{ .. كل عام ووجعي ميلادي الأول والأخير .. }
/
/
/
صباح مغاير لـ / كلِّ صباحاتي
صباح ينتظر صباح آخر ناطق بـ / وجودي
زادت جرعات الأرق لديِّ
هارب النوم من محيطِ المقل
أحلام غير مسموح لها بـ / الاقترابِ مني
تجثم على صدري ..
هي أيام قليلة تفصلني عن الحدثِ
لـ / يوم ميلادي
لـ / يوم صراخي
ولكن ...
راقبوا معي سماء ميلادي بعد أيام قليلة جداً ..
سـ / يكون الجو ملبد بـ / الغيومِ
هكذا قال لي : حدسي الحزين ..
هدايا مبعثرة ..مجهولة المرسل
في حضني هذه الليلة
غيوم مفتعلة لـ / تحقيق حدسي الحزين
ابتسامات مزيفة لـ / تزين مهدي ..!
ومسرى بلعومي لا زال ناشف
منذُ ميلادي الأول ..
ثمار الأمهات جافة
لا حليب يدرأ منها ..
أباء عاكفين عن حملِ مهدي الخالي مني ..
سؤال يزلزلني منذُ ميلادي الأول ..
كم حضن ضمني وأنا أتصنع الطفولة ..؟
كم حضن نبذني وأنا أتقمص البراءة ..؟
في هذا اليوم .. تتراكم أيامي الماضية..
هرم
سنة فوق سنة
والقاعدة كبيرة جداً
حاملة مساحة وجعي الحالي
والقمة نور ضئيل
لم أصل إليها بعد
سنوات عمري كثيرة جداً
قرونٌ من البؤسِ لفحتني
نيران يأس قلبتني لحم ضأن للجائعين
لأجد وجوه من حنكوني الحب غائبة من سماءِ
الجدة ( سالمة ) بهية الوجه
غادرتني قبل أن أرسمها ..
غادرتني قبل أن أحفظ ملامحها ..
أحاول سرقة ذاكرة أمي
الذاكرة لـ / نورها
عبث ما أفعل .. لأصفع نفسي بـ / سرٍّ
أحاول خربشته من ذاكرتي
إني كنتُ طفلة لم تبلغ العامين من العمرِ
( مصطلحاً في قانونِ الأطفالِ لا أفهم ولا أعي شئ ..! )
عندما غادرتني الجدة ( سالمة )..
طفلة فاقدة ذاكرتها الآن ..
فاقدة ملامح نخلة عُمان الأبية ..!
آه ..
وبـ / المقابلِ .. أتذكر ملامح من نبذوني
وأنا أتقمص الطفولة .. في مهدٍ خشبي
حالم بـ / ملامحِ ذكر بدل ملامح أنثى
أسمها أنا ..!
هدية عيد ميلادي .. ذاكرة قوية جداً
أتذكر من طردوني من عرقهم
وأنا في مهدي ..!
كم كانت ذاكرتي قوية جداً
آن ذاك .. لأدرك إني طفلة غير كل الأطفال آن ذاك..!
لـ / أخربش المصطلح الذي يقول: ( الأطفال لا يعوا شئ..! )
أليست سخرية .. أنسى المحبين لي
وأتذكر الكارهين لي ..؟
أهي سوداوية الحزن ما ورثتها ..؟
أهو الإنطواء الذي تلبسني عند إطفاء شموع ميلادي..؟
والفصل خريف متذبذب بين فصلين
صيف مغادر وشتاء قادم ..
كــ / ذبذبة روحي بين ذاكرتين ...
ذاكرة ميتة بـ / ملامحِ من أسقوني الحنان
وذاكرة حية بـ / ملامحِ من أسقوني العلقم ..!
ولوني الخريفي يتجسد ملامح وجهي
لأدرك كم إني أحتاج لـ / دماء جديدة
كـ / حاجة خريفي لـ / أوراق جديدة
يتعرى من ورقه
وأسكب دمي
لـ / نكون لوحة رمادية نهارية متقلبة
بين فجر مغادر وليل قادم
وغيوم تسرق لونها منا ..!
وكان هطول اللون الرمادي على أشيائي
لـ / أكون باهتة وسط كومة أشياء باهتة
فقدتُ شهية التلون
لستُ بـ / حرباء كـ / زوجة أبي
وفقدتْ أشيائي شهادة ميلادي
وأصلي وفصلي ومنبع وجودي
منذُ إن كنتُ أستجدي اسم ينطقني ..!
الأسماء كثيرة في حلبةِ الحياة
نور
زهر
جود
غصن
كنتُ أشتهي احدى تلك الأسماء ..!
لكنها كانت عند ولادتي هباءاً منثوراً
وكنتُ نسياً منسياً
من قائمةِ الإناث
وأنا أهزّ جذع النخلة
أستجدي حبات الرطب
فـ / لا حبة رطب سقطتْ
فـ / كنت أهزّ جذع نخلة يابسة حصور لا تنجب الثمار..!
أسمها ذكر ..
لـ / يطمس هويتي ..
وأنا الأنثى الشرقية الأميّة للآن
والدليل محبرة الأختام بـ / يدي
لا هوية لي سوا بصمة تثبت
جراثيم حمضي الوراثي
هويتي إبهام ..!
إن قطعته أنتهت هويتي من عالمكم..!
