شفيت جراحك وانتشت أحزانـي
من ذا الذي يشفي جراح زمانـي
سعدي تربع مذ عرفتك في الهوى
والآن يسقط في لظـى الحرمـان
أودعت قلبي فـي يديـك مسلِّمـا
فتركتـه عبثـا غريقـا عانـي
وظننت صدقا أن كفك موطنـي
فتبـرأت كفـاك مـن أوطانـي
وغرست في عمق الجراح خناجرا
ونسجت خلف وسادتـي أكفانـي
وسقيتنـي بعـد اللقـاء قطيعـة
كأسـا تمـازج سمُّهـا بكيانـي
وهوى شموخي من سماوات الإبا
والسهد مرغ في النـوى أجفانـي
كـم زلـة وخطيئـة قـد سنَّهـا
قلب الهوى ثم ارتأى عصيانـي
وأنا الـذي بالحـب قـد علمتـه
لغة الهـوى ومواطـن التحنـانِ
ورميته بالعشق دهـرا مخلصـا
ورمى فـؤادي باللظـى أدمانـي
لو كنت أعلم ما الهوى ما زرتـه
يوما ولا أشرعت فيـه جنانـي
وبقيت في منـأى بعيـدا سالمـا
جذلان أرنو ضاحكـا وجدانـي
ما كنت يوما أستجيرُ من الهـوى
ما كنت أعرف ظلمـة الأحـزان
حتى أتاني مـن خلافـي خائنـا
وجعٌ توشـح هامتـي فرمانـي
واقتاد في طيش الغرور سفائنـي
نحو التقهقـر واعتلـى أجفانـي
وجعي مميتٌ ليس يشفيـهِ أحـد
وجعي نهاية قصتـي وزمانـي
وجعي بـلاد قـد أبيـدت غفلـة
في صبح يـوم باهـت الألـوان
وجعي غريق حلمـه فـي قشـة
أردته في عمق البحـار يعانـي
ما أكثرُ الأحـلام حيـن تعدهـا
!تخبو رويدا في رؤى اليقضـانِ
لو كانت الأيام ترجـئ حزنهـا
لطرحت هذا القلب مـن جثمانـي
وبعدت عن دنياك بعـدا شاسعـا
وعَقَلتُ روحا طيْشُهـا أغوانـي
دنيـا الغـرامِ كبيـرة ومقيتـة
ضاعت فضاع بداخلي عنوانـي
كل الحكايات التي زمنا مضـت
هربت سريعا في حِمى النسيـانِ
وحكايتي أنِّـي لظلمـكِ عاشِـقٌ
ما كفَّ ظلمكِ يعتـري أوطانـي
*
*
***
يوسف