س3 _ من هو مؤسس علم البلاغه ؟
عبد القاهر الجرجاني
هو أبو بكر عبد القاهر بن عبدالرحمن الجرجاني الإمام النحوي وأحد علماء الكلام على مذهب الأشاعرة،
ولد وعاش في (جرجان) وهي مدينة مشهورة بين طبرستان وخراسان ببلاد فارس ولد
في مطلع القرن الخامس للهجرةولم يفارقها حتى توفي .. كان منذ صغره محبًّا للعلم، فأقبل على الكتب والدرس، خاصة كتب النحو والأدب والفقه، ولما كان فقيرًا لم يخرج لطلب العلم نظرًا لفقره، بل تعلم في جرجان وقرأ كل ما وصلت إليه يده من كتب، فقرأ للكثيرين ممن اشتهروا باللغة والنحو والبلاغة والأدب، كـسيبويه والجاحظ والمبرِّد وابن دُرَيْد وغيرهم.
وتهيأت له الفرصة ليتعلم النحو، على يد واحد من كبار علماء النحو؛ عندما نزل جرجان واستقر بها، وتمضي الأيام ليصبح عبد القاهر عالمًا وأستاذًا، واشتهر شهرة كبيرة، وذاع صيته، فجاء إليه طلاب العلم من جميع البلاد يقرءون عليه كتبه ويأخذونها عنه، وكان عبد القاهر يعتز بنفسه كثيرًا ويكره النفاق، ولا يذل نفسه من أجل المال، ووصل عبد القاهر الجرجاني لمنزلة عالية من العلم، ولكنه لم يُقَدَّر التقدير الذي يستحقه.
وقضى عبد القاهر حياته بين كتبه، يقرأ ويؤلف، فكتب في النحو عدة كتب؛ منها: (المغني) و(المقتصد) و(التكملة) و(الجمل) وفي الشعر كتب؛ منها: (المختار من دواوين المتنبي والبحتري وأبو تمام) وترجع شهرة عبد القاهر إلى كتاباته في
البلاغة، فهو يعتبر مؤسس علم البلاغة، أو أحد المؤسسين لهذا العلم، ويعد كتاباه: (دلائل الإعجاز) و(أسرار البلاغة) من أهم الكتب التي أُلفت في هذا المجال، وقد ألفها الجرجاني لبيان إعجاز القرآن الكريم وفضله على النصوص الأخرى من شعر ونثر، وقد قيل عنه: كان ورعًا قانعًا، عالـمًا، ذا نسك ودين.
وتوفي شيخ البلاغيين (عبد القاهر الجرجاني) سنة 471هـ، لكن علمه مازال
باقيًا، يغترف منه كل ظمآن إلى المعرفة ويهدي إلى السبيل الصحيح في بيان إعجاز القرآن الكريم.
س12 _ من هو الصحابي الملقب بذي الشهادتين ؟
خزيمة بن ثابت الخطمي الأنصاري الأوسي ذو الشهادتين. استشهد مع علي أمير المؤمنين (ع) بصفين سنة37 قال نصر انه قتل في وقعة الخميس و قال ابن اسحاق بعد قتل عمار بن ياسر . (خزيمة) بضم الخاء (الخطمي) بفتح الخاء نسبة الى بني خطمة حي من الأوس احدى قبيلتي الأنصار الأوس و الخزرج . و في الاستيعاب و اسد الغابة و الاصابة :سمي ذا الشهادتين لأن رسول الله (ص) جعل شهادته كشهادة رجلين. و في الاصابة روى أبو يعلى عن انس افتخر الحيان الأوس و الخزرج فقال الأوس منا من جعل رسول الله (ص) شهادته بشهادة رجلين. كنيته في أسد الغابة و الاصابة يكنى أبا عمارة و في الاستيعاب في النسخة المطبوعة يكنى أبا عبادة و يوشك أن يكون تصحيفا من الناسخ و الصواب عمارة . نسبه في أسد الغابة هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس (غيان) قيل بفتح الغين المعجمة و تشديد المثناة التحتية و آخره نون و قيل بفتح العين المهملة و بالنونين و قيل بكسر العين المهملة و بالنونين و الله اعلم اه و في الاصابة (الفاكه) بالفاء و كسر الكاف(و غياث )بالمعجمة و التحتانية و قيل بالمهملة و النون(و خطمة )بفتح المعجمة و سكون المهملة و اسمه عبد الله (و جشم )بضم الجيم و فتح المعجمة. (امه) كبشة بنت أوس من بني ساعدة . خزيمة بن ثابت واحد أم اثنان قال ابن ابي الحديد :من غريب ما وقفت [وقعت] عليه من العصبية القبيحة أن أبا حيان التوحيدي قال في كتاب البصائر أن خزيمة بن ثابت المقتول مع علي (ع) بصفين ليس هو خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين بل آخر من الأنصار صحابي اسمه خزيمة بن ثابت و هذا خطا لأن كتب الحديث و النسب تنطق بانه لم يكن في الصحابة من الأنصار و لا من غير الأنصار من اسمه خزيمة بن ثابت الا ذو الشهادتين و انما الهوى لا دواء له على ان الطبري صاحب التاريخ قد سبق أبا حيان بهذا القول و