وعندما نبحث عن الأسباب نجدها كثيرة، يهمنا هنا الجهل بالترابط الوثيق بين العقيدة والدعوة إلى الله تعالى، لذلك نحاول الربط بين الأمرين من خلال مسائل معينة، من أهمها في نظري:
<FONT color=black size=2><FONT size=2>أولاً: كلمة العقيدة كما نفهمها من لغتنا العربية تُفيد الربط والإحكام، كما قال تعالى: {ولكن يؤاخذكم بما عقَّدتم الأيمان}[المائدة:89]. وقال عز وجل: {أوفوا بالعُقُود}[المائدة:1]. فكيف يُتصوَّر أن ينطلق إنسان من دعوة لم تنعقد بعدُ في قلبه بشكل واضح وقوي؟ لأن الدعوة كما أنها تشريف؛ فإنها تكليف بأعباء وأثقال لا يقوى عليها إلا من تربَّى تربية عميقة على العقيدة. قال تعالى – بعد الأمر بقيام الليل -: {إنا سنُلقي عليك قولاً ثقيلاً}[المزمل:5].