" ما الذي تفعلينه هنا ؟؟ "
" هل تريد الرحيل دون وداعي ؟؟ "
لم تخرج الكلمات كالكلمات ... بل خرجت كالبكاء الأجش ...
" الرحيل ؟؟ من قال ذلك ؟؟ "
" ألست ... ألست تريد الرحيل ؟؟ "
" لا ... خرجتُ أدخّن ! ... لكن ... ما الذي تفعلينه أنت هنا في هذا الوقت ؟؟ "
أخذت نفسا عميقا و أطلقت الكلمات التالية باندفاع و بكاء :
" ظننت أنك رحلت ... دون علمي و وداعي ... كما فعلت في قبل سنين ...
تركتني وحيدة ... في أبشع أيام حياتي ... "
مد وليد يده فجأة و بانفعال نحوي ، ثم أوقفها في منتصف الطريق ، و سحبها ثانية ...
قلت :
" حتى لو لم أعد أعني لك شيئا ... لا ترحل دون علمي يا وليد ... أرجوك لا تفعل ... عدني بذلك ... "
وليد ظل صامتا لا يجرؤ على شيء سوى الإصغاء إلي ...
قلت :
" عدني بذلك وليد أرجوك ... "
هز رأسه إيجابا و قال :
" أعدك . "
نظرت إليه بتشكك ... كيف لي أن أثق بوعوده ... ؟؟ ...
قلت :
" اقسم "
وليد تردد قليلا ثم قال :
" أُقسِم ... لن أرحل دون علمك ... صغيرتي ... "
شعرت بالراحة لقسمه ... و سحبت نفسا عميقا ليهدئ من روعي ...
وليد حملق بي قليلا ثم وقف ... و رفع سيجارته إلى فمه و سحب بدوره نفسا عميقا ...
وقفت أنا ، و سمحت للباب الذي كنت أستند عليه و أحول دون انغلاقه أن ينغلق
نفث هو الدخان للأعلى ، ثم قال و هو لا يزال ينظر عاليا :
" لم استيقظت الآن ؟؟ "
قلت ، و أنا أراقب الدخان يعلو و ينتشر ...
" لم أنم بعد "
قال :
" لم ؟ ألن تذهبي غدا إلى الكلية ؟ "
قلت :
" بلى ... لكن ... لدي أرق "
و صمت ...
ثم سألته :
" و أنت ؟ "
قال :
" كذلك ، لذا خرجتُ أدخن ... في ساعة كهذه "
قلت :
" هل ... يريحك التدخين ؟؟ "
وليد لم يجب مباشرة ، ثم قال :
" نعم ... إلى حد ما ... يرخي الأعصاب ... "
قلت :
" دعني أجرب ! "
وليد التفت إلي بدهشة و نظر باستغراب !
" ماذا ؟؟ "