الموضوع: حب الإسلام

لماذا نحب الإسلام؟

يكفى السائل جوابًا أن نقول له:
نحب الإسلام لأن الإسلام هو حياتنا.. هو الروح التى لا تعيش أجسادنا إلا بها.. هو الهواء الذى نستنشقه، فإذا منع عنا هذا الهواء متنا في لحظتنا.
كان من الممكن أن يكون الجواب واحدًا من هذه الأجوبة، ونكون قد وفينا وكفينا، ولكن السؤال يشعرنا من خلال صيغته أن السائل يجهل حقيقة الإسلام، ويظنه علاقة خاصة بين العبد وربه، وأنه لا شأن له بالحياة وما يدور فيها من قضايا وأمور من الممكن أن تعالج بعيداً عنه.
فهناك جهود يجب أن تبذل فى سبيل محو أمية المسلمين تجاه إسلامهم العظيم الذى يقبل عليه مفكرو الغرب وعلماؤه وهم فى غاية الفرح والسعادة، لأنهم يكتشفون فى الإسلام ضالتهم المنشودة، وأمنيتهم الغالية التى ظلوا زمنا طويلا يحاولون الوصول إليها.
يكتشف علماء الغرب ومفكروه فى الإسلام جوانب من العظمة كان أولى بالمسلمين أن يكتشفوها وينوهوا بها، ولكنهم شغلوا عنها بالتافه من الأمور، فبدأ لهم الإسلام إرثا قديما أدى دوره فى عصوره الماضية ولا حاجة للناس إليه فى هذا العصر.. وياليت المسلمين وقفوا عند هذه الجريمة ولكنهم تجاوزوا ذلك إلى جريمة افظع وأشنع وهى أنهم ناصبوا الإسلام العداء، وحاولوا محو آثاره، وتشويه معالمه، وصد الناس عن صراطه المستقيم..
لماذا نحب الإسلام ؟
هل هناك عاقل يحترم عقله ويحترم العصر الذى يعيشه يطرح مثل هذا السؤال؟ ولكن قاتل الله الهوى والنفس والشهوات، إنها تحيل العاقل إلى سفيه لا يحسن التصرف ولا الفهم أو الإدراك.
إننا نحب الإسلام لأنه النعمة التى أنعمها الحق تبارك وتعالى علينا، ولأنه تعالى رضيه لنا، قال تعالى: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا )[المائدة:3]
نعمة ارتضاها الحق تبارك وتعالى لنا ألا نرتضيها لأنفسنا؟‍‍‍‍‍‍‍‍
إننا نحب الإسلام لأنه يحقق لنا الأمن الغذائى والأمن الاجتماع. ( لإيلاف قريش. إيلافهم رحلة الشتاء والصيف. فليعبدوا رب هذا البيت. الذى أطعمهم من جوع. وآمنهم من خوف)[ قريش]
إننا نحب الإسلام لأنه يحقق لنا العدل والمساواة وتكافؤ الفرص، قال تعالى: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون )[النحل:90].
وقال سبحانه: ( يأيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)[الحجرات:13].
أننا نحب الإسلام لأنه يدعو إلى اليسر فى كل شأن من شئوننا قال تعالى: ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) [البقرة: 185]
ولقد كان رسول الله r عملا بتوجيه القرآن الكريم، ما خير بين أمرين إلا اختيار أيسرهما ما لم يكن إثمًا.
إننا نحب الإسلام لأنه حرر الإنسان من عبودية الإنسان، ورفع عن كاهله الأغلال والأثقال التى وضعها عليه الطغاة والجبابرة قال تعالى: (واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ) [التوبة: 31]
نحب الإسلام لأنه أعزنا بعد ذلك، ونصرنا بعد ضعف، وجعلنا قادة الأمم وأساتذة الدنيا: ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون )[المنافقون:8].
نحب الإسلام لأنه صنع منا أمة قادرة على العطاء، وتاريخ الحضارة الإسلامية يشهد بذلك حيث كان علماء الإسلام روادًا فى جميع صنوف المعرفة، ولقد أضافوا إلى الحضارة الإنسانية إضافات لا يمكن إنكارها، واستدركوا على العلماء السابقين فى الكثير من القضايا والنظريات العلمية، وكانوا سباقين إلى العلوم التجريبية، ولقد أخذ عنهم علماء الغرب ذلك.
نحب الإسلام لأنه أستوعب حركة الإنسان جميعها، وبسط له الحلول لكل ما يعترض سبيله من مشاكل، وصدق الله العظيم: ( ما فرطنا فى الكتاب من شىء )[الأنعام:38].
نحب الإسلام لكل هذا، ونحب الإسلام لأمور كثيرة.
نحب الإسلام لأنه دين الله وكفى.

من كتاب : بحور الحب

أخت عاشق السمراء