كنتُ بسن العاشرة .........!
بالتحديد عقداً وأنا أتنفس
بضفائري الوردية التي تُشعل الغيرة في قلوب
بنات حارتي العتيقة وأنا ألوح بضفائري بكل
غرور الطفولة آنذاك ..
وأنا خارجة وفجأة دوامة قادمة على هيئة زوبعة
زوبعة مليئة بثرثرة بنات حيِّ الحقودات
كبيرة جداً هذه الزوبعة
لـ تقترب مني وأنا بحجم الريشة وطول غصن الزيتون
وكانت سوف تحملني في طريقها لولا عمود الكهرباء
الذي حضنته بقوة لأشم رائحته النتنة
وغادرتني الزوبعة بسلام
عندها تنفستُ الصعداء
الحمدلله وإلا كنتُ في عِدادِ الموتى
مرت سنون سريعاً
لأتعدى العقدين وأتذكر قصة الزوبعة
التي عرفت أين تكون نهايتها ..!
عند البحر .. هناك تفرغ حمولتها
يآه كم كنتُ غبية جداً آنذاك ..!
لو أن الزوبعة حملتني قبل عقد لــ كنتُ
ضمن ممتلكات البحر آنذاك ..!
قد أكون حورية أو سمكة أو قارب صيد
أو صنارة صيد أو أي كائن و اللاكائن في بحر مدينتي
الجامعة الخضرة والزرقة وعسل اللون
وكم تمنيتُ لو تعود تلك الزوبعة لأسرق نصف عقد
وهذا عمري الحالي ..!
وأجدني في وسط إعصار لا يقارن مع زوبعتي تلك ..!
ينهرني بقوة هذا العم (( جونو )) ..
يهدد أمن وطني الحبيب
يزعزع يقيني بأنه لا شئ
وكان صوت البحر قوي جداً
يالله والمسافة بيني وبين البحر 12 كيلومتر
غاضب هذا البحر حدَّ الغضب
يصرخ بقوة ويضرب الصخر
يعاقب تلك الصخور لـ تكسرهُ
فـ يتناثر مطرٌ في محيطي اليابس ليكون بحراً آخر
لأنتقل في يابستي الغارقة كأنها المدينة الغارقة
بقارب كان مشلول الحركة في يابستي
غبي هذا العم (( جونو )) يريد أن يخلد أسمه
كما خُلد اسم (( تسونامي ))
ألا يعلم أن الله فوق وكما أرسله لنا
سوف يقطع دابر مسيره ؟!
اللهم أغثنا .. اللهم أغثنا .. اللهم أغثنا
كانت أصواتنا تهلل باسم الله
كنا نتضرع بخشوع تام
والبحر يصرخ كأنه يمزق أثوابه لفقد عزيز له
كــ نساء الجاهلية يصرخ ويصرخ ويصرخ مع نواح قوي جداً
يمزقنا ونحن هنا على بعدّنا المذكور سابقاً
والمطر غزير جداً
والسماء رأيتها صفراء اللون رغم سواد الليل
يالله أغثنا
وكهربتنا الجائعة ترسل شظايا لهبها
لحرقنا ..
ويعلو التهليل والتكبير لله
وتنطفئ كهربتنا
ويبقى نور الله في قلوبنا
ونستجدي الربَّ
يا ربَّ نحن أهل مازن بن غضوبة
نحن الذين دخلنا الإسلام دون حرب
نحن الذين نسمى برجل كان الأول
من أعلن أسلامه فينا
أنه / مازن بن غضوبة الطائي
من أرض عُمان
جاء إلى الحبيب الرسول الكريم
لــ يسألهُ الخير لــــ عُمان
يآه يا ربَّ ..
ما أطهر دعوى الحبيب المصطفى لنا
آه ما أبهى وأسعد عُمان بدعوى الحبيب المصطفى
وقال عن عُمان ........:
((إِنِّي لَأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا عُمَانُ يَنْضَحُ بِنَاحِيَتِهَاالْبَحْرُ بِهَا حَيٌّ مِنْ الْعَرَبِ لَوْ أَتَاهُمْ رَسُولِي مَا رَمَوْهُ بِسَهْمٍ وَلَا حَجَرٍ))
إذن نحن بأمان بحديث الحبيب الكريم
أغثنا يالله
نحن أهل عُمان الغبيراء
أهل الصلابة
أهل الأصالة
أهل الذكر والتقوى
أهل الفقراء إليكَ يا ربَّ
أغثنا يالله
وألطف بنا .. وألطف بنا
وكانت الدموع وادياً آخر من أودية بلادي الجارية
وكان لطفك كبيراً جداً
يا ربَّ ......:
بأي حرفٌ نشكرك
بأي قلبٌ نذكرك
يا قدوس يا سلام يا جبار يا رحيم بنا ..
وبدأ العم (( جونو )) بالانهزام
بصوت إيماننا بالله
بدعوة الحبيب المصطفى......:
((اللهم أهدهم وأثبهم ، اللهم أرزقهم العفاف والكفاف والرضى بما قدرت لهم ،اللهم وسع عليهم في ميرتهم وأكثر خيرهم من بحرهم ، اللهم لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم ))
هو كلام الرسول الحبيب لأهل الغبيراء
((ديني دين الإسلام سيزيد الله أهل عُمان خصبا فطوبى لمن آمن بي ورآني وطوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرن ولم ير من رآني وإن الله يزيد أهل عمان إسلاما ))
وهرب العم (( جونو ))
القادم بلفظته المعربة (( GoNo ))
كان يقول أنه قادم ولا يذهب
وبفضل الله صححنا لفظته المعربة
بــ (( جويس )) ..(( GoYes ))
وذهب و الحمدلله
بالدعاء والتضرع لله
قتلناه بقوة إيماننا بالله
ولولا رحمة الله بنا
لكشّر عن أنيابه أكثر فأكثر هذا العم
وكان لطف الله بنا كبيراً
والآن لــ نرى الجانب الإيجابي من هذا العم
كان السبب بتلاحمنا أكثر
(( عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم ))
هكذا تقوى عُمان بأبنائها
وخيرها الذي سوف يزداد سعة بفضل الله
فلا داعي للحزن يا (( هُمى )) ..
عُمان بخير
فلذة روحكِ عُمان الوطن بخير
اطمئني وأنشدي لحن الحياة من جديد
وودعي ذاك العم بلفظته المعربة
رددي جويس.. جويس من وطني عُمان
لا نعترف بلفظة جونو ..!
حنيني إلى هناك الآن بهدوء تام ..