[ALIGN=CENTER]أعلم انك الآن بين العشرات وربما المئات الذين يقرؤن كلماتي ... أعلم انك تقرأ رسالتي ... تتمعن في سطورها ... وربما تحاول فك رموزها ...
رسالتي هذه بدم قلبي كتبتها ... بدمعي اغرقتها .... كم من المرات مزقتها ... ومرات عديدة كتبتها ... لم املك الجرأة قبل اليوم لابوح لك عن مشاعري .... ولعل كلماتي هذه آخر حروف اسطرها
يا من تسكن بين ضلوعي ... وتحن في كل لحظة اليك روحي ... انت اقرب الي من انفاسي ... وارق في صدري من همساتي ..كم تمنيت ان امتلك قلبك ... ان اجتاح فكرك ... وازلزل كيانك ... تمنيت ان اهيم في بحر عيونك ... ان تصافح كفي راحة يديك ... و ان اتدثر بحضنك ... تمنيت ان انصت بخجل الى اشعارك ... ان تزعجني بمداعباتك ... وتثيرني بمراوغاتك ...
حلمت كيف يكون لقائي بك ... تساءلت كثيرا ... ماذا ارتدي ؟! هل ارتدي فستانا ورديا كلون الزهر ؟ ام البس ثوبا اخضر كاوراق الشجر ... ام ان لون زرقة السماء اكون به اكثر بهاء ... ربما اللون الابيض يروق لك ... ويجعلني اكثر نقاء ...
ويا ترى هل ابدأ انا بالسلام ام تبادر انت بالكلام ؟!
مشاهد عديدة صورتها في فكري ... رسمتها في مخيلتي ... آوي الى فراشي ... أعد الايام ... الساعات ... واللحظات ... متى يحين اللقاء ؟!
استمع الى حكايتي التي تعلم منها اليسير ... وترقب بصبر ما يأتي فربما هو عليك عسير ..........
منذ سنين ... قلبي المسكين ... تسلل الحزن الى جميع معابره ... وسكن في جميع اوردته ... وأسر كل شرايينه ... والفرح ما عاد له سكن سوى على اطراف حافته ... زخة حزن اخرى ويتعثر ... ويتهاوى من مكانه ...
تمر الايام ... وتتراكم على قلبي الاهوال ... تعصف به الالام ... لكنه يصارع الالم ... يرفض استعمار السقم ... يدافع عن نبضاته ... يحارب للبقاء على انفاسه ... لكن العدو اشد ضراوة ...
يشير اخي علي بزيارة الطبيب ... لكني اكره ان يختلس ذلك الطبيب النظر الى قلبي ... او يسترق السمع الى نبضي ... ولكنني اضعف بكثير من احتمال المي ... اذاً فوضت الى الله امري ...
نزور الطبيب ... ومن ثم نعود ...... اخي عابس الوجه ....شارد الذهن ... يخيم عليه الوجوم ... كأني ارى سماء تلبدها الغيوم ... واستمع الى قصف الرعود ... قل يا أخي الودود ... ما بال الصمت يطبق على انفاسك ... ما سر ما ارى من احزانك ...
"عزيزتي ... اتعلمين انك تملكين قلبا قويا كالحديد .... وستعيشين عمرا مديد ... "
لكن ما به يداري دموعه ... وصمته المدوي يناقض كلامه؟!
ايام مضت .. اسرتي اليوم حولي اجتمعت ... " اخوتي ... ما بالكم بي تحدقون ... وبم تتهامسون ... لم بشفقة الي تنظرون ؟؟؟! "
اصغرهم يقول : " حافظي على صحتك ... ولا ترهقي نفسك "و آخر : " لا تبذلي مجهودا فوق طاقتك ... لا تهملي راحتك "
انتظر اكبرهم ما عساه يقول ؟ " فلتتركينا بضع ساعات ... فلدينا كثير من المناقشات "
اخطو عدة خطوات ... التفت اليهم ... جميعهم يجولون ببصرهم نحوي ... ولا يحولون نظرهم عني ... اهرول مبتعدة ... " ماذا يقولون ... ما الذي يدبرون ... وفيما يخططون ؟ "
اتراجع بضع خطوات ... يسيطر علي الفضول ... استرق السمع ...
" أي طبيب يحكم ان ينتهي عمرها بعد عدة سنوات ..... " عبارة انتهت الى مسمعي .... اغمض عيناي ... افتحهما مجددا ... يا الهي ... انها الحقيقة وليست احلام ... استعدت شريط الذكريات ... حين جلست يوما بصحبة مجموعة من الرفيقات ... اخذت احداهن كفي بين راحة يديها ... وتمتمت ببعض الكلمات ... قالت بلهجة العرافات ... " قلبك اوهن من ان يحتمل ما هو آت من ازمات .... ستعيشين شهورا ... وربما عدد قليل من السنوات " تعالت الصرخات ... وانفجرت الآهات ... قلت : " دعي عنك هذه التفاهات ... ما تقولين مجرد اوهام وسخافات "
اذن شبح الموت يدب في اوصالي ... يسكن كل خلية في جسدي ... يجثم على قلبي ... هذا المارد الجبار ... متى ينتزع روحي .. ويرحل بي الى عالمه ... اتساءل كيف سيختطفني ؟ هل اكون حينها بين احضان أمي ؟ ... أم يحرسني .. ينتظرني حتى اغفو ... وانام على صدره نومي الابدي ؟ هل سأقاومه ... هل سأصارعه ؟ فأنا اعلم أن قلبي لا يزال يمد ذراعيه ليتشبث بالحياة ؟
فيا من أقسمت انك قدري ...
الا تراني زهرة تذبل
ونجمي من الحياة يأفل
اقترب ... اطوي بيديك كفني
ودع انفاسك ترافقني
وضحكاتك تتبعني
وزفني عروس الى قبري[/ALIGN]