وما زلتُ في الوسطِ
في هذا النهار ..
الذي لا يرحل عني
وينهي موعد ميلادي هذا
ويأتي يوم جديد غير هذا اليوم
المسجّل بـ / تاريخِ مولدي ..
كان النهار في الماضي غائب عني
لا أشعر به إطلاقاً
كان منشغل عني بـ / أعماله اليومية الروتينية
ما باله يحاصرني اليوم ..؟
فـ / الشمس مختبئة خلف غيوم مفتعلة من حدسي..!
لأكون الحاضنة لـ / طفلها
فـ / لـ / تأتي وتحمل طفلها عني في أي حضانة قريبة
فـ /أنا لستُ بـ / معتادةٍ على مجالسةِ النهارِ
كنتُ أتزين في أوقاتِ انشغاله عني
أستجدي فقط أنا يرى كم أنا جميلة
أن يسعفني بـ / كلمةٍ جميلةٍ
تذيب جبال التعب
التي ترصفت في طريقِ عملي
الذي قتلني مسبقاً
واليوم وأنا في حضرته
أجدني على غير عاداتي
روائح التعب تطاير من فمي
وفرشاة أسناني منكوشة الشعر
ومعجوني نحيف جداً
وشعري مجعد كأنه أسلاك هاتف
ومشطي هرم فقدَّ طقم أسنانه
وملابسي تحمل مليارات الخطوط التائهة
عن سترِ عورات بؤسي
وعطري رائحته كريهة جداً
بخاخ عرق كـ / عرق إبط أحرفي
ليس لي مزاج بـ / التزين له ..!
لا أحتاج اهتمامه لي بهذا اليوم ..!
عادة أصبح الإهمال في عالمي ..!
منذُ إن أصبحتُ بدل الأب الغائب
وأنا طفلة أتقمص البراءة ..!
عندها عطسني الحزن ..
شتاء بارد جداً يستجدي الدفء
شرشف ناعم يستجدي الراحة
فـ / لا جد كل ذلك ..
لـ / أجرُّ أذيال خيبتي أمام عالم آخر
بيني وبينه شاشة متلفزة مشفرة معربة
تقتحم فكر ي الضيق
ويستحضرني هذا البرنامج الغربي للمرة المليون..!
.. " House Swap " ..
( مدة التقمص أسبوعان )
سـ / أغير أسمه وعنوانه بـ / شكلٍ يروق لي أكثر..
.. " Heart Swap " ..
( مدة التقمص يوم واحد )
من سوف يتقمصني يوم واحد ..؟
وبـ / التحديدِ بـ / يومِ ميلادي المقبل في الأسبوعِ القادم
محاول أن يغير عاداتي الحزينة
ويحتفل بي قلب جديد
يبرمج قلبي بـ / دمٍ جديد
ينادي بـ / الحياةِ
وبدوري أتقمصه بـ / نفسِ المدة
محاولة تغيير عاداته السعيدة ..
أبرمج قلبه بـ / دمٍ جديد
ينادي بـ / الحزنِ
أنانية طلبي ..
لكنها تجربة تستهويني .. ! فقط لـ / قياس
مساحات وجعي ..!
هذيان يتلبسني قبل كل ميلاد جديد
أبعد نفسي عن شبحِ يوم ميلادي
بـ / الهذيانِ والسفرِ حيثُ تشاء روحي ..!
فـ / أنا والوجع وجهان لـ / عملة واحدة
سقطنا ذات مساء من جيبٍ مخروم من أحد المارة ..!
لا أذكر سوا ملامح كتفيه وشعره المنكوش
وأوبئة البؤس تتطاير منه
نبذني لــ / أكون ظئر الوجع
لــ / أبحث عنه عند كل طارق باب لـ / حضني
لــ / أعاتبه عن غيابِ ملامح وجوده عني
ومضاجعته الوجع معي
سقطنا درهم بؤس في طرقِ الجحيمِ الأبدي
لـ /نرقص على حدةِ سمك الدرهم
فـ / أصبحنا وجه واحد
تاركين الوجه الآخر بلا ملامح ..
وشم يتقمصني هذا الوجع
لا يرأه سو ا مواليد برج الوجع
هل سـ / أروي وجعي لأحفاد
أرفض وجودهم في حضني ..!؟
أماطل وأماطل للآن ..
وسنوات الميلاد تمر كـ / البرق
أصبح الأمر عندي سيّان
لكنهم يرفضوا كل هذا
ولا أجد القشة التي أتمسك بها ..
فــ / أغرق في بحرِ الوجع
في كلِّ مرة أخسر في تحليل
معنى وجعي الذي يمشطني
شعرٌ أبيض .. !
هل حان وقت الجنون والتقمص ..؟
عندما أفكر أن أحزن أجدني أضحك بـ / بلاهة ..
وعندما أفكر أن أفرح أجدني أبكي بـ / شراهة ..
هنا جنون وتلبس حالة من حالاتِ حياتنا الكئيبة..!
في كلِّ مرة أحاول أن أضع حد لـ / بؤسي
وأنوي التغلب على حزني في حربِ الوجع ..
أجدني خاسرة .. والحرب قائمة
أسيرة حرب ..
حرب لا تنتهي يا قوم
لا تنتهي .. !
وعقد السلام ممرغ بـ / وجعِ ولادتي للآن..!