لستُ هنا ..!
هي أضواء الروح
ما تكتبني هنا
أنا بالغدِ سأكون هنا ..!
فـ / لستُ بـ / كاملِ وعيِّ هذه الساعة
لم أستوعب هذا الكمَّ الهائل من الإبداعِ
لم أتوضأ من هذه الحروف بعد ..
فـ / صلاتي سوف تقام بـ / الغدِ
فـ / من أنا ..؟
طفل الرصيف .. قرأني حرف بـ / حرف ..!
سـ / اقرأ هُمى هنا بـ / حرفه الصادق الذي لا يختلف عليه أحد..!
غداً.. أعذر صمتي الآن .. فـ / أنا لم أستوعب هذا الجمال بعد..
أريد السفر بعيداً عن اليوم ..!
**
حان موعد النوم..
شياطين النوم تتلبس جفون العين..
لا ادري ما بالها تترصد حركاتي ..؟
وتخدرني بـ / مجرد التمدد على سريري ذو الشراشف الخضراء
هل السبب في ذاك البستان الأخضر ..؟
وتلك الأزهار الزهرية ..؟
تخدرني .. تنسيني معنى الألم..
كأن ذبابة السي سي .. تقيأت على تلك الأزهار ..
لتسكرني في نومٍ لا ينتهي ..!
وأجدني هذا الصباح المشابه للسبت الماضية
مع إختلاف الزمن..!
في غرفة مصغرة للمشفى..
وأجدها .. لا تعرفني .. ولكني أعرفها
من بطاقة أسمها ..
هل أعزيها .. وأصمت لا.. فهي لا تعرفني
تتفرس في ملامحي فتغرق في عالمها
ويسود الصمت
أهرب من ضوضاءِ حزنها
لأتفحص تلك الغرفة شبر شبر
وثمّة صلاة هناك وقراءة قرآن بخشوع
وأتذكر إني على وضوء ..
ولكن لابد أن أراقبها
وتقع عيناي على صورة ضرس سرق من إحدى الأفواه الغبية
كأنه شجرة
له جذر .. له ساس
وتربة تسمى لثة
وأتذكر كنت سـ / أكون طبيبة
وهي أختياري الثاني بعد الهندسة
التي هربت مني
لأجد أفرول أخي
وأرتديه وأتخيل نفسي هناك
بهذا الأفرول الواسع بلونه الكحلي ..!
جميل عليِّ
ولكن القدر لم يخطط لي ذلك..
لأرسم صورة المشفى الذي ركني عنه هو الأخر..!
وتصفعني صورة هذا الضرس
لأعود سبع سنوات إلى الخلفِ
وأنا أشكي وجع من سنِ العقل
لـ يقتلع من جذوره ..!
لأبكي ضرسي حبيبي هو قطعي مني
قلع مني
وتترك لي فوهة عليا مسكن لساني
ومخبأ للطعام من طحنِ أسناني
لا أحد يرأها ..!
هي مسكن لساني ..
هي جزء مني أصبحت..
لا أكف مشاكسة لها
لا أريد ردمها وتركيب سن صناعي غريب عن خلايا جسدي..!
وتنتهي وتتفرسني وأنا في تلك الغرفة
وفي حضني ملايين الأشياء التي أشتاقها..
لـ تسرقني معها .. وتطعمني كأني مشردة جائعة
لا تجد لقمة تسكن جوع معدتها ..!
وبـ / كلِّ عطف تطعمني
وأكل وأموء عن وجعي
كـ / قطة تائهة لا مكان لها
تبحث عن الأمانِ فلا تجده ..
لأعود والكسل يقودني لسريري السحري للنوم..
لأجدني هنا .. ومذكرات إلى مثواي الأخير ..!
وفضولي أدخلني هنا
لأجدني هنا ..!
هي أنا بـ / الحرفِ ..
لأبكي .. هي أنا .. أسمي وعنواني هنا..
يومياتي الركيكة هنا .. بـ / ثوبٍ آخر ..
بـ / دمٍ يشبه فصيلة دمي ..!
أستقينا نفس الدم .. كنا هناك نحتسي الوجع كؤوس لا تروي عطشنا
وأوردتنا مبرمجة على ذلك
لا إعتراض
هي هويتنا الضائعة
هي أحلامنا التائهة
هي أقلامنا الصادقة
كنت هناك على الرصيف
وأوراق الخريف تتساقط
والرصيف يحتضنها بـ / كلِّ حنان
ويتلون الرصيف بـ / أوراقِ الخريف
والرصيف المكان الوحيد الذي فتح فاهه لأوراقي ..!
هكذا قالت ( فيروز )
ونحن في موسم النسيان
لا ندري من نحن
لـ / نجد حروفنا تكتبنا
وأرواحنا تكملنا
طفل الرصيف .. لي عودة..
يا عطر الخريف يا أنت يا طفل الرصيف
تبقى جبل كبير جداً
أقف أمامك أنحني إنحناءة فخر بـ / حرفك الذي لا مثيل له ..
لن أقول .. شكراً ..
فـ / أطفال الرصيف لا ينتظروا الشكر ..!
هُ
م
ى