الموضوع: مجلس الشورى العماني يحظى بمباركة العالم

مجلس الشورى العماني يحظى بمباركة العالم

10/19/2008
بقلم: عيسى بن محمد الزدجالي: انجاز آخر يضاف إلى انجازات الوطن العملاقة التي أنجزتها الحكومة الرشيدة بقيادة جلالة السلطان المعظم خلال العقود الأربعة الماضية . . وكانت فرحة المواطن لا توصف حيث شعر المواطنون بوجهة عام وأعضاء مجلس الشورى بوجه خاص بالغبطة والسعادة عندما أعلن معالي بيير فرناندو كازيني رئيس الإتحاد البرلماني الدولي ورئيس الاجتماع الثالث والثمانين بعد المائة لمجلس الاتحاد عن قبول السلطنة ممثلة في مجلس الشورى العماني للانضمام الى عضوية الإتحاد البرلماني الدولي في جنيف خلال الاسبوع الماضي. وبانضمام السلطنة الى عضوية الإتحاد البرلماني الدولي تكون قد أكملت عضويتها في معظم المنظمات والهيئات الاقليمية والدولية الفاعلة ، ولاشك ان هذه الموافقة جاءت نتيجة لسمعة بلادنا ومكانتها المرموقة بين دول العالم حيث تعتبر السلطنة من الدول التي مارست الديموقراطية على مدار الحقب التاريخية المختلفة حتى جاءت النهضة المباركة لتضع المنهج العصري للديمقراطية في البلاد ، وتحيطها بالحماية القانونية اللازمة لتكون للديمقراطية العمانية صفة الديمومة المطلقة من خلال النظام الاساسي للدولة الذي كفل ممارسة الديمقراطية وتحقيق العدل والإنصاف والطمأنينة والمساواة لجميع المواطنين حيث ضمن الاحترام للنظام العام وإرسى دعائم وأسس صالحة لترسيخ الشورى الصحيحة والنابعة من ارث هذا الوطن وقيمه وشريعته الإسلامية. وقد أكد جلالته هذا المنهج في العديد من المناسبات الوطنية ، ومنها ما ورد في الخطاب السامي الذي ألقاه جلالته في افتتاح الفترة الثالثة لمجلس عمان يوم 21 أكتوبر 2003م بقوله :" لقد أردنا منذ البداية أن تكون لعمان تجربتها الخاصة في ميدان العمل الديمقراطي ، ومشاركة المواطنين في صنع القرارات الوطنية ، وهي تجربة يتم بناؤها لبنة لبنة ، على أسس ثابتة من واقع الحياة العمانية ، ومعطيات العصر الذي نعيشه". إن العالم يكن كل الاحترام والتقدير لقائدنا ومولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المفدى ، لرؤيته الثاقبة وسياسته الحكيمة ، وحرص جلالته على ان يكون المواطنون سواسية أمام القانون ومتساوون في الحقوق والواجبات العامة ولا تمييز بينهم ، وقد حصلت السلطنة بفضل القيادة الرشيدة لجلالته على احترام وتقدير العالم في كافة المحافل الدولية ، وهو ما نراه متجسدا في مختلف الفعاليات والمناسبات الدولية ، وظهر ذلك جليا في الاشادات والتهاني التي تلقاها وفد السلطنة المشارك في اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي برئاسة معالي الشيخ أحمد بن محمد العيسائي رئيس مجلس الشورى ، وأعرب رؤساء الوفود العربية والأجنبية عن خالص تهانيهم للسلطنة على انضمامها للاتحاد البرلماني الدولي ممثلة في مجلس الشورى ليكون ضمن 140 برلمانا وطنيا في العالم. ولعل المتابع لمسيرة الشورى العمانية التي أخذت شكلها المؤسسي بإنشاء المجلس الاستشاري للدولة في عام 1981م ، يجد انها قد فرضت نفسها بقوة وسط برلمانات العالم ، وخصوصا مع تطورها المستمر والحثيث لتتناسب مع البيئة والتربة العمانية ، ولهذا جاء انشاء مجلس الشورى العماني في عام 1991م كمرحلة جديدة ومهمة من مراحل تطور الشورى في البلاد ، والتي واصلت تطورها باجراء انتخابات الفترة السادسة لمجلس الشورى أواخر شهر أكتوبر من العام الماضي ، والتي تكللت بنجاح كبير أشاد به المراقبون ، ثم جاء حصول مجلس الشورى على عضوية الاتحاد البرلماني الدولي بعد عام واحد بالضبط على اجراء الانتخابات ليؤكد على أن تجربة السلطنة في انتخابات الشورى كانت تجربة يحتذى بها ، وحظيت باحترام وتقدير العالم أجمع. ونحن لا نشك لحظة في أن وجود مجلس الشورى العماني ضمن عضوية الاتحاد البرلماني سوف يسهم في تفعيل أعمال الاتحاد وخصوصا في العمل على تحقيق السلام وتفعيل التعاون بين الشعوب ، والعمل على مواجهة التحديات المشتركة التي تواجهها المجموعة الدولية ، وذلك لما لدى مجلس الشورى من كفاءات وطنية يمكنها المساهمة بفاعلية في المؤتمرات والمحافل الدولية ، ولما تتمتع به السياسة العمانية من ثوابت راسخة تدعو الى السلام والتعاون والتعايش بين جميع أعضاء الأسرة الدولية من أجل تحقيق المصالح العليا لشعوب العالم.