اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيـ العمر ـع مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كنت أقرأ بصمت ..
حروفك تخرسني..
وتسكب دمعي ..
وجدت نفسي بين
النقاط المنثورة هنا ..
حروف ذكريات الرحيل
آلمتني كثيرا ..
في حياتي .. أنواع كثيرة من الرحيل
رحيل الغوالي المؤبد ..!!
في غضون ثلاثة
أشهر .. وكأن لكل واحد
منهم كتب له شهر
يلحق به الآخر ..
عاشوا معاً .. ورحلوا معاً ..!!
جدٌ أحمر اللحية ..
ثم أب أثر أصابع كفه
على سجادة صلاته
حيث كان الإعياء
يرقد جسده الغالي
ثم عم أعتدت تقبيل
شامة خده ..!!
باتوا في
إطار يجمع تلك الصورة
علقته على جدار دولابي
جعلته مزاراً
غربت شمسهم من حياتي ..
ثار همي ..
وهدني الإعياء
ذلك .. أمر القدر
رضيت به وسلمته للربِّ
آهـ .. من القدر
حيرة الرحيل .. صارت إعصار
يعتصر فؤادي .. بات كابوسا
يؤرق مضجعي ..!!
ويعود من جديد
ليخطف الرحيل .. جدتي
كل سنة من شهر رمضان
تدعو لنا بالعودة
بإذن الرب.. إلا في تلك السنة
انتهى الشهر الفضيل
وجدتي ليس كعادتها
لم تقل (( يا الله بالعودة )) ..!!
وكأنه إنذار الرحيل..!!
وإنذار آخر يزور والدتي
في المنام ..
سرير جدتي الأخضر .. بجانبه
سريران .. أبيضان
كبياض إحرام .. الحجيج
تلك هي الرسالة ..
ورحيل جديد .. محمل بشيء من الفرح
رحل الحبيب .. خالي
ورحل الصديق .. حفيد خالتي
رحل الشهيدان .. في رحلة الطاعة
في ثياب الإحرام الأبيض
رحيل .. كان وقعه فيه رحمة على النفس
رحيل في سبيل أطهر البقاع ..



***

وللرحيل .. قصة أخرى
بدايتها فرحة لقاء صديقة الطفولة بعد طول غياب
في رحلة الدراسة
ونهايتها غياب مؤبد ..غياب مؤلم .. .... ..
الموت ...
الشبح الذي ينهي مطاف كل شيء ..
القدر الذي لامفر منه ..
القدر الذي يكون في قائمة المنتظرين ..
وحين وصوله لا ينتظر أبدا ...
ويسلبنا من أنفسنا ذاتنا ..
ونبقى لايام مع مواعيد الذكرى نستبق ..
وهكذا إلى أن يحين موعدنا ..
الموت وماأحلاها من موته ..
ونحن بذاك اللباس الطاهر هناك بين أحضان
ثرى وطأته قدم الحبيب المصطفى
بأبي وأمي أنت يارسول الله
موته تعانق بطرها الثريا
وتغسل الروح من كل بها
ونرى في العليا روح محمد وصحبه الكرام
يلبون ..
لبيك اللهم لبيك ..
لبيك لا شريك لك لبيك
إن الحمد والنعمه لك والملك
لا شريك لك ...
ربيع ..
رحم الله موتاكم وجميع موتى
المسلمين .. اللهم آمين
في أنتظارك بصفحة أخرى ..
فيها فرح ..