النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: عمان تاريخ عريق وإسهام حضاري قوي

  1. #1
    الصورة الرمزية امير الحزن
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2006
    العمر
    42
    المشاركات
    51

    عمان تاريخ عريق وإسهام حضاري قوي

    عمان تاريخ عريق وإسهام حضاري قوي

    إذا كانت مسيرة النهضة المباركة قد أعادت لعمان وجهها الحضاري ودورها النشط في محيطها، فإن ذلك ما كان يمكن أن يحدث لولا القيادة الواعية والمستنيرة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله والأساس الحضاري القوي لعمان الأرض والشعب و الذي سرعان ما كشف عن جوهره الأصيل عندما فجر طاقاته جلالته ـــ حفظه الله ـــ .

    فمن المعروف أن عمان ليست دولة حديثة ، ولكنها دولة قديمة قدم التاريخ ذاته ، وأسهمت في مراحل تاريخية عديدة بنصيب حضاري وافر ، كما كانت في فترات أخرى قوة بحرية سياسية مؤثرة امتدت علاقاتها وصلاتها إلى الصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في مراحل تاريخية مبكرة وأستقبل سفراؤها باحترام في عواصم تلك الدول وغيرها قبل قرون من الزمن .

    ومما لا شك فيه أن الخيط الأساسي الذي يمتد عبر حقب التاريخ المختلفة ، ويربط النهضة العمانية الحديثة بمراحل الازدهار التاريخية لعمان ، يتمثل في الواقع في قدرة القيادة العمانية على تحقيق الوحدة الوطنية ، وبناء القوة الذاتية ، وإقامة اقتصاد قوي على أساس من الأمن والاستقرار وإدارة السياسة العمانية بحنكة ودراية على المستويات المختلفة .

    وقد أدرك جلالته ـــ حفظه الله ـــ هذه الخبرة التاريخية ووظفها بكفاءة واقتدار برغم الظروف والتحديات الكثيرة التي مرت بها المنطقة على مدى ربع القرن الأخير .

    بينما تشير الدراسات التاريخية إلى الصلات العديدة بين الحضارة العمانية ، وحضارة الشرق القديم في الصين وبلاد ما بين النهرين فضلا عن الصلات مع حضارات شرق البحر المتوسط ووادي النيل وشمال أفريقيا ، فإن الدور الذي اضطلعت به عمان في نشر الدعوة الإسلامية منذ دخولها طواعية إلى الإسلام في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام هو أوسع بكثير مما هو معروف في كثير من الدوائر ، باستثناء الدوائر العلمية المتخصصة .

    لقد مثل التاريخ العماني سلسلة متصلة الحلقات أسوة بتاريخ الأمم والشعوب ذات الحضارة والدور التاريخي الذي يمر بمراحل مختلفة ، وبينما لعبت دولة اليعاربة التي ظهرت عام 1624م دورا بارزا في طرد البرتغاليين من السواحل العمانية ، والخليج العربي والمحيط الهندي بشكل عام فإن الدولة " البوسعيدية " التي بدأت على يد مؤسسها الإمام أحمد بن سعيد عام 1744 م ، والتي يمثل جلالة السلطان قابوس ـــ حفظه الله ـــ امتدادا لها ، استطاعت على مدى قرنين ونصف القرن أن تضع عمان في مصاف الدول القوية وذات التأثير وذلك باستثناء بعض مراحل الضعف أو العزلة أو الخلافات الداخلية والتي كانت تؤدي إلى نوع من الاكتفاء الذاتي والوقوع في براثن التخلف والإحباط لأسباب عديدة محلية وإقليمية ودولية كذلك .

    وإذا كانت أسرة البوسعيد قد حافظت على استمراريتها في حكم عمان عبر عديد من الأئمة والسلاطين الذين لعبوا دورا مؤثرا في تاريخ السلطنة وتطورها وعلى نحو شكل ركيزة من ركائز الوحدة الوطنية والشعور بالانتماء الوطني ، فإن الدور الذي لعبته أسرة البوسعيد والذي بلغ ذروته في العهد الزاهر لجلالة السلطان قابوس المفدى يتضح بجلاء عبر أية مقارنة بين ما كانت عليه عمان خلال الفترات الماضية من احتلال وضعف وخلافات وتخلف وما هي عليه الآن من عزة وقوة واستقرار وبناء عصري لدولة تحظى باحترام الجميع .


    أسماء عمان

    عرفت عمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من أسم ومن أبرز أسمائها " مجان " و " مزون " حيث يرتبط كل منهما ببعد حضاري أو تاريخي محدد .

