.
    ثم ذهب لأمه وهو يلح عليها أن تطعمه من أفضل الطعام فأجابت له طلبه وهي تراه اليوم أكثر نوراً وجمالاً وهو كذلك يقول لها "أنت اليوم منورة كثير"، وبعد أن تناول طعامه قال لأخته: "أريدك أن تختاري لي أفضل ملابس عندي" -وكأنه عريس- وقالت: "لقد اخترت له أفضل الملابس".

    وأردفت أمه قائلة: "كنت أخبز الخبز وبجانبي إخوته الصغار عبد الله وإسراء وعندما أراد صابر الخروج وودعني وطلب مني الدعاء له وودعته وكان آخر ما سمعه مني "الله يرضى عليك يا صابر" ثم أخذت أردد أحب أنشودة لديه وأقول "زفوا الشهيد وخلوا الزفة عَ السنة..الله الله.. الله الله.. أصله ما مات وسعيد يعيش في الجنة.."،
    وأخذت أردد وأقول: "حبيبي يما من وين أجيبه.. راح ويا خوفي يما يكون اسلاحهُ في إيده.. روح يا عبد الله".
    وفي أخر لحظات الوداع وقفت عند رأسه (مكانه المفترض لأنه تحول لأشلاء) تودعه وأمسكت بولديها تقول لهم "عقبال عندكم إن شاء الله في الجنة".

    جريمة اغتيال صهيونية
    وكان صابر قد خرج يوم الجمعة 16/7/2005 مع ثلة من إخوانه المجاهدين مستخدمين ميكروباص في حي تل الإسلام جنوب غرب غزة، عندما أغارت عليهم طائرة استطلاع صهيونية، واستشهد صابر وثلاثة آخرين هم الشهيد القائد عادل هنية والشهيد المجاهد عاصم أبو راس والشهيد المجاهد أمجد عرفات، وقد أصيب في العملية عدد من المواطنين الذين شاءت أقدارهم أن يمروا بالمكان لحظة القصف، وارتقت إلى العلياء ثلة من المجاهدين ما عرفت يوماً طريق الراحة والدعة بل خاضت أهوال الحرب وصعدت إلى السماء مرفوعة الهامة، وأنارت بدمها القاني طريق الجهاد و أرض الرباط، وجمعت أوصال الأمة الممزقة بأشلاء أجسادها المبعثرة.
    وعلى طريق النور تمضي قوافل الشهداء وتطير عالياً لتحلق في سماء المعركة، وترسم بدمها معالم الطريق لمن سيلحقها من الشهداء.

  2. #2
    الصورة الرمزية زدجاليه
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    02- 2008
    العمر
    33
    المشاركات
    846

    رد: المجاهد القسامي الشهيد "صابر أبو عاصي"

    الله يرحمه ويغمد روحه الجنة

    (والله يرضى عليه وعلينا)

    بارك الله فيك أخي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML