صفحة 3 من 16 الأولىالأولى 1234513 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 156

الموضوع: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

  1. #21
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    كانوا جميعا سعداء ، أما أنا فقد لزمت غرفتي عكفت على الدراسة .
    اختفت الأصوات تماما فيما بعد ، فاستنتجت أن الضيوف قد رحلوا .
    في وقت العشاء ، كنت أول الجالسين حول المائدة فقد كنت جائعا ، و لم أكن قد تناولت أي وجبة رئيسية لهذا اليوم .
    الكرسي المجاور لي هو الكرسي الذي تجلس عليه صغيرتي رغد عادة
    و كنت أساعدها في تناول الطعام دائما
    اجتمع أفراد أسرتي حول المائدة ، ألا أن الكرسي المجاور ظل شاغرا !
    " أين رغد ؟؟ "
    وجهت سؤالي إلى والدتي ، فأجابت :
    " أصرت على الذهاب مع خالتها و بما أن الغد هو يوم جمة تركتها تذهب لتبات عندهم ! "
    اندهشت ، فهي المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا ... لطالما كانت الخالة تزورنا فلماذا تصر على الذهاب معها اليوم و اليوم فقط ؟؟
    لقد فقد شهيتي للطعام ، و لم أتناول منه إلا اليسير ...
    مساء الجمعة ذهبت مع أبي لإحضار رغد من بيت خالتها
    دخلت أنا للمنزل فيما ظل والدي ينتظر في السيارة
    لقد كان الأطفال ، رغد و نهلة و حسام ، يلعبون ببعض الألعاب في إحدى الغرف
    عندما رأوني توقفوا عن اللعب ، و اخذوا يحدقون بي !
    هل أبدو مرعبا ؟؟
    ربما لأنني طويل و ضخم البنية نوعا ما !
    ابتسمت لهذه المخلوقات الصغيرة ثم قلت :
    " مرحبا أعزائي ! ألم تكتفوا من اللعب ! "
    لم يبتسم أي منهم أو يحرك ساكنا !
    وجهت نظري إلى صغيرتي رغد ، و قلت أخاطبها :
    " صغيرتي الحلوة ! حان وقت العودة إلى البيت "
    " لا أريد "
    كانت أول جملة تنطق بها رغد ! إنها لا تريد العودة للبيت !
    " ماذا رغد ؟ يجب أن نعود الآن فغدا ستذهبين إلى المدرسة ! "
    " سأبقى هنا "
    " رغد ! سوف نأتي بك إلى هنا لتلعبي كل يوم إن أردت ! هيا فوالدنا ينتظر في السيارة "
    لم يبد أنها عازمة على النهوض .
    و الآن ؟؟ ماذا افعل مع هذه الصغيرة ؟؟
    كيف يجب ان يكون التصرف السليم ؟؟

  2. #22
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    تدخلت أم حسام قائلة :
    " بنيتي رغد ، غدا سيحضرك وليد إلى هنا من جديد . و كل يوم إذا أردت اللعب مع نهلة فتعالي و أحضري ألعابك أيضا "
    " لا أريد "
    ثم بدأت بالبكاء ...
    ربما تظن خالتها أننا نسيء إليها بشكل ما !
    ماذا جرى لهذه الصغيرة ؟ لماذا أصبحت لا تريد الاقتراب مني ؟ أكل هذا لأنني
    أخرجتها من غرفتي بقسوة تلك الليلة ؟
    أم حسام أخذت تمسح على رأس الصغيرة و تهدئها و تكرر
    " غدا سيحضرك وليد إلى هنا عزيزتي "
    قلت ، محاولا إغراءها بالحضور بأي طريقة :
    " سنمر بمحل البوضا و نشتري لك النوع الذي تحبين ! "
    يبدو أن الفكرة أعجبتها ، فتوقفت عن البكاء و آخذت تنظر إلي ...
    قالت خالتها مشجعة :
    " هيا بنيتي ، و عندما تأتين غدا سنشتري لك و لنهلة و حسام المزيد من البوضا و الألعاب "
    و أخذت تقربها نحوي حتى صارت أمامي مباشرة
    رفعت رغد رأسها الصغير و نظرت إلي
    إنها نظرة لا أستطيع نسيانها ما حييت ...
    كأنها تعاتبني على قسوتي معها ... و تقول ... خذلتني !
    مددت يدي و رفعت الصغيرة عن الأرض و ضممتها إلى صدري و قبلت جبينها
    كيف لي أن أعتذر ؟
    إنها اليتيمة التي و لو بذلت الدنيا كلها لأجلها ، ما عوضتها عن لحظة واحدة تقضيها في حضن أمها أو أبيها ...
    قلت :
    " ماذا تودين بعد ؟ لعبة جديدة أم دفتر تلوين جديد ؟ "
    قالت :
    " أريد لعبة و أريد دفترا "
    قلت :
    " يا لك من سيدة طماعة ! حاضر ! كما تأمرين سيدتي ! "
    فابتسمت لي أخيرا ...
    شعرت بشيء ما يحرك بنطالي ...
    نظرت إلى الأسفل فإذا بها نهلة تمسك ببنطالي و تهزه ، ثم تقول :

  3. #23
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    " احملني ! "
    نظرت إليها بدهشة و استغراب !
    " رغد تقول أنك قوي جدا و كنت تحملها مع دانة سوية "
    ربّاه !!
    في تلك الليلة ، جعلت رغد تنام على سريري للمرة الأخيرة ... و لونت معها كثيرا و قرأت لها أكثر من قصة ، و طبعا اشتريت لها أكثر من لعبة و أكثر من دفتر تلوين إضافة إلى البوضا !
    ربما كانت هذه طريقتي في الاعتذار !
    إن كنت أدلل صغيرتي كثيرا فهذا لأنني أحبها كثيرا ...
    و هي نائمة على سريري بسلام ، أخذت أتأملها بعطف و محبة ...
    كم هي رائعة !
    و كم أنا متعلق بها !
    كم يبدو هذا جنونا !
    ذهبت إلى حيث وضعت صندوق الأماني
    ذهبت إلى حيث وضعت صندوق الأماني ، فأخذته و جعلت أنظر إليه بحدة
    كم تمنيت لو أن بصري يخترق الصندوق إلى ما بداخله !
    ليتني أعرف ... الاسم الذي تلا هذه الجملة
    ( عندما أكبر سوف أتزوج .... ؟ )
    عندما تكبرين يا رغد ...
    فقط عندما تكبرين ....
    فإنني ...
    في أحد الأيام ، قررنا تناول بعض المشويات في المنزل
    في حديقة المنزل أعد والدي ما يلزم و أشعل الفحم
    كان يوما جميلا ، و كنا مسرورين لهذه ( النزهة المنزلية ) التي قلما تحدث
    الأطفال ، سامرـ إن كنت أعتبره طفلا ـ و دانة و رغد كانوا يتجولون هنا و هناك
    سامر مهووس بدراجته الهوائية و التي لا يتوقف عن قيادتها و العناية بها في جميع أوقات فراغه ، و رغد تهوى كثيرا الركوب معه ، و قد تعلمت كيف تقودها بنفسها
    كانت تقود الدراجة فيما يجلس سامر على المقعد الحفي ، و كانت تترنح ذات اليمين و ذات الشمال و تسقط بالدراجة من حين لآخر
    ألا أنها كانت سقطات خفيفة غير مؤذية ، يستمتعان بها و يضحكان مرحين !
    دانة كانت تساعد أمي في إعداد اللحم ، فيما والدي يهف الجمر فيزيده اشتعالا
    كنت أنا أراقب الجميع في صمت و برود ظاهري ، بينما أشعر بشيء يتحرك و يشتعل في صدري مثل ذلك