    فأسم " مجان " ارتبط بما اشتهرت به من صناعة السفن وصهر النحاس حسب لغة السومريين حيث كانت تربطهم بعمان صلات تجارية وبحرية عديدة وكان السومريون يطلقون عليها في لوحاتهم " أرض مجان " . أما أسم مزون فإنه ارتبط بوفرة الموارد المائية في عمان في فترات تاريخية سابقة وذلك بالقياس إلى البلدان العربية المجاورة لها .

    وكلمة " مزون " مشتقة من كلمة " المزن " وهي السحاب والماء الغزير المتدفق . ولعل هذا يفسر قيام وازدهار الزراعة في عمان منذ القدم وما صاحبها من حضارة أيضا .

    وبالنسبة لأسم " عمان " فإنه ورد في هجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عمان في اليمن ، كما قيل أنها سميت بعمان نسبة إلى عمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام ، وقيل كذلك أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم .

    وكانت عمان في القديم موطنا للقبائل العربية التي قدمت إليها وسكن بعضها السهول واشتغل بالزراعة والصيد ، واستقر البعض الآخر في المناطق الداخلية والصحراوية واشتغل بالرعي وتربية الماشية .


    المساهمة في نشر الإسلام

    بالنظر للطبيعة السمحة للشعب العماني كانت عمان من أوائل البلدان التي اعتنقت الدين الإسلامي طواعية في عهد الرسول عليه الصلاة و السلام . فقد بعث عليه السلام عمرو بن العاص إلى " جيفر " و " عبد " ابني الجلندى بن المستكبر ـــ ملكي عمان آنذاك ـــ يدعوهما إلى الإسلام فاستجابت عمان يقيادة ابني الجلندى وأصبحت منذ ذلك التاريخ واحدة من القلاع الحصينة للإسلام والتي ساعدت على انتشاره في كثير من المناطق خاصة في شرق ووسط أفريقيا .

    وخلال السنوات الأولى للدعوة الإسلامية ساهمت عمان بدور بارز في حروب الردة التي ظهرت بعد وفاة الرسول عليه السلام ، كما شاركت في الفتوحات الإسلامية العظيمة برا وبحرا خاصة في العراق وفارس وبلاد السند بالإضافة إلى المشاركة في الفتوحات الإسلامية لعدد من البلاد الأخرى في المنطقة وخارجها .

    على أن الإسهام الأبرز لعمان تمثل في الواقع في قيامها عبر نشاطها التجاري والبحري الكبير في شرق أفريقيا خاصة خلال القرن الماضي بالتعريف بالإسلام ونشره في كثير من مناطق الساحل الشرقي لأفريقيا وإلى مناطق وسط أفريقيا التي وصل إليها العمانيون ، كما حمله العمانيون معهم كذلك إلى الصين والموانئ الآسيوية التي تعاملوا معها .وفي نفس الوقت مثل الإسلام والقيم الإسلامية ، رابطا قويا بين العمانيين حافظوا عليه وتمسكوا به والتفوا حوله .

    اليعاربة وطرد البرتغاليين

    في أوائل القرن السادس عشر وتحديدا في عام 1507م استطاع البرتغاليون أن يسيطروا على أجزاء كبيرة من السواحل العمانية وذلك بعد مقاومة شديدة من جانب العمانيين . وبرغم طبيعة الأوضاع الداخلية في عمان في ذلك الوقت ، إلا أن البرتغاليين ، أو غيرهم لم يستطيعوا تجاوز بعض المناطق الساحلية المحدودة وظلت مناطق الداخل في عمان بمثابة العمق الاستراتيجي الذي انطلقت منه ، ومن بعض المناطق الساحلية كصحار حملات المقاومة الوطنية العمانية حتى تم التخلص من الاحتلال البرتغالي بعد نحو قرن ونصف القرن .

    يمثل تولي الإمام ناصر بن مرشد إماما على عمان في عام 1624م بداية دولة اليعاربة ، وقد تمكن الإمام ناصر بن مرشد من خلال توحيد البلاد تحت قيادته للمرة الأولى منذ سنوات عديدة ، وعبر تجهيز أسطول بحري قوي ، تمكن من تقليص نفوذ البرتغاليين وتحرير بعض المدن الساحلية منهم ، وقد واصل الإمام سيف بن سلطان المعروف ب " قيد الأرض " هذه المهمة الجليلة في مطاردة البرتغاليين خاصة وأنه توفرت له الكثير من عناصر القوة المادية والعسكرية حتى تمكن من تحرير مسقط عام 1650 م وهو ما كان إيذانا بأفول نجم البرتغاليين في منطقة الخليج ككل . جدير بالذكر أن القوات العمانية طاردت البرتغاليين إلى سواحل الهند وشرق أفريقيا .

    وبالرغم مما حققه اليعاربة خاصة في المراحل الأولى من حكمهم من ازدهار اقتصادي وسطوة خارجية ، إلا أن ذلك لم يستمر طويلا خاصة مع عودة الخلافات الداخلية إلى الظهور مرة أخرى مما أدى إلى إضعافهم وتعريض البلاد لغزو خارجي مرة أخرى .

    البوسعيد

    250 عاما من التحرير إلى بناء الدولة العصرية


    تمثل مبايعة الإمام أحمد بن سعيد الذي كان واليا على صحار وما حولها في عام 1744م بداية لحقبة جديدة في التاريخ العماني ، استمرت بمراحلها المختلفة على امتداد المائتين والخمسين عاما الأخيرة ، وجدير بالذكر أن تولي الإمام أحمد بن سعيد الإمامة في عمان جاء نزولا على رغبة أهل الحل والعقد في عمان في ذلك الوقت بالنظر لمواقفه وشجاعته وبخاصة في تخليص البلاد من الغزاة الفرس .

    وقد تمكن الإمام أحمد بن سعيد الذي أسس الدولة البوسعيدية من إعادة توحيد البلاد وإخماد الفتن الداخلية وإنشاء قوة بحرية كبيرة إلى جانب أسطول تجاري ضخم وهو ما أعاد النشاط والحركة التجارية إلى السواحل العمانية ، كما أعاد لعمان دورها في المنطقة . وليس أدل على ذلك من أنه أرسل نحو مائة مركب تقودها السفينة الضخمة ـــ الطراد ـــ " الرحماني " في عام 1775م إلى شمال الخليج لفك الحصار الذي ضربه الفرس حول البصرة في ذلك الوقت بعد استنجاد والي بغداد به وقد تم له ما أراد .

    وبعد أن توفي الإمام أحمد بن سعيد في الرستاق سنة 1198هـ / 1783م والتي أتخذ منها عاصمة له ، خلفه عدد من الأئمة والسلاطين البارزين الذين حافظوا على استمرار حكم أسرة البوسعيد ، وفي عهد حفيده حمد ( 1199هـ / 1784م ) ـــ ( 1206هـ / 1792م ) انتقلت العاصمة من الرستاق إلى مسقط ولتستقر فيها حتى الآن .

    إذا كان من المفروغ منه أن الشعور العميق لدى العمانيين في كل المناطق و الأوقات بالانتماء إلى أرض عمانية واحدة تترابط معا بقوة أبنائها في مواجهة أية تحديات خارجية ظل يمثل حقيقة متصلة عبر كل مراحل التاريخ العماني ، فإن استمرار أسرة البوسعيد في الحكم منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى الآن قدم في الواقع سياجا آخر لدعم الوحدة الوطنية العمانية خاصة في مراحل محددة بلغت ذروتها في عهد السيد سعيد بن سلطان ( 1804 ــ 1856 ) ثم في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم باني نهضة عمان الحديثة .

    وبغض النظر عن بعض فترات الضعف والانكماش والتخلف التي حدثت خلال القرنين ونصف القرن الأخير ، إلا أن هذه الحقبة قد أثمرت عددا من الإنجازات الهامة في مسيرة عمان التاريخية لعل من أبرزها ما يلي :-

    ـــ التخلص من كل صور ومظاهر الاحتلال والنفوذ الأجنبي .
    ـــ بناء إمبراطورية عمانية كبيرة امتدت لتشمل مناطق عديدة في شرق أفريقيا خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر ، وقد فرضت هذه الإمبراطورية وجودها البحري في المحيط الهندي وأقامت علاقات سياسية متوازنة مع القوى العظمى في ذلك الوقت خاصة بريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى الولايات المتحدة .
    ـــ التغلب على مختلف التحديات الداخلية والإقليمية وإرساء أساس قوي لعلاقات متوازنة خليجيا وإقليميا ودوليا أتاح للسلطنة الحفاظ على مصالحها الوطنية .
    ـــ ثم بناء دولة عصرية مزدهرة تمثل الأم بالنسبة لكل أبنائها .
    ـــ وقبل ذلك وبعد تحقيق استمرارية ووحدة التاريخ العماني

  2. #2
    تسلم اخوي امير الحزن ع الطرح الجميل،،،،

    بارك الله فيك،،،

  3. #3
    موضوع جميل ومعلومات ماكنت اعرفها سلمت يدك اخي امير ويعطيك الف عافية

    أخت عاشق السمراء

  4. #4
    الصورة الرمزية امير الحزن
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2006
    العمر
    42
    المشاركات
    51
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **دانة السلطنة** مشاهدة المشاركة
    تسلم اخوي امير الحزن ع الطرح الجميل،،،،

    بارك الله فيك،،،

    ان شاء الله اطرح كل ما هو جديد ومفيد لكم وتسلمين يا اختي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML