محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه و آله وسلم يؤمن المسلمون بأنه آخر الأنبياء وخاتم المرسلين ،ولم يرسل إلى قوم بعينهم بل أُرسل إلى الثقلين كافة ( الجن والإنس ). وُلد في مكة في يوم الاثنين الموافق 12 ربيع الأول في عام يقال له عام الفيل الموافق يوم 22 إبريل سنة 571 للميلاد .
نسبه
هو رسول الله عليه الصلاة والسلام محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر(وهو الملقب بقريش) بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .= اشتهر أن الرسول كان يقف في نسبه عند عدنان إلا ان بعض النسابين يتابع واصلا النسب إلى آدم أبو البشر: عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تارخ بن يعرب بن يشجب بن نابت بن اسماعيل بن إبراهيم بن تارخ ( و هو آزر ) بن تاخور ابن شارخ (شاروخ) بن أرغو ابن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لامك ابن متوشلخ بن اخنوخ ( و هو إدريس ) بن يرد بن مهلائيل بن قنين (قينان) بن يافث بن شيث بن آدم.
أما أمه فهى أمنة بنت وهب بن زهرة بن كلاب وهى تعد أفضل امرأة فى قريش نسباً وموضعاً, فهو عربي قرشي تعرف أسرته بالأسرة الهاشمية نسبة إلى جده هاشم بن عبد مناف وكانت من أعظم أسر العرب وذات مكانة عالية.
نشأته
نشأ محمد(صلى الله عليه وسلم) بشعب بنى هاشم بمكة يتيماً فقد مات والده عبد الله قبل ولادته بقليل,واختار له جده اسم محمد وهذا الاسم لم يكن معروفاً فى العرب, وقد كانت العادة عند العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم ابتعاداً لهم عن أمراض الحواضر، ولتقوى أجسامهم، وتشتد أعصابهم، ويتقنوا اللسان العربى فى مهدهم فاسترضع له جده إمراة من بنى سعد تسمى حليمة السعدية وقد عاش فى بنى سعد حتى سن الرابعة من مولده حتى حدثُ بما يعرف بحادثة شق الصدر فخشيت عليه حليمة بعد هذه الواقعة حتى ردته إلى أمه فكان عند أمه حتى بلغ ست سنين وقررت أمنة أن تزور قبر زوجها فخرجت من مكة إلى المدينة المنورة مع ولدها اليتيم محمد وخادمتها وبينما هى راجعة إذ لحقها المرض فى أوائل الطريق حتى ماتت، وأنتقل محمد (صلى الله عليه وسلم) ليعيش مع جده عبد المطلب لعيش يتيم ألاب والام وكانت مشاعر الحنو لدى عبد المطلب تربو نحو حفيده اليتيم ولثمانى سنوات توفى جده عبدالمطلب بمكة ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبو طالب شقيق أبيه ونهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه، وكان محمد (صلى الله عليه وسلم) فى بداية شبابه يرعى غنماً رعاها فى بنى سعد، وفى مكة لاهلها على قراريط ثم أنتقل إلى عمل التجارة حين شب.
كان يلقب بالصادق الامين حتى ان اعداء الرسول كانوا يضعون امانتهم عند الرسول عليه الصلاة والسلام.
زواجه بخديجة
اول زواج لمحمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) كان بخديجة بنت خويلد, امرأة تاجرة ذات شرف ومال,تستأجر الرجال فى مالها, وتضاربهم بشىء تجعله لهم, وكانت قريش قوماً تجاراً,فلما بلغها عن محمد بن عبد الله ما بلغها من صدق حديثه (صلى الله عليه وسلم), بعثت إليه, وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار,ولما رجع إلى مكة, ورأت فى مالها من الأمانة والبركة مالم تر قبل هذا, وجدت ضالتها المنشودة وكان الرؤساء والسادات يحرصون على زواجها فترفض فتحدثت بما فى نفسها إلى صديقتها فذهبت تفاتحه أن يتزوج خديجة فرضى بذلك, وتم الزواج وكان سنها إن ذاك أربعين سنة, وهى أول امرأة تزوجها (صلى الله عليه وسلم) ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت وكل أولاده منها سوى إبراهيم ومات البنين كلهم فى صغرهم, اما البنات فكلهن أدركن الاسلام فأسلمن وهاجرن, إلا أنهن أدركتهن الوفاة فى حياته سوى فاطمة الزهراء فقد ماتت بعده بستة أشهر من وفاته. وكان يلقب بالصادق الأمين حتى أن أعداءه كانوا يحاربونه ويضعون عنده أماناتهم.
النبوة والعهد المكي
كان الشرك وعبادة الاصنام أكبر مظهر من مظاهر دين أهل الجاهلية من قريش والجزيرة العربية قبل بعثة محمد(صلى الله عليه وسلم)حيث كانوا يعكفون عليها و يلتجئون بها ويستغيثون فى الشدائدويدعونها لحاجتهم معتقدين أنها تحقق لهم ما يريدون بالاضافة إلى إنتشار الرذائل مثل الزنا وشرب الخمر كما أن الجزيرة العربية قبل بعثة محمد (صلى الله عليه وسلم) كانت مجموعة من القبائل المتناحرة والمتباغضة يأكل القوى فيهم الضعيف.
غار حراء
لما تقارب محمد (صلى الله عليه وسلم) سن الاربعين كانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه وبين قومه, وحبب إليه الخلاء, فكان يأخذ الماء والسويق, ويذهب (صلى الله عليه وسلم) إلى غار حراء على بعد نحو ميلين من مكة فيقيم فيه شهر رمضان ويقضى وقته فى العبادة والتفكر فيما حوله من مشاهد الكون وفيما وراءها من قدرة مبدعة, وهو (صلى الله عليه وسلم) غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك, ولكن ليس لديه طريق واضح, ولامنهج محددولا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه و كان اختياره لهذه العزلة طرفا من تدبير الله عز وجل له، وليكون انقطاعه عن شواغل الأرض وضَجَّة الحياة وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة نقطة تحول لاستعداده لما ينتظره من الأمر العظيم، فيستعد لحمل الأمانة الكبرى وتغيير وجه الأرض، وتعديل خط التاريخ... دبر الله له (صلى الله عليه وسلم) هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات، ينطلق في هذه العزلة شهرًا من الزمان، مع روح الوجود الطليقة، ويتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله.
جبريل يتنزل بالوحي
نزل الوحي لأول مرّة على محمد وهو في غار حراء، حيث جاء جبريل فقال: اقرأ: قال: (ما أنا بقارئ)، قال: (فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: مـا أنـا بقـارئ، قـال: فأخذني فغطني الثانية حتى بلـغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثـم أرسلـني فـقـال:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ سورة العلق:1-3
فرجع بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: (زَمِّلُونى زملونى)، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة: (ما لي؟) فأخبرها الخبر، (لقد خشيت على نفسي)، فقالت خديجة: كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل وكان قد تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانى، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيراً فأخبره خبر ما رأي، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزله الله على موسى. وقد جاءه جبريل مرة أخرى جالس على كرسي بين السماء والأرض، ففر منه رعباً حتى هوى إلى الأرض] فذهب إلى خديجة فقال: [زملوني، زملوني]، دثرونى، وصبوا على ماءً بارداً)، فنزلت:
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ سورة المدثر:1-5
وهذه الآيات هي مبدأ رسالته (صلى الله عليه وسلم) ثم بدأ الوحى ينزل ويتتابع لمدة ثلاثة وعشرون عاماً حتى وفاته (صلى الله عليه وسلم).
الدعوة
كانت الدعوة في بدء أمرها سرية لمدة ثلاث سنوات, حيث إن قومه (صلى الله عليه وسلم) كانوا جفاة لا دين لهم إلا عبادة الأصنام والأوثان، ولاأخلاق لهم إلا الأخذ بالعزة، ولا سبيل لهم في حل المشاكل إلا السيف، وممن سبق إلى الإسلام أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، ومولاه زيد بن حارثة, وابن عمه علي بن أبي طالب وكان صبياً يعيش في كفالة الرسول صلى الله عليه وسلم وصديقه الحميم أبو بكر الصديق. أسلم هؤلاء في أول يوم الدعوة. لما تكونت جماعة من المؤمنين تقوم على الأخوة والتعاون، وتتحمل عبء تبليغ الرسالة وتمكينها من مقامها نزل الوحى يكلف رسول الله محمد بن عبد الله (صلى الله عليه و آله و سلم) بإعلان الدعوة.
الاضطهادات
أعمل المشركون الأساليب شيئاً فشيئاً لإحباط الدعوة بعد ظهورها في بداية السنة الرابعة من النبوة، ,, ومن هذة الاساليب السخرية والتحقير، والاستهزاء والتكذيب والتضحيك, إثارة الشبهات وتكثيف الدعايات الكاذبة و قالوا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إنه مصاب بنوع من الجنون، وأحيانا قالوا: إن له جناً أو شيطاناً يتنزل عليه كما ينزل الجن والشياطين على الكهان, وكانوا يعملون للحيلولة بين الناس وبين سماعهم [[القرآن، ومعظم شبهتهم كانت تدور حول التوحيد، ثم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بعث الأموات ونشرهم وحشرهم يوم القيامة وقد رد القرآن على كل شبهة من شبهاتهم حول التوحيد، ولكنهم لما رأوا أن هذه الأساليب لم تجد نفعاً في إحباط الدعوة الإسلامية استشاروا فيما بينهم، فقرروا القيام بتعذيب المسلمين وفتنتهم عن دينهم، فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته بالإسلام، والحاصل أنهم لم يعلموا بأحد دخل في الإسلام إلا وتصدوا له بالأذى والنكال,حتى أنهم تطاولوا على النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) وضربوه فى مرات عديدة إلا أن كل ذلك كان لايزيد النبى وأصحابه إلا قوة وإيماناً, ومما زاد الامر سوءاً أن زوجته خديجة وعمه أبو طالب يموتان فى عام واحد وسمى هذا العام بعام الحزن وكان ذلك فى عام 619م. الدعوة استمرت 3 سنوات سراً.
الإسراء والمعراج
فى عام 620 م وبينما النبي صلى الله عليه وسلم يمـر بهذه المرحلة، وأخذت الدعوة تشق طريقاً بين النجاح والاضطهـاد، وبـدأت نجـوم الأمل تتلمح في آفاق بعيدة، وقع حادث الإسراء والمعـراج, حيث أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس راكباً على البُرَاق، بصحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام، فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إماماً، وربط البراق بحلقة باب المسجد. ثم عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء فاستفتح له جبريل ففتح له، فرأي هنالك آدم أبا البشر، فسلم عليه، فرحب به ورد عليه السلام، وأقر بنبوته، ثم قابل فى كل سماء نبى مثل يحيى بن زكريا و عيسى بن مريم، يوسف، إدريس, هارون موسى, إبراهيم ثم عرج به إلى الله الجبّار جل جلاله، وفرض الصلوات الخمس فى هذه الليلة وقد خففت الى خمس صلوات بعد ان كانت خمسين صلاة.