  4. #24
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    الجمر ... لا أعرف ما يكون ...؟؟
    ذهب والدي لإحضار شيء ما ...
    و ابتعاده عن الجمر أعطاني مجالا أوسع لأراقب اشتعاله و تأججه ...
    و جحيمه !
    إن عيني ّ كانتا تتنقلان بين رغد و سامر على الدراجة ، و بين الجمر المتقد ...
    ثم شردت ...
    فجأة ... ترنحت الدراجة و هي تسير بسرعة ، تقودها رغد الصغيرة ، و قبل أن يتمكن سامر من إيقافها ارتطمت بشيء فسقطت ...
    كان يمكن لهذه السقطة أن تكون عادية كسابقاتها ن لو أن الشيء الذي ارتطمت الدراجة به لم يكن صينية الجمر المتقد ....
    تعالت الأصوات و انطلق الصراخ القوي يزلزل الأجواء ...
    ركضنا جميعا نحو الاثنين بفزع ...
    والدتي تولول ، و دانة تصرخ ... و رغد تصرخ ... و وليد يتخبط مستنجدا ... صارخا ... من فرط الألم ...
    جمرة واحة أصابت رغد بحرق في ذراعها الأيسر ...
    أما سامر ...
    فقد انتهى بوجه مشوه مخيف ، و جفن منكمش يجعل العين اليمنى نصف مغلقة ... مدى الحياة ...
    لقد كان حادثا سيئا جدا ... و انتهى يومنا الجميل بندبة لا تمحى ...
    و رغم العمليات التي خضع لها ، ألا أن وجه سامر ظل يحمل أثر الحادثة المشؤومة إلى الأبد
    رغد و التي خرجت من الحادث بأثر حرق واحد في الذراع ، خرجت منه بآثار عميقة لا تمحى في الذاكرة و القلب
    أما دانة ، فقد غرست في نفس رغد الاعتقاد الأكيد بأنها السبب فيما حدث لسامر لأنها من كان يقود الدراجة وقتها
    رغد أصبحت مرعوبة فزعة متوترة معظم الأوقات ... و أصبحت تخشى النوم بمفردها و تصر على أن أبقى إلى جانبها حتى تدخل عالم النوم ، و كثيرا ما كانت تستيقظ فزعة من النوم في أوائل الأيام ... و تركض إلي ...
    و المرة التي كنت أعتقد أنها الأخيرة ، تلتها مرات أخرى ، نامت فيها الصغيرة
    في غرفتي ... طالبة الأمان و الطمأنينة ...
    " وليد أنا خائفة ... النار مؤلمة ... "
    " وليد لن أركب الدراجة ثانية ً ... "
    " وليد لا أريد أن أبقى وحدي ... الجمر يلاحقني ... "
    " وليد ... عندما أكبر سأصبح طبيبة و أعالج سامر " !
    و في إحدى تلك المرات ، كتبت إحدى أمانيها و أدخلتها في ذلك الصندوق !
    و هذه المرة لم تسألني عن أية كلمة ...

  5. #25
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    لكنني أكاد أجزم بأنها كتبت :
    ( يا رب اشف سامر ) !
    توالت الأيام و الشهور ... و تأقلم الجميع مع ما حدث ، و سامر اعتاد رؤية وجهه المشوه في المرآة و تقبله
    و استسلم الجميع إلى أنها حادثة قضاء و قدر ...
    أما أنا ...
    فأشك في أن شيطانا قد خرج من صدري و قاد الدراجة نحو الجمر المتقد ...
    و احرق سامر و رغد بنار كانت في صدري ...
    و لم تزد النار صدري إلا اشتعالا
    و لم تزد الحادثة الاثنين إلا اقترابا ...
    و لم تزدني الأيام إلا تعلقا و تشبثا و جنونا برغد

