الموضوع: (( ثرثرة قلم .. ربيـــــــــ العمر ـــــع ))

بسم الله الرحمن الرحيم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي .. عاشق السمراء
تحية طيبة مباركة من ليلة مباركة تحمل مع أنسامها أرق تحية وأجل تقدير .. وبعد
فبقدر المفاجأة التي أسعدتني .. لا تسعني كلمات الشكر لتقديركم
حرفي البسيط .. بقدر ما سوف تسعد من دلني إلي طريقكم
وأخذ بيدي .. وشد على ساعدي وأبرزني لأصل إلي ما وصلت إليه
ويسعدني ويشرفني أن تكون ثرثرتي .. تلي ثرثرة الأستاذ .. أيمن
وكلي أمل أن أصل إلي رضاكم .. ورضى أستاذي ومعلمي
وبإذن الله الواحد الأحد ستكون ثرثرتي الأولى قريبا

كل الاحترام والتقدير

أختكم .. ربيع

سأحاول أن أسرد لك يومي بدونك ..
لو تعرف كم أشتاق لك !!
تشرق شمس يومي
وتبعث خيوط أشعتها الذهبية
تداعب أهداب عيني
لتوقظني .. وتقول لي ..

شلال خصلات شعري الغجري
المترامية على وسادتي المخملية
تبحث عن أناملك .. وتقول لي ..

انسحب من سريري .. لشرفة غرفتي
ألتمس الدفء .. من برد شتائي
يشدني شدو عصافيرها
التي تعزف لحنا مفردا ..

أقرأ جريدة الصباح
وتعثر عيني على خبرٍ
أبدأ فيه بالحديث معك ..
ليصفعني الواقع ..

أخرج من قوقعتي للفضاء
تتراءى لي الوجوه
وتحملق بي الأعين باستغراب!!
وتسألني لما أنت وحيدة؟

أغير وجهتي .. وانطلق مع الريح
ألتقط أكوام الغيوم البيضاء
وأنسج بساطاً للشوق ..
ولكن الغيوم هشة .. كغزل البنات
ترميني .. وتقول لي ..

وفي طريق عودتي
أركب الحافلة المزدحمة الفارغة من وجودي
أرى الغروب يودع وحدتي ..

يضمني منزلي الخاوي منك
أفتح كتاب روايتنا ..
تغادر الحروف مكانها
لتصرخ بوجهي ..

أهرب إلي غرفتي
أدس نفسي في سريري
أدفن وجهي بالوسادة .. أطمح
بساعات نوم عذبة
في ليلة تلمع بها النجوم بشدة
تزورني في أحلامي ..
وحين يجئ نومي .. بعد جهاد وطول مدة
أصحو من حلمي بك.. على رنين الهاتف
وأهرع لأرى من المتصل !!
وأفاجأ بالمتصل ..

فهل بدأت يا حبيبي
تشعر بشوقي لك ؟؟!!

الليل أرخى أستاره

خفتت الأضواء .. وتثاءبت الأصوات

لف الأرجاء السكون .. وبقي الهمس

حان وقت السحر

حاملا أسرار .. وأفراح الأحزان

والعبرات المسكوبة ..

وعاشقة تنتظر .. اكتمال القمر

الخاطف لطيف قلبها ..

خرجت بثوبها الحريري

الأبيض المطرز بزهرات

حكاية الأسطورة المزعومة ..

تخطو بخيلاء على العشب

المندى ..

وكرسي خشب الخيزران

على ضفة نهر العشق

ينتظر أن يحتضن جسدها

هذه الليلة ..

خرير ماء ينجرف

ونسائم ليلية ترفرف معطرة

بعبق الياسمينات ..

عزف هادئ وألحان سرمدية

لسهرة تشهدها النجوم ..

بات فيها حلم غافي

سجين بين أهداب العاشقة

المتشابكة ..

تنسل أمواج الأشعة اللجينية

وتغدو فرحة..

في الأرجاء الساكنة الوجلى

تصنع لحنا

معلنا انطلاق أرجوحة

رحلة طيف قلب العاشقة

إلي قلب محبوبها ..

يرتخى جسدها المشدود ..

وتسبح في أرجاء الليل ..

تهرب خلف الأزمان ..

تسابق أنوار القمر البادي ..

تطوي فجر اليقظة .. وأخيلة الأحلام

تخترق الأستار .. وتحكي أسطورة

بعد أن نامت الأرض وهدأت..

وفاء الظل .. إلى الظل ..

نــداء فجــر طيبة

تناهى ندائه إلى الأسماع

واخترق صداه ظلمة الليالي ..

ونداء من سماء .. طيبة

إلى كل من في الكون ..

ودعوة مليئة بالحياة

إلى الديار الصماء ومن فيها ..

اهتزت رحاب الكون

خاشعة للنور الأسمى ..

منطلقة إلى أرض الفلاح والخير

تنشد الهدى الحق ..

وعلى إثر هذا النداء

تسامى الطهر المنشود ..

