ايلول مرّ كطعم الغدر
والوقت دونك على جرحنا يسير الهوينا
والتربة المضرجة بالبنفسج لا تحتمل انكسار الشمس
ولا انحسار ظلينا
وفي الظل الحالك الكثيف يبان زيف العناق
والحلم يمر مرور الغزاة على اللقاء
وسنابك الفراق تترك في طين الجسد آثارها
تدمي أحجية قدها القمرمن لحاء الموج
وظلك المستريح في ظلك الثاني يضحك من ظلي
يسأله بسخرية:
أكنت تظننا التقينا؟
إنما هذا كسوف الظل في الحلم النهاري
والحلم نسي أضلعي في النوم
يمد مسمار من النعش يداه
ليتحسس الغربة في القلب
واثار مبضع الجراح فيك
تحرق معصمي في انتظار النبض المستكين
لا الحلم حلم ولا اليقين يقين
لا ضوضاء في القلب تؤرقك
ولا تدلنا عليك ارتعاشات الجسد
أنت الضائع في الضياع إلى الأبد
.
.
.
ظلّنا أنت
لا ملاك ولاغريب
ينام الشعر إذ تنام
وأنت تنتظرالمغيب
سقط الفتات
في بئرالسبات
يا فرحة الصمت الرهيب
أنت يا أنت
يا صامتا..كقنبلة
يا قاحلا.. كسنبلة
يا كسيحا.. كالغمام
يا قبيحا.. كالحمام
يا قائلا كل الكلام
ويا شهيد الذاكرة
.
.
.
من أول هجرة الالهام
سكنت الشراع المسافر
الآن تداعب قدماك الريح
للغمام نذرت نفسك
ليس التحليق مع السنونوات أمنيتك
ولا هديل الحمام أغنيتك
كل ما أردت من السماء أن يقبّلك الندى
وأن تكون ارتداد الريح فوق اغنية الصدى
قم وارسم بقلم عينك الكحلي
وميض الشفق الأخير في أفقك
واشهد التزاوج الأخير بين زرقة السماء والبحر
وارسم غروب الشمس خلف ظلك
اهذا الضباب يملؤنا
أم دخان احتراق الحلم؟
لا شيء اتنشقه سوى رائحة احتراق القلب
سألت أأنا أموت؟
قال وما أدراك بالنهايات البليدة؟
قلت إذن لم لم تهيؤني للرحيل
لم لم تدس قليلا من دمك في بحر المجاز
لم لم تجعلني في نسغ الزهر الذي يمتص الان دمك
علني أضيء العتمة تحت جلدك
قال ألا تخاف من طعن الحروف ومن حد القصيدة؟
وما يدريك ما يفعل ميتا إذ يصحو؟
وما أدراك ما سيفوتك أن كنت تغفو؟
هنا دون أن تسل تعطى
فافرد للمطرالموسمي المنهمر من العيون يديك
او كن طيرا وافرد للهواء جناحيك
كي تحلق معي
أنت إن أسدلت الآن جفنك
قد يفوتك الحلم ويسبقك القدر
فاكتب قصيدتك على طبق من الخزف
كي يكتمل النعاس
ويكمل القمر فوق البحر استدارته
ممهدا السماء للرحيل
.
.
.
قلت للطيف مرة أخرى
أهكذا تتركنا في غمرة اللاشيء
دون وجهة للسفر الفجائي
ولا خيل نسرج أجنحته للفضاء الرمادي
ولا تهويدة عند النوم للأطفال تتركها
قبل إنحسار الضوء في عينيك
ولا وصية للتائهين الذين يرصدون نجمك
تشعل رحيلك في غفلة الجسد ثم تمضي وحدك
من لأحاسيسنا الثكلى بعدك
قم من سباتك الأبدي ساعة
وارثي نفسك بنفسك
لا احد غيرك
يملك أن يرثيك... مثلك!!
.
.
.
أ
د
و
ن
ي
س
.
__________________