صديقتي ..التي ماتت نتيجة حادث فظيع جداً تقشعر الأبدان له ..!
لا أدري كم سوف تأخذ منا هذه الشوارع من أعزاء لا نطيق الحياة دونهم..!
لأكون دون دراية خائفة جداً من جميع السيارات بتُ أكره رخصة قيادتي..!
وليست لديِّ الشجاعة لأقود هاربة من كلِّ ألفاظِ السياقة ..!
إلى روح صديقتي الطاهرة الراحلة يوم الأربعاء 14/6/2006م..!
/
\
/
جمعتنا الطفولة .. سبقتنا الأيام لـ / نكون في مقاعدِ الحياة
أبقى هنا وتسافر تسابق أحلامها .. ويبقى المحمول
صلة تواصلنا .. نغوص كلّا في حياته .. ولقاء و وداع ..
وانتظار وانتظار وقلق وقلق ..
ويأتي صوت الزهر يغذي محمولي ..!
ويرسمني العناد صوت لـ / صوتها العذب
وضحكتها الجميلة الرقيقة تغريني لـ / ملاطفة الجمال
وبـ / كلِّ ثقةٍ أخاطبها : مخطئة أنتِ يا حلوة
بـ / الرقمِ على ما يبدو ..؟
وتضحك تلك الضحكةِ الرنانة
التي لا زالت تغذي روحي لليوم..!
وبـ / هدوءِ الزهر .. وبـ / رقةِ الوردِ
تغرق محمولي .. بأنّي أصل الجنون
وأعاتبها بـ / عنفٍ وتضحك بـ / رقةٍ
وأطبق نظرية الجنون .. والغرور ينتعل محيا جبيني ..!
وأغلق المحمول عن تغريدِ عصفورتي ..!
وتغرد من جديد وتزيل طبقات العناد من روحي
وتقول بـ / هدوء ..(أنا بـ / البلدِ والسفر من جديد
وسوف نلتقي قريباً)..!
(( أكانت تودعني أم ماذا ..؟))
كان موعد السفر بـ / الخميسِ..!
ويونيو في خاصرته يخبأ لي الخبر اليقين..!
والأربعاء تعزيني بـ / قربِّ الخميس..!
وانتظار من جديد وضجيج يملأ المكان
وصراخ النهار يحملني إلى أقربِ مخدةٍ
أهرب من ضوضاءِ السفرِ
ويتناثر الزهر ويغادر صوت عصفورتي دون رجعة..!
وتصرخ وتصرخ وتصرخ وتهزُّ جذعي المسجى
على أسرّةِ التعبِ ..
قد ماتت الزهراء .. قد ماتت الزهراء
لا أسمع .. لا أفهم .. لا أستوعب
كـ / التمثال أراها تبكي بـ / عنفٍ
وكل حروف الذهول تتقافز أمامي
وأتذكر أخر عناد في حضنها
أتذكر ضحكتها التي لا تفارقني إلى الآن
أمعقول أنها كانت تودعني ..؟
وأنا المجنونة التي تلبسها العناد
وهي تخاطبني ..
لا .. لا .. لا .. لا ..لا
آه .. آه يا يمّه .. ماتت صديقتي
ماتت الزهراء .. قد جرتها ذئاب الطريق
فـ / ألقت بـ / جثمانها أشلاء ممزقة
على أرصفةِ الموتِ
وأضواء العربات تتوقف جامدة
كأنها تسمع صراخي الذي يئنُّ بـ / داخلي ..!
وكان سفرها مفاجئ
آه يا زهراء لكنكِ وعدتيني بـ / اللقاءِ ..؟
تركتيني وحيدة من جديد أتعفن بـ/ وجعي
وتأتي بـ / ثوبِ الملائكة تطمئن منامي ..
لم أمت أنا .. هنا أنا بروحكِ أتغذى الأمان
وينفطر قلبي لهذيانها ..!
لأثق أنها حية بداخلي إلى الآن ..
حبيبتي الزهراء أثق بأن اللقاء قريب
سوف نلتقي هناك .. انتظريني .. نحتسي خمر الجنان..!
\
/
\
ومساء الزهر أخي الفاضل نبيل
أتدري أني قد بكيت هنا
لأنه أفتقد شيئاً ما هنا ..!
شئ لا زال يدميني ..!
وكيف وأنت تروي ما حدث لوالدك رحمه الله
وقفزت أمامي صورة صديقتي ..!
أسلوب رائع في السرد
الله يرحم والدك آمين
ويرحم جميع أموات المسلمين آمين
تقديري الكبير جداً لك