رحيق الجنة

عندما
كنتِ هناك
كنت الجنة وعندما
رحلتي بقت الحروف أنبياء
تنشر الدعوة للحضور في كنف
الجنة ، أحرفك سيدتي رغم الغياب
لا تزال هنا تكتبنا حرفا فيها ونكتبها جرعة
وجع بلون الرحيق ، فوجع الحروف
حينا ووجع السطور حينا آخر
يغرينا في أن نمقت كل
ما حولنا لنبقى بالقرب
منها ، حروفك
سيدتي رغم
الغياب تبقى
روح تسكن
النبض ،
والمعاني
التي تختلجها
طلاسم وعهد
بالعودة بعد كل
غياب ، وجنة
أحرفك تغري
القراء في قراءتها
فإن كان الغياب
يرسم أحرف ويعيد
بناء الكلمة بألون
تزخرف هذا الوطن ، فلنعلن
الغياب جميعا لنعود ونبني وطن ،
فغفواتك حينا تحت غصن الزيتون
عبق ، وقصص العشاق في أسطرك
لون آخر ، كل حرف تكتبيه حكاية
تحكي تاريخ حروف وتؤرخ الذكرى لنعود
إليها ونتذكرك بها .

رحيق الجنة

أهلا
بك في
وطن المعاني
ووطن النبض ، قد
تكون الآلهة اختارت
لك هذا المكان وطن لأحرف
فاختارته لك لتعودي
من منفى
الوحدة
التي
اعتصر
أحرفك رحيقا .

أهلا
بك بين
الأقلام مرة
أخرى زهرة ليلك
تعطر هذا المكان بتواجدها
وترسم رحيقا للأقلام
الأخرى لترتشف
منه فتصنع
منه زجاجة
تمتلئ
بالإبداع
في هذا الوطن


أو أسمعتي
بالمثل الذي يقول
" زعل الإخوان كاذب "
فمهما ابتعدتي عن
الأخوة والأخوات
فلا يزال
يملئنا
اليقين
بأنك
ترسمين
هذا النبض
وطن لك ولأحرفك مهما طالت
فترة غيابك