وطاف بأجواء الأرض

ليمسح عنها ما علق ..

من آثار الليالي والمجون ..

حروفه تهدي الأنفاس

عطرا شذيا ..

ينشر في الدروب

قطر الندى ..

كلما رددتها منابر ومنارات

ورجعتها ملاسن ..

شعاع وهاج لف الوجود

وشفيف النور ناجى أضواء

مسجد نبي الخير..

منجي العالمين ..

والنور الهادي المبين ..

قامت الأرواح وترددت أنفاسها

وهبت أنسامها لتنال

من خزائن الله ما شاءت نوالا..

تخطو متسارعة .. تنشد ألتماس

أثر .. وطأت قدم خير الأنام ..

تضرعت مبتهلة إلى البارئ

وتفجر لذلك النبع المسدود ..

وانتشرت روائح تغدو ريحانا

وارتفعت الأكف لتعانق صفح السماء ..

والألسنة تلهج بالدعاء ..

ورهبة سرت في هذه النفوس

وعبرة جرت في مقلتها

مبتهلة ملبية لنداء الرحمن ..

الله أكبر .. الله أكبر ..

لا إله إلا الله ..

خفايا المصادفة

هل هي صدفة ؟!

أم الرياح من جديد أصبحت
هي المخطئة!!
وغيرت وجهتها في فصل من
الفصول الأربعة!!
سائرة في الأرض خادعة
مطيعة!!
تلملم الأقنعة من أرصفة
المدينة !!
وتسوق العشق من أحلام
القبيلة !!

هل هي صدفة ؟!

أم في هذه الأمسية الشتوية
العابثة برائحة المطر!!
شاء أن يكتمل نور القمر !!
ونطير بين النجمات المتلألئة
مع بداية السفر!!
ونشارك العشاق نزهتهم بالشدو
وسحر الشعر!!

هل هي صدفة ؟!

أم كنا بخيمتين متجاورتين
ونطل من شرفة واحدة!!
نساهر الحزانى الذين عاشوا
مواثيق المحبة!!
وعلى أجنحة النوارس الناعمة!!
نحلق ونسابق أشرعة الغرام
المرفرفة!!

هل هي صدفة ؟!

أن تتواطأ كل عناصر الطبيعة
وتكتمل في يومنا الفصول!!
شتاء عطش .. نرتويه من عرق
الغيوم!!
وربيع عامر .. نكتسي فيه أثوابا
بأبهى لون !!
وخريف باهي .. ترقد قطرة مطره
على ظلال الجفون!!
وصيف حالم .. يسترخي به جسدانا
بحر ماء المزون !!

هل هي صدفة ؟!

أن ترقد يداي على وجنتيك
وتعزف أناملي فوق بشرتك
وتهبط على مهل لتلف رسغك
استشعر لهيب رعشتك
متأملة مخاطرة قبلتك

هل هي صدفة ؟!

أن نكون نجمتين متجاورتين
أو موجتين متلاطمتين
أو أهداب عينين مغمضتين
أو جناحين لطائر رقيقين
لا يجتمع فينا النقيضين
اللقاء والفراق !!

هل هي صدفة ؟! ..... أم أنت من يرقب الصفحة!!

أعلنتهـا ... نهاية ثرثره

للقلب ثرثرة ..
متبادلة بين نبضات
شراينه وأوردته .. المتعاكسة
ثرثرة دائمة ..
طالما دامت الخفقات

وللإحساس ثرثرة ..
تستشعرها المشاعر
والأخيلة .. والخواطر
ثرثرة دائمة ..
طالما دامت الذكريات

وللعين ثرثرة ..
ولهفة .. واشتياق
تفهمها القلوب المحبة
ثرثرة دائمة ..
طالما كانت هناك عاشقات ..

وللقلم ثرثرة .. لا منتهية
ثرثرة دائمة ..
طالما كان هناك
قلب .. عاشق
وإحساس .. صادق
وعين .. مصورة

ولكن .. هنا بين جنبات صفحتي
تقف ثرثرتي وتصل لحدها ..
فقد جف حبر قلمها ..
ويبست أوراقها .. وآن لها
أن تعود وتثرثر في مكانها ..
وأعلنها بأن .. (( قد ثرثر قلمي بما فيه الكفاية ))

ربيع العمر ...
لقد ثرثر قلمك .. و استمتعت بقراءة خواطرك
فقد ابحرت معك ..وحلقت فوق السحاب
كتابة مبدعة .. تقديري الكبير لحرفك
تحياتي ..

تتالى الخطوات من حولي وتسبقني
لـ تمضي إليكـــ

وأنا .. كما أنا باقية في محلي وذهولي أردد .. بتصفيق هااااادئ

ربيع العمر

م د هـ ش ة

أبعادُ الجمال بثلاثيتها وجدتها مطبوعة على مآقي حرفكْ..

شكرا كل هذا العطاء وبسخاء..

طفلة العشق