من كتابه نقل ابو حيان و الكتب الموضوعة لاسماء الصحابة تشهد بخلاف ما ذكراه ثم أي حاجة لناصري أمير المؤمنين ان يتكثروا بخزيمة و ابي الهيثم و عمار و غيرهم و لو انصف الناس هذا الرجل و رأوه بالعين الصحيحة لعلموا انه لو كان وحده و حاربه الناس كلهم اجمعون لكان على الحق و كانوا على الباطل اه و صاحب الاصابة بعد ما ذكر خذيمة [خزيمة] بن ثابت بن الفاكه المترجم ذكر ترجمة ثانية فقال خزيمة بن ثابت الأنصاري آخر روى ابن عساكر في تاريخه من طريق الحكم بن عيينة انه قيل له أ شهد خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الجمل فقال لا ذاك خزيمة بن ثابت آخر و مات ذو الشهادتين في زمن عثمان هكذا اورده من طريق سيف صاحب الفتوح و قال الخطيب في الموضح اجمع علماء السير ان ذا الشهادتين قتل بصفين مع علي و ليس سيف بحجة إذا خالف و جزم الخطيب بانه ليس في الصحابة من يسمى خزيمة و اسم أبيه ثابت سوى ذي الشهادتين اه. أقوال العلماء فيه في الخلاصة : خزيمة بن ثابت من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنين (ع) قاله الفضل بن شاذان و قال الشهيد الثاني في الحاشية نقلا عن الاكمال خزيمة شهد بدرا مع رسول الله (ص) و جعل (ع) شهادته بشهادة رجلين و كان يسمى ذا الشهادتين شهد صفين مع علي (ع) و قتل يومئذ سنة37 اه. و قال الشيخ في رجاله [في] أصحاب الرسول (ص) خزيمة بن ثابت و في أصحاب علي (ع) خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين و روى الصدوق في العيون بسنده عن الرضا (ع) فيما كتبه في جواب سؤال المأمون ان من الذين مضوا على منهاج نبيهم لم يغيروا و لم يبدلوا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين و روى الكشي في ترجمة عمار بن ياسر بسنده عن أبي حمزة عن أبي عبد الله (ع) في حديث انه قال ان اقواما يزعمون ان عليا (ع) لم يكن اماما حتى شهر سيفه خاب إذا عمار و خزيمة بن ثابت و صاحبك ابو عمرة الحديث (أقول)الظاهر ان القائلين بذلك هم الزيدية و قوله خاب إذا عمار الخ فانهم اعتقدوا امامته شهر سيفه او لم يشهره و في ترجمة أبي أيوب الأنصاري عن الفضل بن شاذان عده من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنين (ع) و في ترجمة البراء بن عازب انه من جملة الصحابة الذين استشهدهم أمير المؤمنين (ع) بالكوفة فشهدوا جميعا انهم سمعوا رسول الله (ص) يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه و في رجال الكشي ايضا ما صورته (خزيمة بن ثابت) روي عن الفضل بن دكين حدثنا عبد الجبار بن العباس الشامي عن ابي اسحاق قال لما قتل عمار دخل خزيمة بن ثابت فسطاطه و طرح عنه سلاحه ثم شن عليه الماء فاغتسل ثم قاتل حتى قتل.و روى أبو معشر عن محمد بن عمار بن خزيمة بن ثابت قال ما زال جدي بسلاحه يوم الجمل و يوم صفين حتى قتل عمار فلما قتل سل سيفه و قال سمعت رسول الله (ص) يقول عمار تقتله الفئة الباغية فقاتل حتى قتل (أقول)ربما ظهر من هاتين الروايتين و من بعض الروايات الآتية من طرق غيرنا انه كان كافا عن القتال حتى قتل عمار و سياتي ما ينافي ذلك.و يمكن أن يكون المراد انه قبل قتل عمار كان يقاتل قتالا عاديا فلما قتل عمار استقتل فاغتسل و خرج طالبا للشهادة فاستشهد و الله أعلم و في المجلس الثاني من مجالس الصدوق أن ممن شهد لعلي بالولاء و الاخاء و الوصية خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين و في الاستيعاب شهد بدرا و ما بعدها من المشاهد و كانت راية خطمة بيده يوم الفتح و كان مع علي(ع) بصفين فلما قتل عمار جرد سيفه فقاتل حتى قتل و كانت صفين سنة37 و روي عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت من وجوه في طرق حديث عمار :ما زال جدي خزيمة بن ثابت مع علي بصفين كافا سلاحه و كذلك فعل يوم الجمل فلما قتل عمار بصفين قال سمعت رسول الله (ص) يقول تقتل عمارا الفئة الباغية ثم سل سيفه فقاتل حتى قتل اه و لنعم ما قال ابن ابي الحديد او نقله من غيره عجبا لقوم 318 تاخذهم الريبة لمكان عمار و لا تاخذهم لمكان علي بن ابي طالب اه و لكن ما ياتي من أشعاره يوم الجمل و صفين و ما رواه المرزباني عن ابن ابي ليلى و جملة من اخباره ينافي ذلك.و قال ابن سعد كان هو و عمير بن عدي بن خرشة يكسران اصنام بني خطمة و في اسد الغابة عن ابي احمد الحاكم انه حكى عن ابن القداح انه شهد احدا قال و أهل المغازي لا يثبتون أنه شهد أحدا و شهد المشاهد بعدها روى عنه ابنه عمارة اه. و في الاصابة من السابقين الأولين شهد بدرا و ما بعدها و قيل اول مشاهده احد اه و في تهذيب التهذيب :ذكر ابن عبد البر و الترمذي قبله و اللالكائي انه شهد بدرا و اما أصحاب المغازي فلم يذكروه في البدريين و عده ابن البرقي فيمن لم يشهد بدرا و قال العسكري :و أهل المغازي لا يثبتون أنه شهد احدا و شهد المشاهد بعدها اه و هو مذكور في النبذة المختارة من كتاب تلخيص أخبار شعراء الشيعة للمرزباني التي عندنا نسختها المخطوطة و ذكر فيها ترجمة 28 شاعرا من شعراء الشيعة ذكرنا اسماءهم في ترجمة اسماعيل بن محمد الحميري و هو الخامس منهم و ذكرنا تراجمهم في مطاوي هذا الكتاب و في الدرجات الرفيعة كان من كبار الصحابة قال الفضل بن شاذان انه من السابقين الذين رجعوا الى امير المؤمنين (ع) .ـو كان خزيمة ممن انكر على الخليفة الأول تقدمه على علي (ع) روي عن الصادق (ع) انه قام ذلك اليوم فقال أيها الناس أ لستم تعلمون ان رسول الله (ص) قبل شهادتي و لم يرد معي غيري قالوا بلى قال فاشهدوا اني سمعت رسول الله (ص) يقول أهل بيتي يفرقون بين الحق و الباطل و هم الائمة الذين يقتدى بهم و قد قلت ما علمت و ما على الرسول الا البلاغ . و قال ابن عساكر شهد مع النبي (ص) احدا و ما بعدها و شهد غزوة الفتح و غزوة مؤتة و في ذيل المذيل ص52 روى عن رسول الله ص احاديث ثم روى بسنده عن خزيمة بن ثابت قال رسول الله (ص) اتقوا دعوة المظلوم فانها تحمل على الغمام لقول الله عز و جل و عزتي و جلالي لانصرنك و لو بعد حين و قال (ص) 13 شهد مع علي بن أبي طالب (ع) صفين و قتل يومئذ سنة . 37 و في شرح النهج الحديدي ج 1 ص48 كان خزيمة بدريا و مما رويناه من الشعر المقول في صدر الاسلام المتضمن كون علي (ع) وصي رسول الله (ص) قول خزيمة يوم الجمل و أورد الأبيات المتقدمة عن كتاب صفين التي فيها: يا وصي النبي قد اجلت الحرب الاعادي و سارت الاظعان قال و قال خزيمة أيضا في يوم الجمل و أورد الابيات المتقدمة التي فيها: وصي رسول الله من دون أهله و انت على ما كان من ذاك شاهده اخباره يوم الجمل في مروج الذهب عند ذكر حرب الجمل :و لحق بعلي من أهل المدينة جماعة من الأنصار فيهم خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين اه فهل لحقه ليشيم سيفه و يكون من المتفرجين كما يقول من قال انه لم يقاتل حتى قتل عمار بصفين ثم قال في صفة دخول علي (ع) البصرة بسنده عن المنذر بن الجارود بعد ما ذكر جماعة:ثم تلاهم فارس آخر عليه عمامة صفراء و ثياب بيض متقلد سيفا منتكب قوسا معه راية على فرس أشقر في نحو ألف فارس فقلت من هذا فقيل هذا خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين. ثم قال عند ذكر اخذ علي (ع) الراية من ابنه محمد بن الحنفية و جاء ذو الشهادتين خزيمة بن ثابت الى علي فقال يا أمير المؤمنين لا تنكس اليوم رأس محمد و اردد اليه الراية فدعا به و ردها عليه. أخباره بصفين من أخباره يوم صفين ان معاوية ارسل الى رجال من الأنصار فعاتبهم منهم خزيمة بن ثابت رواه نصر في كتاب صفين و في النبذة المختارة المتقدم اليها الاشارة روى ان ابن أبي ليلى قال كنت بصفين فرأيت رجلا ابيض اللحية معتما متلثما ما يرى منه الا اطراف لحيته يقاتل اشد قتال فقلت يا شيخ تقاتل المسلمين فحسر لثامه و قال نعم انا خزيمة بن ثابت سمعت رسول الله (ص) يقول قاتل مع علي جميع من يقاتله