    --------------------


    انتهت الحلقه الرابعه

  6. #26
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    الحلقة الخامسة
    ********
    أنهيت دراستي الثانوية أخيرا !
    إنني أريد الالتحاق بالجامعة ، ألا أن القصف الجوي الذي تعرضنا له مؤخرا دمر مبنى الجامعة التي كنت أريدها
    كما دمّر جزءا من المصنع الذي يملكه والدي
    أوضاع بلدنا في تدهور ، و الحرب منذ أن اندلعت قبل عامين تقريبا لم تتوقف ...
    مستوانا المادي تراجع نتيجة لهذه الأحداث .
    الدراسة تعني لي الكثير الكثير ، خصوصا بعدما حدث ...
    إنها أحد أحلام حياتي ...
    ما أكثر الأحلام !
    أتذكرون صندوق الأحلام الخاص برغد و الذي صنعته لها قبل ثلاث سنوات ؟
    أضفت إليه حلما جديدا يقول :
    ( أريد أن أصبح رجل أعمال ضخم ! ) !
    اعتقد أن الأمور الإدارية تليق بي كثيرا !
    وجدت فرصة هبطت علي ّ من السماء لأبتعث للدراسة في الخارج ، شرط أن أجتاز أحد امتحانات
    القبول ، و الذي سأجريه بعد الغد
    و ما اقرب بعد الغد !
    إن مصيري و مستقبلي معلّق بذلك اليوم ...
    إنني قد عدت لقراءة بعض المواضيع من المواد الدراسية المختلفة استعداد له
    ادعوا لي بالتوفيق !
    في الوقت الراهن أنا بدون شاغل ، أو لنقل ... عاطل عن المستقبل !
    خلال السنوات الثلاث الماضية ازداد طولي وحجمي كثيرا و أصبحت عملاقا و ضخما !
    تعديت طول والدي و أصبحت أشعر ببعض الخجل كلما وقفت إلى جانبه !
    أما صغيرتي المدللة ، فلم تتغير كثيرا !
    لا تزال نحيلة و صغيرة الحجم ، كثيرة المطالب ، و شديدة التدلل !
    و المنافسة بينها و بين دانة حتى على الأشياء البسيطة لا تزال قائمة !
    و اعتقد أنكم تتوقعون أنني ...
    لازلت مهووسا بها كما السابق ، بل و أكثر ...
    وصلت الآن إلى بوابة المدرسة الابتدائية ، و ها أنا أرى الفتاتين تقبلان نحو السيارة !
    راقبوا ما سيحصل !
    تتسابق الاثنتان نحو الباب الأمامي ...
    تصل إحداهما قبل الأخرى بجزء من الثانية

  7. #27
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    تحاول كل واحدة فتح الباب و الجلوس في المقعد المجاور لي
    تتنازعان
    تتشاجران
    تحتكمان إلي !
    " وليد ! أنا وصلت قبلها "
    " بل أنا يا وليد ... أليس كذلك ؟ "
    " وليد قل لها أن تبتعد عني "
    " أنا من وصل أولا ! دعها تركب خلفك وليد "
    " كفى ! "
    كل يوم تتكرر نفس القصة ! و الآن علي ّ أن أضع جدولا مقسما فيما بينهما !
    " حسنا ... من التي كانت تجلس قربي يوم أمس ؟ "
    أجابت دانة :
    " أنا "
    قلت :
    " إذن ، اليوم تجلس رغد و غدا دانة و هكذا ! اتفقنا ؟؟ "
    و بزهو و نشوة الانتصار ، ركبت السيدة رغد و جلست على الكرسي الأمامي بجانبي !
    فيما ترمق دانة بنظرات ( التحسير ) !
    كم سأفتقد هاتين المشاكستين !
    " وليد تعلمنا درسا صعبا في ( الرياضيات ) أريدك أن تساعدني في حل التمارين "
    " حسنا رغد "
    " و أنا أيضا أريدك أن تساعدني في تمارين القواعد "
    " حسنا دانة ! "
    قالت رغد بسرعة :
    " لكن أنا أولا فأنا سألتك أولا "
    قالت دانة :
    " درسي أنا أصعب . أنا أولا يا وليد "
    أنا أولا ... أنا أولا ... أنا أولا ...
    ويلي من هاتين الفتاتين !
    كلا ! لن أفتقدهما أبدا !
    كنت معتادا على تعليم الفتاتين في أحيان كثيرة ، خصوصا بعد تخرجي من المدرسة ...
    مواقف كثيرة ، و كثيرة جدا ، هي التي حصلت خلال السنوات الماضية و لكنني اختصرت لكم

  8. #28
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    قدر الإمكان ...
    حينما وصلنا إلى البيت ، بالتحديد عندما هممت بإدخال المفتاح في الباب لفتحه ، بدأت منافسة جديدة ...
    " أعطني المفتاح أنا سأفتحه "
    " لا لا ، أنا سأفتحه وليد "
    " لا تقلديني ! "
    " أنت لا تقلديني "
    و احتدم النزاع !
    أوليت الباب ظهري و وقفت بين الفتاتين و عبست في وجهيهما !
    قلت بحدة :
    " أنا من سيفتح الباب و إن سمعتكما تتجادلان على هذا المفتاح ثانية فتحت رأسيكما و أفرغت ما بهما "
    المفروض أن نبرتي كانت حادة و مهددة ، و تثير الخوف ! ألا أن رغد أخذت تضحك ببساطة !
    التفت إليها و قلت :
    " لم الضحك ؟؟ "
    قالت و هي تقهقه :
    " لن تجد شيئا في رأس دانة من الداخل ! "
    قالت دانة :
    " بل أنت الجوفاء الرأس ! أتعلمين ماذا سيجد وليد في رأسك ؟ "
    رغد :
    " ماذا ؟ "
    دانة :
    " البطاطا المقلية التي تلتهمينها بشراهة كل يوم ! "
    رغد ـ و هي تضحك بمرح ـ
    " و أنت الفاصولياء التي أكلتها البارحة "
    و تبادلت الاثنتان مجموعة من الأكلات و الأطباق المفضلة في رأسي بعضهما البعض حتى
    أصابتاني بالصداع و التخمة !!
    قلت :
    " يكفي ! إنني من سيفتح رأسي أنا حتى ارمي بكما إلى الخارج منه "
    و استدرت ، و فتحت الباب ، فأسرعت دانة بالدخول لتسبق رغد ، بينما سارت رغد ببطء و انتظرتني حتى دخلت ، ثم أقفلت الباب ...
    " وليد ! "
    التفت إليها و أنا ممتلئ ما يكفي و يزيد من سخافاتهما ، و قلت بتنهد :

  9. #29
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    " ماذا بعد ؟؟ "
    قالت :
    " أنا لا أريد أن أخرج من رأسك "
    اندهشت ! نظرت إليها باستغراب ، و قلت :
    " عفوا ؟؟ ! "
    رددت "
    " أنا لا أريد أن أخرج من رأسك "
    " و لماذا ؟؟ "
    ابتسمت بخبث و قالت :
    " لكي أستطيع رؤية الناس من الأعلى فأنت طويـــــــــــــــــــل "
    ابتسمت لها بهدوء ، ثم فجأة ، مددت يدي نحوها و رفعتها عن الأرض على حين غفلة منها إلى الأعلى عند رأسي و أنا أقول :
    " هكذا ؟؟ "
    رغد أخذت تضحك بسعادة و بهجة لا توصف !
    أتذكرون كم كانت تعشق أن أحملها !؟
    لا تزال كذلك !
    دخلت المنزل ، ثم المطبخ و أنا لا أزال احملها و هي تضحك بسرور ، ثم أجلستها على أحد المقاعد و ألقيت التحية على والدتي ، و التي كانت مشغولة بتجهيز أطباق المائدة
    قالت أمي :
    " رغد ، هيا اذهبي و أدي صلاتك ثم اجلسي عند مائدة الطعام "
    قامت رغد ، و هي تنزع الحقيبة المدرسية عن ظهرها و تنظر إلى أمي و تقول :
    " بطاطا مقلية ؟ "
    " نعم ! حضرتها لأجلك "
    و انطلقت رغد فرحة ، و غادرت المطبخ .
    للعلم ، فإن صغيرتي هذه تحب البطاطا المقلية كثيرا !
    والدتي استمرت في عملها و حدثتني دون أن تنظر إلي :
    " لم تعد صغيرة ! "
    ركزت بصري عليها ، و قلت :
    " رغد ؟ لقد كبرت قليلا ! "
    " لم تعد صغيرة لتحملها على ذراعيك "
    غيرت كلمات والدتي هذه مجرى ما فهمت ...

  10. #30
    الصورة الرمزية ساقي العطاشا
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    09- 2008
    العمر
    50
    المشاركات
    300

    رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*

    إذن ، فهي معترضة على حملي للصغيرة هكذا ...؟
    " و لكن ... إنها مجرد طفلة صغيرة و خفيفة ! و هي تحب ذلك ... "
    " إنها في التاسعة من العمر يا وليد ... "
    جملة والدتي هذه ، جعلت شريط الذكريات يعرض فجأة في مخيلتي ...
    تذكرت كيف حضرت إلى منزلنا قبل ست أو سبع سنين ... !
    آه ... ( المخلوقة البكاءة ) !
    يا للأيام ...
    من كان ليصدق أنني ( ربيت ) رغد في جحري و أطعمتها بيدي و سرحت شعرها و نظفت أذنيها !
    من جرّب أن يكون أما و أبا ليتيمة ، و هو طفل أو حتى مراهق لم يبلغ العشرين !
    يا للذكريات !
    في غرفتي لاحقا ، أخذت أقلب ألبوم الصور الذي يشمل أفراد عائلتي ...
    صحيح ... لقد كبرت الصغيرة !
    مر الوقت سريعا ...
    و ها أنا مقدم على الجامعة ، و حين أسافر ... ... ...
    توقفت عند هذا الحد ...
    فأنا لا أستطيع التفكير فيما بعد ذلك
    كيف لي أن أبتعد عن أهلي و وطني ...؟
    كيف لي أن أتحمل الغربة و الوحدة ؟
    كيف لصباح أن يطلع علي ، دون أن أحتسي شاي والدتي العطر ، و كيف لشمس أن تغرب
    دون أن أقرأ أخبار الصحف لوالدي ؟
    كيف لعيني أن تغمضا دون أن أتمنى لأخوتي نوما هانئا ...
    كيف لقلبي أن ينبض ... دون أن أحمل رغد على ذراعي ؟؟؟
    إنني سأذهب لإجراء الامتحان بعد الغد و إذا ما اجتزته ، فسأغادر البلد خلال أسبوع أو أكثر بقليل
    إنها أفكار تجعلني أشعر بخوف و توجّس ...
    هل أقوى على ذلك ؟؟
    لابد لي من ذلك ... فأحوالنا في تدهور و شهادتي الجامعية ستعني الكثير ...
    المرشحون لهذا الامتحان قليلون ، و كانت فرصة ذهبية أن أضيف اسمي إليهم
    و أنا واثق من قدرتي على اجتيازه ، بإذن الله ...
    قلبت الألبوم و أنا في حيرة ... أي صورة آخذها معي ؟؟
    ثم وقع اختياري على صورة تضمنا جميعا ، تظهر فيها رغد متشبثة برجلي !
    فيما ترتسم ابتسامة رائعة على وجهها الجميل ...

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML