السلام عليكم
أستسمحكم بالمشاركة لأن الموضوع فعلا قيّم
مشكلة الهوة بين الأجيال
لا أظن أن هناك منا من لم يسمع مرة ممن هم اكبر منهم مثل هذه العبارة "اييييييه راحت الأيام الحلوة هلا ما بقي إلا النكد" أو " شباب اليوم كرتون بكرتون "
عبارات و ان كانت تقال في ثواني معدودة , إلا أنها تحفر في خلد سامعها الشيء الكثير
و منها تبدأ بذرة الإحباط
ذكرتِ أختي أنه في عهد النبي صلى الله عليه و سلم , سُمح لأسامة بن زيد أن يقود جيشاً جراراً , فرق كبير بين هذا و بين أب يقاطع ابنه إن تكلم بحضرته قائلاً " لما الكبار يتكلموا الصغار يقفلو أفواههم سامع و لا لا؟" و يمكن كف من فوق
هناك كذلك صورة لها نفس الإنعكاس و إن كانت مغايرة, و هي صورة الدلل الزائد و الرعاية حد الميوعة, بحيث تنتج الأسرة أطفالاً في عمر الخامسة والعشرين و يمكن أن يبلغ الثلاثين و هو لا يستطيع تدبير أمور نفسه..كلها صور تخلف انعكاسات سلبية و تنخر في بنية المجتمع.
نحتاج للتوحد..نحتاج للتغيير..نحتاج لأجيال قوية متفائلة
و لن يتحقق ذلك إلا بالتربية الحسنة,, التربية على ما تحمله شريعتنا السمحاء من فضائل و عزائم, نحن نجد التفاؤل و الطموح في الكثير من الأحاديث النبوية , و ما استحضره منها الآن قوله صلى الله عليه و سلم { إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى } يريد عليه الصلاة و السلام أن يعلمنا الطموح و الوصول لقمة النجاح
لكن لا يفوتني أن أشير إلى بعض المثبطات
مذا نقول في الجيل الذي يتبع ستار أكادمي و برامج التفاهة هذه
كيف حال جيل تجد أهم حواراته عن الفنان الفلاني و عملية التجميل التي أجرتها فلانة و لمن ستصوت في المسابقة الفلانية..شيء يصيب النفس بالتذمر و الأدهى أن هذه المظاهر في تصاعد, و الذي يؤلمنا أكثر أن تجد بعض الآباء يشجعون أبنائهم على مثل هذه الأمور,
لذلك فالعلاج كماقلتِ لا بد أن ينبع منا
و أوله التمسك بديننا الحنيف
رفع الهمم و شحذ العزائم و تشجيع الضعيف ليقوى , و القوي ليستزيد من قوته, إن كان بالعلم أو بمهارة يتقنها أو بفن هادف يقدمه ..بأي شيء المهم أن يكون مفيداً و نافعاً
خلق الحوار و التواصل بين الأجيال و هذا لن يتأتى إلا بحسن الإصغاء و التقرب من بعضنا البعض
و أكثر شيء الإهتمام بالنظم التعليمية منذ نعومة الأظافر , و الحرص على تلقين السيرة النبوية لأنها تحمل الكثير الكثير من المعاني و العبر
أظن أن هذا ما يمكن أن يخلق لنا جيلاً يحمل روح المسؤولية, و يستشعر عظمة الأمانة التي استخلفنا الله لأجلها في هذه الأرض
موضوع جداً راقي
أعتذر على هذه الإطالة
تقبلي شكري أختي
أريـــج..